أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!














المزيد.....

اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
بصرف النَّظر عن الموقف من قرارات الرئيس المصري محمد مرسي "الفردية" والتي اتَّخَذَت شكل "إعلان دستوري جديد"، فإنَّ كل ما اعترض مسيرة ثورة الخامس والعشرين من يناير من عقبات وصعاب، وعرَّضها إلى كثيرٍ من "الفوضى"، يقيم الدليل، أو يستمر في إقامة الدليل، على أنَّ هذه الثورة العظيمة الرائدة المُلْهِمة ما زالت في أمسِّ الحاجة إلى شيئين اثنين: "لحظة من الدكتاتورية (الإيجابية الضرورية)"، و"الشرعية الثورية"، التي لا تعلوها شرعية إلى أنْ تقوم مؤسِّسات الدولة الجديدة (المدنية الديمقراطية). وهذا ما ذَكَرْناه غير مرَّة، وذَكَّرنا به، وشدَّدنا على اهميته وضرورته من وجهة نظر المصالح العليا للثورة المصرية؛ فالعهد القديم، أيْ نظام الحكم الذي مثَّله ورأسه حسني مبارك، يجب أنْ يُهْدَم تماماً، ولا يبقى منه حجر على حجر، وإلاَّ عانت الثورة المصرية ما تعانيه الآن (ومُذْ خَلَعت الدكتاتور مبارك). وَلَكَمْ تحدَّثْتُ، من قبل، عن أهمية وضرورة عدم الاستخذاء لهذا الوثن الأكبر، المسمَّى "المحكمة الدستورية العليا"، مع سائر أجهزة ومؤسسات وقادة "السلطة القضائية" بصفة كونها (مع أسمالها الدستورية) جزءاً لا يتجزَّأ من بُنْيَة نظام الحكم القديم؛ ولقد ثَبْتَ الآن وتأكَّد بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ هذه السلطة القضائية، وعلى رأسها "النائب العام"، لا تعدو كونها قوَّة من قوى الثورة المضادة، ويجب التعامل معها، ومواجهتها، على هذا الأساس.
إنَّني لستُ، ولا يمكنني أنْ أكون، مع أيِّ حُكْمٍ سياسي يقوم على أساس ديني؛ ولستُ، من ثمَّ، ولا يمكنني أنْ أكون، مع حُكْمٍ يسيطر عليه هذا الحزب، أو ذاك، من أحزاب "الإسلام السياسي"، وفي مقدَّمه (أيْ "الإسلام السياسي") جماعة "الإخوان المسلمين"، ولو أتى إلى الحكم من طريق صندوق اقتراع ديمقراطي شفَّاف؛ لكنَّ موقفي هذا لا يتعارَض، على ما أحسب وأعتَقِد، مع قولي بأهمية وضرورة أنْ تَقِف كل قوى الثورة المصرية مع الرئيس مرسي، وألاَّ تسمح لأيِّ خلاف، أو نزاع، معه، ومع قراراته الأخيرة، بخَلْط، واختلاط، رايات الثورة مع رايات قوى الثورة المضادة، أيْ مع رايات قوى العهد البائد؛ فلا خلاف، ولا نزاع، مع مرسي (وقراراته) مشروعاً من وجهة نظر مصالح الثورة المصرية إلاَّ إذا اتَّخَذ (أو اتَّخَذ أصحابه) من العداء لقوى الثورة المضادة، ولكل ما يمتُّ إلى عهد الدكتاتور مبارك بصلة، أساساً وقاعدةً له؛ فالمتربِّصون بالثورة الدوائر يجب ألاَّ يَظْهَروا، وألاَّ يُسْمَح لهم بالظهور، في "المكان ـ الرَّمز"، أيْ في ميدان التحرير العظيم.
"ميدان التحرير" عَجَّ وامتلأ بقوى ومنظمات وأحزاب وشباب للتعبير عن رفضهم ومعارضتهم قرار مرسي تركيز السلطة في يده، أو في منصبه؛ وهؤلاء لا يمكن، ولا يجوز، التشكيك في صدقيتهم الثورية، وفي انتمائهم إلى الثورة المصرية، وحرصهم عليها، وإنْ تفاوتوا في ثوريتهم؛ وإنِّي لأَقِف مع استمرارهم في ممارَسة الضغط الشعبي الثوري؛ لكن السِّلمي، وبما يَمْنَع الرئيس مرسي من التحوُّل إلى "فرعون"، أو إلى "دكتاتور جديد"؛ فإنَّ نيَّات الرَّجُل الحسنة والطيِّبة (وهذا ما أعتقد به) لا تكفي وحدها ضمانة لاجتنابه السَّيْر، مع ثورة مصر نفسها، في الطريق المؤدِّية إلى جهنَّم.
هؤلاء ينتفضون الآن؛ وإنَّ لانتفاضهم تساؤلاً وجيهاً (تَكْثُر في نهايته علامات التعجُّب) هو الآتي: هل "الجزء الإيجابي" من "الإعلان الدستوري الجديد" لمرسي، والذي يُلبِّي فيه بعضاً مهمَّاً من مطالب الثورة المصرية، هو "الغاية" التي يريد الرئيس مرسي أنْ يصل إليها من طريق "الجزء السلبي"، أيْ من طريق تركيز السلطة في يده، أمْ أنَّ غايته هي هذا "الجزء السلبي" والتي يريد الوصول إليها من طريق ذاك "الجزء الإيجابي"، أيْ من طريق إلباسه رغبته في أنْ يصبح حاكماً بأمره هذا اللبوس الثوري (تلبية مطالب مهمَّة للثورة)؟!
النصيحة بِجَمَلٍ هو بحجم وأهمية الجَمَل الذي خاض به مبارك "معركة الجَمَل"؛ ونصيحتي للقوى الثورية المصرية الثائرة الآن على مرسي وقراراته هي: لا تَنْسوا، ويجب ألاَّ تَنْسوا، أنَّ حكومة نتنياهو، مع قوى غربية وعربية، تريد الثأر الآن من مرسي الذي بفضل بطولته القومية أحبط سعيها العسكري ـ السياسي الأخير في قطاع غزة، وَلْتَتَذَكَّروا، في الوقت نفسه، أنْ ليس كل مَنْ يَقِف الآن ضدَّ تركيز السلطة في يد مرسي يجب أنْ يكون ثورياً، أو حريصاً على مدنية وديمقراطية الدولة المصرية الجديدة؛ لأنْ ليس كل ما يَلْمع في ميدان التحرير الآن يجب أنْ يكون ذَهَبَاً.
أمَّا "الحل"، بعد هذه "النصيحة المزدوجة"، فهو الآتي: أنْ يَتَّفِق الرئيس مرسي وقوى الثورة جميعاً على تأسيس "مجلس ثوري واسع وعريض"، يُبْحَثُ فيه، ويُناقَش، كل شأنٍ ذي أهمية للثورة المصرية، فإذا تواضعوا واتَّفَقوا عليه أصْدَره الرئيس مرسي بصفة كونه "قراراً (رئاسياً) مُحصَّناً، غير قابل للنقض، والطَّعْن فيه، مِنْ قِبَل أيِّ مؤسَّسة أو سلطة قضائية، تَسْتَمِرُّ فيها، وبها، سلطة، أو بقايا سلطة، عهد مبارك البائد؛ ولِجَعْل "الإعلان الدستوري الجديد" مُكْتَسِباً "شرعية ثورية" واضحة جلية، لا بدَّ من الإسراع في تنفيذ "الجزء الإيجابي" من هذا الإعلان.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!