أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم















المزيد.....

حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


من مراكش إلى مرسيليا رسم القاص و الروائي (ياسين أبو الهيثم) مساره الإبداعي بألوان خاصة، و طبع أسلوبه السردي بكل ما يميز الحياة المراكشية من بعدين مترابطين؛ أحدهما ينهل من خصوصية مغربية ضاربة في القدم و الأصالة، و الأخر يتعدى الجغرافيا إلى الإنسان و يتجاوز الحدود و ما ترتب عنها من اختلاف و تنافر. و في هذا الحوار الأول من نوعه يفصح (ياسين أبو الهيثم) عن تفاصيل كتابة روايته (الفَندق) و عن صراع الأنا و الأخر، كما يتحدث عن تجربته القصصية و روايته الإلكترونية و كثير من النقاط بينها أعماله المستقبلية.


كانت مراكش حاضرة بقوة في روايتك (الفندق) من نوافذ مختلفة تتناقح عبرها ثقافتين متناقضتين نوعا ما. هل يحاول ياسين أبو الهيثم من خلالها تأكيد هويته المغربية (انطلاقا من مراكش) لذاته و لمكانه في المهجر (فرنسا)، و هل يمكن اعتبار هذا العمل مرآة لصراع الإنسان مع الهوية و الأخر النقيض؟
بداية، أودّ الإشارة إلى أني فرغتُ من كتابة "الفَندق" قبيل رحيلي إلى فرنسا. وعموما، إذا هاجر الكاتب، مضطرا أو مختارا، طوعا أو كرها، سيتداعى تحت تأثير حساسيته المفرطة والزائدة للحنين إلى الوطن، وفي هذا الإطار كتبتُ مؤخرا على هامش الرواية مقالتي "عندما يكتبُ المؤلِّف عن أحد أعماله.. رواية الفندق نموذجا"؛ وقد ينشئ الكاتب لدى اصطدامه بثقافة الآخر وقبل أن يسحره المكان ويفتنه أهله، فالعرب تقول الألفة حجاب . وأنا أفضل، إن كان ولا بدّ من هذا القطيعة الميكانيكية البحتة، أن أشتغل في هذا الإطار الثاني.

أنتَ تكتب إذن أشياء قد لا تأتي في رأس سلّم أولوياتك واختياراتك؟
ليس تماما، فهذا التقسيم الذي تحدثتُ عنه منهجيّ فحسب. كنتُ صدّرتُ قصة قصيرة لي موسومة "الروائيّ الأعظم" ب الدنيا كلها حدوثة ، وهي متضمنة في آخر رواية "الفندق" أو بالأحرى جزء منها. فبقدر ما هنالك صراع للإنسان مع الهوية والآخر ثمة حوار وتقارب، وبقدر التنافر الموجود هنالك تجاذب. وهذه العلائق القائمة وما يليها وتثيره من أسئلة وتنطوي عليه من قيم تخدم المرمى العام والغاية الأساس المتمثلة في لعب الأدوار المسندة إلينا، وتتضافر لتتمم فسيفساء الحكاية. في الواقع، اعتقدتُ لمدة طويلة، ولاسيما إبان كتابتي لروايتي الأولى "لمن تُفتح الأبواب؟" أن مراكش في خطر. اعتقدتُ أن أفواج الأجانب التي تأتي اطراداً لتقيم بصفة دائمة بالمدينة أشبه بحصان طروادة الذي سيدخل الخطر من خلاله. ولما زرتُ مرسيليا فهمتُ أن هذا، على العكس مما كنتُ أعتقد، شأن المدن العالمية. هذا الآخر ليس نقيضاً كلية، نقاط الاختلاف لا تتجاوز بحال نقاط التشابه، بل إن الأدب لا تقوم له قائمة في جماعة لغوية لم تبلغ درجة معتبرة من التعقيد في العلاقات والمشاكسة الثقافية والتدافع الفكري.

صرحت لنا بأن رواية (الفندق) كُتبت في مدة لا تتجاوز 45 يوما . كيف كان ذلك و ما هي الدوافع التي سرعت في إنجاز هذا العمل الروائي ؟
مؤسسة المورد الثقافي التي حظي مشروع الرواية بمنحتها للكتابة الأدبية عن سنة 2009 طلبت أن أسلمها النسخة الإلكترونية للعمل قبل متمّ دجنبر 2010، والحقّ أنه كانت أمامي مهلة أطول، بيد أني تهيبتُ طويلا من دخول حضرة الرواية منتشيا بإقناع لجنة تحكيم متألِّفة من علاء الديب، أنور بن مالك عالية ممدوح، منشداً: قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى

غادرت مراكش إلى فرنسا ضمن البعثة الثقافية للمغرب بمدينة مرسيليا. هل شكلت هذه الرحلة نقطة تحول في مسارك الإبداعي و أين تجلى ذلك ؟
بعثتُ من فرنسا إلى رئيس تحرير أحد المجلات العربية بقصة قصيرة معنونة "الطريق إلى الإلدورادو"، أشاد بالنصّ ورحب بنشره، وفي نفس الوقت ارتأى أنه يحتمل التمديد، ونصح لي أن أعاود الاشتغال عليه كمشروع رواية تأتي على طريق الحي اللاتيني . الرواية المذكورة شهيرة، والأشهر أن العنوان حيّ باريسي يرمز للعلاقة الجدلية بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب، بين الأنا والأنا أولا، ثم الأنا والآخر، بين اللقاء الحضاري بين الشرق بعاداته ودياناته ومعطياته الروحية وبين الغرب بمعطياته المادية والعلمية والتكنولوجية... هذه النصيحة، في نظري، تنضح بالكثير.

