أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مجدي زكريا الصايغ - العدل الحقيقى














المزيد.....

العدل الحقيقى


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 22:06
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لا شئ يدعو الابرياء الى الخوف من العدل الحقيقى. والحقيقة هى ان المواطنين فى كل مكان تقريبا عندهم سبب ليكونوا شاكرين اذا كان بلدهم يملك نظاما قانونيا يحاول ان يضمن العدل. ويستلزم نظام كهذا بنية للقوانين. شرطة لتنفيذ هذه القوانين. ومحاكم لأقامة العدل. والمواطنون الحقيقيون يحترمون النظام القضائى حيث يعيشون.
لكن الأنظمة القضائية فى بلدان متعددة ارتكبت اخطاء مؤذية ومربكة. فبدل ان تعاقب المذنبين وتحمى الأبرياء كانت تعاقب الأبرياء احيانا على جرائم لم يرتكبوها. وقضى اخرون سنين فى السجن. الا انه اطلق سراحهم قبل انتهاء مدة عقوبتهم بسبب وجود شك كبير فى كونهم مذنبين وفى كون ادانتهم مبررة. لذلك يسأل كثيرون هل يكون هنالك عدل حقيقى للجميع. اذا كان الامر كذلك فمتى وكيف؟ وبمن يمكننا ان نثق من اجل حماية الابرياء؟ واى امل هنالك لضحيا الظلم؟
ليست اخطاء القضاء شئ نادر. يذكر دايفيد رودفسكى من كلية الحقوق جامعة بنسلفانيا : " اننى فى النظام القضائى منذ 25 سنة تقريبا. وقد رأيت الكثير من القضايا. اظن ان المدانين الذين هم فى الواقع ابرياء . . . هم بين 5 و10 فى المئة ". ويسأل السؤال المقلق : " هل من ابرياء يجلسون مثبطى العزيمة فى الزنزانات؟ " . كيف يمكن ان تحصل اخطاء مأساوية كهذه فى الانظمة القضائية التى هى من المفترض ان تجرى العدل؟
شددت محكمة الاستئناف البريطانية سنة 1991 : " لا يمكن ان يتوقع من اى نظام بشرى ان يكون كاملا ". والنظام القضائى لا يمكن ان يكون عادلا وجديرا بالثقة اكثر من الذين يصممونه ويقيمونه. فالناس عرضة للخطأ عدم الامانة والتحامل. لذلك لا ينبغى ان يدعو الى التعجب كون انظمة البشر القضائية تظهر هذه العيوب عينها. تأملوا فيما يلى.
بالنسبة الى القاضى رولف بندر من المانيا. يتضمن 95 فى المئة من جميع القضايا الجنائية افادات من الشهود تعتبر ادلة قاطعة. ولكن هل يعتمد دائما على شهود كهؤلاء فى المحاكم؟ القاضى بندر لا يظن ذلك. فهو يقدر ان نصف الشهود الذين يمثلون امام المحكمة لا يقولون الحقيقة. وبرنت شونمان بروفسور فى القانون الجنائى فى جامعة ميونيخ. المانيا. قال الامر نفسه. ففى مقابلة مع دى دسايت اكد شونمان ان افادات الشهود هى الوجه الرئيسى للادلة - ولو انها غير جديرة بالثقة. " اظن ان السبب النموذجى للاخطاء القضائية هو ان القاضى يعتمد على افادات غير جديرة بالثقة ".
الشهود عرضة للخطأ. وكذلك الشرطة. فأذ يلاحق افراد الشرطة بشكل خاص جريمة تتسبب باعتداء عام. يصيرون تحت ضغط القيام باعتقالات. وفى ظروف كهذه يستسلم افراد من رجال الشرطة لاغراء اختلاق الادلة او اجبار احد المشبوهين على الاعتراف.
فى بعض القضايا قد يجعل التحامل والعامة تشتبه فى امر افراد ينتمون الى عرق دين او قومية ما. وكما تعلق اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمى فان حل جريمة يمكن ان يتدهور ويصير مسألة تمييز عنصرى بدلا ان يكون مسألة منطق.
وعندما تطرح قضية ما فى المحكمة. لا تتأثر القرارات بما يقوله الشهود فحسب بل بالادلة العلمية ايضا. وفى حقل القضاء الذى يتزايد تعقيده قد بطلب من القاضى او هيئة المحلفين ان يحكموا بالذنب او البراءة على اساس علم القذائف او تحديد البصمات. خط اليد. فئات الدم. لون الشعر. خيوط الاقمشة. او عينات الDNA. ذكر احد المحامين ان المحاكم تواجه مجموعة من العلماء يصفون اجراءات يكون تعقيدها محيرا.
واكثر من ذلك تذكر مجلة الطبيعة انه لا يوافق جميع العلماء على تفسير الادلة القضائية. " قد يكون هناك خلاف حقيقى بين علماء القضاء ". ومن المؤسف ان " الادلة القضائية الخاطئة مسؤولة عن الكثير من الادانات الخاطئة ".
وحيثما نعيش فان جميع الامظمة القضائية التى تعمل فى الوقت الحاضر تعكس عيوب البشر. اذ بمن يمكننا ان نثق من اجل حماية الابرياء؟ هل يمكننا ان نأمل الحصول على عدل حقيقى يوما ما؟ قريبا سيجرى الله العدل ويرجع الحق الى اصحابه. هكذا نرجو ونثق.
فاذا كنا نتألم لأننا ضحايا ظلم. يمكننا ان نكون شاكرين على ان الكثير من الانظمة القضائية لها طرائق قانونية قد تمكننا من تقويم الوضع. وعلينا استخدام هذه الطرائق.
وعلينا ان نتذكر ان :
الاتظمة القضائية الناقصة - اضافة الى الحكومات الفاسدة الاديان المنحطة والتجارة المجردة من المبادئ - هى انعكاس للمجتمع البشرى الذى هو بحاجة الى اعادة بناء كبرى.



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة الكتاب المقدس الى عقوبة الاعدام
- الشيخ عمران حسين - ونهاية العالم
- التعلم يبتدئ فى الرحم
- الانطباع الاول هل هو جدير بالثقة ؟
- كيف اسبحت اللغة العربية لغة اهل العلم؟
- الذهب الذى نقل الجبال
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟ الجزء الثانى
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟
- اسئلة لا يجيب عنها الانفجار العظيم - الجزء الثانى
- الكون المهيب : مايفسره الأنفجار العظيم وما لا يفسره
- 6 6 6 - احجية سفر الرؤيا
- مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة
- - مع ذلك فهى تدور؛ -
- هل تنبأ الكتاب المقدس بقيام اسرائيل؟
- كيف تحمى الحريات؟
- الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى
- حريتكم الدينيه هل هى مهدده ؟ 1 من 2
- شعب الله المختار - القول الفصل
- المغنون الخصيان - تشويه بأسم الدين
- هل انت من المتهكمين؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مجدي زكريا الصايغ - العدل الحقيقى