أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها














المزيد.....

ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:49
المحور: القضية الكردية
    


الانزعاج الواضح للساسة الترک من حصيلة الانتخابات العراقية يرجع بالاساس الى تيقنهم من أنه قد بات هناک لاعبون جدد في الساحة ، وأن هؤلاء اللاعبون باتوا يجمعون المزيد من النقاط التي تؤهلهم کي يصيروا ضمن الطاقم الاساسي لا الاحتياط في اللعب . ورغم أن لغة الحوار الذي تتعاطاه أنقرة مع مسألة الدور الکوردي المحتمل في العراق تتغير تبع التقلبات الدراماتيکية السريعة الحاصلة على الملف الکوردي بشکل خاص و الملف العراقي بشکل عام ، لکنه و مع ذلک يظل الهم الاهم للساسة الترک بل إنه قد بات الداينمو الذي يحرک الاستراتيجية الترکية و يوجهها بدوافع و متعلقات ترتبط إرتباطا وثيقا بالتغيرات الطارئة على تلک المسألة . وإذا کانت الدوافع التي تسير السياسة الترکية في عقد التسعينيات من القرن المنصرم وحتى سقوط النظام البعثي تتجه وفق سياق تحجيم الکورد ولجم تطلعاتهم و أمانيهم القومية على عدة أصعدة ، فإن الامر قد تغير بعد سقوط النظام العراقي فتغير مسار الدوافع الترکية بخصوص الکورد و صار يجري في إتجاه تحجيم الکورد داخل کوردستان نفسها مع سعي حثيث لمنع إشتراک الکورد کلاعبين أساسيين في أية لعبة سياسية قد تجري ، وصار من الاولويات للسياسة العامة الترکية جعل الکورد " لو تسنى لهم الاشتراک في اللعبة" لاعبين ثانويين! وبات الهاجس الترکي يتجلى في منع عودة کرکوک الى أصلها الکوردي وسلکت لأجل ذلک مختلف الطرق والسبل . وحين أعلنت نتائج الانتخابات کانت أنقرة أول عاصمة أصيبت بالذهول و الصدمة من الفوز الساحق للکورد في المناطق المعربة و لاسيما في کرکوک مهد المشکلة . واليوم لم يعد أمام الديبلوماسية الترکية التي أصيبت بأکثر من إخفاق على الصعيد الکوردي ، من طريق سوى سعيها لمنع قيام دولة کوردية بالسبل السياسية المتاحة " وهو أمر قد لاترغب به أنقرة" ذلک أن ترکيا على خلفيتها التأريخية" في بعض الاحيان" ترى حتى التدخل المباشر في الشأن العراقي الداخلي من إستحقاقاتها التي لاجدال عليها . وقد يکون السيد بولنت علي رضا المحلل بمرکز الدراسات الدولية و الاستراتيجية بواشنطن مصيبا حين ينصح أنقرة بقوله " الحقيقة إنه لم يعد هناک الکثير من الخيارات أمام ترکيا في هذه المرحلة ، إلا إذا کانت لديها الرغبة في التدخل عسکريا و تحمل عواقبه الوخيمة" ولعل أفضل الخيارات أمامها هو أن تنام و تصحو على الوعود التطمينية لأمريکا التي تتوجس ترکيا کثيرا من مصداقيتها ، ولاسيما وأن الکثير منها قد ثبت خلافها على أرض الواقع ، والامثلة عديدة على ذلک ولکن أهمها مايتعلق بالوعد الامريکي لترکيا قبل نشوب حرب سقوط صدام بعدم السماح للقوات الکوردية بدخول کرکوک و الاستقرار فيه ، إلا أن الذي حدث کان بخلاف ذلک تماما ، وکذلک بشأن عدم السماح للکورد المرحلين عن کرکوک بالعودة إليها و التصويت فيها ، وقد إصطدمت ترکيا بخلاف ذلک أيضا . بيد أن مسألة التدخل العسکري الترکي "الذي من کثرة التلويح به صار قليل المصداقية" لو وقع فإنه سوف لن تکون کما تم الامر مع التدخل السوفيتي في جيکوسلوفاکيا المشهور بربيع براغ أو کدخول القوات العراقية للکويت في زمن البعث البائد ، بل سيکون شأنا مختلفا تماما ، ذلک أن معظم الشعب الکوردي " إن لم نقل الامة الکوردية" ينظرون بتبرم و ضجر للسياسة الترکية حيال الکورد و أنهم معبأين تلقائيا ضد التدخل فيما إذا حدث ، وسوف لن تکون ساحة القتال محصورة في إقليم کوردستان العراق بل إنه حينئذ ستتخذ المسألة طابع حرب وجود و إثبات تأريخيين ستخدم وقوعها الاماني القومية للکورد بتحقيق دولتهم المنشودة وبذلک فأن کل الاراضي الکوردية ضمن الدولة الترکية ستکون ساحة حرب مفتوحة للامة الکوردية المتعطشة للحرية و الاستقلال ومن المستبعد جدا أن تکون أنقرة في مستوى مثل هذه الحرب ، خصوصا وهي تأن أساسا بيد قوات PKK فکيف إذا توسع الامر وإتخذ أکثر من أفق ؟ ومجمل القول أن ?إحتمال التدخل العسکري الترکي ضعيف جدا و لايوجد في الافق ما يؤذن به . ومن هنا فأن الاخفاق الترکي في هذا السياق يعني الاقرار الضمني " وعلى مضض" بالکورد کلاعبين أساسيين في الساحة وهو أمر فيه أکثر من معنى و ر?سالة موجهة لأنقرة . ولو أخذنا التجربة الترکية المريرة في قبرص وتداعياتها الغير مجدية على الوضع السياسي ـ الاقتصادي لترکيا و الوضع الدولي السائد حاليا و المناهض لقمع الشعوب تحت أية ذريعة ، لعلمنا أن الاقدام على تلک الخطوة عملية بالغة التعقيد و الحساسية و الخطورة ، وبناءا على ذلک فحظ التدخل العسکري الترکي في العراق يقترب من الصفر إن لم نقل أقل من ذلک بکثير .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد
- إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها


المزيد.....




- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...
- الأونروا تصف احتجاجا إسرائيليا أمام مقرها في القدس بـ-ترهيب ...
- الإعلان عن تأسيس الائتلاف ضد التعذيب في تونس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها