أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مصير السودانين بعد الانفصال














المزيد.....

مصير السودانين بعد الانفصال


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 17:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا شك أن السودانيين كانوا ينظرون إلى استقاء 9 يناير 2011م على أساس أنه حدث تاريخى جلل والذى بموجبه تحدد مصير الجنوب السودانى بالتحول كليا إلى دولة مستقلة ذات سيادة. وهذا بالفعل ما تحقق فى 9 يوليو 2011م حيث وافق 99% من الناخبين على انفصال جنوب السودان. أما مصير منطقة ايبى الغنية بالبترول فقد بقى عالقا حتى إشعار آخر. وتجدر الإشارة أن هذا الاستقاء تحقق حسب اتفاقية نيفاشا التى وقع عليها الطرفان، الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، فى 9 يناير عام 2005م، وهى الاتفاقية التى أنهت حربا دامت لمدة 21 عاما. والسؤال الذى يدور فى رؤوسنا هو: ما مصير الدولتين السودانيتين: دولة السودان فى الشمال والدولة فى الجنوب.

لعل الدولتين تختلفان من حيث الموارد الطبيعية كالبترول والمعادن. اللافت للنظر أن 85% من البترول السودانى يقع على أراضى الجنوب. لذلك فإن اتفاقية نيفاشا نصت على ضرورة تقسيم عائدات البترول مناصفة بين الحكومة والحركة الشعبية وذلك خلال الست سنوات التالية لتوقيع الاتفاقية. والى جانب البترول فإن الجنوب غنى أيضا بالمصادر المعدنية كالذهب والنحاس والكروم والرخام والجرانيت. ونتيجة لانفصال الجنوب واستقلاله فإن الشمال فقد مليارات الدولارات سنويا مما يمثل خطرا على استقرار البلاد التى قد تتعرض لأزمات اقتصادية عاصفة. لقد حاول الجنوبيون تبديد هذه الهواجس من خلال التصريحات والأحاديث الرسمية، كالحديث الذى أدلى به الزعيم الجنوبى، سلفا كير، فى 9 ديسمبر 2010م حيث أكد أن بترول الجنوب سوف يستمر فى التدفق من الجنوب إلى الشمال سواء لإغراض التكرير أو التصدير غير أن عوامل كثيرة محلية ودولية سوف تدفعه إلى النكوص عن الوعود التى قطعها.

كما إن الدولتين سوف تواجهان مشكلات عديدة تم تأجيلها الى ما بعد الانفصال. فمثلا عدم ترسيم الحدود قد يؤدى إلى اشتعال الصراع الدائم بين المزارعين ورعاة الماشية فى عدة مناطق، منها منطقة ايبى حيث تقع حقول بترول هيجليج خارج حدودها وهذه المنطقة شهدت فى الفترة السابقة توترات عديدة بين المزارعين المنتمين لقبائل الدينكا ورعاة الماشية من قبائل المسيرية التى تهاجر كل عام إلى الجنوب لرعى الماشية. فبينما تعتبر قبيلة الدينكا أن منطقتهم جزء من الجنوب فإن قبيلة المسيرية تعتبر منطقة ايبى جزءا من كوردفان، أى منطقة تابعة لدولة الشمال. وهذه القبيلة ذات الجذور العربية سبق أن هددت باللجوء إلى العنف إذا لم تشارك فى تقرير مصير المنطقة. الجدير بالإشارة بأن الطرفين تبادلا الاتهامات وانخرطا فى مناوشات عديدة، آخرها فى مارس وابريل 2012م حول حقول البترول التى تقع فى الجنوب. لعل الموقف بات خطيرا وقد ينزلق إلى حرب شاملة بين الطرفين إذا لم يتدخل المجتمع الدولى لتهدئة الأجواء.

من الملاحظ أن وسائل الإعلام فى بلادنا التى تلجأ دائما لنظرية المؤامرة تؤكد مرارا وتكرارا أن الأمريكيين لعبوا دورا فى انقسام السودان غير أن الحقائق تشير إلى عكس ذلك حيث إن الأمريكيين لم يكن يرغبون فى انفصال جنوب السودان. والدليل على هذا الطرح يأتينا من وزير النفط السودانى لوال اشويك دبنق (من الجنوبيين) الذى صرح فى لقاء مع جريدة الشرق الأوسط فى 30 أغسطس الماضى أنه عرف خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أن الأمريكيين يفضلون سودانا موحدا لأن انفصال الجنوب وتحوله إلى دولة مستقلة سوف يجعل الدولة الجنوبية تواجه مشكلات وأزمات داخلية مما سيؤثر على استقرار ووحدة الدول المجاورة فى منطقة القرن الإفريقى.

لعل معظم الأزمات الداخلية فى دولة السودان الجنوبية ترجع إلى التركيبة السكانية لأهل الجنوب، وهى تركيبة تضم ثلاث مجموعات رئيسية هى النيليون (وأشهر عشائرها الدينكا والنوير) والنيليون الحاميون (ومنها قبائل البارى والمندارى) والمجموعة السودانية (وأشهر قبائلها الزاندى). وهذه التركيبة تنذر بخطر الصراعات القبلية بعد استقلال الجنوب. فالجماعات الإثنية والعشائرية فى الجنوب طالما تقاتلت فى الماضى وتحمل عداءا مستحكما لبعضها البعض. لقد أودت الصراعات الداخلية فى الجنوب خلال السنتين السابقتين بحياة آلاف المواطنين. وحتى قبل إجراء الاستفتاء المصيرى فإن جيش التحرير شهد تمردا فى صفوفه، فبعد انتخابات ابريل 2010م التى أسفرت عن انتخاب سلفا كير رئيسا لحكومة الجنوب فقد أعلنت أكثر من جبهة تمردها وانشقاقها من جيش التحرير. لعل اختفاء الهدف الذى يلتف حوله الجنوبيون وهو استقلال الجنوب سوف يؤدى إلى تفاقم الخلافات والصراعات الداخلية، خاصة إذا فشلت الحكومة الجنوبية فى توفير الخدمات الأساسية وفى وقف انتشار الفساد.

ومن المؤكد أن هذه الأزمات الداخلية لا تشهدها الدولة الجنوبية فحسب بل تعانى منها الدولة الأم فى الشمال. فمن المتوقع أن تؤدى إقامة دولة السودان الجنوبية إلى تشجيع الحركات المسلحة فى بؤر أخرى لمواصلة الكفاح لتحقيق أهداف مماثلة. فالجماعات المسلحة فى دارفور تطالب بدولة مستقلة فى الوسط تتعدى حدودها إقليم دارفور على اعتبار أن حدود دولة السودان الشمالية تبدأ من مناطق الجعليين والرباطات والشايقية وتنتهى عند مناطق قبائل النوبة كالدناقلة والمحس والسكوت والحلفاويين. وهذه الأزمات الداخلية باتت تلعب دورا فى توتر الأجواء بين الدولتين.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا
- من ذكريات ثورة 25 يناير
- كابوس النفاق والتملق
- ثورة المرؤوسين فى مصر
- دستور يا أسيادنا والبرلمان الاخواطنى فى مصر
- زلازل مصر واليابان
- طلاب الثورة وثورة الطلاب
- أساليب التضليل لتشويه الثورة الشعبية
- ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين
- ثورة الانترنت فى مصر
- لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب
- متى تختفى خفافيش الفساد من مصر؟
- حتي لا تتكرر الواقعة
- جوزيه البرتغالى والدورى المصرى


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مصير السودانين بعد الانفصال