أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - من أجل رقي حركة حماس















المزيد.....

من أجل رقي حركة حماس


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 12:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


«الجنس هو فعل متكامل مع الحب ، و التأمل ، وفي كثير من الأحيان يربطه البعض بالرغبة بالاقتراب من الشخص الآخر لإنهاء حالة البعد ، أو الانقسام بينهما من أجل تكوين الوقت ليخفى بعد قليل آثار الاهمال ، و البُعد ، والجفاء »

ما يحصل في المجتمعات الانسانية التي تكون فيها المرأة فرداً مستقلاً بعيداً عن احتمالات الخطر ، التي قد تُفرض على المرأة في المجتمعات الشرقية - و نأخذ على سبيل المثال ما يحدث من رجم للنساء أو جلد كما في السعودية ، ايران ، و السودان - هو أنها قد تصيب أو تخطئ حسب خياراتها ، و تكون في معظم الأحوال مخولة لإنهاء قصتها بنفسها ، إلا في حالات لم ترغب فيها المرأة أن تنهي قصتها كما تكتب لها عائلتها قرارتها ..

الأمر في الشرق مختلف ، و لا نريد هنا خلط جميع الأوراق مرة واحدة ، و لكني شعرت بالصدمة و أنا أتحدث إلى محاميات غزيات ظننت أنهن واعيات ليرفضن الظلم الاجتماعي ، و عدم المساواة الذي تعيشه المرأة في غزة ، و هنا يجدر الذكر العنف الأسري الذي ترضخ له الأنثى ، و الأطفال في ظل غياب مؤسسات تحميها من همجية ذكور العائلة ، و شعرت بالأسف الكبير عندما وجدت بعض المراكز الانسانية ، التي تستعين بمخاتير العائلات الكبرى ؛ لإنهاء المشكلات الأسرية ، فالكل في غزة يستطيع أن يُسمي جميع الأنثيات المضطهدات من إخوانهن الذكور " المخاتير " ، و قد يحصل أن تجد مختاراً لعائلة كبيرة منع أخته الأنثى من الميراث ؛ فقرر أن يبني على حصتها من الأرض مسجداً ؛ ليصلي فيه على مرأى الناس رياءاً ، و كأنه هو التقي الورع ؛ و من ثم يسمح لنفسه بالتهرب بطريقة جداً لائقة ، و شرعية من دفع الضرائب على باقي ممتلكاته المحصورة ببناء جامع يخدم بإسم الله ..

و كم يكثر في غزة تجار الدين ، بذقون تشبه الشيطان نفسه ، و هم يطلبون من الشعب الغزي الفقير التبرع بإسم الله و الغفران ، وبوهم الدخول في جنة ربهم ، لمساجد تنعم بالإضاءة المكلفة ، و الأحجار القدسية للديكور ، و المكيفات الهوائية ، في ذلك الوقت الذي تُقطع فيه الكهرباء في غزة أكثر من ثمان ساعات يومياً ..
أما اذا أتينا لنحصر عدد بعض الشوارع التي تنعم بإضاءة على مدار الساعة فإننا سنجدها تنعم بمدير أو وزير حمساوي ، لا يقيم إلا في هذا الشارع الذي لا تنقطع عنه الكهرباء على غرار ما يحصل لباقي الطرقات الأخرى .. هل يُعقل أن الله طلب منهم أن يمارسوا الجنس مع زوجاتهم في الضوء – و إن كان هذا طرحاً غبياً – بينما باقي الشعب الغزي لا يجد إلا من الفقر غطاءًا لمدة خمس سنوات من حكمهم المزعوم ؟؟

هل سيُعرض على شاشة التلفاز الوحيد المسموح له البث من غزة غير ما يُروج له تجار السياسة متعددي الزوجات ، و مروجي اللحى ، و الذقون ؟؟ هل هناك صحيفة مستقلة واحدة في كل غزة تسمح للشعب المضُطهد أن يطالع نكات قبيحة غير تلك التي تطلقها حماس عن انجازاتها العجيبة ؟
هل في هذه الفترة المظلمة في حياتنا نحن الشعب الغزي سنجد أي تكريم لكاتب/ة أو مثقف/ة من الذين أضافوا للقضية الفلسطينية ، و اتحاد الكتاب و الأدباء لا يجد من يستجيب لمطالبه ؟ بل الأنكى من ذلك أنهم كوّنوا رابطة الكتاب الفلسطينين ؛ ليزيدوا الطين بلة !!

