عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 02:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأخوة (الإسلامانيون ) :
لا حول ولاقوة إلا بالله منكم أنتم الذين تجعلون من أنفسكم أو صياء على الإسلام، وكأننا نحن ولدنا في بلاد الواق واق ...نحن وإياكم كلنا من بيت ديني وثقافي واحد ومن رحم أم مسلمة وأب مسلم واحد ...الفرق بيننا أنكم بقيتم عندحد ثقافة الأباء والأمهات، أما نحن فقد خلقنا الله متمردين لحكمة له في شؤون خلقه ....فكنا أكثر تمردا وحرية منكم كأشقاء في بيت واحد، في اختيار قناعتاتنا الخاصة المتمردة على المقولة الجاهلية القائلة : (هذا ما وجدنا عليه أباؤنا) ..
فأباؤنا مثل أبائكم بل هم إياهم ...إذ نحن ننتمي عائليا بالأصل إلى عائلة ( الشيخ عيد )، وهي عائلة متسلسلة أزهريا، ولقد انتميت إلى مدرسة الشيخ الإمام التنويري محمد عبده، الذي سأضع عنه كتابا بطلب من التيار المدني الديموقراطي العراقي في الرد على الطائفية الشعية الإيرانية التي راحت تستولي على العراق...
فأنا بكل فخر أعلن أني تلميذ لمحمد عبده ومدرسته التنويرية : الشيخ رشيد رضا ، والشيخ مصطفى عبد الرازق وعلي عبد الرازق، و الشيخ طه حسين الدكتور السوربوني لاحقا، والذي هو بالأصل ابن المدرسة الأزهرية الذي وضعت عنه كتابين فيما بعد، قبل أن أكون دكتورا من السوربون مثله ...فنحن ننتمي إلى عائلة وطنية واحدة، وهي عائلة الهوية الإسلامية، وكل منا يفهم ويقرأ هويته وفق إمكاناته الثقافية وملكاته الفكرية وصلته بأسئلة وإشكالات عصره، وقدرته على تجاوز الثقافة الأبوية: (هكذا وجدنا أباءنا )...
فالإسلام هو الأب التراثي للجميع، فكما قيل لي أن الأخ علي صدر الدين البيانوني تربى في بيئة تقليدية في حلب لا يعرف فيها زوجات أخوته أو بنات عمه، فأنا أصارحكم القول بأني نشأت في بيئة مماثلة لا أعرف فيها بنات خالتي حتى الآن الذي أصبحنا فيه أجدادا وجدات ...
فهناك أبناء ينصاعون لثقافة الأب (البطركي) أي السلطة الأبوية (الثقافية والاجتماعية والسياسية) ...، وهناك ابناء يتمردون على سلطة ثقافة الأباء، ويحطمون الأصنام على نهج االنبي براهيم ومحمد وكل الأنبياء الذين ثاروا على معتقدات عصرهم وحطموا أصنام أبائهم وأجدادهم ...فالإسلام هو أب لنا جميعا في وراثة ثقافة تحطيم الأصنام...
ومن الجشع والنصب والاحتيال أن يدعي أحد الأبناء بأنه الوريث الوحيد لأبيه ..لأنه الأكثر طاعة وامتثالا لهذا الأب ...فلا القانون الشرعي ولا الديني ولا المدني الوضعي يعطي حقوقا وامتيازات لابن على ابن آخر وفق ادعاءاته بأنه أكثر طاعة وإعجابا بأبيه العضوي أو (البطركي/الثقافي ) ...حيث القوانين الدينية والوضعية تساوي بين الأبناء جميعا في حقوق وراثة الأباء ...قد تكون هناك اختلافات عضوية (الذكر والأنثى )، لكن ليس هناك اختلافات فكرية وثقافية وأدبية ومعنوية ...فنرجوكم أن تكفوا عن ادعاء أنكم الورثة الوحيدون للتراث الإسلامي بادعاء أنكم أكثر طاعة وامتثالا لفكر وثقافة ومفاهيم وعادات سلطة الأب ..
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