أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل دكتاتور---3














المزيد.....

استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل دكتاتور---3


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


---لم يكن مسموحا لي ان ابقى على الارض اكثر من دقيقة .فعندما كنت اتهاوى على الارض كانوا يستخدمون احذيتهم المدببة في الضرب اضافة الى الهراوات وفي بعض الاحيان وقبل ان اصل الى الارض كان يتلقاني احدهم بضربة ترفعني عن الارض!
لم يكن ذلك الما.كان اسوأ من الالم ---شعرت ان النار تشتعل تحت الجلد وان المخالب الشرسة تنهشني في كل مكان وكانت اوردتي وشراييني تكتظ بالدم وتوشك على الانفجار ،اما رأسي فقد اصبح عدوي اذ ان كل الآلام تركزت فيه واخذ يكبر ولم اكن انتظر سوى ان ينفجر!
لا استطيع ان اصف ذلك الالم ،اذ ان الانسان لم ير مثيلا له كي يقارنه به ويحس بما يعنيه .اكثر من مرة اوشكت على الاغماء لكنه كان يقف هناك وهو يصرخ:لا تتوقفوا!انها كذابة! .فكانوا يرفعوني من شعري وكنت اصرخ وأنا اشعر انهم يعلقوني من قلبي وأوردتي وشراييني .عند اول ضربة كان يقول بانتصار:الم اقل لكم انها تتصنع الاغماء؟!
باستمرار الضرب شعرت انه لن ينقذني منهم سوى الموت .وبدا لي الموت كأنه افضل شيء في الوجود .هكذا انتهى كل شيء ---ليس ثمة خيار في تلك اللحظات سوى التعرض لهذا العذاب المريع او الاستسلام للموت .الموت لا يأتي--ان ضرباتهم هي التي تأتي من كل مكان!
لقد استمر التعذيب لساعتين وكلما أُغمي علي يسكبون الماء البارد على رأسي ثم يعاودون الضرب ،لقد نسوا التحقيق وتحول الامر كله الى تعذيب .وفي النهاية وعندما تهاويت كليا وفقدت كل احساس بالوجود جاءوا بالطبيب الذي ايقظني وقال لهم :اتركوها هذه الليلة!

---العراق ،يبدو وكأنه بلد منفي عن الارض .ان له من القوانين ما لا يخطر على بال!

كانت تهمس بينها وبين نفسها:أنختلف نحن عن بقية البشر؟أنتخلى عن عقلنا لأنهم يقولون ان الرئيس يفكر نيابة عنا.أعلي ان افرح لمقتل أخوتي وتشردهم لمجرد أنهم يقولون أن عليً أن أفرح؟.
-لماذا لا تنتمي الى الحزب؟! .في كل مرة كان يستدعيها ضابط أمن الجامعة ،وكان يسألها :-اذا لم يكن لديك اعتراض علينا فلماذا لا تنتمين لنا؟.وكانت ترد: لا املك الوقت --انني مسئولة عن اعالة اخوتي وعائلتي--ثم انني من عائلة محافظة ولا يسمح لي بالخروج في غير اوقات العمل.فكان يرد عليها:لا .أنت معادية للحزب والثورة وفي نهاية كل حديث كان يهدد:ستدفعين الثمن عما قريب!.وكان اول الثمن نقلها من الجامعة الى موظفة في مدينة نائية .قال لها قبل ان تغادر:يمكن الغاء قرار النقل بكلمة منك .وقعي وسيكون كل شيء على ما يرام .
لم توقع،ولم تلتحق بوظيفتها .لقد اختارا الحفاظ على آدميتها كاملة،غير منقوصة! وكأنها تبدأ من الصفر اشترت ماكينة خياطة وبدأت تبحث عما تريد بين غرزات الابرة .وجاء من يخبرها :انهم يفتشون عنك !وكانت تعرف من آلاف النساء والرجال الذين وقعوا في قبضتهم ،معنى ان يلقى القبض عليها.
ذات يوم عرفتُ أنهم اخذوا اختي الى الامن.كان يوم ثلاثاء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---لم تتحدث معنا عندما عادت من مركز الامن.كانت حزينة ،كئيبة،وفي غاية الانطفاء .لم تجلس معنا لحظة واحدة ولم تجب عن اي سؤال من زوجها وأبنائها ومني ..لقد بدأت تعمل في البيت .غسلت لصحون التي كانت مغسولة ومسحت الارض التي مسحتها انا،ورتبت الملابس ولم تترك شيئا في البيت دون ان تمر بيدها عليه.لكنها كانت صامتة ،وكنت ارقيها ،وأنأ اشعر ان اسنانها ستتحطم من فرط ضغطها عليها،استمرت حتى الليل في هذه الحركة الصامتة ،وعندما انتهى كل شيء وقفت امامنا ورأت الاسئلة والخوف في وجوهنا تلفتت بيننا وفتحت يديها قليلا ثم انزلتهما بيأس وتهاوت على الارض دون اي صوت!
تشنج وجهها وماتت يدها وبدأ اللعاب يسيل من فمها .وبسرعة نقلناها الى المستشفى .قال الطبيب:
-لقد تعرضت لصدمة كبيرة وأصيبت بالشلل!
كنت أخاف على حياتها ،شعرت أنها تريد أن تموت .منذ أن عادت شعرت أنها تريد أن تموت لكنني لم انتبه لشعوري منذ البداية.الآن تيقنت أنها كانت تريد الموت.سألت الطبيب:
هل ستعيش؟
قال وهو ينظر الى زوجها:لقد كانت الصدمة كبيرة .ماذا حصل لها؟ .قلت وكأنني اضع كل شجاعتي في هذا الاتهام :
-لقد أخذوها للأمن وعادت دون ان تنطق بكلمة!.وكأنه فهم كل شيء .هز رأسه بأسف وقال: ابقوا معها!
جلست بقربها وأنأ اشعر انها لو ارادت فستنهض وتعود كما كانت.كانت تنظر اليً وقد فقدت القدرة على النطق والحركة .

سحبوني من عندها بصعوبة ورأيت الطبيب يفحصها ثم يغطي وجهها الى الأبد ! ماذا فعلوا بها؟؟؟؟؟ ماذا قالوا لها؟؟؟؟؟؟
كثيرا ما فكرت أنها قد انتحرت وماتت بإرادتها .بصقت على الحياة التي تقضيها بينهم ،وبوجوههم وقررت أن لا مكان لها ،كانسان ومعلمة ومربية،بين هؤلاء الوحوش.
انها الاجمل--اختي الكبيرة قتلوها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد تم كل شيء أمامنا .أمام الزوج والأطفال أمام الطبيب والممرضات والمرضى،امام المحلة وأمام طلابها وطالباتها.أمام العراق والعالم كله.لم تتوقف الدراسة يوما.ولم تتوقف الشمس عن الشروق.وكن علي ان اختفي حتى عن مجلس التعزية المقام على روحها.كلهم قالوا لي اختفي عن الانظار فلطالما استخدمت مناسبات الحزن لإلقاء القبض على المطاردين!
لن اراها مرة اخرى!

كم من البصاق يحتاج كل دكتاتور ،لغسل وجهه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
- تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
- التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي ...
- الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2
- الالحاد الحديث------1
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
- الكرامة الانسانية -------المنتهكة
- المدمرة نانسي عجرم تقصف البرلمان الكويتي،وتسقط وزيرا شيعيا-- ...
- اختبروا صدق السلطة---حاوروا الامن--وخففوا الحقد
- بين سيد القمني و القرضاوي
- الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل دكتاتور---3