حقيقة القصة

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 09:35
المحور: الادب والفن
    

حقيقة القصة
واثق الجلبي
الكثير منا يهتم بما قدمه آدم وبما جنته يداه وما آل إليه الجنس البشري من حروب وتشرد ونفي متأزم والذي يحيلنا إلى قصة نفي آدم من الجنة ونزوله القسري إلى الأرض ...
النفي الحكائي يرتبط مباشرة بالوعي النائم على قارعة اللاوعي ولهذا كانت عقوبة النفي تمثل أقسى أنواع العقوبات البشرية وصولا إلى نفي الأديب لذاته الأسيرة بالهواجس والمكابدات والآلام المتوازنة مع حجم إبداعه فيسعى للسكن في منفى إختياري يكون حجمه الورق وما أكبرها من مساحة وفي نفس الوقت ما أصغرها ....
في مساحة التفكير المجتمعي تتكون منظومات متعددة ذات أبعاد قيمّية متباينة ومختلفة من أهمها قضية النفي الآدمي التي تأخذ مساحاتها بالإزدياد المفرط والذي ورّثناه للأطفال بطرق مختلفة ولكنها غاية في الخطورة ...
النفي في كل حالاته يساوي الغربة والغربة تعني الوهن والضعف وبالتالي فإن حالة الإنكسار المعنوي تسيطر على الإنسان الذي لا يقوى على تحديد معاني إنسانيته المسلوبة.......
لماذا ينفي الإنسان نفسه؟
لا تكون الإجابة على هذا السؤال بطريقة عشوائية مبهمة قد تقود لدهاليز بعيدة ، هنالك أمراض نفسية كثيرة وهناك دواع للإغتراب القسري ولا نجدها عند المبدعين حصرا ولكن كل إنسان يحمل شيئا من بقايا نفس تتوق للأنسنة .
كانت الزوايا المتعددة تحمل طابع السعة الرمزية لكل المنافي المقترحة والسائرة بالإنسان إلى الإغتراب الكبير .
هذا النسق الغارق بالتأمل لا ينفرد به مبدع دون آخر وبما كانت المنافي المتعددة تتوحد في نص أبعد ما يكون عن التصور أو الدراسة الموضوعية للذات التي تبّنت كل أنواع الإضطهاد فالإنسان ذلك الكائن العاقل يتصرف وفق معايير ليست منطقية في بعض الأحيان ، وعليه يجب أن تتم دراسة النفي الذاتي وفق معايير حددّها الزمن من غير تجريد الأزمة من ظروفها المحيطة.
لماذا يتكالب الرجل على تمثيل وتمثّل دور آدم المنفي من الفردوس؟
هذا سؤال عميق بعيد الدلالة ربما يكشف لنا عن طبيعة صراع وعمل الإنسان مع ذاته التي تنشد النفي كوسيلة للهروب من الواقع غير المرغوب فيه من فتحة كبيرة تسمى الأدب.
في النفي إبداع خطير يؤدي إلى تشظي مفزع في الشخصية الإنسانية يقودها نحو الجنون بأنواعه المنفية المتشكلة من رهاب فكري قاتل يجعل المبدع يدور في فلك النفي والمنفى المفترض.

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل