أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نعيم عبد مهلهل - ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية















المزيد.....



ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:50
المحور: القضية الكردية
    


ليلة تحت سقف النجوم
في قرية بعاذرا الكردية
الى حسين حبش
ينتمي الشمال الى ذاكرتي مثلما تنتمي الفراشة الى الوردة . وأنا أحب الشمال مثلما يحب طائر نقار الخشب جذع شجرة الجوز التي شاهدته ذات ربيع يحفر له في وسطها بيتاً فوق جبل أوراس بحاج عمران في الوقت الذي كنت فيه عريفاً في الجيش وليس لي في وطني شبراً أملكه بطابو ، في ذلك الوقت فقط تمنيت أن أقلب شكلي وأصبح نقار خشب لفائدتين : أملك بيتاً ، وأتخلص من حرب لاتدري في أي لحظة يسرق أحلامك قناصها .ولكني تعلمت من تلك الجهة التي غالباً ماتصادق الجنوب ، وأنها الجهة الوحيدة التي لايتعب فيها عنقك عندما ترغب بمشاهدة القمر كي يذكرك ضوءه بعيون أمرأة كنت تهواها ولكنها في النهاية ذهبت الى غيرك لأن سلامته مضمونة عندما أنتدبوه من العسكرية كونه معلماً تخرج قبل الحرب وصار قديماً مثل بساط بيتنا الذي لاأدري متى حاكته جدتي .
ذهبت بعيداً تلك الأيام وليتها لاتعود لأجيال غير أجيالنا ، وأذا أرادوا أن يتعلموا تجربة المرارة كي يصيروا أشداء ومجربين ، فاليأكلوا أمعاء السمك المرة خير لهم من أن يرتدوا القبعة التي تشبه الصحن الطائر ويتحاشوا المرور أمام بيوت حبيباتهم يوم السوق الى الجندية لأن البدلات التي وزعتها حامية الناصرية العسكرية هي كبيرة الحجم ولا تصلح سوى لقياس شخص بحجم المطرب نبيل شعيل .
اليوم شاءت صدف العيش أن أتوجه الشمال بعد فراق دام ستة عشر عام عندما أعلموني عبر الراكال وهو جهاز صوت ثقيل بوزن كيس طحين مذكرة التفاهم ينقل أوامر الموت ولاينقل الغناء مثلما تفعل قناة روتانا الآن .قالوا لي:هات مابذمتك وتعال أذهب الى بيتك . لقد أنتهت الحرب ، وماحصدت منها ألاقصصاً تتحدث عن ألف صديق سرقته هذه الحرب المجنونة ، والغريب أنني طوال تسع سنين حرب كانت ربايا الشمال بالنسبة لي مثل بيت الصخر الذي أعتزل فيه بوذا وأكتشف لأول مرة أن الشاي نبات سحري يجعلك مستيقظاً كل الليل وأنت تتابع محطات الأذاعة لتعرف ماذا سيفعل سيكوتوري هل يوقف الحرب أم لا.؟
كان المكان المقصود الذي سافرت أليه قرية من قرى قضاء الشيخان في لواء الموصل تدعى قرية بعاذرا التي ألحقت أدارياً بلواء دهوك بعد عام 1991، وسكانها أغلبهم أكراداً يتدينون باليزيدية ، وهو أعتقاد ديني ، اليزيديون وحدهم من يستطيع أن يكشف لك رؤاه عبر ماملكوه من تراث لهذا المعتقد وهم يقولون عن المؤرخ العراقي الكبير عبد الرزاق الحسيني أنه شوه الكثيرعن حقائق هذا المعتقد في كتابه الذي يتحدث عن { اليزيدية ، ماضيهم وحاضرهم }، وكذلك يحمل الصابئة المندائيون ذات الكاتب لنفس السبب لتأليفه كتاب عن ديانتهم وطائفتهم الذي يتحدث عن { الصابئة المندائيون ماضيهم وحاضرهم } ، وحول هذا الكتاب الذي يهم اليزيديون كان لي حوار فكري طويل مع القيم على مرقد واحد من أهم مراقدهم{ الشيخ عادي بن يزيد الآموي } والذي تعتبر زيارته حجاً بالنسبة الى اليزيدين .
الطريق الى بعاذرا بالنسبة الى زائر قادم من الجنوب فيه شيء من الحذر والمخاطرة ، فلقد ذهبت أليها والحرب الأخيرة لم تنتهي إلا قبل أربعة أشهر ، وبدا لي المكان الذي شعرت بأجواءه تملأ صدري بحذر مباغت أنه كان في عزلة عن الوطن وأن الذهاب الى هناك سيجعلني مثل سائح ، فما أن غادرت مدينة الموصل عبر الطريق الصاعد الى زاخو ودهوك حتى أضاءت الذكريات بعضاً من مشاهد الأمس البعيد عندما كانت وحدتنا قد قضت بعضاً من أستراحتها في سميل بعد شتائين من الثلج في سرسنك التي كانت عبارة عن مملكة من عشب مذهب بصدى الوديان والينابيع والتي يقال أن ملوك الدولة العراقية قد بنوا فيها قصراً لراحتهم غير أن نوري السعيد كان يقطع خلوة التأمل على الملك الشاب فيصل الثاني رحمه الله ليخبره أن الرئيس جمال عبد الناصر قد دعى القوميون العراقيون في حفلة عشاء بسفارته ببغداد وأن واحداً من وزراء حكومته بين المدعويين لذلك يريد أقالته ، ولأن نوري السعيد أذا رد طلبه يستقيل فكان الملك يلب رغبته فوراً .
أثناء الحرب الأخيرة حافظ الشمال على تماسكه ولم تبدو هناك أي أثار لمعارك لأنه كان يغرد خارج السرب ولهذا وجدنا الطريق الى بعاذرا معبداً والأمان فيه عكس هواجسي وكل اللذين نسألهم يقولون سر أمامك وستجد مفرقاً وأسأل عن الكردي عزيز وهو يدلك عليها ، وكان هذا المفرق فيما مضى هو النقطة الفاصلة بين كردستان والدولة المركزية وكان عبوره يشبه العبور من بلد الى أخر حيث يمنع على الأكراد نقل الكثير من الأحتياجات المفقودة في كردستان كمشتقات النفط وغيرها من الأحتياجات الضرورية ، وقد أخبرني مضيفي في بعاذرا الحاج صبري أن سعر القنينة غاز الطبخ يصل سعرها في الشتاء الى عشرة آلاف دينار فيما سعرها في الموصل مائتي وخمسين دينارا فقط .وما وصلنا الى المفرق الذي كان قبل أشهر حاميتين عسكريتين متقابلتين .وعرفت أن بين تلك الحاميتين كان ثمة تفاهم مشترك وأن هناك أشخاصاً للأرتباط لأمور أمنية وتنسيقية ما تهم العلاقة بين حكومتي كردستان والمركزية فقد ظلت العلاقات التربوية وطبع الكتب المدرسية وتوزيع غذاء مذكرة التفاهم يعتمد في كثير من الأحيان على الحكومة المركزية ، إلا أن العلاقات السياسية ظلت سيئة على الدوام وأن عدم أطمئنان الواحد الى الآخر ظل قائماً حتى سقوط بغداد . وكان رهان الأكراد معروفاً منذ البدء حتى في ظل الأختلاف الدموي الذي وقع بين الفصليين الرئيسيين في منتصف التسعينيات .
كان المفترق عبارة عن منعطف دائري يؤدي الى طرق عدة داخل الأقليم الكردستاني ولأننا لانعرف أين نذهب بالضبط سألنا عن الكردي عزيز الذي يبدو قيماً على هذا المكان وقد فتح له كشكاً مبنياً من أغصان الشجر ويمارس فيه بيع ماكان محضوراً دخوله الى كردستان من النفط الى السجائر العراقية والحلويات .أستقبلنا الرجل بحذر عندما سألناه عن الطريق المؤدي الى بعاذرا ، وزاد أستغرابه عندما قلنا له أننا آتون من الناصرية.وقال :ماذا تريدون في بعاذرا ؟ قلنا بيت الحاج صبري. قال : وما شأنكم معه ؟ قلت:أن أبنه {مردان}المغترب في السويد أرسل أمانة بأيدينا لنوصله الى أبيه .قال :ومانوعها ؟ قلت بحزم :هذا ليس من شأنك نحن نطلب مساعدتك لترشدنا الى الطريق فقط . عندها أبتسم الرجل وقال :أهلا وسهلاً بكم ، الحاج صبري رجل معروف في بعاذرا وهاهو الطريق الموصل أ ليها ، ولاتنسوا أن تقولوا له أن كاكه عزيز هو من دلكم .
كان المساء قد بدأ يقترب الى ليل كانت نسائمه الصيفية الباردة تذكرني بفصول الأزمنة التي شغلتني أدباً وحرباً .فيما أرتسمت الجبال الحقيقية في الأفق البرتقالي لتشيد صورتها الأزلية في ذاكرتي عندما كنت حالماً والوجود بالنسبة لي ليس سوى ضربة حظ ، فعندما تسرقني الحرب لن يبكي ورائي سوى أم تنوح على عتبات السبعين ، وحتما عند موتي سألتقيها قريبا في دلمون حيث بنى السومريون في مخيلتهم الخصبة جنة سقوف بيوتها من القرميد الأحمر ، والعشب فيها يتكلم مثل أجمل شاعر .وهاهي جبال دهوك التي لم أمارس عليها شجني بالقدر الذي مارسته على جبال مناطق أربيل والسيلمانية حيث تقترن أسماء جبال هاتين المنطقتين بذاكرة جميع العراقيين لأن أغلبهم عندما يكتمل شبابه يذهب الى هناك ليمارس يوغا صعود الجبال ونقل الماء على ظهور البغال الى الربايا أو أنتظار شبح الليل حيث لاتعرف من أين يأتيك رصاص البرنو أيام كان الملا مصطفى البرزاني يقود ثورته ضد الحكومات التي لم تنجح بالتفاهم معه في يوم ما ، وحتى رحيله ليطلق عليه في الذاكرة الكردية الوطنية لقب { البرزاني الخالد } وهذه العبارة وجدتها ملصوقة برسم زيتي للراحل على واجهة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وأنا أدخل الى قرية بعاذرا سائلاً عن بيت الحاج صبري .لأن مناطق دهوك وأربيل هي ضمن السيطرة الأدارية والعسكرية لهذا الحزب فيما تكون السليمانية هي المعقل التأريخي للأتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده السيد { جلال الطلباني } والذي يطلق عليه لقب { مام جلال } من باب التقدير لشخصية هذا الوطني الكردي .
سرنا في الطريق الى قرية بعاذرا التي بدت من البعيد قرية كبيرة جدا تحاول أن تتسلق بعمرانها الريفي سفح الجبل المجاورلها فيما زرعت أطرافها بمحاصيل عديدة أهمها محصول عباد الشمس . وكان دخول قرية كردية بعد هذه الغيبة الطويلة يمثل شيئاً من الرهبة في زمن بدت فيه الأوراق غير واضحة ولا أعرف أن كانت المشاعر المتآخية بين العرب والأكراد لازالت في آصرتها التأريخية أم لا ؟ لذلك صرت أراقب الناس وأنا أدخل الى المدينة بنوع من الحذر والأنشداد الى رد فعلهم وهم يرون سيارة من دون أرقام تدخل قريتهم .
بعاذرا قرية كبيرة قدر لها وفق الأدارة المستحدثة تحت ظل الحكومة الكردستانية أن تكون ناحية أكثر ماكانت تعتمد في حياتها الأقتصادية على تهريب النفط ومشتقاته من الجانب العراقي كونها تقع ضمن الحدود الفاصلة بين الموصل ودهوك كذلك كانت معبراً للبضائع الأجنبية وأغلبها تركية يأتى بها من دهوك الى الموصل وهي منطقة زراعية لشتى المحاصيل .أغلب بيوتها شيدت من الحجر وبعضها من الطين .بدت الحياة فيها بسيطة حالها حال كل المجتمعات الكردية التي ترتمي بأحضان المكان وأستثمار ما يكمن في الأرض فكانت الزراعة هي كل ماتفكر فيه القرية الكردية . دخلنا السوق الذي يقع في منتصف القرية وتوقفنا وسط نظرات التساؤل في عيون الأهالي لأولئك القادمين الجدد اللذين لم يبدوا عليهم أنهم جاءوا الى تلك المناطق من قبل . قلت لرفيقي عباس الذي أقترح علي أن نقبل بمهمة نقل الأمانة التي أرسلها ولد الحاج صبري الى أبيه على أساس أن الأمر سيكون أشبه بزيارة وتجارة وتغير جو .وأن الشمال مهما كانت ظروفه فأنا لاأحس بأغتراب ورهبة منه . قلت : لنسأل : سألنا رجلاً يرتدي اللباس الكردي التقليدي أن كان يستطيع أن يدلنا على بيت الحاج صبري .فحصلنا على نفس تساؤلات الرجل الذي سألناه في مفرق زاخو ــ دهوك.فأعدنا ثانية أجوبتنا ، ولكن ما أن عرف أننا من الناصرية حتى كبر ترحابه بنا وأصر أن يذهب معنا في سيارتنا ليوصلنا بنفسه وسط نظرات التساؤل التي ملئت الوجوه وأكثرها حدة تلك التي أرتسمت في وجه الحارس الذي وقف ماسكاً بندقيته في مقر الحزب أمام جداربة كبيرة للملا مصطفى البرزاني .سألني الرجل الكردي وكان كردياً مسلماً من أقلية تسكن بعاذرا جلهم من اليزيدية :أن كانت الناصرية لازالت جميلة كما رآها في سبعينيات القرن الماضي وأن كانت قلوب أهلها لازالت طيبة؟:قلت له ياسيدي الجنوب لن يتغير أبداً .قال :أذا زرتكم في الناصرية لأشتري لي ساحبة زراعية هل تساعدني وتضيفني في بيتك ؟ قلت نعم على الرحب والسعة . وأعطيته عنواني ورقم هاتفي .وفي ذات اللحظة وصلنا بيت الحاج صبري وقد توسد سفح قمة جبلية خضراء تسلقتها بيوت الطين والحجر بعناية مرتبة فبدت البيوت مثل قناديل معلقة في السفح المائل بخضرة داكنة من شجر الجبل المتنوع بين الجوز والبلوط وأشجار أخرى لاثمر ولكن خضرتها تعيد للنفس بعضاً من مرآى جمال الطبيعة التي تاه عنا بسبب العطش القسري الذي عانى منه النخيل فمات أنتحاراً . هتف مرشدنا بالحاج صبري قائلاً :ياحاج صبري الجماعة من الناصرية ، وقادمون أليك من طرف ولدك مردان .وقتها عانقنا الرجل وتاهت عليه عبارات الترحيب من فرط سعادته وأختلطت علينا مفرداته بين كردية وعربية ، وكالبرق فتح مصراع باب بيته ، وكان بيتاً ريفياً بسيطاً توسطت باحته الواسعة شجرة برتقال زاهيةفبدت مضيئة وسط المنزل مثل شمعة هائلة. أرتبك كل البيت حين علم سكانه أننا قادمون من طرف ولدهم المغترب في أوربا منذ سنوات طويلة .وميز ذلك الأرتباك شعور والدته التي أطلت علينا بعيون مليئة بالدمع وبتحيات عربية قلما عرفنا معناها لكن أم مردان رغم سنواتها التي جاوزت الخمسين بدت جميلة مثل تلك الشجرة الوحيدة في ساحة البيت وكانت تحياتها تتردد في صدى لهفتها لسماع المزيد عن ولدها وفضحت سعادتها وشاركها في ذلك جميع أفراد بيت الحاج صبري عندما أخبرنا أم مردان : أن ولدها أرسل أليها هاتف ثريا نقال وسوف نجعلها تكلمه الآن وهو في السويد . تلك المفاجأة ترجمها لنا الحاج صبري عن لسان أمرأته وهي تقول أنها عندما ستسمع كلمات ولدها تعتبر أنه موجود هنا وهذا شيء قد يشبه المعجزة .جهز صديقي عباس التلفون ، وأتصل بمردان ليقول له :أننا في البيت الآن وأمه تريد أن تحدثه .وهكذا ألتقت بعاذرا بغربتها .لاأدري ماذا كانت تتكلم الأم مع ولدها بلغتها القومية ؟ ولكنني كنت أشاهد روح مردان وخياله يطيران في فضاء البيت مثل فراشة ملونة كلما تتعب من الدوران تستريح على غصن شجرة البيت الوحيدة التي جلست قربها عجوز هرمة بدت منعزلة عن العالم تماماً فهي لاترى وبالكاد تسمع الحديث وعندما سألت عنها الحاج صبري ، قال :أنها والدتي وقد جاوزعمرها المائة عام .عندها أيقنت أن لهذا البيت تأريخاً موغل في القدم فلقد رأيت أهتزاز رأس المرأة يعكس مشاهد ذكريات لتلك العجوز المنعزلة عن العالم والتي لم تشعر بوجودنا طيلة أقامتنا ضيوفاً في بيت ولدها الحاج صبري .ولآأدري لماذا شعرت بأن السيدة العجوز هي من زرع شجرة البرتقال لأنها ربما ستعرف أن الجميع ربما سينشغل عنها وأنها تريد أنيساً في عزلتها الأبدية هذه فكانت هذه الشجرة .
كان الليل قد بدأ ينزل على أكتافنا برداً صيفياً لذيذاً عندما أجتمعنا في غرفة الضيوف وعلى شرفنا دعا الحاج صبري بعضا من أقاربه فدار حديث شيق عن أمور تهم البلد وحياة الناس وكانت أسئلتي تنصب في هواجس صحفية عندما سألتهم عن طبيعة الحياة هنا طوال ثلاثة عشر عاماً من الأبتعاد عن الوطن الأم ، ويبدو من خلال أجوبة الحاج صبري أن الأمم المتحدة أعانت الشعب الكردي كثيراً .وأن مصطلح { الملاذ الآمن } كان ناجحاً لأن الحاج صبري أرانا وهو يرافقنا في زيارة الى مدينة دهوك وقد سلكنا طريقاً جبلياً مختصراً لايبعد عن مركز المحافظة سوى ثلاثين كيلومتراً ، أرانا قرى حديثة أعتنت بها الأمم المتحدة وشيدت قربها محطات زراعية وتحلية مياه ، وأنها جلبت أهالي القرى النائية وأسكنتهم في تجمعات معلومة وقد منحت كل عائلة أعداداً من روؤس الغنم والماعز لتسهيل حياتهم المعاشية .
بعد ليلة رائعة من النوم على سطح بيت جبلي .أعاد ألي نشوة كل نوم الليالي القديمة في ربايا الذكريات في جبال بنجوين وحاج عمران وسيدكان ، حيث غاب عني لسنين أن أرى نوافذ السماء مفتوحة بهذا الشكل ، وبدت لي مثل أمرأة زنجية تفتح صدرا مرصعاً باللؤلؤ حيث غاب القمر ولم يتهامس مع الليل سوى كائنات يقظة لم أرى أشكالها لكني أسمع أصواتها ، كلاب ، طيور ، أناس يتحدثون فوق سطوح أخرى ، خرير مياه ساقطة من منابع جبلية بعيدة ، حفيف شجر الجبل ، فيما أمتلىء صدري برائحة الأمكنة التي كنت أيام الحرب القديمة أشد بها صدري لأتذكر لنفسي قصيدة بحجم حبة الجوز . لاأدري كم طال أمد هذا التأمل . بعد منتصف الليل أدركني تعب الطريق الطويل الى بعاذرا الى صباح صاح فيه الديك قرب رأسي قائلاً : أستيقظ ياضيفنا الجنوبي . وقرب تلك الشجرة الساحرة تناولنا فطورنا مبكرين رغبة منا بالعودة بعد أن نزور دهوك .
زرنا دهوك . بدت المدينة وقد تغير عمرانها وحياتها . وأن نفس الحضارة الغربية قد زحف على عمرانها وتقاليد شبابها ، ويبدو أن الأكراد وعوا خيارهم منذ سنيين طويلة فكانوا منفتحيين على العالم ولايهمهم في هذا الوجود سوى فدرالية ما تضمن لهم أن لايضطهدوا مرة أخرى،رغم أني ناقشت الحاج صبري على شكل هذه الدولة ، فعرفت أن اليزيديين يمتلكون بعض الهموم داخل النسيج الكردي وأن لهم بعض المطالب لم تتحقق بعد ، وقال أن كرديتهم في بعض الفترات كان يشكك بها ، وأنا نفسي أمتلك الظن من سير الوجود التأريخي لهذه الطائفة أنما هم ربما أمويون أقاح نزحوا الى هذه الأمكنة لظروف عقائدية أو أجتماعية . ولكنك اليوم لن تستطيع أن تميز اليزيدي في مظهره شكلاأو ثقافة أو سلوكا خارج أن يكون كردياً مائة بالمائة.
زرنا في دهوك عائلة من أقارب الحاج صبري . تعرفنا فيها على رجل البيت .كان شاباً وقوراً وخريجاً جامعياً ومسؤلاً في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، والغريب أن الرجل الذي صحبنا الى مكان عمله في تجارة السيارات كانت طروحاته لاتنم عن أي عقد قديمة فيما حصل بين الشمال وباقي أجزاء الوطن حتى أنه لم يتطرق بشيء للذي حصل وكأننا لازلنا نعيش أيام ماقبل عاصفة الصحراء وكانت هناك شروحات منه عن طبيعة الحياة وعرفت أن الثقافة الكردية تحاول أن تجد لها موطىء قدم بشتى الطرق لكن الأكراد ظلوا على الدوام كما قال لنا ضيفنا في دهوك متمسكين بالهوية القومية أولا ثم الوطنية . وعندما سألته لماذا القومية أولاً ؟: قال أن الشعوب بدونها تضيع أصولها .وبناء لرغبة الحاج صبري لزيارة مرقد وليهم في منطقة جبلية على الطريق بين الشيخان ودهوك ، قررنا الذهاب الى هناك وسلكنا طريقاً جبلياً وعراً كانت قممه البعيدة كما أشار الحاج صبري هي الحصن الحصين لعناصر جيش حزب العمال الكردي الذي يتزعمهالمسجون الآن في أحد الجزر التركية بعد أن ألقي القبض عليه في عملية كوماندوز وتم أختطافه في العاصمة الكينية نيروبي.
قال الحاج صبري : أن حزب العمال له بعض الأنصار بسبب ثراء الحزب ، وأنهم منظمون جيدا ، وأن هذه الجبال هي ملاذهم الآمن من مطاردة الجيش التركي المستمرة لهم . وعندما سألت أسئلة أخرى ؟ فضل الحاج صبري الصمت .فعرفت . أن الأمر قد خرج من أطار أسئلة الفضول . فالأ كراد في مثل هذه الأيام حذرون جداً ، ربما لأنهم يعيشون مخاضاً تأريخياً أخر ، رغم أنني وجدت أن الأمم المتحدة بخدماتها الكثيرة لهم صنعت لديهم ميلاً للحضارة الأممية والأنفتاح على الغرب بشكل لايصدق ، وأعتقد أنه رهان جيد ، وقد كسبوه في آخر الأمر رغم وجود طروحات جديدة أتت مع المد الأصولي في المجتمع الكردي وهو في صراع تأريخي ومسلح مع الفصيليين الرئسيين اللذين بدت علمانية طروحتهما خياراً أزلياً رغم الجذور القبلية العميقة لأحدهما .
لم نمل من شرح الحاج صبري ونحن نسير في طرقات جبلية ملتوية ، مرة نصادق الغيوم وأخري نهبط في أودية تشبه بطون الحيتان ومتى شدنا منظر ساحرلصيف الجبال الخضر ألتقطنا صورة حرص الحاج فيها أن يكون معنا . اللافت للنظر أن السيطرات العسكرية التي صادفتنا لم تكن فيها مظاهر مسلحة وأنهم لم يفتشونا ، ربما كان مضيفنا هو جواز سفرنا لكنني شعرت أن المنطقة تعيش بأمان ذكرني بذلك الأمان الذي كنا نعيشه قبل أن تنهال علينا الحروب مثل زخات مطر الخريف الشمالي ، عندما تغرق الربايا بساكنيها فنتمى دفء الجنوب مثلما يتمنى المفطوم ثدي أمه ، لكنها قد قررت أن تذيقه الخبز بدل الحليب ، لأن الحياة تبدأ من الرغيف .
في الطريق الذي سرنا فيه كان الرعي هو السائد في حياة السكان وتكاد التجمعات السكانية تنعدم ، ولم أرى قرية كبيرة بحجم تلك القرى التي كنت أراها بين السليمانية ونال باريز وهي ناحية جميلة قرب بنجوين القضاء العراقي الذي لاأدري أين هو الآن ، وهل عادت نساءه الجميلات أليه ؟ وكذلك تلك القرى الهائلة التي كنت أراها في دشت حرير الواصل بين أربيل ومناطق راوندوز وحاج عمران ؟ لم أسأل عن السبب ولكني أكتشفت عبر رؤى قديمة من العيش في هذه المناطق بأن الأكراد يملكون وطناً أكبر من عدد سكانهم في التناسب وتلك نعم من نعم الله، وبدا لي ان هذه المساحات الواسعة من الأودية الخضراء الخالية من البشر وتلك الكتل الهائلة من الجبال التي تلتحق بالغيوم مثلما يلتحق العريف بوحدته العسكرية في جبل هندرين ، لم تكن وقفا لأحد ، وأنما هي ملك للطبيعة رغم أنني أعرف منذ أيام الحرب أن كل شبر من هذه الأراضي مسقط على خرائط مرسومة وموسومة بأسماءها التأريخية والمحلية والأسطورية أيضا . فمثلا في قاطع سيدكان هناك جبل يسمى { كلاو حسن } أي قمته تشبه قبعة كان يرتديها راع كردي أسمه حسن . وجبل في بنجوين يسمى { قبر العاشق } والتسمية واضحة الدلائل ، فهنا دفن عاشق ربما كانت قصته مثل قصة قيس بن الملوح عاشق ليلى ، لاسيما أن الشعب الكردي يمتلك رومانسية طافحة بسبب أنتماءه للمكان الذي هو مكان خصب لمثل تلك الرومانسيات التي تجد من الطبيعة ملاذا آمناً .
بعد مسير ساعة في السيارة في متعة النظر، وصلنا الى المنطقة التي فيها مرقد ولي اليزيدية وهو الشيخ { عدي بن يزيد } في بقعة توردت بحسن الطبيعة والأختباء في ظل الجبل العالي . وكان على كل زائر أن يخلع نعليه ويمشي حافياً في المكان وهذا جزء من قدسية معتقد لديهم ولكن ليس أجبارياً على غير اليزيديين من زائري المكان ، ولكننا فعلنا مثل الحاج صبري وخلعنا أحذيتنا أحتراماً للمكان ، وقبل الدخول الى مرقد الولي كانت هناك عين ماء تندفع من الأرض الى بركة صغيرة بتموجات جميلة وكان قد تجمعت حولها صبايا بدت كل واحدة منهن مضيئة مثل قمر صغير وهن يتراشقن بالماء وقد تبللت ثيابهن الزاهية وألتصقت على أجسامهن مثلما تلتصق الفراشة على الوردة وقد توقفن حالما شعرن أننا غرباء وقادمون من بلد بعيد . قال لنا الحاج صبري : في موسم ما الذي يرتبط بالتزاوج يستطيع أن يختار اليزيدي أمرأته من هذا المكان حيث يكون النبع وسيطاً في أختيار الزوجين . قلت : هذا تقليد جميل ، أنكم تمتلكون فهما مشتركا للعلاقات بينكم ، لأنكم قريبون من بعضكم لقلتكم بالمقارنة مع أهل المعتقدات الأخر. رد علي : لا أدري نحن مثلكم نعمل ماكان آباؤنا فاعلون ، أنه أرث .
ظلت أبتسامات الصبايا تلاحقنا مثلما يلاحق الظل صاحبه ، لكننا مشينا وراء الرجل وهو يقودنا عبر دهليز ضيقة الى المكان الذي دفن فيه شيخهم وقد أعتلته قبة مخروطية جميلة وكان بناء المكان معمولاً من الصخر الأبيض وقد سورته غرف عديدة واحدة ملئت بفتات الخبز وهذا أيضاً تقليد يمارس خلال الأعياد يوصل الخبز بفكرة النماء والحياة كما في الكثير من المعتقدات الأرضية . ركع الحاج صبري وقبل عتبة باب المقام ، وكذلك قبل الأرض ، ولكنه دعانا الى أن نفعل مثله وندخل المكان غير أننا فضلنا أن نبقى خارجاً نلتقط أمام المرقد الصور التذكارية وكان الحاج صبري قد أخبرنا أنه بعد أيام سيحل أكبر أعياد اليزيدية وسيعج المكان هنا بيزيدي الأرض كلهم وتعتبر هذه الزيارة حجاً ، كان مرد أمتناعنا أننا مسلمون وهذا يبدو ليس مستحباً وربما حراماً . وأننا من فكرة التسامح التي في الدين قد تناولنا أكلهم، وقد أجلنا صلاتنا في هذا المكان أضطراراً حتى نسأل في عودتنا عالماً فقيهاً ليقول لنا عن شرع ما مارسناه من طقوس ،الأكل والمصافحة وزيارة المكان .
أنتهى الرجل من زيارة قبر وليه وكان القيميين على المكان اللذين يديرون المكان عبر ضمان سنوي وبأجر ، هم أبناء أخت الحاج صبري فكان لزاماً علينا أن نزورهم في أيوان واسع في بيت فسيح قرب المرقد وهو مكان جميل التأثيث أعده القيم لأستقبال الزائرين من شتى أنحاء العالم .
أستقبلنا الرجل ببشاشة كبيرة وترحاب منقطع النظير ، وكذلك فعل رجل كهل بلحية طويلة عرفت من أول نظرة له أنه :كاهن المقام ، وكان معهم شبابا لطفاء من أبناء الطائفة خدم أغلبهم عسكريته في جنوب العراق ، وعندما علم الشاب القيم قريب مضيفنا أننا من الناصرية قال لنا : هنا عاش أيام الكفاح المسلح في سبيعينيات وثمانينات القرن الماضي الكثير من أبناء الناصرية من الشيوعيين ، وأنهم عاشوا بين ظهرانيهم كأخوة لهم . وعندما طلبت منه أن يذكر أسماء ، فلم تسعفه ذاكرته وذكر لي أسماء منفردة لم أستطيع أن أدرك معرفتي بها كاملةً وربما هم ليس من مركز الناصرية .
لم نأكل الدجاج الذي قدم لنا في الغداء ، لعلمنا أنه لم يذبح على الطريقة الأسلامية ، ولكنهم كانوا يتفنون كما شاهدنا في منزل الحاج صبري بطبخ البرغل مثلما يطبخ الرز عندنا ، وكانت الخضرة وأهمها الفلفل جزءا مهما من غذائهم ولكن لأعتقادات ما يمتنعون عن تناول اللهانة والخس . وكان ذلك محور الحديث الذي أدرته مع الشاب المنفتح أبن أخت الحاج صبري ، وكذلك مع الشيخ الكاهن ، وقد بدا عليهم الأرتياح عندما شعر الجميع أنني أمتلك وعيا كبيرا بثقافة الوطن وتكوينه بشتى أطيافه . وأنني سكنت هذه البلاد لأعوام كثيرة عندما كنت جنديا في الجيش وكتبت الكثير عنها وبمقدور أن أكتب بعد فضاء الحرية الجديد الكثير عن رؤى الأمس ومشاهداته . غير أن الكاهن فاجأني بسؤال : أن كنت قد قرأت كتاب المؤرخ عبد الرزاق الحسيني ؟ قلت : نعم . قال : فيه تجني كثير على معتقدنا . قلت : ألم تناقشوه أو تردوه ؟ قال : مثقفينا ردوا عليه ، ولكن الرجل بقي عند رأيه . قلت : المندائيون لهم معه مثلما لكم أنتم . قال : الصابئة كثيرون في العمارة . وقلت : والناصرية . بعد ذلك ذهب الحديث الى تأريخية هذا الأعتقاد وكنت واضحاً وجريئاً في كل رؤى أردت بها أن أدخل في متاهة الفهم الغامض لدى الكثير عن معتقد كهذا وكانت الردود تشبه شيئا من المجابهة بعد ان أحس الشباب أن محدثهم لايمتلك ثقافة العامة وأنه يريد أن يفهم لماذا هذا الأصرار على معتقد يقال أن تأريخيته حديثة وهو كما يعتقد الكثير مرتهن يشخص لايمتلك منزلة أو معجزة كالتي ملكها أنبياء المعتقدات الأخرى ، حتى المندائيون يرجعون أزلية أيمانهم الى النبي يحيى بن زكريا ع، ولأني ضيف ولست مبشر أوقفت الحوار عند حدود قناعتي بأن الأنسانية هي أن تحب أخيك الأنسان وأن تسعى لتبني معه بيت المحبة والسلام . قال الكاهن : أنا معك في هذا . ثم قال : أنهم يتعرضون الى تساؤلات لاتحصى من زائريهم . مستشرقون وأدباء ، كتاب سياسون ورجال منظمات دولية ، نحن لانفعل شيء سوى أننا ندافع عن معتقد ورثناه من آباءنا ونحن مؤمنون بما تقوله كتبنا وكفى . قلت : هذا ياحاج حق لكل من يملك معتقد ، ولكني أردت أن أضيف لثقافتي معلومات جديدة ، وقلت : أن يزيدياً من أهل سنجار يدعى { فرج نافخوش حسو }خدم معي تسعة أعوام في العسكرية ولم يجبني على سؤال واحد من عشرات الأسئلة التي أجبتها أنت الآن . قال : اليزيدي خارج أهله لايتحدث عن المعتقد أبداً ، لأنه في الصمت يحترم الآخرين ويحترم نفسه . أما لو سألته وهو في بلدته سنجار فسيجيبك عن كل شيء.
أنتهت تلك الظهيرة الجميلة ، فخلال يومين فقط من الناصرية الى بعاذرا ودهوك ومرقد الشيخ عدي ثم العودة ، أعتقد أنني فيهما رغم سرعة ماحدث وعجالته قد نشطت ذاكرتي كثيرا ، ورأيت ماكان غامضاً عنا طوا ل ثلاثة عشر .لقد بدا الناس هنا كأنهم لم يفترقوا عنا طوال هذه المدة ، وأن الطبيعة لازالت هي الطبيعة ، ولو كنت قد مكثت أكثر أستطعت أن أعمل ريبورتاجاً لمشهد يحتاج الى أكثر من قراءة لكن الأمر توقف بحدود مشاهداتي وعزومة تلقناها من الحاج صبري أن نكون ضيوفه في الربيع وتكون الأوضاع قد أستقرت وسوف يرينا مصائف دهوك ومناطقها الساحرة . لقد بدا الرجل سعيداً بالتغير ، وقال وهو في طريق العودة قبل أن نودعه وينزل عنا في ذات المفرق الذي كان حداً فاصلا بين كردستان والموصل ، أن له ثلاثة أبناء في المهجر ، وكان عبورهم الحدود الى تركيا يعتبر مغامرة ورهانا غير مضمون رغم أنهم دفعوا المال الكثير الى المهربين اللذين لايضمنون لك الوصول الى الجانب الآخر مئة في المئة . المسألة ضربة حظ ،أضافة الى وعورة المعابر والسير على الأقدام لمسافات طويلة عبر الجبال الوعرة المليئة بالكواسر والتنظيمات المسلحة للفصائل الكردية وحزب العمال التركي وحرس الحدود الأتراك وربما رجال عصابات ومهربين ، ولكنهم وصلوا لأن الحياة هنا كانت صعبة جدا والعمل قليل .
الرجل رجانا أن نبيقى يوماً آخر . لكننا قد أنهينا ماجئنا من أجله وأوصلنا الأمانة ، وعدنا بعد وداع عجز فيه الحاج صبري عن شكره لمعانات الطريق وأصرارنا أن نصل أليه . وقال : بعاذرا تشرفت بكم .
قلنا له : كانت ليلة ونهار رائع كنا فيه طالبي متعة لطبيعة تحتاج كل نفس من نفوسنا نحن الجنوبيون للترويح بها . لقد كان نهارا سياحياً .
قال الحاج صبري : وهل تكتب عنه ؟
قلت : ربما ذات يوم .
والآن بعد مرور أشهر على تلك الليلة الصافية فوق سطح بيت في قرية بعاذرا يكشف الخيال قدرة التمني على أن تكون الكتابة هي سياحة الروح الآتية من أنعكاس المشهد الجميل وأعتقد أن مارأيناه في بعاذرا كان جميلاً وممتعاً .

[email protected]



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله
- اليابانيون يرتدون اليشماغ والدنماركيون يأكلون الجبنة في حي د ...
- بابل وانياب الارهاب
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر
- جورج حبش يسأل
- العصافير تنشد في الأهوار لثقافة الحب والرب
- رسالة أنتريت الى نابليون وبابليون وكيس النايلون
- رسالة انترنيت الى البابا
- امريكا ورؤى سبتمبر
- نهار في دهوك
- العودة الى حاج عمران
- رسالة انترنيت الى ارشاد منجي


المزيد.....




- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...
- طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة
- خبير عسكري: المواصي لن تستوعب النازحين من رفح والاحتلال فشل ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى
- الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن الأسرى ورحيل ...
- فيديو: أطلقوا العنان لصرخات متواصلة.. طلاب يتظاهرون ليلاً أم ...
- حملة سياسية وإعلامية.. ميقاتي يرد على مزاعم وجود -رشوة أوروب ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نعيم عبد مهلهل - ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية