أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ نحو بعث مفهوم الاشتراكية من جديد















المزيد.....

حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ نحو بعث مفهوم الاشتراكية من جديد


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 00:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نظم الحزب الشيوعي الألماني، في الثاني و العشرين من تشرين الأول الماضي: اجتماعا تشاوريا، مع مجموعة من نشطاء الحركة الاحتجاجية، لمناقشة طبيعة الحركات الاجتماعية و سبل تطوير عمل الحزب في الظروف الجديدة، وقد ساهمت في اللقاء ألبروفسوره جورجينا ألفونسو غونزاليس أستاذ في قسم الفلسفة في جامعة هافانا ، و عضو مجموعة عمل الحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية، و قدمت أثناء المناقشات خلاصة لتجربتها، في ما يلي مقاطع هامة من مداخلاتها:

الموضوعات التي يدور النقاش حولها بينكم، جرى ويجري حولها النقاش بيننا في بلدان أمريكا اللاتينية، فبعد أن انهار المعسكر الاشتراكي، حلت العديد من الأحزاب الشيوعية نفسها، أو فقدت الكثير من تأثيرها في بلدان القارة، ولقد بدأ اليسار عموما بإعادة تشكيل نفسه، ارتباطا بظهور الحركات الاجتماعية، وبدأ بإعادة تعريف نفسه على أرضية النضال من اجل مطالب مختلفة.

المحرك المهم لهذا التحول كانت المنتديات الاجتماعية المختلفة، التي نظم قسم منها في بلدان أمريكا اللاتينية، لقد وفرت هذه المنتديات للمرة ألأولى فرصة اللقاء و التعارف بين الحركات الاجتماعية في المنطقة، وكان ذلك مهما جدا لأنه عزز الثقة بالنفس لدى الحركات الاجتماعية الأكثر شعبية، وبالتالي استطاعت هذه الحركات العثور على أهداف مشتركة و محدده، و أن تضع الرؤى لتنفيذها على صعيد المنطقة، و بالاستناد إلى إستراتيجية مشتركة. نحن نتحدث عن فترة زمنية تمتد منذ بداية التسعينيات إلى عام 2008 ، وهو العام الذي تبلورت فيه جذرية الحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص، وأصبحت موضوعة النقاش الأهم في المنتديات الاجتماعية العالمية، وقد طالب الكثير من المثقفين هذه الحركات بضرورة تعزيز و توسيع تبني سياسات معمقة و أكثر جذرية، وفي هذا السياق كان مهما جدا تعريف الذات للعثور على خطابها المشترك.

هذا الخطاب يعني تحديد أهداف ملموسة، وإيجاد أهداف مشتركة، ووضعها تحت عنوان رئيس، و قد كان هذا العنوان، النضال وفق منظور مضاد للرأسمالية، مضاد للعسكرة، مضاد للنظام ألأبوي، وضد تخريب و تدمير الطبيعة، و حول هذه المواضيع الأساسية ألأربعة وعلى أساسها تم وضع إستراتيجية الحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية و تطويرها، و كذلك وضع هيكلية صحيحة لتحالف اجتماعي قاري، وتجسد ذلك عمليا في التنسيق بين الحركات الاجتماعية لوضع خطة عمل مشتركة و تنفيذها.

النجاح الأول لهذا التحالف كان إفشال اتفاقية التجارة الحرة، بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان القارة اللاتينية، التي كان الرئيس الأمريكي بوش ينوي تمريرها، و قد هيأ ذلك الحدث الطريق للصعود التدريجي للحكومات اليسارية التي نراها اليوم في السلطة.

لقد مثل ربط الشباب، الذي بدأ يشترك في النشاط العام دون امتلاك خبرة سياسة ملموسة، حلقة مركزية، رغم إن هؤلاء لا ينحدرون من اطر التأهيل و التربية السياسية التقليدية، كما هو حال الأجيال السابقة، وكان النقاش يدور حينها حول مدى عمق البعد السياسي في الحركات الاجتماعية، و كيفية تعزيز هذا الجانب داخلها.
أستطيع أن أقدم مثالا من عمل مجموعتي التي تعاملت مع هذا الموضوع، وأطلقت في عام 2007 مبادرة لمحاولة تسييس هذه الحركات من داخلها، ولكننا لم نحصل على موطئ قدم في حينها، أما اليوم فان السياسة تدخل هذه الحركات عبر طرق متنوعة و متعددة. وهذا يعني أن الأمر يحتاج لشيء من الوقت، وهنا نأتي إلى موضوعنا وهو كيف يتم بناء السياسة التي يحتاجها اليسار اليوم في الحركات الاجتماعية. هنالك اليوم شكل جديد لكيفية ممارسة السياسة داخل الحركات الاجتماعية، وهي قضية أدخلت اليوم اتجاه جديد في تفكير اليسار، ولكن الموضوعات هي ذات الموضوعات التي طالما كانت على جدول أعمال اليسار وهي: ظروف الحياة اليومية، و دمقرطة السياسة، و التنوع السياسي، وقبل كل شيء التأهيل و التربية بالمعنى السياسي.

