أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - حبال الريح














المزيد.....

حبال الريح


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيت عماده الحبال، وجدرانه تتراقص على انغام الريح وتغفو على ثقل المطر. الليل دامس الا من نور يتناوب ما بين ميلاد وزوال، والحديث الدائر له خصوصيته اذ انه يكون صاخبا بصداه، ومزاج من يسكن تلك البيوت لا يسوء ويمتعض لاي سبب، يتميز بروح الجماعة فتراه متبخترا بين ابتسامات لا تعرف السكون الا في موعد واحد.

اغلب افكارنا اصبحت مشدودة بحبال، ترانا نميل بها وتميل بنا دونما استقرار الى هنا وهناك والماكينة الاعلامية تتحكم بالكثير من سلوكنا وحتى لذة ارواحنا، اصبح لدينا مزاج واحد وفكر واحد، لكنه مزاج متردد ليس به ثبات او استقرار، اخاف ان اقول بأنه لا يعدو ان يكون مزاج عدائي وبائس.

كفلسطينين معروف بأننا أبناء الخيمة، تذليل على النكبة ونكستها اللتين ما تزالان بكامل مشمشهما اذ اننا لم نغادر الخيام بعد ومفاتيح البيت مازالت معلقة على الجدران، نستمر بحبال بيوتنا التي اصبحت من حجر لكأن رحلة العودة اصبحت في التيه بفعل تقادم الزمن والاحوال مع بقاء الحال على حاله، وحين نذهب نستنصر جيراننا نجد حالهم لا يختلف كثيرا خيام على طول الطريق.

احد الزعماء ممن طالهم الربيع العربي كان يتنقل بخيمته اينما حل وارتحل مع فرق شاسع بين خيمته وخيمة من انتكب الاقامة الجبرية فيها، اذ كانت خيمته موقف احتجاج نتيجة تعرض قصره للقصف، ومن غادروا اوطانهم سكنوا بيوت الحبال خوفا من الموت وبأمل العودة الى اوطانهم.
ان صورة الفرد اصبحت مشابهة لخيمة الاحتجاج او الامر الواقع حتى غدت طاقاته البناءة مجرد طاقات هدم او لملمة لبقايا فرح سوف لن يؤدي به الى شيء حقيقي، فلم يعد يعرف كيف يجرب حتى يخطئ، كما لم يعد له الا خيار واحد، ان يحصي ماذا خسر وكم بقي لديه من اشياء لم يستنزفها بعد.
النفخ في بالون الخوف بات مبالغا حتى خرج الناس الى الشوارع والساحات لا يعرفون مما كانوا يخافوا من كثرة ما كانوا يخافوا فلا سلطان على السلوك المكبوت لفترة طويلة كما انه لا سلطان على مشاكل الانسان والتي حصرت بالعيش والفراغ والجنس، مشاكلنا كما حصرت منذ قرن ما زالت على حالها زاد عليها الضيق من الغد بسبب ماكينة الاعلام التي تتنافس على تضييق الفرصة بالمستقبل فأصبحت احلامنا مقبورة سلفا.
حبال الود والغد اصبحت في مهب ريشة، وعلى قرن الزمان نبكي حالنا، ننقب عن مثل أعلى يلتقط ارادتنا التائهة في اعماقنا، فيحترم فينا الحياة وحقنا في العيش، فلا يغيب عنا نور الشمس فنراه ساطعا كل يوم.
نحتاج ان تنبت لنا الارض الحب حتى نهبها الحب، فيبقى الانسان انسانا فلا ينقرض او يذوب فيها او عليها.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجة مع وقف التنفيذ
- بقايا النهار
- العيد يتزين باللون الاسود
- محمود درويش في ذكراه
- عند الباب
- طبلة رمضان وذكريات من الطفولة
- العنف الجامعي والقوة بالعشيرة
- بابور الكاز يعود الى حاضرنا
- يقظة الروح
- الشوارع تغص بالجثث
- جثامين تعود بردا وسلاما الى قراها
- سائق تاكسي ام متسول
- عواطف امرأة مغدورة
- مذكرات طالب جامعي
- صحائف افكارنا
- الوداع يليه وداع
- زواج مبكر.. طلاق مبكر
- فنجان قهوة
- دفاترنا العتيقة مرآة لنا
- حزن ازهار الربيع


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - حبال الريح