أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مرسي يتحدث في غسق الدجى














المزيد.....

مرسي يتحدث في غسق الدجى


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 20:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يتوقف الرئيس مرسي عن اتحافنا بقراراته العجيبة، وإفيهاته السياسية المثيرة، وكأنه يتعمد إمداد برامج التوك شو بالمواد اللازمة لصناعة النكات الساخرة.
فمع تفاقم حالة الغليان السياسي التي تشهدها مصر، انتظر الجميع أن يخرج رئيس الدولة على الناس في مؤتمر صحفي حي أو بخطاب مباشر لينزع فتيل الأزمة، ويجمع شتات الأمة، ويؤلف قلوب الفرقاء على كلمة سواء، إلا أن الرئيس مرسي كعادته فاجأ الجميع بسابقة لم تعرفها البشرية في تاريخها المنظور، وآثر أن يخاطب شعبه بحديث تليفزيوني مسجل يذاع في الساعة الثانية صباحا، أي بعد أن اطمئن سيادته أن الجميع يغط في سبات عميق، وأن أحدا لن يسمع حديثه.
سقطة من هذا النوع تكشف مدى ضعف وتخبط العقلية التي تدير اليوم بلد بحجم مصر، ومدى استهانة الرئيس بجماهير شعبه التي أجلسته على الكرسي، كما تعني أن الرئيس الذي تباهى بشجاعته وقام بفتح سترته في ميدان التحرير لم يعد قادرا على مواجهة إعلامه الوطني في مؤتمر صحفي حي نتيجة لشعوره بضعف موقفه وعجزه عن تقديم تفسيرات أو تبريرات مقنعة لسياساته وقراراته.
وعلى الرغم أن مضمون الحديث قد جاء تكرارا لما ردده الرئيس مرسي كثيرا من شعارات لا تطبق، ووعود لا تنفذ، وأحلام لا ترى النور، فلم يكن فيه ما يستحق التوقف عنده بالنقد والتحليل، إلا أن سيادة الرئيس مشكورا قد كشف لنا فيه عن بعض الحقائق الهامة:
الأولى: أن المعارضة والنقد والسخرية لا تؤثر في جلد سيادته السميك، وأنه يمتلك من العناد والإستعلاء والقدرة على إنكار الحقائق وتزييفها ما يجعل من استمراره في قصر الرئاسة هو المشكلة ولا يؤهله ليكون مفتاحا للحل.
الثانية: أن استمرار الثورة يعني عند سيادته إستمرار الإخوان في الحكم، وأن الإخوان هم الثوار ومن عداهم ليسوا سوى ثورة مضادة ينبغي التصدي لها.
ثالثا: أن سيادته متمسك بالبقاء في منصبه "على رقبته" بصرف النظر عن إعلانات العصيان المدني والمظاهرات التي تطالب برحيله، ومهما سقط من شهداء وجرحى.
ومن ثم فقد قام الرئيس في هذا الحديث التاريخي بقطع شعرة معاوية بينه وبين القوى الوطنية وأطلق رصاصة الرحمة على الأمل في قيام حوار وطني جاد يستطيع إنقاذ البلاد من التردي إلى هاوية الإحتراب السياسي والأهلي، وذلك بإعلان رفضه لجميع طلبات جبهة الإنقاذ، فلا تغيير للحكومة، ولا تعديل للدستور أو لقانون الإنتخابات، ولا عزل للنائب العام الإخواني، أي أنه وضع المعارضة بين خيارين لا ثالث لهما فإما الخضوع للأمر الواقع الذي فرضه الإخوان، وإما مقاطعة الحوار والإنتخابات والدعوة لعصيان مدني شام، وهو ما اتفقت عليه القوى الوطنية.
إن التوحش السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وإصرارها على الإنفراد بالحكم والمضي في مخطط الأخونة رغم الإنهيار الإقتصادي الشامل، يقود البلاد إلى المجهول خاصة مع تنامي الدعوات إلى قيام الجيش بانقلاب يستولي فيه على مقاليد الحكم.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مرسي يتحدث في غسق الدجى