نرى اليوم ظاهرة إنشاء المدارس الخاصة بالتأهيل السياسي في العديد من الحركات الاجتماعية، وان الكثير من الحركات الاجتماعية ذات التأثير ألأكبر تمتلك مدارس تأهيل سياسي، يلعب فيها العديد من الأحزاب الشيوعية دورا مهما بشكل مباشر أو من خلال مساهمة طوعية لعدد من المناضلين الشيوعيين في هذه المدارس، فمثلا توجد في السلفادور حكومة يسارية يدير قطاع التأهيل السياسي فيها احد أعضاء الحزب الشيوعي، وفي البرازيل، التي توجد فيها اكبر الحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية، يدار فيها كذلك قطاع التأهيل السياسي من قبل أعضاء في الحزب الشيوعي.

أود ألآن تناول موضوعة العلاقة بين الحركات الاجتماعية و ألأحزاب السياسية، والتي تشكل بالنسبة لنا أيضا مشكلة لم تحل بعد، و لا يوجد طبعا جوابا واحد للتعامل معها. كان هنالك مشكلة كبيرة تخص العلاقة بين الحركات الاجتماعية و الأحزاب السياسية، ألا وهي النهج الذي اتبعته الأحزاب السياسية، والتي كانت ترى أن عليها أن تقول للحركات الاجتماعية ما يجب أن تقوم به الأخيرة، لقد اعتقدوا بان على الحركات الاجتماعية أن تمتلك أيضا هياكل هرمية ، ولم يروا التنوع في طبيعة هذه الحركات، و في تركيبة نشطائها، و لم يمنحوها استقلاليتها، و هذا ما دفع العديد من الشباب و الفتيان الناشطين في هذه الحركات إلى التوصل إلى القناعة بأنهم لا يرغبون بالانتماء إلى الأحزاب السياسية، و قد نوقش هذا الموضوع بحدة في أمريكا اللاتينية.
هنالك نموذج محدد لهذه المشكلة في حركة المعدمين البرازيلية التي تعرف نفسها كحركة اجتماعية، رغم وجود العديد من أعضاء الأحزاب في صفوفها، و التي تطورت تلقائيا إلى ما يشبه الحزب السياسي، رغم إنها لا تطلق على نفسها هذه التسمية، ولكنها تمتلك هيكلية قيادية تتكون من قادة الفروع التابعة لها، وهي تجربة على المرء أن يتفحصها بدقة. تجربة أخرى هي تجربة جبهة التحرير الوطني السابقة في السلفادور التي أتحدت في إطارها حركات اجتماعية و مجاميع و أحزاب سياسية متنوعة، وتقدم تجربة حكومية مثيرة للاهتمام.

اخلص إلى القول يجب كسر النمط المعتاد المبني على وجود إمكانية واحدة لحل المشاكل السياسية، وتوجد في أمريكا اللاتينية العديد من التجارب العملية التي لها علاقة بهذا الموضوع، ما عدا ذلك هنالك مشكلة داخل قوى اليسار ذاتها، ما بين مفهوم التسيير الذاتي و مفهوم الحزب السياسي.

