أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - موسى يتحول إلى محمد














المزيد.....

موسى يتحول إلى محمد


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


بفضل روح المحبة والتسامح الذى امتلأ به قلب متصوف مسلم عاشق للحق والخير والجمال ...بفضل تلك الروح يتحول يهودى إلى الإسلام ويتحول اسمه من "موسى" إلى "محمد " ...هذا هو بعض ما سيخرج به قارىء الرواية البديعة: " المسيو إبراهيم وزهور القرآن" التى كتبها الروائى الفرنسى " إريك إيمانويل شميت والتى حازت شهرة عالمية واسعة وترجمت إلى لغات عديدة قبل أن يترجمها إلى العربية الأستاذ محمد سلماوى بلغة نقية صافية شديدة العذوبة ...لقد قرأت هذه الرواية التى نفذت إلى سريعا إلى قلبى واستقرت فيه منذ سنوات ...ثم تذكرتها هذا العام بعد مشاهدتى للحلقات الأولى من مسلسل " الخواجة عبدالقادر " الذى شدنى أول ما شدنى إلى مشاهدته اسم مؤلفه عبدالرحيم كمال الذى سبق أن بهرنى فى "الرحاية" و"شيخ العرب همام" مما جعلنى أحرص حرصا شديدا على مشاهدة أى عمل يقترن به اسمه ... لعل القارىء يتساءل الآن عن العلاقة التى تربط بين عمل إريك شميت وبين هذا العمل لعبدالرحيم كمال، ولماذا تذكرت هذا بمناسبة ذاك، والجواب يكمن فى أن كلا منهما يومىء بشكل غير مباشر إلى أن سبيل التقريب بين الناس قد يكون هو التصوف بكل ما ينطوى عليه من حب لكل خلق الله (لأنهم جميعا خلق الله) ، وبما ينطوى عليه من عشق للخير والجمال يطهر النفس البشرية من أدران الدنيا ويفتح طريقها للوصول إلى الحق، لقد تحول "موسى" فى رواية شميت إلى "محمد" عندما أظلته مظلة المحبة الصوفية التى ظلله بها المسيو إبراهيم ، وللقارىء الذى لم تتح له فرصة قراءة تلك الرواية البديعة نقول له له إن المسيو إبراهيم هو صاحب بقالة صغيرة فى أحد شوارع باريس. وبين الفينة والفينة كان الفتى اليهودى موسى يقوم بسرقة بعض المعلبات أثناء قيامه بشراء احتياجات أبيه العاطل عن العمل فى غفلة من المسيو إبراهيم مبررا ذلك لنفسه بأنه يسرق مسلما، وعندما يكتشف المسيو إبراهيم ما فعله موسى لا يغضب ، بل يتغاضى عن الأمر تماما ويعتبر أن ما سرق منه مجرد صدقة لفتى بائس يعيش حياة أسرية شديدة التفكك والتعاسة. وعندما تهرب أم موسى من البيت مع عشيقها ، وعندما ينتحر أبوه بعد يأسه من الحصول على عمل ، يقرر المسيو إبراهيم أن يتبنى الفتى الذى أصبح مشردا لا عائل له ، أما فى عمل عبدالرحيم كمال فإن هربرت " يحيى الفخرانى" يتحول إلى: عبدالقادر أو "الخواجة عبدالقادر "،..وكانت نقطة البداية...هى تلك الموسيقى العذبة التى تنبعث من حلقة الذكر الصوفية حيث يردد المنشدون فى الحلقة تلك الأبيات الجميلة للحلاج.
و الله ما طلعت شمس ولا غربت/إلا و حبك مقرون بأنفاسي،،
ولا جلست إلى قوم أحدثهم/إلا و أنت حديثي بين جلاسي ،، ولا هممت بشرب الماء من عطش/إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ،،ولو قدرت على الإتيان جئتكمو/ سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ،،ما لي وللناس كم يلحونني سفها/ ديني لنفسي و دين الناس للناسِ..
يعتنق هربرت الإسلام ، ويحياه بنمهجه المتصوف ، المحب لكل الناس، والساعى إلى نشر فضائل الخير والصدق والجمال بينهم مما جعل المصريين يؤمنون بأنه ولى من أولياء الله الصالحين ويبتنون له ضريحا ومسجدا بعد وفاته. غير أن المتصوف الحقيقى المحب لله وللناس ليس هو النموذج الإسلامى الوحيد، فهناك نماذج أخرى عديدة من بينها أولئك الملتحون المتشددون الذين يقفون عند ظاهر النصوص الدينية ، بل إنهم فى الحقيقة يقفون عند الظاهر والقشور فى كل شىء فى هذا العالم، ويقفلون باب الإجتهاد العقلى كما يغلقون فى الوقت ذاته منافذ التذوق الوجدانى، ولا يرون فى أى فن جميل إلا رجسا من عمل الشيطان، ولا يرون فى الأضرحة التى تكرم الصالحين من عباد الله وتذكرنا بمنهجهم فى العمل الصالح لا يرون فيها إلا أنها بدعة ووثنية وشرك وأنها من ثم يتوجب هدمها. ..أولئك لا تتسع قلوبهم إلا للزهو بأنفسهم ، ولا يرون الصواب إلا فى منهجهم وحدهم، وهم يقفون على النقيض تماما من الموقف الذى عبرت عنه أبيات الحلاج سالفة الذكر ..والذى عبرت عنه أيضا أبيات محيى الدين بن عربى الشهيرة : لقد صار قلبي قابلا لكل صورة / فمرعى لغزلان وبيت لأوثان ،،وديرا لرهبان و كعبة طائف/ وألواح تواراة و مصحف قرآن،،، أدين بدين الحب أنى توجهت/ ركائبه فالحب ديني و إيماني.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
- سلامة: القيمة لا ترحل
- قانون حماية الضمير
- ما زال الوقت مبكرا
- وعسى أن تكرهوا مرسى
- من مفارقات (المكمّل)
- قراءة فى نص المادة 29
- مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير
- عن تزوير انتخابات الرئاسة
- اللواء شاهين والمادة 28
- عن الجمعية التأسيسية
- العودة إلى دوير عايد ( 2 )
- العودة إلى دوير عايد (1)
- عن إصدار القوانين
- عبدالعاطى فى الميدان
- كبش المعز
- عن رحيل جلال عامر
- حول انتحار حسنى مبارك
- هل سيفعلها مجلس الشعب؟؟
- هل صحيح ؟


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - موسى يتحول إلى محمد