أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ماهر علي دسوقي - نصب حجري لشهيد على شارع الارسال !!!














المزيد.....

نصب حجري لشهيد على شارع الارسال !!!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 22:14
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




تستوقفك في كثير من الأحيان أمور لافتة، قد تكثر في تتابع لعدة أيام ، ولربما تقل في أخرى، لكن في تدقيق ما تجد اللافت رغم انه يقف واضحاً امام الجميع ولا يشعرون، وحين تُغيب احساسك ومشاعرك يتغيب اللافت ايضاً، وما بين اللافت "والملفوت له" نبض خاص يتأجج تارة ويخبو في أخريات وكأن في الأمر نسبية غريبة.

جدار جديد بني منذ مدة ليست طويلة ليحيط بما يعرف اليوم بمقر "المقاطعة" او مقر "الرئاسة" في رام الله ، ويمتد متقوساً من الجهة الشرقية لها حيث كان مقر "دائرة السير" الى الجهة الغربية المطلة على شارع الارسال ، وقد بني لسبب "خفي" على ما يظهر على شكل "قلعة" او اسوار القدس، يرتفع في مكان ليصل الى اكثر من "3 أمتار" وينخفض في أخرى ليصل ما دون ذلك.

مقابل هذا كله وعلى الشارع المقابل رصيف ضيق لا يكاد يتجاوز المتربجدار استنادي لبيت فخم .. وهو ليس بيت القصيد .. الرصيف بجداره المنخفض يمتد حتى شارع فرعي يكاد يكون "رئيسيا" يتجه نحو تقاطع "عين مصباح" ، الرصيف تبدل اكثر من مرة، وكذلك الشارع المحاذي منذ قدوم السلطة، لكن ما يميزه حقاً هو الشهيد الذي "سقط" هناك وكان تلميذاً على مشارف الثانوية، زهرة بالكاد تفتحت ....

كان انضم لحشد من المواطنين المنددين بفوضى الامن في رام الله في ذاك الزمن وبالتحديد في 25/10/1998 ولم يكن يعلم مسبقاً انه سيتحول الى صريع نتيجة فوضى "الأمن"ذاتها ، تقدم ومن معه نحو "المقاطعة" .. خرجت رصاصات من خلف الجدار القديم الذي "وُرث" من قبل الحكم العسكري الصهيوني، فأصابت احدى الرصاصات مقتلاً من الشاب الطامح للحياة .. سقط وسيم يوسف الطريفي وارتفع صوت الرصاص والهتاف ..

شيّع الشهيد .. وأصر والده "د.يوسف" على وضع نصب حجري مكان دم ابنه، وكان له ذلك، ومنذ العام 1998 والشاهد الشهيد هناك يواجه الجدار المقابل بحلته القديمة .. والجديدة اليوم بقاعدة تلتصق بالرصيف وتعلو بالاستناد الى الجدار على طول "33 سم" تقريباً بل وتتجاوزه ب "5سم" وبعرض يشارف على "23سم" في زاويتيه اليمنى واليسرى من الاعلى "علمان ملونان لفلسطين" وما بينهما هبوطاً اسم الشهيد وتاريخ استشهاده ..
الغريب حقاً ان الرصيف تبدل وتغير وبقي النصب ، وكلما اعيد الى مكانه بعد "ترتيبات الحفر والمد والباطون " كان "اللافت لمن اراد يبقى .. فعلى طول الرصيف لا نبات ولا خضار في الاسمنت "الأصم الصلف" ، لكن ما ان تدقق النظر حتى ترى من حول النصب ما لا يمنع اندهاشك، لتتوقف وتتأمل ، حشائش ونبت اخضر يخرج مصراً ليحيط بالنصب الحجري وليرتفع حتى علو "15 سم" تقريباً من الجانبين، وكأنه يحيط به او يحتضنه ..

تلتفت الى الجدار "القلعة" في الجانب المقابل من الشارع فلا ترى شيئاً من هذا، تدقق على طول الرصيف ايضاً الذي يحتضن النصب فلا تجد اية اشارة "لخضرة" ما .. هوالاسمنت المرصوف سيد المكان ..

توجهت نحوه بالأمس حملت متراً صغيراً واخذت بقياس النصب "الذكرى" وارتفاع الاعشاب المحيطة به ، ونبتة الحنون المجاورة .. لاحظني "احدهم" بلباس مدني، تقدم مني بهدوء وقال: ماذا تفعل هنا، ادركت الى ما يرمي .. وبهدوء مقابل افصحت له عن "السر" المعلن للجميع .. دقق حيث اشرت له جيداً وفي المحيط أجال بنظره ، حشرج الكلام في حلقي ، ارتبك "هو" سقط من عيني دمعة ومن عينه اخرى ..
افترقنا وقد اعلن النبت حول النصب الحجري حضوره، وكأن دماء الشهيد ترفض الا ان تعلن نفسها في وجه ظلم الأقربين ..

صرخة هي كانت في وجه الظلم علت يوماً فنزفت دماً فأخرجت من بين الصخر والاسمنت حياة تندد بالقهر .



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميسرة ومسير !!
- اترك بصمتك على ثراها !!
- أطفالنا ليسوا دمى لاوباما !!!
- ما لكم تكأكأتم هكذا!!
- هذا دهر يبرم منقوضا!!
- اوباما : كارتر استقبل يوما بالحجارة !!
- هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!
- جنين.. نحن معك بمصابك الجلل !!
- زرع سنبلة ومضى !!
- كادح ومنافق !!
- شهيد يخاطب حفيد!!!
- الاغذية الفاسدة رياضة يومية!!
- يا اخا من غير أعرابنا وداعا !!
- وفاء طير!!
- القبور أحيا منهم !!
- الفقر في النفس لا في المال تعرفه !!
- الصورة ذات الاطار الفضي
- ثكالى نزف الوطن !!
- ألا من زلزال يعيد لنا الرشد!!
- حجر .. وصفية وناقلات الجند!!


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ماهر علي دسوقي - نصب حجري لشهيد على شارع الارسال !!!