أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محمد عبد القادر الفار - المتصوف المتمرد 5














المزيد.....

المتصوف المتمرد 5


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 23:44
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


إذا كان الصوفي المتمرد يتمرد بالتكيف ويتكيف بالتمرد ويمثل بوعيه وسلوكه حالة من الحقيقة، كشاهد لا ينزه نفسه ولكن نفسه ممتلئة دائما، فإلى متى.. إلى متى كل ذلك... وما المصير، وهل من مصير في دائرة اللانهاية المتجددة، وهل من سعي إلى مصير ما...

يقول الصوفي المتمرد "لست حرا ما دمت تسعى"

فحين يعترف المرء بجبريته ويدرك ضعفه وميكانيكيته ويمل الكفاح وتحدي الواقع ليسبر جوهر "اللاجدوى"، فإنه سيصل أخيرا إلى حالة اللاغاية النيرفانية التي لا تطلب شيئا ولا تمانع شيئا ولا تتعلق بشيء، فينصاع راضيا مرضيا إلى المسيرة والمشيئة، ويصبح التكيف هو ردة الفعل الدائمة، في حالة توحد مع الكل يتلاشى فيها كل شيء سوى الشهادة على الكل، وهذه هي حالة اللاشيء الواعي...

فما بال المتمرد يحدثنا عن اللوحة الناقصة "طبيعة العالم الضرورية" ويمشي بذات ممتلئة ويعيش الوجود كنزهة طالما أنه يبصر الوجهة النهائية، فهي وإن تجددت لتشتعل عند البداية والنهاية دون الطريق بينهما ودون السبل التي تكتنفها الضرورة والنقص، فلماذا يؤجل "اللاشيء الواعي"، الذي هو البهجة اللامنتهية، والممكنات اللامحدودة؟ لماذا يؤجل المصير..

يقول الصوفي المتمرد "المصير ليس عقوبة وليس مكافأة"

فلو تحدثنا عن حياة ذلك المادي الذي يعيش ظانا أنه شعلة توه[ت للحظة في الكون ثم تنطفئ نهائيا بالموت، حياة ذلك المادي إذا ما نظر إلى المصير تقوده إلى الانتحار، ففيم يؤجل الموت، إن إجابة ألبير كامو على ذلك كانت "بالتمرد"، وتمرد كامو يمثل جوهر الصوفي المتمرد، فهو يتقبل كل شيء، ويتمرد على كل شيء، وإذا ما كان انشغاله اليومي لا مجديا في جوهره، فلذة الكفاح تملأ قلبه، واختياره لأي شيء حتى للون قميصه، وسط كل هذه الجبرية هو حرية، في حين أنه غير مهتم للون القميص فلا يتعلق به ولا يمانع غيره، وسط هذه الواقع العبثي، وضروراته الجارفة، الألم والتعلق، يتكيف سيزيف مع عقابه فيحمل صخرته التي تتدحرج في كل مرة قبل أن يصل إلى القمة، ليعود ويحملها من جديد، وهذا التكيف هو تمرد على العقاب إذ أن التكيف مع العقاب يفرغه من مضمونه كأداة للكسر والقهر...

فالتمرد بالتكيف والتكيف بالتمرد لا يتضمن قرارا بالسعي إلى المصير أو الامتناع عنه، ولعله يشتعل على طول الطريق، لا في البداية والنهاية فقط، فيتيقظ منذ البداية إلى النهاية، فلا هي غفلة عن المصير، ولا هي انشغال بالمصير عن السبيل، لذا قال الصوفي منذ البداية "قبل أن أزهد في كل شيء، سأستزيد من كل شيء"

وسط كل هذا الضجيج، كيف يكون الصوفي المتمرد حرا إذا كان فعله الرئيسي هو الشهادة؟

يقول الصوفي المتمرد "قد أجد في صمت وهدوء الشاهد حرية لا يضاهيها شيء سوى اللاشيء"

يستشهد وودي آلن في بداية فيلمه الشهير آني هول باقتباس يقول : "لن أرغب أبدا في الانضمام لناد يقبل بشخص مثلي عضوا فيه"

ألا تعبر هذه الجملة الساخرة عن الهيستيريا الفجة لدى من يريدون التحرر من التحرر من الحرية وأن يؤنركوا الأناركية ويسفسطوا في دوائر منع المنع ثم منع منع المنع ثم منعه إلى ما لا نهاية، ليسبقوا العالم إلى ما بعد بعد بعد الحداثة ، والواقع أنهم مكبلون بنرجسيتهم، كون الحرية المطلقة موجودة في ثنايا الهدوء واللاشيء، لا في الصوت العالي

...

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوم كغاية يومية
- ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني
- المتصوف المتمرد ... 4
- المتصوف المتمرد ... 3
- صهيونية، بما لا يخالف شرع الله
- المتصوف المتمرد ... 2
- المتصوف المتمرد ... 1
- لست حرا ما دمت تسعى
- هل يمكن أن نصبح أنا وأنت والآخرون.. أنا فقط
- كيف نعيش ما تبقى من وقت للعالم
- ماذا لو انتهى العالم غدا؟
- الماتريكس الحقيقي !!
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- بانغلوس ينتظر البيان رقم واحد
- مقابلة مع نعوم تشومسكي سنة 1995
- عن اللاحكمية .. والتعادلية .. والتحرر من تعين الذات
- عن الديمقراطية: ليس كل ما يلمع ذهبا
- إضاءات على اللاحكمية
- اللاحكمية
- سلمى (7) ... صلاة


المزيد.....




- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...
- الأونروا تصف احتجاجا إسرائيليا أمام مقرها في القدس بـ-ترهيب ...
- الإعلان عن تأسيس الائتلاف ضد التعذيب في تونس
- الأونروا: نحو 200 فلسطيني يغادرون مدينة رفح الفلسطينية كل سا ...
- تونس.. استنكار وتساؤلات ترافق اعتقال مدافعين عن المهاجرين
- الأردن يدين اعتداء المستوطنين على مقر الأونروا في القدس: تحد ...
- محدث::الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود ل ...
- الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من -أبيي- المتنازع عليه ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محمد عبد القادر الفار - المتصوف المتمرد 5