أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - هل المقاومة في صراع مع الثورة؟














المزيد.....

هل المقاومة في صراع مع الثورة؟


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتعاظم القول بأن "المقاومة ضد إسرائيل" تتعارض مع الأحداث التي انطلقت في سوريا منذ ما ينوف على العام ونصف العام، ويتكرس هذا القول في اتجاهين، الاتجاه الأول يقوم على القول بأن المقاومة المذكورة تمثل عملاً بطولياً مناهضاً لإسرائيل بمثابتها عدواً تاريخياً للعرب عموماً، وليس للفلسطينيين فحسب، فلقد اغتصب فلسطين الصهاينة بدءاً من عام 1948، وطردوا الشعب الفلسطيني منها بوصفه شعباً منتمياً - بالاعتبار التاريخي - إلى العروبة، ثم جاءت حرب 1967، التي أنتجت مزيداً من اضطهاد الفلسطينيين، وحتى الآن ترفض إسرائيل، الخروج من الأراضي التي احتلتها منذ عام 1967، أما الاتجاه الثاني فيقوم على التشهير بالثورة أو الانتفاضة السورية، انطلاقاً من أن ما يحدث تحت ذلك الإصلاح إنما هو عمل مراهقين مأجورين وعملاء وهذا عين الفضيحة.

إن تلك الملاحظات تمثل في عقل الإنسان العربي وضميره ما أصبح حقائق لا يمكن نسيانها مع تقادم الزمن، ولا التخلي عما تعبر عنه، وفي قلب التاريخ العربي يبقى ذلك راسخاً لا يعني الأخذ به والتمسك به فضلاً لأحد العرب على غيره، ولا طريقاً للتفاخر به، فهو أمر أصبح "فطرياً" بالنسبة إلى أولئك، بل إن المنظّرين العرب السياسيين الداعين إلى إعادة الحقوق الفلسطينية إلى شعبها، يرون أن أهمية فلسطين بالنسبة إلى العرب لا تكمن في موقف سياسي أو آخر، وإنما هي (أي الأهمية) تأتي من أن فلسطين هي التي تمنح شعبها هويته الوطنية المرتبطة بعمق بهويته القومية.

على ذلك النحو، فإن ما يفعله جموع من السوريين ومعهم بعض حلفائهم، حين يقفون في وجه دعاة الانتفاضة أو الثورة السورية الراهنة، اعتقاداً بأن المنتفضين أو الثوار في سوريا إنما هم "مجموعات من المسلحين الإرهابيين" و"السلفيين" و"المرتزقة" الذين تمولهم دول أجنبية، وبذلك أحدثوا خلطاً في المفاهيم السياسية كما في المواقف الكفاحية.

ما يحدث في سوريا، إنما هو من أكثر الأمور طبيعية وواقعية وضرورية، وقد عبر الرجال والنساء في سوريا عن ذلك بشعارات رفعها حزب "البعث" العربي الاشتراكي وأحزاب أخرى سابقاً تشارك في "الجبهة الوطنية التقدمية" مثل الناصريين والشيوعيين والاشتراكيين، وأولئك الذين رفعوا شعارات التقدم والعدالة والمساواة منذ خمسينيات القرن الماضي، يعلنون (أو قسم منهم) أنهم هم الذين أسسوا لحركة التحرر العربية، ومنها حركة عدم الانحياز.

وحين يكون الأمر على هذا النحو يتساءل المرء عما إذا كان التنكر لتلك الشعارات والأهداف هو الطريق، التي تقود إلى استمرار النظام السوري في الحكم، إن هؤلاء وأولئك يعلمون - من دروس أولية في التطور والتقدم التاريخي - أن المجتمعات البشرية ليست قوالب ثابتة مطلقة، لا تنمو ولا تتغير ولا تعيش أحوالاً من التحول، وإن من يرون هذا الرأي من أولئك السابقين واللاحقين إنما يكونون قد أعلوا من شأن الثبات على حساب الحركة التاريخية، لأنهم اكتشفوا (الآن عملياً وحين ظهرت حالة الضرورة لتغيير السلطة)، أي الحالة التي كانوا يتحدثون عنها في مؤتمرات أحزابهم وأدبياتهم الحزبية، والفرق بين الحالتين يبرز في أن هذه الحالة الأخيرة تظهر في أحوال اجتماعية واقتصادية وسياسية لم يعد استمرارها محتملاً، وفي أن الحالة الأولى كانت تظهر على ألسنة من كان على رأس السلطة، دون أن يلجأ إلى الاستجابة للتغيير والإصلاح والتحديث.

ألم تكن شعارات الثورة أن الانتفاضة الحالية موجودة ضمناً في برامج وكلام وخطط أولئك، لكن على الورق، وحين لم يعد ممكناً إسكات القوى التاريخية الحية، أصبحت تلك الشعارات خطرة، نعم، الثورة هي هنا المقاومة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-
- معضلة النظام الأمني


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - هل المقاومة في صراع مع الثورة؟