أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - شبيب وغزالة














المزيد.....

شبيب وغزالة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 17:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شبيب بن يزيد هو مؤسس الفرقة الشبيبية وهى تلك الفرقة الإسلامية التى اشتهرت دون باقى فرق الخوارج ودون باقى الفرق الإسلامية الأخرى، اشتهرت بأنها قد أجازت للمرأة أن تكون إماما، وبعبارة أخرى فإن هذه الفرقة قد أجازت للمرأة حق الولاية العظمى أو رئاسة الدولة إذا ما استخدمنا المصطلح المعاصر، أما غزالة التى اشتهرت بلقب "الحرورية" ( نسبة إلى حرور: مكان ولادتها )، فهى زوجته ورفيقته فى القتال ضد جيوش الدولة الأموية التى خرج عليها وقاتلها قتالا شديدا حيث كانت غزالة تقود كتيبة من النساء الشبيبيات المسلحات بالحراب والسيوف اللائى أبلين فى القتال بلاء حسنا وكان لهن فضل كبير فى تمكين الشبيبين من دحر جيش الحجاج بن يوسف الثقفى واقتحام الكوفة، وهو ما دفع بالشاعر عمران بن حطان يومها إلى معايرة الحجاج واتهامه بأنه قد هرب من مواجهة غزالة وذلك فى أبياته الشهيرة التى يقول فيها " أسد علىّ وفى الحروب نعامة/ هلا برزت إلى غزالة فى الوغى؟ ، ...وبعد الإقتحام أكدت غزالة حق المرأة فى الإمامة عندما صعدت إلى منبر المسجد وخطبت فى الناس !!، وقد كان من الطبيعى بعد ذلك أن أن يبايعها أتباع شبيب بالإمامة بعد موته وأن يجعلوها حاكما عليهم !..... ذلك جزء من التراث الإسلامى يبدو فى بعض جوانبه سابقا لعصره وربما للكثير من العصور التى جاءت من بعده أيضا والتى لم يقدر لأية فرقة إسلامية فيها أن تجيز إمامة المرأة ( رئاسة الدولة )، بل لم يقدر للكثير منها أن يجيز للمرأة ما هو دون الإمامة من أشكال الولاية العامة مثلما فعلت الفرقة الشبيبية التى أجازت لها كل أشكال الولاية مستندة فيما ذهبت إليه إلى أدلة شرعية منها قوله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر) ، دون تفرقة فى ذلك بين رجل وامرأة!! ...غير أن هذا الجانب المضىء فى فكر الشبيبية تحجبه وتغطى عليه جوانب أخرى لا نحسبها مضيئة على الإطلاق وهى جوانب تتسم بها أفكار الخوارج بوجه عام وليس أفكار الشبيبية وحدهم ، وأول هذه الجوانب هى النزعة التكفيرية حيث قال الخوارج بتكفير مخالفيهم فى الرأى والموقف، بل إنهم قالوا أيضا بتكفير كل مرتكب لأية كبيرة من الكبائر، وصحيح أن جانبا منهم قد أرجئوا الحكم على مرتكب الكبيرة وما إذا كان مؤمنا أم كافرا، أرجئوا الحكم عليه إلى يوم القيامة ، فكانوا بذلك أساسا لما عرف فيما بعد بالمرجئة، صحيح أن جانبا منهم قد قال بذلك لكن النزعة التكفيرية تظل مع ذلك سمة بارزة لدي أغلبهم ،.. ومن الجوانب غير المضيئة كذلك نزوعهم إلى العنف ومحاولتهم حسم الخلافات العقيدية بالقوة المسلحة، غير أن الإنصاف يقتضى منا أن نقول بأن هذا الجانب غير المضىء لدى الشبيبية ولدى الخوارج بوجه عام لا ينطبق عليهم وحدهم ، ولكنه فى الواقع قد امتد لكى يشمل كل الفرق الإسلامية تقريبا ، خاصة عندما يمتزج الخلاف العقيدى بالخلاف السياسى أو عندما تصبح العقيدة غطاء لمآرب أخرى تتصل بمحاولة تحقيق النفوذ أو المكانة لحساب فئة معينة على حساب الآخرين ، ومع هذا فإن هذه الجوانب السلبية فى فكر الشبيبية ومواقفهم وسلوكهم، لا ينبغى أن تطمس ما قدموه من اجتهادات مضيئة فى مقدمتها تأكيدهم على المساواة فى حق الولاية دون نظر إلى الجنس أو الأصل أو المكانة الإجتماعية ، وهم فى هذا الجانب على الأقل كانوا متقدمين جدا على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة الذين انعقد إجماعهم على أن الولاية العظمى للمرأة غير جائزة ، وإن اختلفوا بعد ذلك فيما يجوز لها من أنواع الولاية . ثم يبقى بعد ذلك أن نقول إن ما أوردناه عن شبيب وغزالة والفرقة الشبيبية هو محاولة من جانبنا لتوضيح أن الطيف السياسى فى التراث الإسلامى يتسع فى بعض ثناياه وفى بعض جوانبه للكثير من الرؤى الديموقراطية المعاصرة ، وأنه أوسع بكثير مما ذهب إليه صانعو الدستور المصرى الجديد المطروح للإستفتاء والذى نجد أن المادة 33 من مواده قد اكتفى فيها بالنص على أن المواطنين سواء، وحذفت منها عبارة : " لا يجوز التمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو الدين "،( وهى العبارة التى كانت موجودة فى المسودة النهائية، كما أنها موجودة فى سائر الدساتير المصرية السابقة )، وفى نفس الوقت فقد نصت المادة 219على أن مبادىء الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومبادئها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة" وهى المذاهب التى انعقد إجماعها كما رأينا على التمييز لا على المساواة .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم عدد المصدّقين ؟
- تساؤلات حول الإعلان الجديد
- الطائفية والدستور المصرى
- قراءة فى مسودة الدستور
- حتى يكتب عند الله كذابا !
- مرة أخرى: تحية إلى البديل
- 28سبتمبر1970
- عن انحسار الأمن والعدالة
- عن الضابط ذى اللحية
- مسئولية الأنثى عن التحرش
- نقيصة أعمال كمال
- عن جريمة رفح
- موسى يتحول إلى محمد
- فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
- سلامة: القيمة لا ترحل
- قانون حماية الضمير
- ما زال الوقت مبكرا
- وعسى أن تكرهوا مرسى
- من مفارقات (المكمّل)
- قراءة فى نص المادة 29


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - شبيب وغزالة