الصين تريد المساهمة في إطفاء حرائق الأسواق المالية الأوربية

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 00:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تريد الصين مساعدة أوربا ماليا، ولكن عبر صندوق النقد الدولي، وقبيل اجتماع وزراء مالية دول قمة العشرين التي ستعقد في المكسيك في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، تبدو المراكز الاقتصادية الكبيرة غير متفقة على الكيفية التي سيتم بموجبها تقديم دفعة قوية لإطفاء النار المشتعلة في الأسواق المالية العالمية.
قبيل اجتماع وزراء المالية لدول قمة العشرين في المكسيك، أكدت الصين إنها تريد المساهمة، ولكنها لا تريد أن تلعب دور الفارس المنقذ بمفردها، وإذا كانت أوربا تأمل في الحصول على المليارات من البلد الذي يملك الاحتياطي النقدي الأكبر في العالم، فان ذلك ممكنا فقط في إطار جهد عالمي لتجاوز أزمة الديون الأوربية.
يقول "مرتضى سيد" ممثل صندوق النقد الدولي في بكين:" تصر الصين على إن غالبية الموارد التي يمكن تخصيصها يجب أن تتدفق عبر صندوق النقد الدولي".و كذلك تريد الصين تقديم المساعدة بمشاركة البلدان الأخرى. إثناء زيارتها لبكين في بداية الشهر الحالي، وبعد محادثتها مع رئيس الوزراء الصيني، خرجت المستشارة الألمانية "ميركل" بانطباع، ربما باستطاعة الصين تقديم مليارات "لصندوق إنقاذ اليورو" مباشرة، ولكن يبدو إن الصين تريد تقديم خدماتها عبر صندوق النقد الدولي. وقبيل اجتماع قمة العشرين تسود خلف الكواليس لعبة جر الحبل، يقول "مرتضى سيد" أيضا: " هناك الكثير الذي يحدث خلف الكوابيس". الصينيون يدركون أن "صدمة كبيرة" لشريكها التجاري الأكبر، نتيجة للركود الحاد، سوف ينتقل لعمق الاقتصاد الصيني . وأضاف ممثل صندوق النقد الدولي و"هذا هو السبب في ان الصين تريد تجنب هذا السيناريو ، أزمة كبرى في أوروبا يمكن أن تخفض النمو المتوقع في الصين هذا العام بمقدار 8 في المائة إذا فشلت بكين اتخاذ إجراءات مهمة.
المساعدة لأوربا لا تخلو من أنانية صينية على الإطلاق، هذا ما أكده رئيس الوزراء الصيني لشعبه، إذ إن هناك مصالح متبادلة، وللصين مصلحة كبيرة في استقرار منطقة اليورو، فالصينيون لا يقدمون المليارات لعيون الأثرياء الأوربيين، بل إن استمرار الأزمة الأوربية يشكل عقبة أمام التبادل التجاري السلس بين الطرفين.
لا تزال بلدان قمة العشرين منقسمة حول كيفية رفع قدرة "صندوق الإنقاذ" في مواجهة الأزمة.في منتصف الشهر الماضي دعا صندوق النقد الدولي إلى زيادة موارده بمقدار 600 مليار دولار، ليستطيع أن يلعب دور إدارة إطفاء الحرائق المالية في أوربا وفي مناطق أخرى من العالم. لقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية المثقلة بالديون زيادة حصتها في الصندوق، و لهذا فالدور هذه المرة على ألأوربيين، لكن مرتضى سيد يرى عكس ذلك "إذا كان بالامكان سيتم زيادة موارد صندوق النقد الدولي، فأن جزءا كبيرا من الموارد المالية سيأتي من الصين لامتلاكها احتياطياً نقدياً كبيراً للغاية".
ما لم يقله ممثل صندوق النقد الدولي هو إن الصين تطالب مقابل مساهماتها المالية بالمزيد من المشاركة في صنع القرار. القيادة الصينية تتمنى المزيد من التنازلات الأوربية بخصوص ضمان حالة اقتصاد السوق، والحماية من الدعاوى القضائية التجارية و خصوصا في مجال صناعة المعادن. يذكر إن صندوق النقد الدولي منظمة خاصة تابعة للأمم المتحدة مقرها واشنطن أسست في الأصل لإدارة نظام أسعار صرف العملات، وتطور ليصبح بمثابة مؤسسة لإطفاء حرائق الأزمات المالية من خلال منح البلدان قروضا بشروط قاسية، ويجري تحديد القوة الصوتية للبلدان (187) الأعضاء في الصندوق على أساس قدراتها المالية. عمليا كان الصندوق ولا يزال أداة بيد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لإملاء السياسات الاقتصادية التي تلبي مصالحهم على حساب المصالح الأساسية لشعوب البلدان التي تضطر لطلب المعونة من الصندوق، كما وظف الصندوق لفرض أملاءات سياسية فجة على البلدان التي تقف بالضد من سياسات البلدان الرأسمالية المتطورة و المنظمات و المؤسسات التابعة لها.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات