أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - مجدي زكريا الصايغ - التقمص العاطفى - حاجة انسانية














المزيد.....

التقمص العاطفى - حاجة انسانية


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 21:49
المحور: المساعدة و المقترحات
    


" مادام باستطاعتكم تخقيف الم الاخرين. فالحياة ليست عبثا ". كتبت هيلين كيلر.
لا شك ان كيلر فهمت ماهو الالم العاطفى. فقد اصيبت بمرض جعلها عمياء وصماء كليا وهى فى الشهر ال19 من عمرها. الا ان معلمة تتصف بالرأفة علمتها القراءة والكتابة بنظام برايل. ولاحقا علمتها ان تتكلم.
كانت معلمة كيلر. السيدة سوليفان. تعى جيدا التثبط الناجم عن مصارعة عجز جسدى. فقد كانت هى نفسها شبه عمياء. لكنها ابتكرت بصبر طريقة للاتصال بهيلين بأن تكتب الكلمات حرفا حرفا على يدها. فتأثرت هيلين بالتقمص العاطفى الذى اظهرته معلمتها. وقررت وقف حياتها على مساعدة العميان والصم. لقد بذلت جهدا كبيرا للتغلب على عجزها. ولذلك تعاطفت مع الذين يمرون بظروف مماثلة وارادت مساعدتهم.
فى هذا العالم الانانى. ربما لاحظتم انه من السهل على المرء ان يغلق باب حنانه عن الاخرين ويتجاهل حاجاتهم.
هذا هو الواقع رغم انه يكون فى نيتنا حقا محبة الاخرين. لكن غالبا مانغفل عن الفرص لتخفيف الم الاخرين. وربما يكون سبب ذلك مجرد عدم ادراكنا لحاجاتهم. ان التقمص العاطفى هو السبيل الى اظهار اللطف والرأفة.
ماهو التقمص العاطفى ؟
يمكن تعريف التقمص العاطفى بانه فهم المرء لحالة, مشاعر, ودوافع شخص اخر. وقد وصف ايضا بانه قدرة المرء على وضع نفسه مكان الشخص الاخر. اذا يستلزم التقمص العاطفى اولا ان ندرك ظروف الشخص الاخر. وثانيا ان نشاطره المشاعرالتى اثارتها فيه هذه الظروف. نعم. يشمل التقمص العاطفى ان نشعر بألم الشخص الاخر فى قلبنا نحن.
يتحلى معظم الناس بمقدار من التقمص العاطفى الفطرى. فمن لا يتأثر عندما يرى صورا تفطر القلب لأولاد جياع او لاجئين مضطربين؟ واية ام محبة تستطيع ان تتجاهل بكاء طفلها؟ ولكن ليست جميع الالام سهلة التمييز. فكم يكون صعبا ان نفهم مشاعر شخص يعانى الكابة. اعاقة جسدية غير ظاهرة. او حتى اضطرابات فى الاكل اذا لم يسبق ان اختبرنا مشاكل كهذه قط. اذا ينبغى لنا ان نتعاطف مع الذين تختلف ظروفهم عن ظروفنا ونشاطرهم مشاعرهم.
كيف ننمى التقمص العاطفى
ثمة ثلاث طرائق تجعل احساسنا مرهفا تجاه حاجات الاخرين ومشاعرهم : الاصغاء , الملاحظة , واستعمال الخيال.
اصغوا. اذا اصغينا بانتباه يمكننا معرفة المشاكل التى يواجهه الاخرون. وكلما تحسن اصغاؤنا اليهم كانوا ميالين اكثر ان يفضوا الينا بمكنونات قلبهم يكشفوا لنا مشاعرهم.
لن يخبرنا الجميع بصراحة كيف يشعرون او ماذا يعانون. الا ان الشخص الشديد الملاحظة يستطيع ان يرى شخصا مكتئبا او يعانى مشاكل اخرى. وهذه المقدرة على الاحساس بالمشكلة فى مراحلها الباكرة مهمة جدا.
استعملوا خيالكم. ان الطريقة الاكثر فعالية لتتقمصوا عاطفيا هى ان تسألوا نفسكم : لو كنت فى هذا الوضع. فكيف كنت سأشعر ؟ كيف كنت سأتجاوب ؟ الام كنت سأحتاج ؟.
عند البشر الناقصين غالبا مايكون انتقاد الاخرين بسبب اخطائهم اسهل من فهم مشاعرهم. ولكن اذا حاولنا بجهد ان نتخيل الشدة التى تعترى الشخص المتضايق. فذلك سيساعدنا على التعاطف معه عوض عن الحكم عليه.
قليلون بيننا يستطيعون تجاهل بلية ولد يتضور جوعا اذا كان فى متناولنا طعام نتقاسمه معه.
والتقمص العاطفى يساعدنا على التغاضى عن عيوب الاخرين. فاذا سعينا الى فهم مشاعره تسهل علينا مسامحته.
قد لا نتحلى فطريا بقدر كبير من التقمص العاطفى. ومع ذلك يمكننا ان ننمى هذه الصفة التى تجعلنا ان نشاطر الاخرين مشاعرهم. فاذا اصغينا بانتباه اكثر. وكانت ملاحظتنا اشد وتخيلنا انفسنا مرارا مكان الشخص الاخر. فعندئذ ننمى التقمص العاطفى. ونتيجة لذلك. سنشعر بالاندفاع الى اظهار مزيد من المحبة. اللطف. والرأفة لأخونا الانسان,
لا تدعوا الانانية تخنق تقمصكم العاطفى. فلدينا التزام ادبى ان ننمى هذه الصفة. وسيمكننا التقمص العاطفى من الصيرورة اشخاصا افضل. وسيساعدنا على الادراك ان " السعادة فى العطاء اكثر منها فى الاخذ "



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية افريقية من بنين
- سبل لمعالجة الكابة ( 2 - 2 )
- مد يد العون للمكتئبين (1 - 2)
- القاعدة الذهبية - تعليم عالمى
- ما تعلمناه من اندرو - قصة حقيقية
- الذباب البغيض - هل تظنون انه مفيد؟
- التقمص وعقيدة النفس الخالدة
- هل تؤمنون بالتقمص؟ ( 1 - 2 )
- العدل الحقيقى
- نظرة الكتاب المقدس الى عقوبة الاعدام
- الشيخ عمران حسين - ونهاية العالم
- التعلم يبتدئ فى الرحم
- الانطباع الاول هل هو جدير بالثقة ؟
- كيف اسبحت اللغة العربية لغة اهل العلم؟
- الذهب الذى نقل الجبال
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟ الجزء الثانى
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟
- اسئلة لا يجيب عنها الانفجار العظيم - الجزء الثانى
- الكون المهيب : مايفسره الأنفجار العظيم وما لا يفسره
- 6 6 6 - احجية سفر الرؤيا


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- نداء الى الرفيق شادي الشماوي / الصوت الشيوعي
- أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن. / الحوار المتمدن
- الإسلام والمحرفون الكلم / صلاح كمال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - مجدي زكريا الصايغ - التقمص العاطفى - حاجة انسانية