أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)














المزيد.....

تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 08:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




العواصف التي مرت بها الأممُ الإسلامية بحثا عن دولٍ راشدةٍ بعد زوال الخلافة الراشدة، أنتجتْ الكثيرين من المصلحين والثائرين، بدءا من أعمال عمر بن عبدالعزيز ويزيد الناقص، والمأمون، رغم شموليته الثقافية السياسية، إلى العديد من الحركات والشخصيات البارزة، وقد فشلوا في إصلاحِ أحوالِ الأمم الإسلامية لعدمِ تحقيقهم شروط الثورة الديمقراطية، المعتمدة على تحريرِ الفلاحين من الإقطاع الزراعي، وتحرير النساء من الإقطاع المنزلي، وتغيير المؤسسات السياسية المستبدة، وتحرير العقول من الشموليات المختلفة.

إن الشروطَ الموضوعية لهذه الثورات لم تتحقق وهي وجودُ طبقةٍ رأسماليةٍ صناعية مؤثرة، وطبقةٍ عاملة واسعة في المدن، وتطور العلوم والثقافة والحريات المدنية.

وفي العصر الحديث بدأتْ هذه الشروطُ بالتكون ولم تسمحْ بتطورها الشمولياتُ المحافظةُ الدينية والسياسية، وتُوجتْ العرقلةُ في الثورات العسكرية، وهذه بانت تناقضاتها وعجزها عن فهم التاريخ كما حدث مؤخرا بشكلٍ ساحق.

إن وجودِ علاقاتٍ بين الماركسية المتآكلة عربيا وبين القوى المذهبية السياسية كانت من الركائز الأساسيةِ للدكتاتوريات العسكرية.

إن غيابَ الديمقراطية من هذه الماركسية قد أنتج شحوبا نظريا سياسيا واسعا، وأدى الى مسايرةِ تلك الدكتاتوريات. فقد كانت نسخا مشوهة، انتقائية، غيرَ تاريخية ونقدية، فتتقارب مع الدكتاتوريات العسكرية والدينية، في بلدان متعددة ذات تطورات مختلفة، للبقاء في الحراكِ السياسي الذي يبدو وطنيا ونضاليا في بدء افتتاحهِ لمطاعم الجزارةِ في هذه البلدان، ثم تتكشفُ الهوياتُ الاجتماعية الشمولية ويؤدي ذلك الى المزيدِ من اهتراءِ النسخ الشاحبة للماركسية.

إن القوى الليبرالية والديمقراطية كلها تشحب من خلال الأنظمة، فعلى السطح السياسي تفشل الجريدةُ والحزبُ والنقابةُ والثقافة، أي تفشل الأفكارُ الديمقراطية في عالم الذكور المستبدين الظاهر والمسيطر، فيما البيوتُ مركزُ الإقطاع الديني تزدهرُ بالأجيالِ المُدّمرةِ بين الخارج والداخل، فيما المدنُ تطفحُ بالجمهور المقتلعِ من أرضهِ أو من حقوله أو من بلدانه أو من ورشه.

إن رأسماليات الدولِ المحافظة أخذتْ مواقعَ رأسماليات الدول (الاشتراكية) وكان هذا مؤشرا للتردي العام في نمو الديمقراطية والحداثة على مستوى الأمم الإسلامية عامة.

وعودةُ الحياةِ للفِرق الدينية القديمة كالإسماعيلية والعلوية والزيدية عبر انتقالاتٍ حادة من الخمود إلى الحكم الشمولي الساحق أو المعارضة العنيفة، ولقاءاتها مع نسخٍ مدمرةٍ من الماركسية، مثل أن يلتقي الحراكُ الجنوبي في اليمن مع ولايةِ الفقيه، تدللُ على تآكلِ العقلانيةِ على مستوياتِ المدارس الحديثة والفِرق الدينية معا.

كما أن المذاهب الإسلامية الأساسية الكبيرة التي عملت ببطء للوجود بين العصرين الوسيط والحديث لم تتجدد، ولم تفصلْ أدواتَها السياسيةَ عن الفقه المحافظ، وفي نشوء فرقِها السياسية كانت تتشبثُ بشكل جامد بكل المحفوظات والنصوص القديمة المتلائمة مع زمن سابق، التي لم تَعالج نقديا أسبابَ غيابِ التغيير الديمقراطي إسلاميا وأسباب فشل المحاولات الإصلاحية والمغامرات السياسية العنيفة كذلك.

وجاءت الأممُ الإسلامية في المسرح الراهن وهي تضعُ أقدامَها في اتجاهاتٍ عدة وليست لديها العدة الفكرية السياسية وهي البوصلةُ للسير في عالم هذا المسرح الواسع المضطرب الشائك.

لقد ظهرت الشروطُ الموضوعيةُ الأولية للثورات الديمقراطية، فها هي الطبقاتُ الوسطى الصناعية والتجارية والمالية تنمو على مساحاتٍ واسعة، وثمة طبقاتٌ عاملةٌ شبابيةٌ متفتحة، وبدأت أفكارُ العقلانية والديمقراطية والحداثة تسكتشفُ الواقع، وتعيدُ تجديدَ بعض الشعارات، وظهرت إمكانياتُ التحالفات بين القوى الحديثة الديمقراطية والإسلامية على أسسٍ مختلفة عن التبعية والإلحاق، لكن المخازن كذلك مليئة بالماضي والمشكلات.

إن كلمةَ الثورة الديمقراطية لا تعني بالضرورة الفاعليات الشوارعية والاضطرابات، بل تعني قيام الجماعات المالكة للأرض وميزانيات الدول والمليارات المودعة في الغرب والشرق ومالكي العقول النصوصية المجمدة والأجساد المريضة في البيوت بتحريرِ كل هذه الثروات لتدخل الأسواق والمصانع، بحيث لا تبقى طبقات فوقية خارج الأسواق وخارج الديمقراطية ومهيمنة عليها.

لم يعمل مالكو الخَراج القدماء على جعلِ الفيض المالي و(بيت مال المسلمين) يغيران العلاقات الاقتصادية والاجتماعية المتخلفة ويطوران الصناعات والعلوم والحريات، فكان ما كان وتسلم ورثتُهم كل هذه الظروف وكل هؤلاء الناس فماذا سيفعلون؟ هل يكررون ما فعله السابقون أم يعيدون النظرَ فيه وينقلون هذه الأمم لمرحلةٍ جديدة متقدمة؟

إن التجديد شامل، والقوى السياسية والفكرية والاجتماعية أمام مسئولياتها التاريخية فليست ثمة لحظة عرفتها هذه الأممُ خلال قرون مثل هذه اللحظة الفريدة العظيمة الخطرة، فإما السير للإمام وتحقيق التطورات والوحدات الديمقراطية وإما التمزق والحروب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية


المزيد.....




- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)