أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبعوب - مسكين أيها الخروف!!!














المزيد.....

مسكين أيها الخروف!!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 18:50
المحور: كتابات ساخرة
    


في تواصل مع صديق على الشبكة العنكبوتية، لُمته لعدم زيارتي او الاتصال بي خلال زيارة قصيرة أداها لطرابلس، فرد معترفا بتقصيره ووعد بخروف لإصلاح الخطأ.. هذا الاعتذار المعمد بدم الخروف المسكين أبحر بي في بحر من التساؤلات واستعراض حضور الخروف الدائم، مهدورا دمه في حياتنا، إما لإرضاء نهمنا المتجاوز للحدود للبروتين الحيواني، أو لاستعراض مواردنا وإمكاناتنا والتي يعلم الله وحده مصدرها في مناسباتنا المختلفة، او للاحتفال بتجمعنا كشلة والذي لا يتم إلا بسفح دم خروف، وفي اضعف الحالات لإصلاح خطأ ارتكبناه وليس للخروف المسكين أي ذنب فيه، كما وعد صديقي هذا أن يفعل ..

الخروف المسكين دائم الحضور كضحية لأهوائنا ومعتقداتنا، له هذه الايام مساحة كبيرة، بل معظم مساحة اهتمامنا وحديثنا في لقاءاتنا وسهراتنا، فعيد الإضحى (أعاده الله علينا بالخير والمحبة والبركة والسلام والامن والاطمئنان) يطرق ابوابنا، و الخروف هو سيد الاحتفال بهذا العيد ولا يتم العيد إلا بسفح دمه تقربا لله واتباعا لسنة ابينا ابراهيم عليه السلام . وككل عام ونتيجة لفهمنا الخاطئ لهذه السُّنة تتحول الايام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام الى محرقة لكل رب اسرة، باستثناء من وسع الله لهم في الرزق او من أثروا بدون وجه حق وهم معروفون.. يتلظى رب الاسرة بنار الاسعار التي تلتهلب مع انقضاء ذي القعدة وحلول ذي الحجة، وتبدأ مأساة السعي بين حظائر النار التي تحكمها فقط نزوات الرغبة في جمع المال بأي طريقة، ويدفع الخروف المسكين روحه ثمنا في هذه المعركة بعد أن يكون رب الاسرة قد اكتوى قبله بنار نهم التجار والسماسرة غير مدرك أن هذه الأضحية سنَّة يجازى من أقامها و لاذنب على من تركها..

الخروف المسكين لم نكتفي بهدر دمه هو فقط بل نجد أن سلطتنا العليا في ليبيا ما بعد 17 فبراير تستغله لحشد المؤيدين لها، فاستعملت قرونه لاختراقنا وطعننا بإعلانها عن تلك الرشوة التي استنسخت فكرتها العقيمة من سلفها الانتقالي، والتي كانت بمثابت صب البنزين (وليس الزيت الذي تجاوزته الاكتشافات) على النار فزادت حريق الاسعار اشتعالا، دون ان نتلقى تلك الرشوة.. وهكذا وضعتنا هذه السلطة، المربكة والغارقة في أزماتها الايدولوجية والقبلية والجهوية والعرقية وأنانية بعض أعضائها ، وضعتنا على قرون هذا الخروف و"خوزقتنا " على رأي إخواتنا في الشام، في عيد شرعه الله لنا للفرح والاحتفال، والذي سيدفع بعدنا نحن هذا الخروف روحه فداء لقصور فهمنا، وثمنا لنزوة جمع المال لدى بعضنا الآخر.

مسكين ايها الخروف أنت كما رب الاسرة، كتب عليكما ان تكونا الضحية الاسهل لكل النزوات والقصور في الإدراك ، فدمك أيها الخروف ضرورة لا غنى عنه ولا تكتمل فرحتنا وتجمعنا وإصلاح خطايانا إلا بسفحه، ولا تتفتح شهيتنا إلا بتربعك على موائدنا في كل مناسباتنا، بعد أن تكون النيران قد صلتك وأذابت شحومك .. نطاردك ونجلبك من كل أصقاع الارض، من استراليا شرقا وحتى البرازيل والأرغواي غربا ومن بلغاريا ورومانيا شمالا وحتى السودان وتشاد والنيجر جنوبا، فلا حياة لنا إلا على حسابك.. فذلك هو قدرك ايها الخروف، وتلك هي نزوتنا التي لا نعتقد أننا سنتخلص منها إلا إذا اخترع العقل البشري مصدرا آخر الطف وألذ وسهل الحصول عليه للبروتين الحيواني الضروري لحياتنا، وهذا وارد وقد بدت بعض تباشيره تظهر، فلا حدود للعلم ولا نهاية له!!!



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبعوب - مسكين أيها الخروف!!!