أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - تسبيحة عارية دراسة أدبية














المزيد.....

تسبيحة عارية دراسة أدبية


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


(تسبيحة عارية) للشاعر واثق الجلبي المكان بوصفه حلماً

جمال جاسم أمين
ما زلنا نثقل أدبياتنا النقدية بفهارس التصنيف الجيلي غير مبالين بما يكتب خارج هذه الخانات اذا صح القول، فالتحديث الشعري الذي جرى في العراق مر عبر أجيال، الأمر الذي يدعونا إلى النظر إلى الأجيال على أنها اصفى شرفة للمعاينة بينما هناك من ظل يكتب بتقاليد شعرية خارج توصيفاتنا هذه، و على الأرجح فإن شعراء العمود أو التفعيلة الذين لم يتحولوا الى كتابة قصيدة النثر ظلوا خارج اهتمامنا النقدي.
هناك الكثير من الأسماء والتجارب و لعل (واثق الجلبي) في مجموعته ( تسبيحة عارية) ينطبق عليه هذا العزل النقدي، الآن نريد أن نفتح كوة على مشهد آخر/ كتابه ظلت تمرر موضوعاتهم عبر الإيقاع و الموسيقى ، تجد في القافية أحيانا ما يكمل مقصدها الشعري..
ومهما يكن من اختلاف موقفنا النقدي المنحاز إلى قصيدة النثر بالتأكيد تظل مهمة المعاينة لأطراف المشهد ضرورية أيضا، في (تسبيحة عارية) يقدم لنا الشاعرموضوعة المدينة وبغداد حصرا على أنها مكان الحلم الذي ما زال صالحا للتأمل على الرغم من ضجيج الأحداث المدوية حيث استحوذت (بغداد)لا بوصفها مكانا محضا، بل بوصفها فضاء شعريا على أغلب مساحة الكتابة عند (الجلبي) ولو تأملنا العناوين لوجدنا هذا المنحى بارزا (بغداد بعد الله/ بغداد ورجل المطر/ بغداد وشاعرها / بغداد الخالية/ بيتان بغداديان/ أساطير بغدادية/ في بغداد خصيم الله/ بغداد و الانحناءات) تكشف لنا هذه الفهرسة أن بغداد المكان عند الشاعر تحولت إلى فضاء شعري / حلمي تتعدد تجلياته و تتنوع بحسب اللحظة التي يعانيها الشاعر، مكان للتحولات لا للثبات كبقية الأمكنة المتعارفة:
سأسكب أو أبالغ بانحنائي
وحتى تلبس الدنيا رجائي
وأمسك مقبضا للصمت فجرا
فيسكب من دمي فضل الإناء
لا يخفي الشاعرقلقه على بغداد من الطوفان فيستدعي (سفينة نوح وعرش بلقيس)..هذا عنوان إحدى القصائد التي مرر من خلالها خوفه على الحلم من الغرق في أمواج مجهولة، ثم يردفها بنص آخر(بغداد الخالية) ربما وجدها هكذا (بعد العودة) حيث يصرخ بصوت يشبه صوت السياب الذي نادى بلاده:
فالخير بلادي
و الحب بلادي
وكل الأرض..
لا تعدل عندي مسمارا أو عود دخان
لا يذهب مثل هذا المعنى بعيدا عن ( الشمس أجمل في بلادي) وربما تقارب الإيقاع النفسي بين الصوتين هو مدعاة المقارنة أو الاستذكار، بغداد عند (الجلبي) صورة أخرى لجيكور عند السياب، وإن اختلفت التفاصيل بين طبيعة المكانين: قرية/ مدينة إلا إنهما بحسابات الحنين و دلالاته متواشجتان:
كأن السماء عليك انحنت
و عكازها نخلة واقفة
وأن النجوم هبوب الرياح
تخطت رمال الخطى الزائفة
أللشعر بوابة تنتمي....
لطين مسافاته التالفة؟
قد لا نختلف حول قضية أن الايقاع في القصائد الموزونة يسهم في تأثيث مشهد الشجن فالشاعر مثلا يختار بحر المتقارب لرثاء انحناءات (بغداد) وهو الإيقاع الذي غالبا ما استثمره الشعراء للرثاء ربما لطبيعة موسيقاه الخاصة به، وهذا ما يؤيد أطروحة (الإيقاع الدلالي) التي أدلى بها الناقد بشير حاجم ذات يوم، أي أن الاوزان ليست قوالب بعيدة عن مضامين النصوص، بل أن بعض المضامين تستدعي أوزانها أو تختارها، لا أدري كم نتفق مع هذه الأطروحة؟
لكننا نستذكرها إزاء نص مثل نص (الجلبي) ما يؤكد جانبا من صدقيتها، ومهما يكن فإن مجموعة (تسبيحة عارية) قدمت أنموذجا آخر من الشعر، أنموذج الشعر الموزون الذي ظل محافظا على تقاليده الشعرية خارج الجيلية المعتادة، ما يؤكد أن بعض التجارب و النصوص ينبغي قراءتها بوصفها (نصوصا)، بل نعاملها نقديا، كذلك بعيدا عن أية مسطرة مسبقة وهذه الدعوة تنطبق على أسماء وتجارب أخرى غير واثق الجلبي..
وأخيرا أظن أن مكاشفاتنا النقدية ومسوحاتنا للمشهد العراقي تظل مبتورة ما لم نتجول في أطراف المشهد و تنوعاته جميعا....

*تسبيحة عارية / اصدار مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي /2010



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة السفح
- المتنبي وشهادة الجنسية العراقية
- كذبة الربيع العربي
- الم واثق
- من ألهمك ؟
- انني لا اتكرر
- أحبار الدهور إلى ابراهيم الخياط
- الكابالا
- إلى الكبير محمد حسين آل ياسين
- ساعة مكة
- حقيقة القصة
- للأفكار أسرّة
- موت الآلهة
- ذاكرة فايروس
- إبريق الكلمات
- إلى صديق
- العيش بطريقة أخرى
- عوالق المسامير
- السوبرمان العراقي والمنهك حسن
- الشعب دائما في دوامة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - تسبيحة عارية دراسة أدبية