هل في فترة حكم " حكومة جباية الضرائب " تحسن وضع القمع الذي تنعم فيه غزة بفضلهم ؟ و على سبيل المثال الجامعات ، التي يعيش فيها الطلبة حالة من الرعب ، و القمع الفكري طالما مجلس اتحاد الطلبة غير خاضع لهم ، اذا كل أنشطتهم أوقفوها ؟

في ذلك الحين الذي تراكمت على الشعب همومه من سلطة الفلتان الأمني لمدة أربعة عشر عاماً ، لم يكن أحد يكترث ، و كانت الواسطات ، و المحسوبية تغير كل شئ حتى أن كل وزير ، أو مسئول كانوا يسمونه حرامي الكهرباء على سبيل المثال .. كل وزير و مسئولياته على عاتقه .. أما الآن فالشعب لم يعد يفرق بين من هو الحرامي و من هو إله الحق ، و الصواب ؟ فالكل يتاجر بإسم القضية الفلسطينية ، و أمن حماس الداخلي هو الأعلم بكل شئ !!

و أما أن يظهر قائد حمساوي في فترة اشتدت فيها معاناة الشعب– كما يحصل عادة في فصل الشتاء –و هو يرتدي بدلة صوفية ، و يظهر للعالم – الساذج حسب رأيه – بأنه يُشعل الشموع بسبب نقص موارد الطاقة ، بينما توجد طاقة كافية لتدويرالكاميرات ، التي تنقل صورة البؤس التي يزدريها عبر محطة تلفزيونية ؛ ليتصنع حالة من الخداع ، ما هو إلا جهل و ظلامية ، تماماً مثلما ادعوا في البداية ، عندما أطلقوا حملات لتفتيش سيارات العمومي ، و للتدقيق على الترخيص ؛ فطلبوا من كل سائق أن يحضر أوراق الترخيص ، و فرضوا مبلغاً غير بسيط على كل مواطن ، و نفوا الحاجة لأي أوراق تأمين ، ادعاءًا منهم أن التأمين حرام و غير شرعي ، و اذ بالمواطن العادي يُفاجأ بأن حكومة " الحلال و الحرام " تطلب أوراقاً جديدة من شركات تأمين " إسلامية " ، و لست واثقة من هذا المُسمى ، و لكنهم كانوا في البداية ينكرونه أما الآن ؛ فلقد أصبح حلال حلال .. و يسخر السائقون قائلين : الحلال بيّن و الحرام بيّن ، و نسُوا أن يضيفوا :" حسبما تقرر حماس " !

عندما تقرر حماس أن تثير قضايا معينة فهي تجيد اختيار قادة مشوهين النفسية ، و لكنهم مفوهين بطريقة إسلامية - تقليدية ، تتعمد أن تظهر الفقر ، و هذا فعلاً هو الحال في غزة ، و خاصة بعد الحصار ، والحرب ، و لكن أن تنصب حكومة حماس من نفسها إلهاً يقرر متى يتنفس الشعب الغزي ، و متى ينقمع هو ما لا يقبله العقل و لا المنطق ! و قد يجدالبعض أن ما هو مضحك بشكلٍ مريضٍ أن حكومة المقاومة ، كما يسمون أنفسهم ، قد تفرض ضرائبَ على الشعب بالعملة الاسرائيلية ( ؟؟ ) ، حيث أنهم أذكياء لدرجة لا يستطيع أحدٌ منا نحن الفلسطينين سوى أن يقاوم غباءهم بمزيدٍ من الشعور بالإشمئزاز و القرف !

الرجل الذي يحمل السلاح لحماية أرضه، و وطنه هو رجل مسئول ، بل و هو أيضاً عظيم بقدر التضحيات ، و الوطنية التي يتمتع بها ، و لكن اذا وجدنا طريقة للحديث إلى بعض المسئولين في حكومة " فرض الضرائب " سنجدها تحصل على أموال من بعض الشيوخ في قطر ، و الدول الممولة ، و لا يستطيع حينها أي مواطن غزي أن يتساءلعن آلية صرف هذه الأموال ، و بأي حق يودعونها في جهة معينة ، بينما تتذرع حماس بكل الحجج لقمع الشعب الفقير ، و هي تقدم اسوأ الخدمات الحكومية على الاطلاق ..
ارتفاع الأسعار بسبب الحصار ، و سوء استخدام الأنفاق ، و من ثم قمع الحريات بحيث يترك معظم المثقفين غزة ، لاجئين سياسيين إلى بلدان أوروبية ، و أن تستخدم حماس كتائب عزالدين القسام – جناحها العسكري ؛ لمحاصرة و قمع حرية الشعب الأعزل ، الذي يعاني من وطأة الحصار ، و من ثم الخروج إلى شاشات التلفاز الخاصة بهم ، و هم يعدون الشعب - الذي ماتت آماله في الحرية ، و الكرامة - بالطريقة التي يلاحظون فيها ازدياد عمالة الأطفال بسبب تردي الحالة الاقتصادية ، و انعدام البنية التحتية ، التي ما انكفأت حماس تزيد أمرها سوءاً ، و هي تمنع من هو غير إسلامي بالاستثمار أو بدء المشاريع ، اذا لم يكن خاضع لقوانينها ، و مصالحها - و التي هي مخالفة إلى أبعد الحدود عن الحقيقة المترامية الأطراف حولنا هنا في الأراضي الفلسطينية - يجعل منهم مجموعة من الشيوخ المتآمرين على قضيتنا ، و هم أنفسهم غير قادرين على مواجهة حقيقة أنهم لو ظلوا يحملون بندقية الرجل المقاوم لكانوا أعطوا فرصة للشعب الذي انتخبهم - كردة فعل اقصائية عما ارتكبته سلطة الفلتان الأمني لمدة أربعة عشر عاماً – بأن يحسن من مستوى حياته ، و تقرير مصيره بعيداً عن كل هذه الخصومات ، و الانشقاقات التي تسبب بها كلا الطرفين ، بل الأسوأ من ذلك أنهم أضاعوا سطوراً طويلة من القضية الفلسطينية ، و هم يتنازعون على فتاتٍ لا يصلح إلالإعادة النظر فيه !أعتقد أنه آن الأوان لحكومة حماس ، التي تقمع شعب غزة أن تعيد حساباتها ، و أن تعيد أوراقها مرة أخرى إلى الدرج ، قبل أن تتسبب بكارثة إنسانية أخرى على المستوى المعنوي للشعب الفلسطيني ، الأنكى من ذلك الحالة الاقتصادية ، و الثقافية ، و الاجتماعية .. كفوا عن ارتكاب خطاياكم أيها الشيوخ ، و الجأووا إلى خنادقكم .. و لا تستخدموا قوة السلاح مع أفراد من شعبكم كانت كل مطالبهم هي الحرية ، و العدالة ، و الكرامة .. بعيداً عن مخططكم الظلامي ، الذي يخدم الصهيونية ، و يمنع الشعب الفلسطيني بعد كل هذه المآسي من التقدم !



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم
- من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور


المزيد.....




- لبنان.. تطورات جديدة في قضية عصابة -التيك توكرز- لاغتصاب الأ ...
- -التلغراف-: محاولات الانتحار أودت بحياة 11 ألف امرأة في كردس ...
- جرائم قتل النساء
- دراسة: مرحلة ما قبل انقطاع الطمث قد تزيد من خطر إصابة النساء ...
- مصر.. وسائل إعلام تنشر صورة فتاة التجمع بعد تعرضها للخطف ومح ...
- “كرتون واغاني على طول”.. تردد قنوات الاطفال الجديد 2024 “ونا ...
- ارتفاع عدد المعتقلات إدارياً في سجون الاحتلال إلى 25
- سجلي الان.. منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر 2024 تعر ...
- النظام التونسي يلاحق الناشطات ضد العنصرية بسلاح السجن
- سجلي هتستفيدى 8000 دينار… منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2024 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - من أجل رقي حركة حماس