أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علاء الصفار - العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي















المزيد.....


العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 17:51
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تاريخ الغزو, اشكاله و سقوط الدكتاتورية!

قسمت الدول العربي على يد الغرب بمعاهدة سايكس ـ بيكو التي كشفها وفضحها الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة لينين بعد انتصار الثورة الروسية ضد القيصرية عام 1917 . حدث و كرس الاحتلال في عشرينات القرن الماضي بشكله العسكري الهمجي, المهين اولا لكرامة الانسان و ثانيا بالنهب و الاستهتار بموارد و ثروات الشعوب الاقتصادية و خاصة نهب الذهب اللاسود الذي كان و لايزال الهدف للغزو و النهب, و بدون رحمة و ليتطور ويضاف اليه بربرية جديده عبر العقود التي تزعمت الامبريالية الامريكية, و صارت رأس حربة الغرب الاستعماري!

تحررت البلدان العربية بانقلابات عسكرية لأزاحت الشكل الاستعماري القديم, بعد ان وجد المستعمر الغربي عبر عقود المكوث في البلدان المحتلة رجالات عميلة ساقطة للتعاون معه و ليتحول شكل الغزو الى استعمار اقتصادي بشع من خلال الدمى المنحطة و احزابها الدكتاتورية الرقيعة على مدى 60 عام مليئة بالانقلابات العسكرية الدكتاتورية, فمرة انقلاب لصالح الانكليز و اخر لصالح الامبريالية الامريكية الصاعدة في المنطقة.

لتجثم قوى عسكرية دكتاتورية بربرية موالية الى الغرب و امريكا بل راكعة الى الامبريالية الامريكية بشكل واضح و رهيب لتعمل ضد قوى الشعب الوطنية و الثورية, و عملت على الاستهتار بالثروة الوطنية كلها وخاصة النفط الذي تدفق بشكل رهيب و برعاية و ترحيب الامبريالية الامريكية, فلا حديث معسول عن الحرية و الليبرالية للشعوب العربية!!!
و الان امام الامبريالية 50 عام اخرى للعمل على شفط النفط من المنطقة, بدكتاتوريات سلفية تقودها الدولة السلفية الوهابية المخضرمة في الغدر و الخيانة الوطنية, عبر منهج التفتيت بالحروب الأثينية و القومية و الطائفية, و بمعية كل دول الخليج العميل المتخلف صناعيا و اجتماعيا وحضاريا, و بالقزم الوغد الجديد حمد ال ثاني في قطر, التي مدت الجسور الى كل اطياف المطبلين و الفلول الساقطة من الدولة القومجية المفلسة التي خانة المصالحة الوطنية على مدى 4ـ5 عقود.

ان سقوط الدكتاتوريات الثلاثة في العراق و ليبيا و مصر, و برجالاتها على التوالي صدام حسين و معمر القذافي و حسني مبارك, يحتاج الى وقفة و تحليل من اشكال و ابعاد مختلفة لتشكُل هذه الدكتاتوريات الرهيبة القمعية المدمرة للشعوب و بدعم الغرب و الامبريالية الامريكية, و الى شكل سقوطها المدوي المريع. و ليكون سقوطها رأس حربة رمح جديدة الى نحر الشعوب بقيادة كل الجوقة الغربية و الناتو و الامبريالية الامريكية ( منشار صاعد, نازل لتدمير المنطقة و الشعوب) ففي السنين التي تعاون الامريكان مع الدكتاتورية عملوا على تدمير الشعوب و قواه الوطنية و الديمقراطية و نهبها معية, مع الدكتاتور على الشعوب, وحين برروا غزو العراق صار اهانة لاستقلال البلد و البشر, بعد ان انكشف خداعهم بالتحرير و الديمقراطية, حيث خًفتً بل طمستً الامبريالية الامريكية, ذكراها عبر التفجيرات والدماء و الجماجم المتطايرة في العراق و بوجود الدبابة الامريكية و القائد بريمير!!! لقد عملوا على تدمير كل شيء, من بنا تحتية و قاعدة اقتصادية, و الى تحطيم و تدمير الانسان. حيث انشاء برمير نظام سياسي مفبرك يحمل النزاع القومي و الطائفي كقنبلة موقوتة تهدد دائم باندلاع الحرب الطائفية ,عبر التفجيرات اليومية, وليطل شبح تقسيم و تفتت العراق.

أن الاستعمار الغربي القديم كان يبني الطرق و المؤسسات الضرورية وبعض المؤسسات الصحية له و كان فيها فوائد عرضية للشعب, اذ كان يدعي ينبغي تعليم الشعوب فن البناء و الحكم. لكن الامبريالية الامريكية و الليبرالية الجديدة تجازوت مسائل الاخلاقيات و ازاحت رتوش عمل الخير والاحسان عن نهب الامبريالي للشعوب, فهي بربرية جشعة فظة لا تبني شيء, لا بل لا تسرق فقط الثروة, بل تدمر الارض و البيئة و البشر!

لقد ازدات البربرية الامبريالية الامريكية خبث و شراسة بعد التطور التكنلوجي العسكري الرهيب, فمقارنة مع زمن الحرب القذرة ضد الفيتنام و النابالم, صار الامريكان قوة او قطب اوحد بعد انحلال البلدان الاشتراكية, لذا تعجل الامريكان بالخبث والحيل الحاذقة المفبركة, لتدشين العهد الامريكي في الشرق و المنطقة العربية خاصة. فكان 11 سبتمبر البدايات للسيطرة على منابع النفط , فاحتلت افغانستان و بعدها العراق, ليتميز الغزو الحديث للعراق عن فيتنام بالقنابل الذكية و القنابل الفسفورية و الابادة البطيئة بالسرطان, و اليوم ليبيا و غدا سوريا, ليتحقق ما صرح به هنري كيسنجر الصهيوني الحرب العالمية الذرية على الابوب و الاصم الذي لا يسمع, في تهديد الى قيام ساعة الحرب على ايران, للسيطرة على الشرق الاوسط وتمزيقه, التي قد تجر الروس و الصين للحرب!

امريكا عازمة على الغزو عبر احلال القوى السلفية و تاجيج الحروب القومية و الاقليمية و الأثينية و الطائفية, بكلمة اخرى لتحطيم البلدان و الشعوب من اجل استنزاف كل النفط من المنطقة قبل صحوة العالم الحر و قوة الاحزاب اليسارية في الغرب و نضوج الكفاح التحرري اليساري في منطقة الشرق الاوسط, أذ النفط في طريقه الى النفاذ, في الخمسين سنة القادمة, الوقت محدود فلا بد من سرعة النهب الان, كما يسطو سُراق على بنك بسرعة خاطفة وسطة مدينة صغيرة!

و بعيدا عن التطرق حول المآسي و الجرائم التي تلطخت بها وجوه الدكتاتوريات العربية اذ هي معروفة لكل ابناء الشعوب من المحيط الى الخليج و خاصة لقواه الثورية و اليسارية و الشيوعية التي كانت الضحية الاولى للجلاد العربي عميل الامبرالية من المحيط الى الخليج. اذ الامر المهم في هذا المقال توضيح لا الماضي و ماساته فقط بل و الخوض بمكونات هذه الدكتاتوريات و قواها المتحالفة مع الامبريالية, و ايضا تطورات المنطقة على صعيد المراحل التاريخية لحركة الشعوب من النواحي الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية, و شكل و اليات عمل القوى او الفلول للدولة القومجية العميلة المنهارة الان !!!

طبعا ما معروف للجميع ان الدولة التي حكمت عبر هذه الحقبة من الزمن هي دولة البرجوازية القومية الطفيلية, و كما جاء اعلاه العراق و ليبيا و مصر, و القائمة طويلة من المحيط الى الخليج, فهي خير معبر يحكي قصة العهر السياسي للدولة البرجوازية القومية و خيانتها المصالح العليا الوطنية و القومية. و الامر لا يقف عند هذا الحد فالسنين او العقود الاربعة الاخيرة تكشف و تفضح مدى الجريمة و الاستهتار بكل القيم الانسانية و الى الفساد الكبير و العجز بل التخلف او تكريس التخلف المقصود من اجل البقاء في سلطة بربرية, ليس لها أي دور في التطور و الانجاز الاقتصادي و السياسي الانساني الحضاري, بل عرف الحزب البرجوازي القومي الطفيلي حقيقة من خلال التجربة. ان أي اصلاح اقتصادي و أي تطوير سياسي ديمقراطي, يسير باتجاه معاكس لبقاء الدكتاتورية و الدكتاتور في سدة الحكم.

نحن بلدان مستعمرة اقتصاديا بشكل رهيب من ساكيس ـ بيكو, الشكل القديم للاستعمار و للان بشكله الحديث و بظروف العولمة و الليبرالية الجديد!
لا يسمح لنا بالتطور الاقتصادي و السياسي ابدا, نحن يجب ان نبقى بلدان مستهلكة ,سوق,خاضعة راكعة للامبريالية الامريكية. فالسبعين سنة الماضية خير دليل, مع الدولة البرجوازية القومية الطفيلية, التي كانت تدور بالفلك الغربي و الامبريالي الامريكي الليبرالي العصري الجديد! لا شيء من التطور بل الكثير من التدهور الصناعي و الاقتصادي و السياسي و الاخلاقي و الحضاري!

و بعد سقوط و انفضاح الدولة القومجية الاقتصادي و السياسي و الاخلاقي, يجري الان الاعداد الى الدولة السلفية بدعم الغرب و الامبريالية الامريكية. لقد كان العراق البدايات و الان التوجه لضرب مصر و ليبيا و سوريا و قبلها الجزائر.
ان اجتثاث البداوة السياسية و الفهم العسكري التسلطي للدولة الدكتاتورية و اخلاقية الاقطاع و قيمه المتخلفة لا يحصل الا بالثورة!

كما حصل في اوربا اي على يد القوى الثورية للبرجوازية الوطنية!

لا يوجد دور للبرجوازية الوطنية في البلدان العربية, اذ انهم خانوا المصالح الطبقية والقومية, والان البرجوازي القومجي يتجه نحو زي الدشداشة و اللحية الطويلة, و لا اي علاقة بالحركة الوطنية الثورية و لا أي فهم او وعي للتاريخ والمراحل و لا أي برنامج للان, لمواكبة و انجاز مهمتها الثورية التاريخية, فهي, البرجوازية الوطنية ان وجدت فهي معطلة الفكر و الارادة و مسيرة من الامبريالية الامريكة, ضد دورها التاريخي و ضد مصالح الشعب.

يبدو لي ان تدمير قيم الاقطاعية و البداوة السياسية و قيمها و كل اشكال التخلف في المجتمع, لا يتم في البلدان العربية على يد البرجوازية القومية الطفيلية ابدا, بل على يد اليسار و الشيوعيين, اي يكون على يد شباب الساحات و ميادين التحرير من المحيط الى الخليج, و هذا سيكون شرف لهذه الاحزاب, اذ البرجوازية العربية لا تفكر لا تعمل و لا برنامج و لا أي فهم لمصالحها او لدورها التاريخي اتجاه الشعب, فقط تنهب عبر تكريس التخلف و الفساد, و تهرب الى الغرب بعد الانقلابات و المنعطفات السياسية, اي ان على اليسار ان يدمج نضاله بالثورة ضد مفاهيم مجتمع البداوة و الاقطاع و كل اشكال التخلف السائدة في المجتمع و خاصة الاقتصادية و السياسية و الحضارية, لبناء مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية!

لا تسمح الدول الغربية والامبريالية الامريكية تطور البلدان العربية صناعيا ابدا , خاصة بعد ان فلتت اليابان والصين وصارت قوى مزاحمة. و كما حدث في ايران الشاه, حين توجه الشاه نحو التصنيع وحاول الاستفادة من النفط لصالح التوجه الصناعي و لتطوير الاقتصاد الايراني, سمح للخميني الطيران الى ايران و ليعمل كش شاه مات للملك! و لا حتى قبول, للجوء الشاه في امريكا!

حين انتهت الحرب العراقية الايرانية كان قد حدث تطور في العراق في مجال التصنيع العسكري, اي يمكن ان تتحول الورش الى صناعات مدنية, صار غزو و تدمير للعراق. تصورا لو ان التصنيع و الانتاج الصناعي يحدث في مصر او العراق, وكمثال نقول تصنيع السيارات و طائرات هليكوبتر و غيره كما يحدث ذلك في ايران الان. من سيتوجه الى الغرب اذا تطورت الصناعة فيها جيدا!

اذ اكيد ستكون رخيصة اذ حتى لا تحمل تكاليف شحن, فمثلا ياتي الاردني او الرجل الخليجي في زيارة الى مصر او العراق ويسافر الى بلده بالسيارة التي اشتراها من السوق العربية, اذن لا امكان للبرجوازية الطفيلية العربية تجاوز الخطوط الحمر لسادتها الامبريالين, ف 100عام لا صناعة في السعودية و الخليج العميل ولا طبقة عاملة . وكذلك نظام البرجوازية الطفيلية لصدام و حسني و القذافي و القائمة طويلة. اذ هم صاروا اصحاب ملياردات بالتطفل على الشعوب و الدولة, و الشعوب ينخر فيها التخلف الاقتصادي و الصناعي و السياسي و الحضاري, و بلا خبز ولا كرامة. جميع الرؤساء العرب الدكتاتوريون عرفوا اللعبة و اجادوا دور مغازلة الغرب و امريكا, لا صناعة لا تقدم اقتصادي لا تطوير اجتماعي و حضاري و لا ديمقراطية, فلا تكون هناك بروليتاريا و لا نقابات عمال ولا احزاب يسار قوية, فلا أي وجع راس منها!

اذن لا امل للشعوب بالتطور الا من خلال اليسار و الاحزاب الشيوعية للتحرر الاقتصادي امام احباط و هزيمة المشروع القومي بل خيانة الدولة البرجوازية الطفيلية الشعوب من المحيط الى الخليج, أذ هي للان تدور و تتخبط في فلك الخيانة و سايكس ـ بيكو و العمالة الرقيعة و الذيلية الرهيبة و الخنوع الوضيع للعبيد, اتجاه السيد الغربي و الامبريالية الأمريكية.

لقد تحررت فيتنام و كوبا بنضال الحزب الشيوعي.اي ان الاحزاب اليسارية و الشيوعية العربية هي الوحيدة المُهيأة لتقوم بمهام الاحزاب البرجوازية الوطنية لاجتثاث البداوة السياسية و الاجتماعية و بقايا الاقطاع و مفاهيمه و كل الافكار و القيم المتخلفة التي تعيق التقدم و التطور الاقتصادي و السياسي الانساني و الحضاري, و خاصة بعد سقوط الدولة البرجوازية القومية الطفيلية و اندحارها و انحدارها الرهيب لا نحو الجنرال العسكري الدكتاتوري بل و حتى نحو الجنرال المعم السلفي ذو اللحية و الدشداشة القصيرة, أي الى الحضيض, فهي, البرجوازية الطفيلية افلست تماما و بدون ان تنجز أي شيء من مهامها على مدى العقود الاربعة الاخيرة, و كما واضح و بشكل سافر فهي بلا برنامج و لا أي رؤيا لمصالح الشعب.

و حتى فلول هذه الاحزاب البرجوازية الطفيلية مسخ رقيع, اذ لم يظهر للان شيء من جانبها يبين ان هناك رؤى و تصور لما بعد سقوط الدولة القومية و الدكتاتور, اذ ما موجود تشرذم رهيب بين انتهازي يراهن على العسكر و باحلام الانقلاب العسكري و العودة الى السلطة بعد تقديم كبش فداء للجماهير لخداعها, او من تحول الى صفوف الاسلام السياسي السلفي الوهابي و القاعدة و نشاطاتها, باطالة اللحى فهي و قار و تقرب من الملك السعودي والدين الحنيف و الله!

اما الشكل الاخر من المسخ لهذه البرجوازية الطفيلية الذي فر الى الدول الغربية و امريكا, فهم من يتخفى وراء مهاجمة الدكتاتورية, بعد سني العمل مع الدكتاتور, و ليتحول طواعية الى مهاجمة القوى اليسارية و الاحزاب الشيوعية و تشويه تاريخها و تمجيد الغرب و امريكا و الديمقراطية الغربية و الليبرالية الجديدة, أي الغزو الفكري يأتي عبر هؤلاء الأقزام أيتام الدكتاتور من اجل توريد افكار مراوغة مخادعة لا تهدد مصالحة الامريكان في المنطقة, فتحولوا ألى مجندين جدد لمعاداة حركة التطور للشعب في اصعب ظرف تاريخي تمر به الشعوب العربية من المحيط الى الخليج. و يعتمد اسلوب هؤلاء الاقزام على اهانة الشعوب و تاريخها النضالي من خلال ابراز جانب التدهور الاقتصادي و السياسي و الحضاري, و ليضعوا نفسهم فوق التاريخ و الشعب, بالنظر بدونية الى ابناء جلدتهم, ازدواجية المنافق المزيف ابن الدكتاتور البار!

و كما يقال فرخ البط عوام!
لقد انتج نظام صدام.ح و حسني. م و كل الجيفة القومجية, والبعث مسخ من العملاء المأجورين بالآلاف فهم تعلموا كيف يلووا عنق الحقائق ويزوروا المواقف,الم يعطي صدام حسين ظهره الى القدس ويحارب ايران عوضا عن امريكا, و يصرخ سنحرر فلسطين عبر البوابة الشرقية للامة العربية, ولقد صفق له الادعياء وقالوا امين يا قائد الضرورة, صدر صدام ما يوازي الحصة الايرانية من النفط الى امريكا بعد قطع الخميني النفط عنها, فقالوا الجلاوزة الطبالين هذا فن ضروري لخدمة القضية المركزية فلسطين,عروس عروبتكم اولاد ال... . ان هؤلاء الرجالات لازلت موجودة بيننا, فبعد سنوات الخدمة والعمالة الطوعية الجبانة بالسكوت والمحابات, باعت قائد الضرورة اذ صار جثة فتحرروا هم من جبنهم وخوفهم, فقالوا ان الامريكان حرروا العراق.

و خاصة في مسألة التعامل مع الديمقراطية و بالشكل الفج و الدعي في طرحها, و كأن ليس لهم دور في جرائم السلطة القمعية الفاشية, أذ يدين هؤلاء الشعوب لعدم استعدادها لتلقف الديمقراطية التي جاءت بها الدول الغربية و الامبريالية الامريكية, الموردة بالدبابة و القنابل! , بل راح البعض الرقيع الرخيص يدين الشعوب و يتهم الجماهير بالغباء!
و محملا المنة, و خاصة!!! بعد ان تجشمت امريكا و المستر بوش العناء بالقصف العابر للقارات و الدبابة الامريكية المحملة بالديمقراطية! و التي جائت من مكة المكرمة, فانبرى ادعياء الليبرالية, القومجية كيت كات سابقا, بذرف الدموع على موت الجنود الامريكان و على العمل الجبار و المقدس للجيش الامريكي المنحط, بقصف العراق و تدميره, و كذلك بالأمس الناتو في ليبيا وسوريا غدا!

وكأن البناء الديمقراطي في العراق مهمة امريكية و مهمة بوش و الجندي الأمريكي المرتزق ! لا مهمة الاحزاب السياسية و خاصة القومجين الذين تربعوا على السلطة اربع عقود, انه شكل اخر من السم المصفى لفلول البرجوازية العربية الرقيعة في التنكر و المراوغة و الذيلية و التشويه و العمالة الطوعية الفجة لامريكا!

الغرب و امريكا يعرفون تماما كيف تبنا الديمقراطية!
ان يكون هناك تطور في البنية الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و ايضا شيء من التطور الانساني و الحضاري و وجود احزاب سياسية و شخصيات سياسية شريفة و صادقة لها برنامج سياسي, و خطط خماسية للبناء المجتمعي و من جميع الوجوه للوصول الى التطور الديمقراطي, لذا عملت امريكا الى ضرب البنية الاقتصادية التحتية في العراق, و بعد تمكين نظام صدام حسين على تدمير كل الاحزاب الديمقراطية و اليسارية و الشخصيات الوطنية, من اجل تكون الفرصة سانحة لامريكا باحتلال العراق الذي يسميه فلول السلطة القومجين في الخليج والغرب و امريكا تحرير. في حين القوى الشعبية و اليسارية في الغرب سماه غزو و تصدوا له بالتظاهر, و خاصة تصريحات السيد نؤام جومسكي الشريفة و الفاضحة للجرائم الامبريالية الامريكية. اولاد قراد الخيل اعرب انتم من المحيط الى الخليج سجان يمسك سجان!

ان الاحزاب اليسارية و الشيوعية هي اليوم مدعوة الان اكثر من أي يوم مضى لشحذ طاقاتها و نضالها من اجل استيعاب الظرف التاريخ الدقيق الآني الملح و خاصة بعد انفضاح دور امريكا في العراق و ازمة الدولة الطائفية الموردة بالدبابة الامريكية, و كذلك افتضاح دور الغرب في تعامله مع الحدث في ليبيا القذافي و مصر حسني و تونس وو, و خاصة في ظل استمرار وتواصل النضال اليومي للشعب المصري البطل, ليعري المجلس العسكري و السلفية التي يقف و رائها العراب الامريكي, من اجل حرف مسيرة الانتفاض الثورية من اجل الخبز و الكرامة الى مستنقع دولة الصراع الطائفي و القومي الذي فحص و جرب فيروسه, بالدبابة الامريكية في العراق, و بجهود حليفتها السلفية السعودية و جهازها القاعدة الرجعي الوهابي السلفي!

و كما ذكرت ان دول عديدة كالصين و كوبا وفيتنام تحررت على يد الاحزاب الشيوعية!
اما مسألة ان يكون للحزب الشيوعي دور في بناء الدولة الاشتراكية فهذا شيء اخر, لكن اثبت التاريخ ان بأمكان الحزب الشيوعي شن نضال التحرير و خاصة الاقتصادي, أذ كما اوضحت ان البرجوازية القومية الطفيلية العربية لا تقرأ و لا تكتب, بالعربي فصيح خونة خُصاة !

انا اؤمن ان النظام الاشتراكي لا يتحقق الا في الدول الغربية الرأسمالية الذي انتج البروليتاريا الكبيرة ومن ثم المجتمع المتحضر, اذ الشيوعية لا تتحق اذا لم تبنا الاسس الاقتصادية و السياسية و الحضارية و بوجود احزاب شيوعية ثورية, اذ ينغي الانسان قد وصل الى امر كبير في المعرفة والعلم وقيم التحضر ليرقى الى التعامل مع الفكر الاشتراكي و الشيوعي. فحتى لينين نصح احزاب شيوعية شرقية ان تعمل على ترسيخ التقاليد الاجتماعية الثورية و الحضارية في بلدانهم , من اجل التمهيد باستلام السلطة و القيام بالمهام الثورية, و ما تجربة الثورة الكوبية و فيتنام الثورية التحريرية خير مثال للتحرر الاقتصادي لذا بات ضروري عمل الاحزاب اليسار و الشيوعية في التثقيف و التوجيه من اجل القيام بدور طليعي لاحق في استلام زمام المبادرة التاريخية في دولة البناء و التقدم الاقتصادي و الحضاري عبر انجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.

ما اريد قوله ان مهاجمة اليسار العربي للمصالح الغربية و للامبريالية الامريكية في الدول العربية من اجل التقدم الاقتصادي و البناء الديقراطي و التقدم الاجتماعي و التحضر الانساني, سيؤدي الى ان يكون الغزو و الاحتلال باهظ الثمن و التكاليف و سيعمل على تعميق الازمة الاقتصادية للبلدان الراسمالية, والذي لا ياتي الا بانجاز ثورة ضد مفاهيم الاقطاع و كل ترسبات البداوة و نظم الدكتاتورية العسكرية, لدولة الافلاس القومجية و كل اشكال الشوفينية و الطائفية السياسية, هي لابد ان تكون مهمة اليسار و الاحزاب الشيوعية التي ستعمل اكيد على انتاج الطبقة العاملة العصرية و الحضارية, وهي خطوة جبارة نحو مسير التقدم الاقتصادي و الحضاري من اجل النهوض بالشعوب العربية, و بهذا الدور النضالي لليسار و الاحزاب الشيوعية سنساعد فصائل اليسار و البروليتاريا الغربية في نضالها ضد دولة و مجتمع الاستغلال الامبريالي العالمي.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه القبيح لليبرالية
- البرقع الليبرالي, أخطاء ستالين و الربيع العربي
- الدين السماوي سم مصفى
- توحد اليسار, منطلقات و اراء حول مبادرة الزميل رزكار عقراوي
- اغتيال الانتفاضة العربية و المصالح الامبريالية
- اختراق المتاهات
- 1 أيار, فكر و ضميرعباقرة التاريخ الانساني
- الدولة الصهيونية و القومية والامبريالية
- الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات
- سوريا الخيار و العقاب
- الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة
- المثقفون, الموقف و الافكار السياسية - قراءة في اوراق عبد الخ ...
- هم عقائديون أليس كذلك
- فامبير الطائفية ينهض من تابوت الدكتاتوريات المظلم
- يا كتاب الحوار المتمدن اتحدوا
- الهيجان في سوريا و الفيتو
- الشياطيون و الصداميون
- الستاليني فؤاد النمري و الصهيوني يعقوب أبراهامي
- الخرافة الديمقراطية
- أزمة الرأسمالية و الحراك الجماهيري


المزيد.....




- “زيادة 800.000 دينار على الراتب”.. “مصرف الرافدين يُعلن خبر ...
- بيان تضامن مع المحاماة حصن الحقوق والعدل
- ‎‎رواتب الموظفين العموميين عن شهر آذار يوم الثلاثاء
- «100000 دينار عراقي علاوة جديدة» موعد صرف رواتب المتقاعدين ف ...
- طلاب جامعة أكسفورد في بريطانيا يواصلون اعتصامهم دعما لغزة
- تعديل جديد في سلم رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ورابط الإست ...
- شاهر سعد لـ -القدس-: خسائر العمال الفلسطينيين شهرياً أكثر من ...
- إضراب عام للمحامين في تونس بعد توقيف محامية والتحقيق مع صحفي ...
- فيديو.. اقتحام قوات الأمن التونسية لنقابة المحامين وإلقاء ال ...
- الأمن التونسي يقتحم نقابة المحامين ويعتقل محامية منتقدة للرئ ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علاء الصفار - العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي