أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - الموت - هل هو النهاية ( 2 - 3 )














المزيد.....

الموت - هل هو النهاية ( 2 - 3 )


مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 13:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرجح انه مامن مسألة شغلت بال الانسان وحيرت ذهنه اكثر من تلك التى لها علاقة بما يحدث بعد الموت. فطوال الاف السنين, تأمل اشخاصن نوابغ من مختلف الحضارات فى هذا الموضوع الا ان جل ماقدمته الفلسفات البشرية والابحاث العلمية هو تشكيلة واسعة من النظريات والاساطير.
ولكن ماذا عن التعاليم الموجودة فى الكتاب المقدس؟ قد يحاج البعض ان الكتاب النقدس ايضا يحتوى افكارا مشوشة حول الموت والحياة من بعده. ولكن لكى نكون منصفين. يجب ان نعترف ان سبب التشويش هو الديانات الكثيرة التى تعكر تعاليم الكتاب المقدس النقية ملوثة اياها بالمعتقدات الباطلة والخرافات. فاذا وضعت جانبا ماتقوله التفاليد والاساطير والتصقت بما بقوله الكتاب المقدس حقا. تكتشف تعليما منطقيا ومانحا للرجاء.
تأمل مثلا فى الايات الواردة فى المقالة السابفة على فم الملك سليمان. فهذه الايات توضح ان الاموات - بشرا وحيوانات - لا يعلمون شيئا. فهم اذا, بحسب الكتاب المقدس, غير واعين ولا يشعرون ولا يفكرون ولا يقومون بأى نشاط على الاطلاق؟ - جامعة 9 عدد 5و6و10.
فعلا يصعب عليك ان تصدق ذلك؟ فكر ما كانت عليه حياتك قبل ان تأتى الى الحياة؟ اين كنت انت قبل ان تتحد الخليتان الصغيرتانى من ابيك وامك لتصبح ماعليه الان؟ واذا كان لدى البشر كيان غير منظور يبقى حيا بعد الموت. فأين كان هذا الكيان قبل ان يحبل بك؟ فى الواقع, لا يمكنك ان تتذكر شيئا عن اى وجود سابق لك لأنك لم تكن موجودا قبل ان تحبل بك امك . ان الامر بهذه البساطة.
بناء على ذلك, يمكننا ان نستنتج منطقيا ان الموت يعيدنا الى حالة اللاوعى التى كنا فيها قبل ان نأتى للحياة. وهذا ماقاله الله لادم بعدما عصى وصيته : " انك تراب والى تراب تعود" " تكوين 3 عدد 19. وبهذا المعنى مامن فرق بين البشر والحيوانات, الامر الذى يؤكده الكتاب المقدس حين يتحدث عن حالة الموتى. قائلا: " ليس للانسان مزية على البهيمة". - جامعة 3 عدد 19 و20.
فهل يعنى ذلك ان الانسان يعيش مجرد بضعىة عقود ثم يزول من الوجود الى الابد؟ ام ان هناك رجاء للموتى؟ تأمل فى الافكار التالية.
يعتبر الموت موضوعا بغيضا فى نظر كل شخص تقريبا. ومعظم الناس يتجنبون الحديث عن موتهم او حتى التفكير فيه. لكنهم من جهة اخرى يمطرون بوابل من المشاهد التليفزيونية والسينمائية التى تصور اشخاصا يلقون حتفهم بكل طريقة يمكن تخيلها. كما تنهال عليهم من خلال وسائل الاعلام قصص وصور لميتات حدثت فعلا.
نتيجة لذلك, قد يبدو موت احد الغرباء وجها طبيعيا من اوجه الحياة. لكن الامر لا يعود طبيعيا البته حين نواجه موت احد احبائنا او موتنا نحن. والسبب ان لدينا رغبة فطرية ومتأصلة فى العيش. كما اننا نمتلك احساسا شديدا بمرور الوقت ونعى مفهوم الابدية. كتب الملك سليمان ان الله "غرس الابدية فى قلوب البشر". جامعة 3 عدد 11. فنحن فى ظل الظروف العادية نرغب ان نعيش الى ما لا نهاية, ان نعيش حياة لا يحدها زمان, اما الحيوانات فما من شئ يدل على امتلاكها هذه الرغبة. فهى تعيش دون ادراك للمستقبل.
لا يرغب البشر فى العيش الى ما لانهاية فحسب بل يملكون المقدرة ايضا على البقاء نشاطى ومثمرين الى الابد. ويبدو ان لا حدود لقدرة الانسان على التعلم. فقد قيل انه مامن شئ فى الكون يضاهى الدماغ البشرى تعقيدا ومرونة. وبخلاف الحيوانات فنحن نمتلك عقولا مبدعة قادرة على استيعاب المفاهيم المجردة والتفكير فيها منطقيا. ولم يتمكن العلماء من فهم سوى القليل من المقدرات التى يتميز بها دماغ الانسان.
والكثير من هذه المقدرات لا يضعف مع تقدمنا فى العمر. فقد اكتشف علماء الاعصاب مؤخرا ان معظم وظائف الدماغ لا يصيبها اى خلل جراء التقدم فى السن.
يوضح الباحثون العاملون فى مركز الابداع فى تعلم العلوم التابع لمعهد فرانكلن: "يتميز الدماغ البشرى بقدرته المستمرة على التكيف وتجديد الوصلات العصبية. وهو يستطيع ان يخلق عصبونات جديدة حتى فى سن متقدمة. اما التدهور الخطير فى المقدرات التفكيرية فمرده عادة الى المرض. فى حين ان فقدان الذاكرة او خسارة المهارات الحركية اثناء الشيخوخة فيعزيان فى معظم الحالات الى الخمول والنقص فى التمارين التى تنشط الفكر وتحفزه على العمل".
بكلمات اخرى. يستطيع دماغنا ان يستمر فى العمل الى ما لا نهاية اذا ظل نشيطا من الناحية الفكرية وسليما من الناحية الصحية. يقول جيمس واطسون, متخصص فى علم الاحياء الجزيئى ومشارك فى اكتشاف التركيب الفيزيائى للدنا: "ان الدماغ هو الشئ الاكثر تعقيدا الذى اكتشفناه حتى الان فى كوننا". ويوضح كتاب الفه عالم الاعصاب جيرالد ادلمان ان جزءا من الدماغ بحجم رأس عود الثقاب "يحتوى على نحو بليون وصلة يمكن ان تكون مجموعات بطرائق لا يمكن وصفها الا ب لا متناهية - واحد تليه ملايين الاصفار".
فهل يبدو منطقيا ان يعيش الانسان مجرد بضعة عقود رغم تمتعه بهذه المقدرات؟ يبدو ذلك غير معقول.
تماما مثل استخدام قاطرة قوية تجر قافلة طويلة من عربات الشحن لنقل ذرة رمل مسافة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات. فلماذا يتحلى البشر اذا بمقدرات ضخمة تمكنهم من التعلم والتفكير بابداع؟ هل يعقل انهم بخلاف الحيوانات, لا يفترض ان يموتوا بل خلقوا ليعيشوا الى الابد؟
الى المقالة الاخيرة سمتكلم عن الرجاء الذى اعطاه منشئ الحياة للبشر.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت - هل هو النهاية ( 1 - 2 )
- اى دين اختار ( 2 -2 )
- هل الدين ضرورى للانسان ( 1 - 2 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 3 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 2 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة
- ابتسموا فهذا نافع لكم
- دجاجة تصاب بازمة قلبية
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 2 - 2 )
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 1 - 2 )
- التقمص العاطفى - حاجة انسانية
- حكاية افريقية من بنين
- سبل لمعالجة الكابة ( 2 - 2 )
- مد يد العون للمكتئبين (1 - 2)
- القاعدة الذهبية - تعليم عالمى
- ما تعلمناه من اندرو - قصة حقيقية
- الذباب البغيض - هل تظنون انه مفيد؟
- التقمص وعقيدة النفس الخالدة
- هل تؤمنون بالتقمص؟ ( 1 - 2 )
- العدل الحقيقى


المزيد.....




- تركيا تلاحق صحفيين رسما صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- تركيا: أمر باعتقال صحافيين في قضية نشر رسم كاريكاتوري يصور ا ...
- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - الموت - هل هو النهاية ( 2 - 3 )