أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شوقية عروق منصور - ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!














المزيد.....

ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 12:02
المحور: كتابات ساخرة
    



كنت اضحك بمرارة عندما اسمع صديقي الشاعر العجوز فوزي الحكيم يردد بصوت عال جهوري وبأسلوب الممثل يوسف وهبي - احنا في الزمن التراللي - ولا أعرف من أين أتى بكلمة تراللي ، لكن العجوز فوزي صاحب التجربة المليئة بالسفر والثقافة وقرض الشعر وحب الحياة أراد بكلمة " تراللي " اختصار نقمته على الوضع العام السياسي والاجتماعي والاخلاقي ، ومات الشاعر فوزي الحكيم في الغربة بعد أن قرر الهجرة من الوطن الذي خذله ليسكن في جزيرة كريت اليونانية وطن زوجته اليونانية " ام دوريس " .
وجرت مياه كثيرة في نهر حياتي وكرت السنوات واختفت كلمة " تراللي " من القاموس اليومي ونسيتها ليس لأن المجتمع تغير والوضع السياسي اصبح افضل بل لأن الكلمة تحولت الى كلاسيكيات الزمن الجميل ، على الأقل كان هناك وصفاً عاماً حتى لو كلمة - ترللي - للحالة الاجتماعية والسياسية آنذاك ، لكن اليوم لا تجد كلمة تختصر غضبك وقهرك وقرفك وغيظك ومعاناتك كانسان وجد نفسه كطائر البشاروش الذي يقال أنه دائماً يطير ويطير مئات الأميال ثم يكتشف في النهاية أنه ما زال في نفس النقطة التي بدأ منها ، حتى تظن اننا تحولنا الى أكياس محشوة بالرمل ومعلقة والظروف الصعبة تضربنا من كل الجوانب ، تتمرن يومياً على اهانتنا وتسرق لحظات فرحنا وانسانيتنا .
حتى وجدت " الترللي " الكلمة التي تختصر الزمن المقهور فجأة أمامي وهي ترقص رقصة " الفهلوة " وتحضن المصالح والانانية ، وشخصية الفهلوي ذكرها الناقد السياسي ( صادق جلال العظم ) حيث صور الشخصية الفهلوية التي تصور الهزيمة انتصاراً ، لكن هناك صفات أخرى للفهلوي نستطيع اسقاطها عليه ، فقد يكون ذلك المثقف الذي يستغل ثقافته في نصب الحيل والضحك على الذقون عبر حديثه واقوله وشعاراته حتى يصل لهدفه، وهذه الصفات نراها يومياً على جميع الأصعدة ، ورغم معرفة الناس بالشخصيات الفهلوية جيداً لكن ما زلنا نحيط هذه الشخصيات بالنفاق ولا نشير اليهم بأصبع الاتهام ، والمصيبة حين ننتخب أحد الشخصيات الفهلوية لمنصب معين ونعرف ان المنصب أكبر منه ونعرف أن وجوده هو رسالة تخريب للمجتمع وللمستقبل لكن نصر ان نبقى في حالة العمى المتدحرج ، الذي يحصرنا في دائرة الفشل المتفشي كالسرطان ، وتتسع دائرة الفشل يومياً كلما يكتشف الفهلوي أنه ضحك علينا ويتمادى في استخفافه متجاهلاً كل شيء لنصل الى طريق الندم المغلقة وبدون عودة .
من بين الشخصيات التي ترفع عقال وكوفية الفهلوية بعض وجوه رؤساء المجالس المحلية والبلديات العربية ، والمصيبة أننا نرى فهلويتهم التي وصلت الى عمق الفشل المدوي لكن يتجرأون ويرفعون رؤوسهم ويطالبون بأن تدخل أصابعهم في نسيج العمل البلدي والسياسي ، لأن أصابعهم ذهبية وتريد خدمة البلد ، رغم أن أعمالهم ما زالت شاهدة عيان على هذه الخدمات الوهمية ، واذا وجدت تكون قشرة مزيفة سرعان ما تتقشر وتمسح .
ونرى الشخصيات الفهلوية في مجال المناقصات ، وقد نغفر حين يدخل الفهلوي في المجال الخاص ، لأن الخاص هو ملك لشخص ومجموعة ، لكن حين يتم اختيار فهلوي في مجال عام مثل التربية والتعليم ، كمدير ومفتش ومسؤول ، عندها نصاب بالخوف على مستقبل العملية التعليمية المتأكلة المهترئة بالعنصرية والتمييز وقلة الميزانيات ليضاف اليها شخصيات لا يستطيعون قيادة أنفسهم لتجدهم يريدون قيادة أجيال تنبض بالطموح .
حتى تحولت المدارس الى مزارع ترعى فيها المصالح والوظائف والفئات والاحزاب والتعينات المغلفة بورق فضي من الدعم الفهلوي ، وعلينا كمواطنين أن نحمل خارطة الطريق - نستطيع سرقتها من ابو مازن - لنمشي بواسطتها خلف كل مدير ومفتش لنعرف الى أين تؤدي فهلويته المبجلة .، لنصاب بالذهول من وجوه الأقارب والاحباب - الأقارب أولى بالمعروف - الذين دخلوا موسوعة غينس للوظائف السريعة .
وهناك صورة للفهلوي الذي يقدم لك كل محاضرات عن الاخلاق الحميدة ويستعين بالكتب الدينية ، ثم نراه يخلع هذه الاخلاق أمام امتحان المصالح وبريق الدولار .
وصورة ذلك الفهلوي المناضل الذي يشبعنا شعارات وطنية و يحاشر حتى يجد له مكاناً تحت شمس الكنيست ، ويبقى يتنقل بين الأحزاب يخرج ويدخل ويشتم واذا لم يحصل على عضوية الكنيست على الأقل يضمن راتب .
وصورة ذلك الفهلوي الذي يتحدث عن حرية المرأة واستقلالية المرأة ، يتغنى بانجازاتها في المناسبات النسوية لكن زوجته وأخته وابنته يعشن ظروف الكبت والقمع والممنوع .
وصورة ذلك الفهلوي السياسي الذي يفتش عن عيون الكاميرات في كل مكان ، يريد أن يكون في مقدمة الاجتماعات والمظاهرات والحركات الشعبية ، وحين لا تكون هناك كاميرات لا يذهب ويرفض الحضور بحجة أنه مشغول .
وصورة الفهلوي الذي يريد أن يصبح عضواً في البلدية أو المجلس - ويصر اصراراً ويلح الحاحاً على رأي الفنان عادل امام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة - ولكن ما أن يصبح عضواً حتى يتحول الى مادة لزجة أو زئبقية لا تعرف الامساك بها ، او مادة هاربة لا يشارك بحضور الجلسات ولا رأي له ولا يعرف شيئاً عن قضايا بلده .
الصور الفلهويين لاتعد ولا تحصى وكل واحد منا له البومات في ذاكرته لوجوه فهلوية ، ونعترف ان ثقافة الفهلوة دخلت في كل ثغرة في مجتمعنا ، حتى تحولنا الى قبائل من النمل الذي يردد العين بصيرة واليد قصيرة ، نرى كل شيء ولا نفعل شيئاً لكي نطرد هؤلاء ، الذين شكلوا جيوشاً من التبعية والصمت والسكوت والانحناء والطاعة ، ومحطات من المصالح المتبادلة يتاجرون عبرها بنا ، ويتعاملون معنا كأننا وجدنا لكي نطيعهم .
الفهلوة اليوم هي عاصمة العقلية العربية ، عاصمة طموحهم ، لتصديق كلامي تأملوا وسائل الأعلام وغربلوا اخبارنا المحلية ستجدون العجب ، كأنكم ستدخلون مغارة علي بابا ، لكن للأسف لن تجدوا علي بابا بل ستجدوا الأربعين حرامي.



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شوقية عروق منصور - ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!