أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى














المزيد.....

الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


لم تكن لتهمل التفاصيل العريضة أو الدقيقة و هي تمشي على خطى عشتار من زمن إلى زمن، لم تثقل كاهلها الأبجدية على أهبة البوح و هي تعيد صياغة الأحاجي و تقسم الأدوار من جديد دون أن تغير من ملامح الضحية، لم تلغِ مواعيد الشروق و الغروب لتنتصر للمرأة في شرود الرجل الكاسر، كانت تمضي إلى عالم أفضل، بوصلتها النقطة البيضاء في الإنسان، مشبعةً بالنظرات الخفيفة لمن سقطوا أبرياء في مهب التاريخ تنطلق الشاعرة المغربية "رشيدة الشانك" لتسطر بصدق تجربة شعرية بعدة أبعاد جمالية، تتقاطع فيها ذواتٌ من الأسطورة و أحداثٌ كوشم في خاصرة التاريخ. و بتفانٍ شديد و أسلوب سلس تصل قصيدتها عاطفة المتلقي و تتفاعل معه دون حاجة إلى أدوات أو وسيط يخلق صلة حسية بينهما، لذلك فهي شاعرة ذات صوت شعري خاص، وجب التوقفُ عندها في خشوع و استخلاصُ العبر من الإشارات التي تنيرها بين الصورة و الصورة و الحرف و الحرف:
تولد الكلمة
من رحم اللحظة
ننشدها رمزا
نكتبها قسرا
و نرسلها لتستكين في علب الصمت

قصائد "رشيدة الشانك" في مجملها تحمل نكهة التاريخ و تنهل من حكاياته الأسطورية و أحداثه الموثقة، فهي أستاذة التاريخ العاشقة و المسحورة بأدق الرؤى و الوقائع، و هي الروح الأنثوية المتعاقبة و المتجددة، و هي الجسد الحاضر الذي تتفاعل فيه هذه المكونات في قالب ذاتي بلونيه الأبيض و الأسود:
رقصة أندلسية ترسم بكبرياء
امرأة مهووسة بالموج

و معززةً بكل أحلام اليقظة و رسائل القلق الوجودي و أزهار الطفولة تكتبُ عواطفها بحبر غامق و بعض أمل تلملمه من عيونٍ صغيرةٍ و ابتسامات ممزقة بين خطوتين ضوئيتين، تحاول العودة إلى الأصل، أن تدل النجمة إلى وجهتها و الغيمة إلى موطنها و القلب إلى حقيقته:
هو عالم أمضي إليه
بخشوع

"رشيدة الشانك" تستمد الجمال من أبهى الصور في مسلسل الإنسانية المروع، تلك التي ترادف مسيرنا و تكمن في مكان ما بين الدمعة و قطرة الدم، تلك الملامح الحية و الرقيقة للإنسانية رغم الجراح، يستفزها في ذلك الأمل و تدفعها الشاعرية إلى اقتراف المجاز و البوح في اللغة. قد نتوقف (مثلا) في بعض النصوص عند انكسارات الوطن و خيباته و آماله و ندرك فيها الهوية التي تسكننا و تلازمنا بكل تشوهاتها، و قد نفهم حب الوطن و التضحيات التي تخط تاريخه طواعية و دون تفكير:
فوق ترابنا..
نكتب قصيدة
على وزن الوجع

كما تتجلى الأم في قصائد "رشيدة الشانك" كعنصر أساسي يرتد من العناوين و التجليات التي تكشفها، و في خطابها الشعري حضور واضح للأم/الشاعرة، و قد يتحسس المتلقي نبرة الحنان و يتلمس العاطفة تتجه إليه و تهتز اعترافا بصدق الخطى الجمالية التي تخطوها الشاعرة لترتبط به و يتشكل فيها، لتكتمل رابطة شعورية بينها و بين القارئ و يتأسس بذلك أثر القصيدة في عاطفة المتلقي:
أنت البعيد القريب
مسافر
زادك بوصلة من وجعي

و من دون شك، فقد عانقت الشاعرة المغربية "رشيدة الشانك" بشاعريتها فصولا متعددة من ملحمة يعيشها الإنسان و اقتحمت الخيمة و الجرة و القبلة إلى أن وصلت إلى الأنوثة الطافية على المعنى. كانت تمضي (كما دوما) و حواسها متفتحة على ما هو حسي، تستشرف الرؤيا و تنحث العبارة عند كل عبور، و قبل أن تدرك المجاز سقطت عن نجمة كي تتطلع إلى الحقيقة و تعي وحدها أن سقوطها كان أصدق من الموت، لأن القصيدة امتدت ببساطة إلى الخطى:
ماذا جنيت؟
قرأت كتاب الموت



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد العوالم في لوحات الفنان التشكيلي المغربي -ياسين خولفي-
- الغرابة في -بلاغ في الولع- للشاعر سلمان داود محمد
- رصد الوحشية في قصيدة -قذائف و شناشيل- للشاعر سعد ياسين يوسف
- قصيدة -إشارات بأصابع مطفأة- للشاعر -طلال الغوار-: خطوات شاعر ...
- على مهل أمشي
- ليس للقصيدةِ وطنٌ
- صورة بين الظل و النور
- لست محظوظا بما يكفي
- رحلة إلى الظل -في رثاء الصديق الشاعر العراقي ثائر الحيالي-
- عشرين شمعة لوجهين كئيبين
- المأساة و الأمل في -مرثية دم على قميص قتيل- للشاعر العراقي - ...
- الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الض ...
- الصحافة حلم عمدة مدينة مراكش -فاطمة الزهراء المنصوري-
- إله جمعية سوق أزلي بمدينة مراكش: حكرة على حكرة
- المجلس الجماعي لمدينة مراكش: بؤرة فساد و سوء تسيير
- رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم ال ...
- أمل وراء القضبان
- صراط العصفورة..وسام الشمس
- -بستان الملائكة- ق.ص.ج إلى بغداد
- سقوط


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى