كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة بيرغمان المثيرة للجدل

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 21:47
المحور: الادب والفن
    

كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة بيرغمان المثيرة للجدل
هناك معلومات كثيرة عن الفيلم،أولها أن بيرغمان على غير عادته يستخدم الألوان في هذا الفيلم وبذلك يكون هذا الفيلم هو الفيلم الملون لأول لهذا المخرج،كما أن بيرغمان يبدو بأنه يحاول جمع كل من أحب من النساء في فيلم واحد،والأهم من كل ذلك هو أن هذا الفيلم يعتبر من أضئل وأدنى الأفلام فنيا من بين كل الأفلام التي حققها هذا المخرج.
في هذا الفيلم الذي كتبه (ايرلند جوزوفين) وهو الممثل الذي سوف يظهر بقوة في افلام بيرغمان اللاحقة،قائم على حبكة كوميدية وأسلوب غير مألوف أبدا عند هذا المخرج الذي عودنا أصلا على درجة كانت معقولة في التفاوت في المستوى بين أفلامه ولكن ليس إلى هذه الدرجة.
فالقصة تحكي عن كاتب سير ذاتية يريد أن يؤرخ لأحد الموسيقيين،وسيتحول مسار الفيلم ليصبح عن كاتب السير هذا الذي يدعى في الفيلم cornelius وهو يعيش لحظات مليئة بالتفاهة والعلاقات الجنسية غير الهادفة بين سبعة نساء يعرفهن الكاتب الموسيقي الي كان ميتا أصلا مع بداية الفيلم...
إذا ليس من باب المبالغة أن نقول أن بيرغمان يتحدث عن علاقات جنسية عشوائية وغير هادفة،مستخدما أسلوب يذكر بغودار ولكن مع بعض التهكم غير المقصود منه سوى اضفاء المسحة الكوميدية على فيلم من الممكن التعرف فيه على بيرغمان الخفي وقدرته على الامتاع والكوميديا،في فيلم يصلح أيضا أن نقول عنه بأنه كوميديا جنسية...
أذكر بأني قلت في معرض تعليقي على أحد أفلام هذا المخرج الكبير بأنه لايصلح أبدا أن يقدم كوميديا هدفها الامتاع والتسلية فحسب وهو هنا قد فشل في ذلك تمام الفشل...
يظهر بيرغمان شاشة مكتوب عليها بعض الكلام للتعليق على احداث الفيلم،وهو اسلوب استخدمه غودار في كثير من أفلامه منهاweek End ،وهو يعمد إلى تقسيم الفيلم إلى أجزاء وعناوين،ويبدو أن أحد كبار لمعجبين به(وودي ألن)استطاع أن يقدم كوميديا أفضل من هذه الكوميديا بكثير...
إذا نحن نتحدث عن فيلم سيء مشابه تماما للسمعة السيئة التي سبقت عرض الفيلم،وهو الفيلم الوحيد في مسيرة المخرج الذي اعتبر كوميديا اصيلا(الذي كان الهدف منه الكوميديا ورسم البسمة على الوجوه ليس إلا)،وبيرغمان لن يطيل الحديث إذا ذكر أو سأل عن هذا الفيلم،لأنه تبرأ منه واعتبره كارثة ومصيبة في مسيرته الفنية، وهو كتب ذات مرة عن درجة استيائه من هذا الفيلم...
في النهاية لا بد لنا من كلمة حول الفيلم،فهذا الفيلم لم يكتبه بيرغمان على شاكلة معظم الأفلام التي قام بأخراجها،كما أن علينا البحث في هذا الفيلم عن شيء مسرحي...عن شيء يقدم مضمونا معينا وليس بالضرورة أن يكون بالفكرة،بل ربما بالشكل التهكمي الذي يقدم فيه بيرغمان هذا الفيلم الغريب والشاذ جدا في مسيرته...
مثلا تقديم كنايات عن الجنس مع الكوميديا والتهكم،على الرغم من أن بيرغمان لا يصل إلى مرحلة التهكم الهادف والاصيل،بل فقط يرمز إلى كوميديا ربما تعجب البعض ولاتعجب البعض الآخر...
ونلاحظ أيضا أن بيرغمان يقدم بعد هذه الاستراحة التي وحتى إن كنا محايدين لا نستطيع القول أبدأ بأنها تحسب له،سيقدم الفيلم الذي يعتبر أكثر فيلم كتبت عنه الأقلام الأوروبية على مدار التاريخ السينمائي ألا وهو فيلم(Persona)ومن بعده فيلم جميل ويذكر في مسيرة هذا المخرج الكبيرThe Hour Of Wolf
لذلك إن كان على مخرج مثل بيرغمان أن يرتاح،فليرتح حتى لو أنجز في وقت راحته فيلما على شاكلة (كل تلك النساء).

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات