أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه














المزيد.....

ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على السطح يبدو المالكي وفصيله جبهة القانون يعيشان العزلة أمام جبهة عريضة من الخصوم. ومنذ تشكيل الوزارة حتى تصاعد الأزمة الأخيرة وخاصة بعد انضمام الصدر لجبهة أربيل المؤلفة من العراقية والأحزاب الكردية فإن المالكي كان يقاتل خصومه بقوة معادلة المكونات التي جاء باسمها إلى رئاسة الوزارة, حيث صار ممكنا الاعتقاد أن تركيبة السلطة في العراق قد خضعت نهائيا لمعادلة المحاور المذهبية.
لقد ظهر واضحا أن القدرة على زحزحة المالكي باتت تعتمد إلى حد كبير على قدرة خصومه لتهديم ذلك السور الذي بدأ يعلو ويثخن مستهدفا بناء قناعة نهائية تؤكد على أن المراهنة على الإطاحة بالمالكي صارت تصطدم بحقيقة صلبة كونه أصبح الممثل الشرعي والوحيد للحالة الشيعية بشكل عام ولحالة التحالف الوطني بصيغة سياسية.
لقد أريد من خلال ذلك تركيز الاعتقاد أن المالكي حسم بقوة معادلة الحكم الأساسية التي تعتمد على تمثيله للطائفة الأكثر عددا وبالتالي للقوة البرلمانية المتغلبة.
ثمة قراءة جديدة مطلوبة لترتيب الحقائق من جديد. أول هذه الحقائق أن حركة الصدر بإتجاه أربيل هي التي أطاحت بجوهر معادلة القوة التي أعتمد عليها المالكي في حسم معاركه مع خصومه وخاصة تلك التي بدأها مع العراقية. وسواء أكان دافع الصدر هو خلاف ثأري أو فئوي أو ذاتي, وبغض النظر عن مجموعة الإقترابات الأخرى التي تدخل من بوابة الاختلاف معه أو عليه, فإن ما يسجل له أنه قد أطاح فعليا بمعادلة المكون العنصرية التي تعبر عن نفسها بـ (انصر أخاك ظالما أو مظلوما ).
وبدون هذه المعادلة التي تقوم على قانون ( المكون أولا ) فإن قدرة المالكي على تجميع الحلفاء وحاصرة الخصوم ستتراجع حتما.
ورقة المكون المذهبي الأكثر عددا والتي هي ركيزة العملية السياسية الحالية لا شك أنها تعيق وتعرقل خروج العراق من دائرة المحاصصة الطائفية إلى دائرة المشروع الوطني مكرسة بالتالي تدهورا انقساميا اجتماعيا بات ممكنا أن يفرض نفسه على الجغرافيا بإتجاه شرذمة العراق كدولة ووطن. هذه المعادلة كان من الممكن تجاوزها بقوة لو أن التحالف بين دولة القانون والعراقية على أسس المشروع الوطني العراقي هو الذي تكفل بتشكيل الحكومة لتأسيس ما أسميناه يومها بالدلتا العراقية.
مهما كانت طبيعة الأحكام التي يلتزم بها خصوم الصدريين ضدهم, فإن هؤلاء نجحوا دون أدنى شك في إحداث تغييرات هامة في البنية التي تقوم عليها تحالفات السلطة. صحيح أنهم لم يدقوا مسمارا قاتلا في جسم المعادلة الطائفية, وأن الأمل لأن يفعلوا ذلك هو أمل ضئيل, لكنهم مع ذلك قاموا بخطوة هامة على صعيد تصحيح المعادلة الطائفية وإن من داخلها, فبينما قامت تلك المعادلة على مبدأ الانحياز ( للمكون ) بحق أو بدونه فإنهم شاءوا لعملية الانحياز تلك أن لا تكون مفتوحة..
وإن من نافلة القول الإدعاء أن موقف الصدريين قد تأسس بمعزل عن صراعهم الفئوي مع المالكي, فبالإضافة إلى خلفية العلاقات المتشنجة بين التيار وبين الدعوة التي أسست لها معارك البصرة ومدينة الثورة فإن من الخطأ تجاوز خلفية الصراع بين المرجعيات على تمثيل الشيعة, وهو صراع كان قد عبر عن نفسه بشدة في زمن نظام صدام حينما تصاعد الخلاف بين مرجعية السيد محمد صادق الصدر ومرجعية السيد الخوئي ومن بعده السيد السيستاني. وستنبآنا قراءة كهذه بأن ما يربط هذه التيارات المتناقضة مع بعض هو استمرار فعل التحالفات الطائفية التي تفلح في جعل التناقض مع الخصم يعلو كثيرا على التناقضات البينية.
وإن ما يجب أن يحسب للصدريين أيضا أنهم وجهوا طعنة مؤثرة لسياسة شيطنة الخصم الذي كان بالأمس أخا أو إبن عم, وهي سياسة كان لها الأثر البعيد في جعل الصراع على السلطة ميدانا لشق الصف الوطني وتقريب احتمال الإنفجارات الأهلية وبناء وتصعيد الأحقاد بين صفوف الشعب العراقي. لقد تم خلال الفترة الأخيرة إظهار العراقية وكأنها العدو الذي لا يجوز الاقتراب منه إلا في حالات الضرورة التي تبيح المحظور حتى بات البعض ينتظر قرار تحريم مصافحة الآخر السياسي أو المذهبي.
قد يستمر الصدريون من موقفهم من المالكي أو قد يتراجعون تحت ضغط داخلي أو إيراني, لكن أحدا لن يكون بإمكانه أن ينكر حقيقة أنهم سلبوا من المالكي أقوى ورقة سياسية لديه وهي ورقة الاصطفاف مع قوى المكون السياسية وفق قاعدة الانحياز المطلق للأخ ولو على حساب الحق.
ثم أنهم أيضا أوقفوا أو أبطئوا ثقافة شيطنة الآخر, وهي ثقافة ليس صعبا إدراك أنها ستكون ميدانا لمجابهات دموية قادمة بين ابناء الشعب الواحد وبناء لحالة تجزئة سياسية واجتماعية تنتظر موافقاتها القانونية لكي تعبر عن نفسها كعراقات مجزئة على الأرض.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير
- في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه