أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - نقيصة أعمال كمال














المزيد.....

نقيصة أعمال كمال


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


لا أخفى إعجابى بأعمال الكاتب الدرامى الموهوب عبدالرحيم كمال ، لكننى فى الوقت ذاته لا أخفى ضيقى بجانب صادم ( من وجهة نظرى على الأقل ) ، تنطوى عليه أعماله ولا يكاد يخلو عمل واحد منها بدءا من "الرحاية" وانتهاء إلى "الخواجة عبدالقادر" الذى أتابعه حاليا بشغف رغم ما ينتابنى من الضيق بذلك الجانب الذى أشرت إليه والذى يتمثل فى أن أعمال كمال تنطوى على إيمان مفرط بالخوارق التى تنتمى إلى عالم الخرافات أكثر مما تنتمى إلى عالم الحقائق فيما أتصور ...وعند هذه النقطة أرى من الضرورى أن أتوقف لكى أقول إن وجه الصدمة لا يتمثل فى أنه يقدم لنا بعض الأحداث والظواهر الخارقة للمألوف، فما أكثر الظواهر الخارقة للمألوف فى عالم الواقع ، ولكن وجه الصدمة يتمثل فى أنه يقدمها لنا على نحو يجعلها أقرب إلى ما يتداوله العامة من الخرافات التى ينسبونها إلى الأولياء تحت مسمى الكرامات والتى تجعل منها غير قابلة للتفسير إلا باعتبارها كسرا لقوانين الطبيعة وناموسها المطرد ...قارن ذلك مثلا بما يفعله العبقرى نجيب محفوظ عندما ترد فى أعماله واقعة خارقة للمألوف ... إنه يوردها بحيث يجعلها تظل قابلة للتفسير من خلال أكثر من رؤية وأكثر من منهج ...على سبيل المثال ..تحلم الأم بأن بنيها قد سقطوا فى بئر فهلك منهم من هلك ونجا من نجا ...بعدها يحل الوباء بالمدينة ويمرض الأبناء ..فيموت من رأته قد هلك فى البئر فى المنام ، ويكتب الشفاء لمن رأته قد نجا ..إن إيراد الواقعة على هذا النحو يترك الباب مفتوحا لمن أراد أن يفسر الواقعة فى ضوء المصادفة وحدها ، ويتركه مفتوحا لمن أراد أن يفسره بأن غريزة الأم قد أحست بشكل مبكر بالوباء وأنه سوف يهلك من ترى أنه أضعفهم مقاومة ، ويترسب الخوف فى أعماقها فتراه متجسداعلى هيئة منام ، كما أن إيراد الواقعة على هذا النحو عند محفوظ يتركه مفتوحا كذلك لمن أراد أن يفسره بأنه إلهام ممن يمسك بمفاتيح الغيب إلى آخر هذه التفسيرات الممكنة والتى لا يحاول المؤلف العبقرى أن يمسك بخناق القارىء فيلزمه إلزاما بواحد منها هو فى الحقيقة أقربها إلى التفسير الخرافى كما يفعل عبدالرحيم كمال ... وسوف أتخيرهنا أمثلة من عمله الأخير: "الخواجة عبدالقادر" أولها عندما يوصد الحراس عليه وعلى كمال أبواب حديقة زينب ، ويقترب منهما عواء الذئاب ، عندئذ يتوجه عبدالقادر إلى الله بأن يفك الكرب ..بعدها يجدان نفسيهما خارج الحديقة بينما الأبواب لا تزال مقفلة بالسلاسل ..لا تدرى كيف؟ ولا تملك لهذا تفسيرا إلا بأنها كرامة أو معجزة !!..ومن هذا المثال أنتقل إلى مثال آخر يتمثل فى مدرس اللغة العربية الذى يحاول أن يشرح للخواجة عروض الشعر العربى ويقطع له أبيات المنخل اليشكرى تقطيعا عروضيا ...(دعنا من أن مدرس العروض يقطع الأبيات بشكل خاطىء بل إنه يقرؤها بشكل خاطىء أيضا فهو يقرؤها وقد سكن قوافيها ..رغم أنها تبدأ بالبيت الشهير: إن كنت عازلتى فسيرى/ نحو العراق ولا تحورى !! كما أنها تنطوى على البيت الأكثر شهرة الذى يقول فيه، وأحبها وتحبنى / ويحب ناقتها بعيرى ..وكلاهما ينتيهيان بالياء المدودة وبالتالى فإن الوقوف على بقية القوافي بالسكون غير جائز بحال من الأحوال إلا إذا كان مدرس العروض جاهلا بالعروض) ...دعنا من ذلك لأن هذا الخطأ قد يكون المسئول عنه هو مؤدى الدور أو المخرج وليس المؤلف عبدالرحيم كمال ، ولننتقل إلى الآن إلى بيت القصيد وهو أن الخواجة عبدالقادر يأتيه فى الرؤيا شيخه الصوفى الذى تسمى باسمه ويملى عليه أبياتا موزونة مقفاة مطلعها : إنى أحبك زينبٌ / حب الحبيب لروحه ، فيطير بها الخواجة فرحا ويهرول إلى مدرس العروض ، لكى ينشده الأبيات التى ألهمه إياها شيخه ...ويندهش المدرس لأن الأبيات موزونة فعلا تبعا لتفعيلات الخليل ...وهذه الكرامة أوالمعجزة (فضلا عن أنها واسعة شوية ) هذه الكرامة تنطوى على عناصر متضاربة وغير متسقة منطقيا، فالخواجة يتلو الشعر بالعربية المعوجة المكسرة وهو ما ينقل مواضع النبر على الحروف، وما يحعل الشعربالتالى غير موزون حتى لو تطابق مع تفعيلات الخليل ( مستفعلن/ متفاعلن ) لأن موسيقى الشعر لا تنبع من التفعيلة وحدها (كما تصور الخليل) بل تنبع أيضا من مواضع النبر (كما يقول العروضيون المعاصرون )...والسؤال الآن : ما دمنا فى معرض المعجزات والكرامات الواسعة ، فلماذا لم تكمل الكرامة اتساعها وتبلغ ذروتها بأن يتلو الخواجة أشعاره بلسان عربى فصيح ومبين بدلا من اللسان الأعجمى المكسر ...سؤال نوجهه إلى الأستاذ عبدالرحيم كمال .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جريمة رفح
- موسى يتحول إلى محمد
- فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
- سلامة: القيمة لا ترحل
- قانون حماية الضمير
- ما زال الوقت مبكرا
- وعسى أن تكرهوا مرسى
- من مفارقات (المكمّل)
- قراءة فى نص المادة 29
- مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير
- عن تزوير انتخابات الرئاسة
- اللواء شاهين والمادة 28
- عن الجمعية التأسيسية
- العودة إلى دوير عايد ( 2 )
- العودة إلى دوير عايد (1)
- عن إصدار القوانين
- عبدالعاطى فى الميدان
- كبش المعز
- عن رحيل جلال عامر
- حول انتحار حسنى مبارك


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - نقيصة أعمال كمال