ما العوامل الذاتية التي تصاحب اليوم الممارسة العملية في واقع أمريكا اللاتينية، و بماذا تختلف عن مثيلاتها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؟ جيل اليوم يعاني من الليبرالية الجديدة، وهو جيل ولد في ألأزمة ونما فيها و هو لا يعرف عالماً آخر، سوى عالم ألأزمة ، و لدينا أجيال في السابق كانت لا تزال قادرة على رؤية المستقبل في ألاشتراكية، و من الصعوبة أن يتصوروا المستقبل دون أخذ هذه الرأسمالية بنظر الاعتبار، أما الجيل الحالي فهو يرى المستقبل في ظل الرأسمالية لأنهم لم يتعرفوا على شيء آخر، و هذا تحدٍ للنظرية الماركسية، هذا يعني إن علينا أن نتوقع العناصر التي تشكل المستقبل، ما طبيعة العوامل الذاتية مستقبلا؟ ما هي القيم المهمة للمستقبل؟ وهل يمتلكها جيل اليوم، إذا لم نمتلك إجابات على هذه ألأسئلة، فان النضال المضاد للرأسمالية يفقد مصداقيته. هذا يعني إن في داخل هذه الحركات ينمو شكل للمستقبل أكثر مصداقية، لان الأهداف ملموسة، مقابل الرؤى المختلفة التي تناقش في الأحزاب السياسية التي تتجلى في المستقبل البعيد نسبيا، أي أنها غير مرئية، ولذا فهذه الحركات جذابة للأجيال الجديدة، ولهذا اقول إن ذلك مهم نظريا و عمليا للحركة التحررية. ليس صعبا، داخل الحركات الاجتماعية، تحديد أهداف ملموسة يمكن رؤيتها، ومطالب ملموسة تدور حول أشياء محددة، و عندما نقول إن ما نقوم به ممارسة حضارية جديدة، يبدو ذلك للكثيرين و كأنه شيء من التجريد، أي إن علينا وضع أهداف ملموسة و واقعية، و لهذا لا يمكن للعلاقة بين الحركات الاجتماعية و الأحزاب السياسية أن تكون تصادمية، و من غير المسموح به عزل المجالات والميادين التي تعود للحركات الاجتماعية عن تلك التي تعود للأحزاب، بل يجب التعبير عن أهداف و مقترحات ملموسة توحد الجميع.

كان عقد التسعينيات حافلا بالنقاش حول أزمة الماركسية و الاشتراكية، كان ذلك زمنا قلما استخدمت فيه مفردة الاشتراكية، ولكننا الآن تجاوزنا ذلك النقاش، انتم تعلمون إن عام 2004 شهد الإعلان عن سعي فنزويلا لبناء الاشتراكية، الآن فنزويلا و السلفادور وبوليفيا يجعلون من تطلعاتهم التحررية طريقا للاشتراكية، وهم يقولون إن مستقبلهم يكمن في الاشتراكية، وقد أعادوا الحياة لفكرة ومفهوم ألاشتراكية، و هناك ظاهرة جديدة في أمريكا اللاتينية تتمثل في توجه الكثير من الشباب لدراسة الماركسية وسعيهم لمعرفة المزيد عن الاشتراكية، و هؤلاء بالطبع شباب مرتبطون باليسار. إن علينا طرح مفهوم الاشتراكية للنقاش، و يجب علينا بعث مفهوم الاشتراكية من جديد.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة العشرين تجبر اليونان على إلغاء الاستفتاء و المعارضة تطال ...
- شبح الاشتراكية يجوب أروقة البرلمان الألماني !
- تجاوبا مع جهود السلام ومطالبات اليسار/ -إيتا- تنهي كفاحها ال ...
- حزب اليسار الأوربي: نحو جبهة أوربية للمقاومة و لطرح المزيد م ...
- حركة الاحتجاج ضد سلطة الرأسمال تجتاح العالم
- اليسار الفنزولي يعلن عن تأسيس التحالف الوطني الكبير الشيوعي ...
- الحركة الاحتجاجية في شيلي طليعتها الحركة الطلابية وهدفها الت ...
- برامج -إنقاذ اليورو- و بدائل اليسار
- اليسار في امريكا اللاتينية في بداية القرن الحادي و العشرين* ...
- ايطاليا تحتج على خطط التقشف و النقابات و قوى اليسار تقود الح ...
- من أجل أممية جديدة*
- فشل الرأسملية
- تسوية الميزانية في الولايات المتحدة الأمريكية / الفقراء سيتح ...
- حزب اليسار الأوربي يدعو الى تأسيس جديد للاتحاد الأوربي
- لجنة دولية تعيد فحص جثمان الزعيم الاشتراكي المغدور أدلة جديد ...
- موضوعات حول أزمة ديون الرأسمالية العالمية*
- حكاية-إنقاذ اليورو- و ابتلاع اليونان؟*
- معارضة واسعة تقابلها الحكومة بالصمت / جدل وخلافات حول صفقة ا ...
- الشيوعي الفرنسي يخوض انتخابات 2012 ضمن جبهة اليسار
- رياح الثورة المصرية تهب على أوربا/ أسباب ودوافع انتفاضة الشب ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ نحو بعث مفهوم الاشتراكية من جديد