أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - الكثير من قصص الحب في الثورة السورية، لا نعرف عنها شيئاً.














المزيد.....

الكثير من قصص الحب في الثورة السورية، لا نعرف عنها شيئاً.


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


لا حمام زاجل في السماء.. هناك طائرات قاتلة.

قلبها عصفور صغير مكسّر الأجنحة، المسافات بعيدة والبلاد مقطّعة الأوصال، الموت وحده حرّ طليق. فرّت عائلتها من ديرالزور المحاصرة من أشهر، المدينة التي دمّر المُغتصب المُحتلّ أكثر من نصفها، غادرت "زهرة" مدينتها التي تركها أكثر من نصف سكانها، وتركت قلبها المٌقسّم هناك! العناوين بقايا بيوت تلتمّ أحجارها على بعضها، المقابر ترتدي زينة الحدائق والشهداء ورود بشريّة تنتظر ختام الربيع لتتفتّح.
لا أخبار عن حبيبها، كل يوم كانت تبحث عن اسمه في لوائح شهداء المدينة، لم يمنعها ترحالها المضنيّ بين المدن والقرى عن التفكير به، كلّما أتاح لها القلق القاتل فرصة لكي تتنفّس. الاتصالات مقطوعة عن المدينة المحاصرة، لم يكتف القاتل بتدمير كل شيء، البيوت على أصحابها، قطع الطرق على الهاربين من موته الرجيم! قنص أيّ إنسان يتحرّك في المدينة، زاد على ذلك بقطع جميع الاتصالات الهاتفيّة عنها، حتى لم يعد أحد في المدينة قادراً على الاطمئنان عن أهله في حيّ مجاور ، ناهيك عن من هرب إلى مدينة أخرى. لم تترك "زهرة" وسيلة لم تحاولها لمعرفة أخبار من تحب، رغم الحصار المضروب على المدينة وعلى قلبها، كانت تتقصّى وتسأل بلا فائدة، مازالت هي وقلبها يسألان عنه ويسألان دون توقّف. استشهد الكثير من العشّاق في الثورة ولم يعرف أحد بقصصهم ولا بمعاناتهم، في هذه الكارثة الإنسانيّة التي قلّ مثيلها، لا زاجل يحمل رسائل قلوبهم والسماء مطوّبة لطائرات الموت الأسديّة.

عصافير البيوت التي غادر أهلها.

لم يكن فُكاهة ذلك الفيديو الذي نشره أحد ناشطي الثورة من مدينة دير الزور على اليوتوب، الفيديو حمل عنوان: "دير الزور.. حوار رائع مع الطيور"، الكاميرا تصوّر مجموعة من العصافير تزقزق في الأقفاص، الأقفاص في الشارع والناشط يسجل حواراً مع الطيور. الفيدو يختصر مأساة العصافير البيتوتيّة التي بقيت حبيسة في أقفاصها، دون أن يكون هناك من يعتني بها، بعد أن غادر أصحابُها المدينة أو قُتلوا فيها، لم يكن الفيديو يحتوي مأساة هذه الطيور المسالمة فقط، بل كان تعبيراً حقيقيّاً عن معاناة السوريين عامة، وعن المدينة التي هجرها أغلب سكّانها. من الأسئلة العديدة التي طرحها الناشط على الطيور، سؤال هام: "طرح المجلس الوطني مبادرة لتوحيد المعارضة، ما هي مطالبكم من هذه المعارضة؟ وأيّة رسالة التي توجّهونها إليها أيتّها العصافير؟" كنّا نتمنّى من المجلس الوطني وبقيّة المعارضين أن يفهموا محتوى الرسائل التي وجّهتها إليهم مراراً العصافير التي تعبت من أقفاصها، الأطفال المسجّلين على لوائح الموت، والذين لم تعد تتّسعهم خيام دول الجوار، الأمّهات اللواتي نشفت دموعهن، آلاف الشهداء الذين يتقلّبون في حفر مجهولة، ما تبقّى من البيوت، كان عليهم أن يفهموا كل هذه الرسائل الدامية، قبل اليوم ودون ضغوط من أحد.

للحريّة أجنحة، وللسماء زرقة، والأقفاص لا تعيش طويلاً في ذاكرة الطيور.

قال طفل في العاشرة:
أبي مزروع في الأرض هناك
أمّي جناح مهيض في الليل
وفي الصباح
دمعة مخنوقة في العيون
لا خيمة تستر بكاءها
الطعام حُصّة عصفور صغير
والماء ابن غيمة عابرة.

**

نريد خبزاً يا الله
قال أطفال يفترشون العراء
خيمة أريد
قالت طفلة
يأكل نصف كلامها البكاء
بيتنا بعيد والسماء عالية
عظامي زرق ترتجف
والعصافير هاجعة في أعشاشها
لا يفهم حركة أقدامي الحافية الطينُ
وليست رحيمة هذه الريح.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجري الدم السوري ويسبق الجميع.
- تتفتّح زهور سورية في الخريف
- -هدنة العيد-
- الميادين
- صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً
- -أنا أخو الوزير-
- صباح الخير أيّتها المرأة الحامل
- إشراقات
- آآآخ يا عمّو آآخ!
- يوم في حياة شهيد
- سورية قصيدة حرّة
- صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نمو ...
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *
- حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس
- هذا ليس كلّ شيء
- صور حديثة جداً.. لمدينة تحت القصف
- ومع ذلك
- صوتكِ أعلى من الحرية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - الكثير من قصص الحب في الثورة السورية، لا نعرف عنها شيئاً.