الشعب دائما في دوامة

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم تتح أي فرصة للشعوب العربية أن تتنفس ،لا قبل الربيع العربي ولا بعده ، ولي هنا وجهة نظر أرجو أن يتفهمها القارئ العزيز.
لقد تسرّعت أغلب القوى الوطنية ومعظم الجماهير في إطلاق كلمة أو مصطلح الربيع العربي وجعلوه شعارا ورمزا لما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن إمتدادا إلى سوريا وذلك يرجع إلى عدة عوامل موجودة ومتبقية في الراسب الثقافي والمجتمعي ، فمن قبيل التضاد في المعنى مع شبـه الكلمة بما تحمل من معنى وما تعنيه مفردة الربيع والآخر من الفصول الصيفية والخريفية والشتوية من جهة أخرى ومن ناحية ثانية كمية الإنزياح الهائل على التخلف والفساد السياسي والفقر والشظف والمعاناة التي يعيشها أبناء هذه الشعوب ...ولا ننسى الإعتراف بحق الشعب في تقرير المصير ولو جاء هذا ( الربيع ) متأخرا إلا أنه من المستحيل أن يدوم لأسباب كثيرة شرحتها لنا الحياة بكافة التفاصيل الدقيقة والمؤلمة.
نهاية الانظمة المستبدة مؤشر نحو تغيير المسارات الخاطئة ولكن سرعان ما تصادر هذه الثورات العربية لتتصدر أسماء أخرى تمارس الضغوطات الفكرية والسياسية وقمع مجمل حركات التحرر الفكري والثقافي والسير عكس مسار الشعب.
إذا متى يتعافى السياسيون من مرض الكرسي؟
متى يتعلم من يجلس على هذا الكرسي أنه موظف يعمل بالأجرة ؟
نحن نقف أمام حالات مريرة وكارثية إذ يفرح أي مواطن عربي بخلاصه من حاكم مستبد للحظة ثم يصدم بإنتزاع هذه السعادة من قبل قوى أخرى تنهج نفس الدرب الديكتاتوري السابق.
البديل هو في صعود نظام سياسي متكامل بأطر فكرية متبلورة ومنطلقو من واقع معاش ومن هنا لم تنجح التجربة في العراق لعوامل كثيرة يدركها الجميع ولن تنجح التجربة في مصر بصعود بعض القوى التي أدركت وتدرك معنى الجلوس على كراسي الحكم ولا أظن أن العسكر سوف يتخلى عن الحكم بسهولة فهو في بقائه في سدة الحكم إنما يرغب في بقائه فيه..
الدرب طويل جدا ويحتاج إلى مزيد من الصبر والإنتظار وهنا أتخطر قول أحد الشعراء العباسيين الذين وصل إليهم نبأ وفاة المهدي العباسي ومجيء الهادي فلم يكترث ، وعندما سألوه قال:
مات المهدي وجاء الهادي والوادي هو نفس الوادي

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل