أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد القادر الفار - ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني














المزيد.....

ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 22:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


على مدى عقود... تم تمجيد كلمة "ثورة" في الأدب والسنيما والأغاني ... تم زجها في الوعي العربي .. ولكن ككلمة فقط ... ككلمة تم تفريغها من المضمون الحقيقي للثورة كظاهرة تغيير اجتماعي جذري باتجاه "التقدم" و"النهوض" ومهمتها الأساسية هي نسف الترتيب الموجود من حيث علاقات الإنتاج والسلطة، مدفوعة بتغيير نوعي في الوعي والثقافة الجمعية... تم تفريغها من كل ذلك... وأصبحت كلمة الثورة ضبابية مهومة .. ولكن مقدسة في نفس الوقت ... فلا يمكن أن تقف ضد الثورة... بغض النظر عن معنى الثورة... طالما أنها ثورة اذا يجب أن تكون معها ...

وطالما تحققت هذه القداسة يمكننا أن نركب على كلمة الثورة المقدسة هذه أي مضمون سياسي او اجتماعي نريده حتى لو كان هداما جدا وأبعد ما يكون عن المضمون التحرري الحقيقي للثورات ... كلمة الثورة مع ذلك احتفظت بدلالتها اللغوية المباشرة كحدث مرتبط بالعنف والقتل والفوضى...

طبعا تم نفي صفة الثورة عن انقلاب 23 يوليو 52 (الثورة البيضاء التي لم يقتل فيها أحد والتي حققت من مهمات التغيير الجذري بخصوص تحرير الاقتصاد من الهيمنة ونسف علاقات الاستغلال القائمة في وقت وجيز ما لم تحققه غيرها) .. تم نفيها بل وجعلها متهمة كونها "عسكرية" لا "شعبية" في تشويه يستهدف شغلك بشكل الثورة لا مضمونها...

فثورة مثل ثورة يناير في مصر لم تمس جوهر النظام القائم ولا علاقات التبعية والاستغلال .. ومع ذلك فهي أكبر ثورة رغم أنف أكبر فلفلول من الفلول حسب هذا الوعي الزائف الجديد... وثورة تونس التي أتاحت للسلفيين تنديس العلم والاعتداء على المؤسسات هي ثورة حرية رغم أنف الأولين والآخرين وفق هذا الوعي الزائف.... وعبد الناصر الذي يعبر فعلا عن اول حاكم مصري من ابناء البلد اصبح من قوى الثورة المضادة والعسكر الذين سرقوا الثورة بينما مرسي العياط الذي ما هو الا تعبير عن علاقات رأس المال المتوحشة متعددة الجنسيات والعابرة للقارات من أمريكا إلى قطر أصبح أول رئيس ثورة منتخب في تاريخ العبودية .. وأيضا رغم أنف التاريخ والحقيقة

كل هذا الهيجان الشعبوي الطافح بالضياع والطائفية وتصديق الكاذب وتكذيب الصادق .. والذي تقابله ديماغوجية منفرة جدا من النخب التي تطمح أن يكون لها منصب أو دور في ترتيب "ما بعد الثورة" كالعلمانيين الذين دعوا الى التصويت لمرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة المصرية بحجة ""حماية الثورة"!! كل هذا الهيجان لا يمكن أن يعبر عن وعي مصاحب لثورة

كان لي شرف المشاركة منذ أيام في السلسلة البشرية "زيي زيك" التي أقامتها في عمان فعاليات شبابية ونسوية هدفها نشر الوعي بحقوق المرأة المهضومة في القانون وفي الممارسات الاجتماعية كالقوانين التي توقف ملاحقة المغتصب اذا ما تزوج ضحيته او قوانين الجنسية التي تحرم المرأة من منح أبنائها حق الحصول على الجنسية وكذلك قانون العذر المخفف لجرائم الشرف والممارسات الذكورية الجائرة بحق المرأة وتحقيرها ومعايرتها بلباسها واتهامها في "شرفها" وسلبها إنسانيتها في كثير من المواضع... رفعت الحملة شعارات جريئة وأثارت ردة فعل كبيرة ... ولعل بإمكانكم أن تتنبؤوا بردات فعل الناس في هذه المجتمعات التي تنتج ثورات هذه الأيام ... اقرؤوا تعليقاتهم على الفتيات المشاركات ونظرتهم الدونية الممتلئة بموروثات جاهلية منحطة تعرف الشرف والفضيلة بين فخذي المرأة ... لا يا سادة ... الوقت مبكر على المغامرة بأمن شعوبنا وحاضر أطفالها وشبابها والوعي حالته بهذا الشكل... لا عجب أن وعيا بهذا التزمت ينتج الإخوان المسلمين ودعوات الناتو لقصف البلاد في غياب كامل لمفاهيم الأمن الوطني والاجتماعي

هذا هو وعي الربيع العربي... الوعي الزائف الكريه الذي أنتج لنا ثورات يفتخر من له ضمير أو عقل بأن يعلن أنه ضدها تماما... فلا ثورة مصر ثورة ولا ثورة تونس ثورة ولا بشار الأسد مجرم .. ولا أنتم ثوار وأحرار ... ولا اي حاجة خالص... ولتقولوا عني ما تشاؤون

ومعلش احنا بنتكلم



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتصوف المتمرد ... 4
- المتصوف المتمرد ... 3
- صهيونية، بما لا يخالف شرع الله
- المتصوف المتمرد ... 2
- المتصوف المتمرد ... 1
- لست حرا ما دمت تسعى
- هل يمكن أن نصبح أنا وأنت والآخرون.. أنا فقط
- كيف نعيش ما تبقى من وقت للعالم
- ماذا لو انتهى العالم غدا؟
- الماتريكس الحقيقي !!
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- بانغلوس ينتظر البيان رقم واحد
- مقابلة مع نعوم تشومسكي سنة 1995
- عن اللاحكمية .. والتعادلية .. والتحرر من تعين الذات
- عن الديمقراطية: ليس كل ما يلمع ذهبا
- إضاءات على اللاحكمية
- اللاحكمية
- سلمى (7) ... صلاة
- حق الحياة .. في لزوم ما لا يلزم
- سلمى (6) ... بعث


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد القادر الفار - ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني