أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سوسن شاكر مجيد - تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم















المزيد.....

تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 21:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أكد السيد (جوتشوك تونج) رئيــس وزراء سنغافــورة أن نجاح سيناريو المستقبل سيعتمد على المعرفة وسرعة الاستجابة للتغيرات الـتي ستطرأ في كل جانب من جوانب الحياة، كما نوهت بعض الصحــف السنغافورية بأن الكفاح طويل الأمد من أجل النجاح الاقتصادي سيكون في حلبة الفصل المدرسي أكثر منه في سوق العملات، وقد عرضت وسائل الإعلام السنغافورية وأكدت فكرة " البقاء للأذكى" واعتبرتها سمة من سمات هذا العصر .
بهذه التوجهات تطلعت سنغافورة نحو تطبيق نظام الجودة،وربطت تعريفاتها المعتمدة للجودة ملاءمــة التعريــف للهدف، والوصول إلى التفوق وبلوغ المستوى العالمي في التعليم. وقد واجهـت سنغافورة كغيرها من دول العالم مشكلة مؤشرات الأداء لقيــاس الجودة، فهذه المؤشرات تعتبر قيمًا عددية تساعد في تنظيم ما هو معقـد وصعب القياس، غير أن الاعتماد على الأرقام يجب أن لا يصرف اهتمامنا عن أهداف التعليم، وتجب اليقظة لكي لا تؤدي البيانات والأرقام إلـى تقديم صورة مغلوطة عن مفهوم الجودة، إلا أن القياس في الجودة يعـد طريقًا لتحسين الجودة النوعية في التربية. فالبيئة التعليمية في سنغافـورة منظمة وموجهة وحسنة التمويل، ومنسقة علــى المستــوى الوطــني، فقــد شهدت العشرون سنـة الماضيــة تطـورات هامة فـي الميــدان التربــوي السنغافوري تمثلت في:
- تنفيذ التعليم الابتدائي الإلزامي المجاني، مع مزيــد مــن المدارس الثانوية، وكذلك مزيد من الاهتمام بالتعليم بعد الثانوي. ومزيد من التركيز على تدريب المعلمين، والتركيز على الرياضيات والعلوم والمواد التقنية، وإقامة المدارس للتدريـب على الجوانب المهنيـة والتقنية والتجارية لتوفير قاعدة من القوى العاملة لخدمة هدف التصنيع. وما بين عامي 1979-1990تمت عملية الضبط الدقيق للاتجاه الجديد نحو الجودة النوعية، ضمن عملية مراجعة للسياسة التربوية، فتبين أن ازدواجية اللغة تؤدي إلى ضعف الكفاءة اللغوية، وأن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في الأهداف التربوية طويلة الأمد، وعلاوة على الجانب الوظيفي للتعليم يجب أن يحقق هذا التعليم الجودة الحقيقية، لتطوير الفرد فكريًا، وخلقيًا وجماليًا، فيجب أن يطور كل طفل بحيث يستغل أقصـى أمكانته وقدراتـه، فاستحدثت عملية التصنيف لتوفير مختلـف القـدرات، وجـرت مراجعة المناهج لتحقيق مزيد من التوازن وبناء مجتمع قوي منضبط من الناحية الاجتماعية، كما تم تعزيز نظام الإدارة المدرسية. وقد شهدت التسعينات من القرن العشرين تطور إدارة الجودة في سنغافورة والتأكيد على ضمان تحقيقها، فقد عرف التعليم في تلك الفترة في سنغافورة بأنه القوة الرئيسية التي توجه البلاد نحو دخول الألفية الثالثة، فشمل البرنامج التعليم السنغافوري الخطوات التالية:
* تزويد الجميع بالتعليم برفع كفاءة رياض الأطفال، وتوفير ما لا يقل عن 10 سنوات على الأقل من التعليم المدرسي الابتدائي / الثانوي.
* زيادة التمويل والحوافز التعليمية.
* اجتذاب المعلمين الجيدين ( بالتقليل من الروتين الحكومي، وإعفاء المعلمين من بعض الأعمال الإدارية والكتابية، وتعديل الرواتب / شروط الخدمة للمعلمين.
* زيادة مردود معهد التعليم التقني (30000 خريج خلال السنوات الخمس القادمة)، وتوسعة كلية "لاسال" للفنون (Lasalle-SIA College of Arts)، وأكاديمية نانيانج للفنون الجميلة (Nanyang Academy of Fine Arts).
* زيادة عدد الأماكن في التعليم بعد الثانوي خلال السنوات الخمس القادمة إلى110 آلاف
تمثل الهدف عام 1991 في دخول 20% من كـل فئــة عمرية إلى الجامعات و 40% منها إلى المعاهد المتعددة التقنيات. وكانت أرقام عام 1996 على التوالي هي: 22% و 38% من فئة العمر. وفي السنوات العشر الأخيرة أو ما يقاربها، ارتفع عدد خريجي الجامعات / المعاهد المتعددة التقنيات من 9694 (1986) إلى 20868 (1996)، بينما زاد إجمــالي عدد الطـلاب مــن 42317 (1986) إلى 92140 (1998)، وقد تم تبني عدة أساليب منها:
- تطوير " معهد سنغافورة للإدارة " ليصبح جامعة ثالثة.
- مضاعفة الطاقة الاستيعابية لبرنامج درجة جامعة سنغافورة المفتوحة إلى 6000.
- تقوية المعاهد متعددة التقنيات وتدعيمها.
- توسعة التعليم للدراسات العليا، ومضاعفــة الإمكانيـة الاستيعابية للدراسات العليا بحلول عام 2000م
-العمل على جعل جامعاتها عالمية المستوى.
تعتبر الجامعات مؤسسات تعليمية رئيسية بصفتها راعية وناقلـة للمعرفة ومنشأ وجودها، وعلى الأخص في السنوات الخمس عشرة إلى العشريــن الأخيرة، حيــث أصبحت - وعلى نحو متزايــد - مهمـة للصناعة وأساسًا لتكوين الثروة من خلال نقل التقنيــة إلــى الصناعــة بواسطة البحوث، وتشمل الجهود المبذولـة لرفــع مستــوى الجامعتــين الموجودتين ما يلي:
* تحويل جامعة نانيانج التقنية إلى جامعة متكاملة.
* مراجعة مناهج المراحل الجامعية الأولى لضمان ملاءمتها وحداثتها، وأنها جيدة الإعداد وحسنة الترتيب، حتـى لا يحــدث تبديــد للطاقات في التعلم غير المنتج و(مثل استظهار المعلومات المتيسرة في متناول الطالب)، وأنها كذلك واسعة القاعدة شاملة للتخصصــات بدرجة تكفي لتخريج طلبة متكاملي المعلومات، وملتزمين بمتطلبات مكان العمل في القرن الحادي والعشرين، كما أنها تؤكد على إعمال الفكر والمهارات العملية.
* مراجعة إجراءات التقويم (مثل اختبارات الكتاب المفتوح الــتي ستشكل ما يصل إلى ثلث مجموع الامتحانات بعد خمس إلى ست سنوات)، بهدف ضمان اختبار الكفاءات المطلوبة.
* استحداث استراتيجيات تعليم وتعلم تتسم بالتجديد والإبداع، مثل التعلم في موقع المشروع والبرامج الخاصة ( مثل برنامج تطوير المواهب، وبرنامج البحوث الجامعية لما قبل التخرج، وبرنامــج البحوث العلمية - لطلبة الكليات المتوسطة - وبرنامج الكتابة الإبداعي(
* اجتذاب الطلبة الموهوبين من المنطقة.
* إقامة معاهد بحوث وطنية عالمية المستوى يتم ربطها بشكل وثيــق بالجامعات والصناعة.
* جعل سنغافورة مركزا للتعلم نابضا بالنشاط، مــع استقطــاب مشاركة علماء بارزين، بحيث يتم من خلال ذلك مساعدة البلدان الأقل تطورا في المنطقة لتحديث هياكلها الحكومية والاقتصادية وتطويرها، مما يمكّن من أقلمة سنغافورة.
* التعاون مع العمال والنقابات وأصحاب العمل لتوفير التدريـب المناسب ورفع الكفاءة.
وقد اتجهت سنغافورة نحو استغلال تقنيات المعلومات في التعليم والتعلّم: فبعد معرفة أن تقنيات المعلومات أداة تعليمية تكمن فيها القوة، تم الإعلان عن خطة رئيسية للمدارس في شهر نيسان / أبريل 1997، حيث خصص مليارا دولار سنغافـوري ( 16ر1 مليار دولار أمريكي ) لإيجاد مدارس " ذكية " مع دخول عام 2001م، ويتضمن هذا:
* إقامة بنية تحتية طبيعية وتقنية: وذلك بتجهيز المدارس بأجهــزة حاسوب للتدريب، وشبكات تشمل المدرسة كلها، لكي تتاح للطلاب إمكانية الحصول على موارد وإمكانات الحاسوب متعددة الوسائط، وعلى مواد من الأقراص المدمجة وشبكة الإنترنت.
* استخدام تقنيات المعلومات لفترة تعادل 30% من مدة المنهج.
* تطوير برامج الحاسوب، والمضمون، وموارد التعلم.
* توفير التدريب وتطوير الموارد البشرية.
ولكن في الوقت الذي يستمتع فيه بالإنجازات، ثمة إدراك بأنه ليس هناك مجال للرضى عن النفس، حيث لا مفر من القيود تقريبا في عالم يفتقر إلى الكمال، لكنه في معزل عن ذلك لا بد من المراجعة والتكيف الدائمين في عالم يتغير باستمرار، ومجالات النقد معروفة جيدا.



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقويم البديل ( الجزء الاول)
- التقويم البديل وضمان الجودة في التعليم ( الجزء الثاني)
- تقويم جودة اداء الكليات الاهلية (الخاصة) وفق المعايير الدولي ...
- البيانات المستخدمة في التقييم وأهم العوامل المؤثرة فيه ( الق ...
- أساليب التقويم الموضوعية والتقديرية ( القسم الثالث)
- أساليب تقويم الأداء الحديثة ( القسم الرابع)
- خصائص واساليب قياس وتقييم الأداء ( القسم الثاني)
- اهمية تقييم الاداء ومجالات استخدامه ( القسم الاول)
- الحواجز الأمنية وآثارها على الوضع النفسي للشعب العراقي
- الإساءة ضد المرأة ، انواعها ، ودور المؤسسات في الحد منها
- هجرة العقول .......لماذا
- الندم مفهومه وعلاقته في بعض المتغيرات النفسية الآخرى
- الارهاب، مفهومه، اسبابه، وتوصيات للحد منه
- كتاب الجودة الشاملة في التعليم
- دور الحوافز في إيقاظ وإثارة الدوافع لدى الأفراد
- نحو إنشاء مركز متخصص للقياس والتقويم التربوي لضمان جودة الجا ...
- الجودة في التعليم دراسات تطبيقية
- الجودة الشاملة والاعتماد الاكاديمي في التعليم
- التعليم عن بعد خطوة من خطوات التقدم الجامعي
- الجودة والاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العام والجامعي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سوسن شاكر مجيد - تجربة سنغافورة في مجال تجويد التعليم