أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها














المزيد.....

شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 23:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



تجددت الحركة الاحتجاجية في شيلي وتنوعت خلال الأسابيع الأخيرة، ويكاد لا يمر يوم دون أن تشهد البلاد تظاهرة أو نشاطا احتجاجيا يتناول قضية اقتصادية أو اجتماعية حارقة، ففي الثاني عشر من تموز الجاري، وبمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لتأميم صناعة النحاس، في عهد حكومة الوحدة الشعبية اليسارية بزعامة "سلفادور اليندي"، دعت النقابات العمالية واتحادات الطلبة والتلاميذ إلى تظاهرة حاشدة رفعوا فيها شعارات تطالب بإعادة تأميم صناعة النحاس، والكف عن خصخصة استخراج وتصنيع مواد الخام الأخرى. وشدد المتظاهرون على إمكانية توظيف الأموال التي توفرها عمليات التأميم لتطوير قطاع التعليم وتمويل البرامج الاجتماعية المختلفة.
وفي الأيام اللاحقة حاصر العاملون في شركة الاتصالات خطوط المترو وتقاطع الطرق الرئيسة للمطالبة برفع أجورهم وتحسين ظروف حياتهم المعيشية.
وتظاهر آلاف الصيادين في مختلف المدن الشيلية، وعمدوا إلى قطع الشوارع ونصب الحواجز في الشوارع، وإشعال النار في إطارات السيارات، احتجاجا على قانون الصيد الجديد، الذي يجري تمريره في البرلمان. وقام المئات من الصيادين باحتلال مركز إدارة محافظة "آراوكو" المطالبة بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين. ويسمح مشروع القانون الجديد بمنح شركات الصيد الكبيرة امتيازاً لمدة 20 عاما، ولا يأخذ المشروع بنظر الاعتبار مصير 120 ألف عائلة تعيش على الصيد في المنطقة المشمولة بالامتياز، ويذكر إن لجنة قوانين الصيد في البرلمان قد مررت مشروع القانون. وتنوي اللجنة الوطنية للدفاع عن الصيادين، التي تمثل 50 ألف صياد، الاستمرار بالحركة الاحتجاجية، وعلى مستويات مختلفة إلى حين تحقيق مطالبها.
الحركة الاحتجاجية تتحول إلى سلطة ثانية
في إطار تحليله لتطور الحركات الاجتماعية والمتغيرات السياسية، يقول المؤرخ والأكاديمي اليساري المخضرم "جبرائيل سالازار" في مقابلة أجرتها معه جريدة "نيوز دويجلاند" "المانيا الجديدة": لقد استطاع الطلاب تنفيذ عملية ناضجة وقالوا بوضوح إننا جموع غفيرة ونريد نظاما تعليميا مختلفا، وفي البداية لم تكن الحركة الطلابية تملك مشروع بديل ملموس، ولكنهم استطاعوا في الأشهر الأخير تقديم مقترحات وخطط لإصلاح النظام الضريبي بغية تمويل إصلاح النظام التعليمي، وفي نفس الوقت عملوا على تعزيز علاقاتهم مع نشطاء الحركات الاجتماعية الأخرى مثل ممثلي تلاميذ المدارس وممثلي طلبة جامعات القطاع الخاص، ويبدو المستقبل واعدا.
وفي سياق تناوله لأسباب هذا التفاؤل يقول "سالازار"، الذي كان عضواً في حركة التيار الثوري اليساري الراديكالي في الفترة 1970 – 1973: الحركة لا تمارس الاحتجاج فقط وإنما تضع البدائل على طاولة الحوار وتمارس ضغطا محسوسا على الحكومة، وتمتاز الحركة بالجذرية واستقلالية نشطائها، وبمشاركة حقيقية لقواعدها في اتخاذ القرار، أي أن الحركة تجذر الديمقراطية في صفوفها. ولذا تبدو في عيون نقادها أكثر تطرفا من الحركات في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولدى الجميع وضوحاً كامل بضرورة تجديد اتحاد النقابات العمالية، لأن زعماء الاتحاد يعانون العزلة ويحصرون ولاءهم بالأحزاب السياسية بعيدا عن القواعد الاجتماعية الواسعة في زمن يريد الناس بناء وطنهم بأنفسهم.
ويبدد "سالازار" المخاوف المرتبطة بتحالف النخبة الحاكمة مع الجيش وشراستها في الدفاع عن مصالحها قائلا: لقد هزم الجيش رغبة الناس في الديمقراطية 23 مرة ، ولكن الأمور اليوم مختلفة، وإذا ما عدنا إلى التجربة التاريخية فسنرى: لقد انتصر "بينوشيه" لسنوات طوال لأنه شل قيادات الحركات والأحزاب السياسية بالتصفية والتعذيب والاعتقال، ولكنه هزم، عندما عمد الناس مابين عامي 1983 - 1987 لتنظيم أنفسهم بأنفسهم وخرجوا باحتجاجات استمرت 22 يوما وشملت جميع أنحاء البلاد. وكان عليه إنزال الجيش إلى الشوارع، عندها أصبحت شيلي عصية على الحكم، وكان واضحا أيضا أن الاستثمارات العالمية ستتعطل، وهنا كانت نهاية نظام بينوشيه. والدرس الذي يمكن أن نتعلمه هو: عندما يتمرد الشعب بأكمله لا يستطيع الجيش أن يفعل شيئا. وهذا ما شهدناه عام 2011 في مناطق الجنوب عندما خرج الناس بأجمعهم إلى الشوارع احتجاجا على أسعار الغاز المرتفعة، وفي الآونة الأخيرة اضطرت الحكومة إلى التفاوض مع الحركات الاجتماعية في منطقة "آيسن"، حول ظروف معيشية أفضل، بعد أن استطاع الشيوخ والشباب في العاصمة هزيمة القوات الخاصة.
ويرى "سالازار" أن الحركات المطلبية تضم في داخلها قوى قادرة على تحقيق تغييرات هيكلية، ففي المطالب المحددة هناك دائما مكان للصراع مع مركزية العاصمة، هذه المركزية التي تعمل على إفقار مناطق الأطراف، فعلى سبيل المثال تنتشر اليوم سلسة من الأسواق و مراكز التسوق العملاقة، هذه الشركات لا تدمر فقط المحلات الصغيرة في الأطراف فقط، بل تعمل على نقل الأرباح وتركزها في العاصمة، لتستثمرها من جديد في افتتاح أسواق جديدة. وعندما تطالب الحركات الاجتماعية هذه الأسواق باستثمار 30 بالمائة من أرباحها في مناطق الأطراف فان هذه المطالبة تمثل فعلا ثوريا.
وعن الحركات الجديدة والحراك الاجتماعي في وطنه يقول "سالازار": هنالك اليوم سبعة تجمعات جماهيرية في المحافظات تدير مفاوضات مع الحكومة، على الرغم من أنها تجمعات غير برلمانية ولا تملك أدواراً دستورية، فضلا عن مئات المجموعات القاعدية في البلديات وفي الأحياء السكنية. وكل شيلي اليوم تناقش وتريد تنظيماً مختلفاً للمجتمع، وتتوزع القوى الفاعلة على مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، سواء كانوا العاملين في قطاع الصحة، أو عمال الغابات، أو مجموعات السكان الأصليين "الهنود الحمر"، نحن نشهد اليوم سلطة ثانية في البلاد تنبثق من الأسفل.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى الرئيسة في اليسار اليوناني وطبيعتها*
- لإقطاعيون ومافيا المخدرات يقصون الرئيس اليساري المنتخب / بار ...
- تحالف اليسار يحل ثانيا ويحقق نجاحا هاما/ اليونان نحو حكومة ا ...
- ألمانيا:المؤتمر الثالث لحزب اليسار ينهي أعماله/ انتخاب قيادة ...
- الانتخابات الجديدة على الأبواب/ اليونان: هل ستتشكل حكومة يسا ...
- طاولة مستديرة للأحزاب اليسارية والشيوعية في المكسيك / -دعوا ...
- ايطاليا: مهمات صعبة أمام اليسار
- بعض اليسار والأزمة السورية - جمود فكري ومواقف خاطئة
- يسار .. حوار .. حيوية/- منتدى اليسار- في نيويورك يوحد ويلهمه ...
- قراءة في الحركة الاحتجاجية/ الحركات الاجتماعية حفزت الأمل با ...
- التحول في اليمن.. دروس غنية
- الصين تريد المساهمة في إطفاء حرائق الأسواق المالية الأوربية
- رؤية يسارية اوربية للتطورات في سوريا
- ديمقراطية بوتين التي لا تشوبها شائبة
- التدخل و الفيتو و مصائر الشعوب
- ديمقراطية الغرب الناقصة -التجسس على اليسار يقوض قيم الديمقرا ...
- حزب اليسار الأوربي: لنعزز النضال من اجل وحدة اليسار
- نجاحات جديدة لحركة الوول ستريت
- فرنسا: ألأنتخابات تدخل مرحلة ساخنة
- على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها