أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - في طريقها الى الطلاق














المزيد.....

في طريقها الى الطلاق


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 23:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كان سلامي عابرا وفاترا ومن غير التفاتة، مجرد تحية خالية من أي مشاعر تشبه التحية التي نلقيها على المكان حين يكون خاليا من الناس، بادرتني هي بابتسامة سريعه، استرجعت فيها صورتها وقد كانت ابتسامتها اكثر ما كان يميزها حين عرفتها منذ شهور قليلة. كيف تغيرت ولماذا؟ حتى تكون بكل هذه الكآبة المرسومة على محياها، اين ابتسامتها الشقية التي تتلون روحا جديدة مع كل نغمة وصوت يصدر عنها، لماذا اصبحت ابتسامتها منقوصة من الحرارة والشقاوة، كيف تخلت عنها واصبح لها ابتسامة المغلوبة على امرها، مجرد اسنان توحي بالمرح، فصرخت باسمها مترددة لانني استغربت صورتها بالملابس الجديدة كما انني لم اكن اتوقع منها كل هذا التغيير وخلال هذه المدة القياسية.

بادرتها بالسؤال عن حالها وقد فرحت منها حين عرفت انها ستتمم اجراءات خطوبتها في نهاية الاسبوع. انك لست بسعيدة! هكذا عبرت لها عن دهشتي، فقالت لي بما لا يشبه عمرها ولكنه يشبه الحزن الذي يسكنها: في الحياة اشياء كثيرة تمنعننا من الفرح!، فقلت لها هل انت مجبرة على هذه الخطوبة! قالت لي: على العكس تماما هو اختياري، اذن لماذا كل هذا البؤس وانت انسانة مرحة وما زال مبكرا عليك الحزن، سألتني ان كنت قد عرفتها حين رأيتها بثوبها الطويل واشارت بيدها وهي تمسكه بكل يأس وكأنها تخلعه عنها، اخبرتها بكل الصراحة انني لم اعرفها، فهي متغيرة جدا. لكن هذا التغيير لم يطأ ثوبها الملتزم بل التهم شخصيتها وروحها واقبالها على الحياة وطريقة تفكيرها، اتمت كلامها وقالت لي ان هذا الثوب احد شروطه لاتمام الخطوبة.

بقيت صامتة وانا اغادرها ولكنها ابدا لم تغادرني، وكم شعرت بالحزن من اجلها، اذ انها تعاشر الهم وهي في ذروة فرحها، وبدلا من ان تلاحق ضحكاتها اصبحت تلاحق صورتها التي لم تعد ترضى عنها، نسيت انه قرارها بالنهاية سواء أكان بأختيارها الزي الملتزم او باختيارها شريك حياتها.
لا ادري ان كان ذلك الزوج المنتظر هو السبب الحقيقي وراء ازمة الثقة التي اصبحت تعاني منها صديقتي حتى تغار من صديقاتها ويفيض منها الشك في كل سلوك يصدر عنه، فتبقى الباكية الشاكية التي تطالبه بأن يدفع لها ثمن تضحيتها بعالمها المنفتح ودخولها الى عالمه المنغلق الذي حرمها حتى من الاستمتاع برؤية نفسها بالمرآة.

لم استطيع كتم النصيحة عن صديقتي فأخبرتها قراري من غير لباقة حين عرفت منها شرط عريسها لإتمام مراسم الزفاف بأن تغطي وجهها، حتى لا يبقى منها الا الاسمال الثقيلة ومزاجها الذي يحدث اخبارا بالكآبة. لانني رأيت فيها مشروع مطلقة ان لم ترفض هذا الزواج الذي يأتي باسم الحب.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام الطفولة الضائعة
- كلام في الحب
- متاهة الحرب والحب
- بين هاوية الوظيفة والدعارة
- مطر من غير دفئ
- غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر
- عروس سورية بغير الابيض
- ايام عابرة
- مشاهدات من مخيم الزعتري
- حبال الريح
- زوجة مع وقف التنفيذ
- بقايا النهار
- العيد يتزين باللون الاسود
- محمود درويش في ذكراه
- عند الباب
- طبلة رمضان وذكريات من الطفولة
- العنف الجامعي والقوة بالعشيرة
- بابور الكاز يعود الى حاضرنا
- يقظة الروح
- الشوارع تغص بالجثث


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - في طريقها الى الطلاق