أول إصداراتك حمل اسم (لمن نفتح الأبواب) و صدرت عن مجلة الكلمة الإلكترونية سنة 2009. هل ساهمت هذه الرواية في التعريف بأبو الهيثم، و هل ترى أن عصر النشر الورقي قد تراجع لصالح النشر الإلكتروني، أم أن المسألة برمتها تتعلق بتوفر إمكانية النشر بالمجان عبر الإنترنت مقابل غياب دعم لنشر هذا العمل في كتاب ورقي ؟
ليس من اليسير نشر العمل الأول، غالبا ما يتعلق الأمر بتمرين روائي. نجيب محفوظ نفسه لم يتمكن من نشر روايته الأولى أحلام قرية ورقيا، علما أنه لم يتوافر وقتئذ الحامل الرقمي. لا يجوز لي أن أقدح في قيمة مجلة الكلمة الالكترونية و ذائقة القائمين عليها، التلقي والقراءات تختلف. هذا، وليس من السهل الالتفات إلى العمل السابق بعد صدور عمل لاحق، هذه القضية معروفة أدبيا. وإن سلمنا بتراجع النشر الورقي لصالح الالكتروني فللكتاب الورقي متصفّحوه الأثيرون، كما يلزم الخروج بالوسيطين من حلبة التصارع إلى دائرة التكامل.

كتبت قصصا قصيرةً بعضها حاز على جوائز أدبية مثل قصة (الروائي الأعظم) الفائزة بجائزة (المؤلفون المغمورون بالمغرب العربي) و قصة (السيارة) الفائزة بجائزة البي بي سي. أين يجد ياسين أبو الهيثم نفسه في الرواية أم القصة القصيرة. أم أن كلا الجنسين مترابطين بالنسبة له و يبقيان بوابة لإبداعه ؟
كلّ كاتب يتغيا أن يتواصل مع قراءه فيبحث عن الوسيلة الأمثل لتبلور و تثمن الفكرة، وعن الأواني الأنسب لتتسع للمعاني، وحتى إن ظنها (الوسيلة) صائبة فهو موقن أن الصواب كثير وبعضه أصوب من بعض، الأمر أعقد مما يتصور، وجملتك الأخيرة تختزل وتبسط الأمر. فعن قصتي القصيرة "السيارة" على سبيل المثال، كتب الناقد عبد الرحيم العلام في عدد فبراير المنصرم من مجلة العربي أنها توظف «الحكاية والتفاصيل، موازاة مع اعتماد القصة للغة رصينة، ودقة في الوصف، بشكل يجعل هذه القصة قابلة للاستطالة، وقابلة أيضا لأن تتخذ شكل رواية». ومن القصة القصيرة جدا إلى الرواية مرورا بالقصة الطويلة والرواية القصيرة (النوفيلا) أثير نقاش طويلا وأسيل مداد كثيرا. وما دام القارئ طرفا مهما في هذه المعادلة، فتوازني غير مستقر، أو أن استقراره حرجا، ألقي بالا كبيرا لرأي القارئ وما أزال أعول عليه.

و أخيرا، هل سنشهد قريبا مولودا جديدا لأبو الهيثم، و هل ستظل مراكش هي ذاتها المكان لمجريات و أحداث مشاريعك الإبداعية المستقبلية ؟
بعد أضمومتي القصصية الأولى "أولاد الدرب.. قصص الحومة" أكاد أنهي أضمومتي الثانية "على هامش الحكاية.. نصوص ميتاقصصية". المجموعة تحفل بالتجريب وبالكتابة عن الكتابة أكثر من اهتمامها بالفضاء. أما روايتي الجديدة فحول الاستغراب (على وزن الاستشراق وعكسه معنى)، سأسمها ب"الطريق إلى الإلدورادو".



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي أو لا شيء
- حزب الاستقلال و القضاء و السلطتين المنتخبة و المحلية متورطة ...
- جماعة (إكرفروان) / المغرب: الواقع المرير
- الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى
- تعدد العوالم في لوحات الفنان التشكيلي المغربي -ياسين خولفي-
- الغرابة في -بلاغ في الولع- للشاعر سلمان داود محمد
- رصد الوحشية في قصيدة -قذائف و شناشيل- للشاعر سعد ياسين يوسف
- قصيدة -إشارات بأصابع مطفأة- للشاعر -طلال الغوار-: خطوات شاعر ...
- على مهل أمشي
- ليس للقصيدةِ وطنٌ
- صورة بين الظل و النور
- لست محظوظا بما يكفي
- رحلة إلى الظل -في رثاء الصديق الشاعر العراقي ثائر الحيالي-
- عشرين شمعة لوجهين كئيبين
- المأساة و الأمل في -مرثية دم على قميص قتيل- للشاعر العراقي - ...
- الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الض ...
- الصحافة حلم عمدة مدينة مراكش -فاطمة الزهراء المنصوري-
- إله جمعية سوق أزلي بمدينة مراكش: حكرة على حكرة
- المجلس الجماعي لمدينة مراكش: بؤرة فساد و سوء تسيير
- رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم ال ...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم