أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - العدوانية














المزيد.....

العدوانية


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 18:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخوف من العدوانية ، هو خوفٌ للسيرِ من الإستسلام ضد التيار ، و وفقاً لما شعرت به ، و أنا في بداية فترة المراهقة ، حيث كنت أشعر بالعدائية كردةِ فعل ، لم أكن أقصدها إلا بعد أن تخرج مني ، شعرت بأني إما عداونية ، و إما صغيرة جداً على كل هذه التفاهات ، و الحقد .. الشعور دوماً بأني أغرق - لست أكبر من الموجة - كان يطغى عليّ .. لم يهدأ لي بال على الإطلاق .. إلا بلحظات تأمل احتجت منها سنوات طويلة حتى أتمكن من إلتقاطها ، كيف يمنعونا من الشعور بالحب ، و نتيجة أساليب التربية الخاطئة ، و شعورنا بالقهر ، و نحن محجبات بالإكراه ! طُول جسمي كان منتقداً ليس لأنه سيئاً ، بل لأنه كان ممِيّزاً لي عن غيري !
كيف كنت أتوقف عن الانشغال بنفسي أمامها ، و هي تحاول أن تبدو غير عدائية ، بينما يحارب القمع الاستعماري كل ما هو أنثوي على الأرض الفلسطينية ، و من ثم تنشئة الأسرة ( علاقة الآباء – الأبناء ) ، و هي تخلّد قمع المجتمع بعقوباته المعنوية في كثيرٍ من الأحيان ضد ما هو جرئ بخصوص أنوثة المرأة ، و حتى الاعتداء بالضرب ، و التهديد في حالة التحدي لإنهاء هذا القمع !

التدليل ليس مطلوباً بين محبين كثر ، و لكنه مهماً في كل علاقة طبيعية تخص هذه الأرض ، و ليس الإسراف في الهجومية ، و القمع .. الاتفاق على كل ما هو جميل من أجل شئ واحد و هو التربية ، و الأخلاق – أهم من كل شئ .. أن تكون بغاية اللطافة ، و لذلك في مجتمعي الغزي قليل – أشمل هنا مدّعين الثقافة – من يوجد لديه مزاج عال ، أليس مبتغى الثقافة ، و الفنون ، و الجمال هو الحب ببعده الايدلوجي !

الجرأة بالنسبة لهم هو أن تمثل الحب ، بل أن تقع فيه . و كأنه غشاوة على عيونهم . أن تخاف من الحقيقة هي بداية الظلام ! الحب الذي قتلته التربية حسب الشريعة الاسلامية ؛ حيث تصرخ الوالدات على بناتهن بلا لنمص حواجبهن ، و لا للانفتاح الثقافي ، و الفكري ، و لا لتبادل العلاقات الانسانية بكل طيبة ، و لطف .. و كأنهم بذلك ( جابوا التائهة ) ، و هم يُكرهون أنفسهم على مزيدٍ من الخوف في سبيل النفاق " المتفق عليه حسب أصول مجتمعنا التربوية " ، و قد يطرح البعض وجهة نظره - بكل جهل و همجية مقنعة - نحن لدينا عاداتنا و تقاليدنا ، التي تتحكم بحياتنا .. و هي من تَمسّك بها ( جدود جدودنا ) و كأنهم يخافون على الميراث الضائع من الخسارة ( الحقد و الكراهية ) التي تمثله عادات ، و تقاليد لا تحترم أدنى صور الفردية ، و لا الحريات الشخصية ؛ حتى أنها تقحم نفسها بين علاقة الفرد بنفسه – جسداً ، و فكراً ، و روحاً – حتى يجد نفسه ( الفرد ) أنه هو عقدة الإله ، التي لا تنتهي .. في الآخر سيقولون نهاية هذا العذاب هو الجنة .. وهمٌ آخر يعيشونه على الأرض ..

كانت صديقتي – لم أتحدث إليها منذ سنيتن - تشد المقبض بقوةٍ ، و هي تؤدي تمارينها الرياضية بدقة ، ظننت أنها تحاول أن تتخلص من بعض الوزن ، و لكني وجدتها تنظر إلى نفسها أكثر في المرآة ، و هي لا تتخلص من ذلك السواد .. حول حاجبيها ، و عينيها ..

اذا قلت لمن هو خائف من الغرق ، تخلص من عدائيتك - و هي مرتبطة بهذا المفهوم بنحو جداً معقد ( والدتها ، التي انتقدتها على الدوام حسب أهمية العادات ، و التقاليد ) بالنسبة لها - ستعتقد أنك تطلب منهم أن يحتجزوك ، فتظل وحيداً في حديقة الغرق ، بينما هم يستمرون بالغرق بحريةٍ في عكس ذلك التيار الذي تركوك فيه .. لا تنجو وحدك – حتى من نفسك !
الغرق بالنجاة هو الحل الوحيد لك ، إذا كان كل من حولك هو من الأعداء .. أو دعنا ندّعي فقط أنها مجرد عدائية مخيفة !!! ينتهي مقالي بأسئلة كثيرة لا أحبذ أن أجيزها لكم .. خوفاً عليكم من الغرق .. في بِركة النجاة !!!!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل رقي حركة حماس
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - العدوانية