أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة وقوامة الثروة














المزيد.....

-أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة وقوامة الثروة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مابين قيامة الثورة وقوامة الثروة لايزال حال المصريين كما الأيتام على موائد اللئام، ذلك بفعل نخبة استبدت بها تطلعاتها وانتهازيتها غيبت فى طريقها مفاهيم المواطنة وأشواق الناس للعدالة والتقدم والنهضة، وهنا مكمن الإحباط ومرارة الألم.
وفى محاولة لفهم ماآلت إليه الأمور، لابد للعودة قليلاً للوراء، ذلك أنه مع تنامى حركة العولمة عصفت فى طريقها بكثير من المفاهيم والأفكار التى استقرت فى ضمير الشعوب والأمم والقانون الدولى والنظام العالمى، فغيرت تضاريس الأرض وعصفت بفكرة السيادة فى مبناها القانونى وكذا معناها الإنسانى، وتلاعبت بكثير من الأفكار وكثير من مستقرات العلوم وثوابت السياسة. كانت العولمة فعلاً قهرياً له أثر السحر فى تلاشى الحدود بمعناها المادى والسياسى والأيديولوجى وحتى الإنسانى، وكانت تحولات الفكر والسياسة فى العقدين الأخيرين أكبر من استيعاب كثير من الدول ومؤسساتها وأعمق مما تصوره البعض ممن بهرتهم آليات العولمة ووسائطها فنسوا أن لكل عصر ميزاته ونواقصه ولكل فكرة وجاهتها ومواجهاتها.
غيرت حركة العولمة كثيراً مما استقر فى عالم الاقتصاد والسياسة، جاءت بالشركات متعدية الجنسيات فأصلت لآليات السوق وهيمنته وحولت الشعوب الفقيرة والبسيطة إلى سلع ومنتجات واستأثرت الدول الكبرى بنصيب الأسد من كعكة اقتصاد المعرفة تاركة فتاتها وبقاياها قوتاً لأحلام الدول الصغرى وموضوعاً لصراعها وتنافسها. وهنا تغير مفهوم الدولة من المركزية إلى الهامشية، حيث تحولت الدولة الحاكمة إلى دولة حارسة سلمت بالكثير من مناط عملها ودورها لمؤسسات المجتمع المدنى وجماعات الضغط وجمعيات رجال الأعمال وتجمعاتهم واحتكمت لا إلى الرصيد التاريخى عن قوامة الدولة وقوامها إلى قوامة الثروة وتحكماتها، وهنا ساد قانون الفردانية وطموحاتها وأسس لجماعات المنتفعين والاحتكار والطفيلية التى لم تحترم حتى حدود الدولة الحارسة للقانون والدستور وإنما حاولت الخروج عليها ومنازعة سلطاتها وممارسة الاستقطاب الحدى لكل ما من شأنه خلق طبقات جديدة تتمتع بالسلطة والثروة والنفوذ ونسوا أن ذلك الاستقطاب يدفع بالضرورة إلى استقطاب على الجانب الآخر يتمترس خلف الأصولية والتطرف والعنف.
إذن تغيرت مفاهيم الدولة وأشكالها ومعها تغيرت تركيبة المجتمع ومرجعياته وآليات ثباتها وتوازنها. وواجهت فكرة المواطنة كثير من المشكلات التى ربما كانت سبباً مباشراً فى بعض ما نراه ونعايشه من تطرف فكرى واستقطاب حاد وأصولية جامدة لا تنزع فقط إلى سلفية التناول الدينى والعقائدى وإنما إلى رجعية الفكر وأصولية الثقافة وسلفية الإجتماع والسياسة، ذلك أن حاكمية السوق ورجالاته خلفت حزمة من السياسات التى عمدت إلى تهميش فئات من المجتمع واستبعاد فئات أخرى وتجاوز مصالح كل الفئات إلا أصحاب الثروة وتحكمات السلطة، وظل هذا هو الحال حتى بعد الثورة. وهنا جاءت اشكاليات إنتقاص المواطنة وشكليتها، وإلتباس مفاهيمها ودلالتها. لقد أصبح للمواطنة مفاهيم أخرى غير حدودها القانونية بالجنسية وحدودها السياسية بالحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص والعدالة الإجتماعية وحدودها المعرفية بثوابت التاريخ واللغة والثقافة والهوية والمصير المشترك، وتلونت بأبعاد الإقتصاد والتجارة والحيازة والتنفذ والثروة، وتعدى الأمر ذلك فاختلط مفهوم المواطنة الذى تغير بفعل المادى والمباشر والملموس مع غيره من المعنوى والدينى والمحسوس، وهنا تبدت عوامل الخطر ومكامن الزلل واحتمالات الصدام، وبدا فى العقود الثلاثة الأخيرة من مفاهيم مستجدة عن المواطنة والدولة ما لم نكن نعرفه منذ إنطباعاتنا الكلاسيكية الأولى حول الإجتماع وأصول العمران منذ ابن خلدون وحتى دوركايم وبارسونز وهابرماس.
إن تطور النظرية السياسية منذ هوبز ولوك وصولاً إلى جان جاك روسو والعقد الإجتماعى " الشعب هو مصدر السلطات " أدى إلى مفاهيم للمواطنة قامت على أسس من العقلانية والمثالية والرشد، حتى أعملت فيها عوامل التعرية السياسية والعولمية والمصلحية والإستقطاب ما أدى إلى تراجع دور الفكر والمعرفة والثقافة وبما وصل بالمبادىء والمفاهيم إلى معانيها المغرقة فى الذاتية والمادية والنفعية ورؤاها المتخلفة، وهو ما نعانيه اليوم وما يتجلى فى أشكال عدة من الاحتكام إلى الدين ومرجعياته، ومالا يصح إدخاله إلى عوالمه وتأويله على غير أصوله ومقاصده. وهذا تبدت ظواهره بكثافة فى استفتاء مارس ثم فى الانتخابات التشريعية الأخيرة.
المواطنة ياسادة، واقع قانونى سياسى لابد أن يتحقق فى سياقه العام وفى إطار من مبادئ العدل الإجتماعى والمساواة وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص وحاكمية القانون، دون أدنى تمييز بسبب الجنوسة "النوع" أو اللون أو الدين أو الطبقة أوالمذهب الفكرى والانتماء السياسى. ولأن كل هذه المفاهيم قد اعتراها التغيير وضربها إعصار العولمة الرأسمالى بتوحشه وآلياته الظالمة فقد تبدل على خلفيتها أيضاً مفهوم المواطنة ليعانى من التعالى وتضخم الذات ليصبح المواطنة المتضخمة الأوداج والجيوب أويعاقر التهميش والاستبعاد فى المواطنة الشاحبة المهمشة. ولأن الحياة الدنيا بهذه الممارسة أضحت ظلماً وعدوانا فاحتكمت المواطنة الشاحبة إلى قوى السماء وتشبثت بالدينى والسلفى والقطعى والمنزل ومالا يقبل النقض والتأويل، ولما ضاقت بالجميع السبل كان قد التقت عذابات الطبقة الوسطى مع معاناة المواطنة الشاحبة مع إحباطات مصر بكل طبقاتها من سياسات ظالمة وتقزيم الوطن واختزاله فى حفنة من المتنفذين والمستفيدين والانتهازيين والمغامرين فكان لابد من قيامة الثورة، لكن من أسف استبدلنا ماهو أسوأ بالسيئ - الباء تدخل على المتروك- وخلال عام كانت الأوضاع لاتزال على حالها، حيث اختصرت مصر فى جيتو القاهرة المستبد الذى شكل ظاهرة إعلامية سياسية هى رأس جسر للعولمة القاهرة والسياسات الظالمة والرأسمالية المتوحشة، كل الفارق أنها تسربلت برداء الدين وعباءة الوهابية وأكتشف الناس أنهم لايزالون يعيشون نفس الخدعة ونفس الأزمة وكأننا رغم قيامة الثورة لاتزال تحكمنا قوامة الثروة وهنا مكمن الخطر.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...
- -‬لاتزال حكومات الفشل تحاصر أحلام الشباب‮-‬ ...
- الليل تطرده قناديل العيون
- - الإنبثاق من العلم والشعر إلى السياسة والثورة-: إنما الخلاص ...
- -جيتو القاهرة المستبد واستبعاد الكفاءات والمناضلين-: رأفت نو ...
- -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإ ...
- الوزراء وأصحاب الرابطات الحمراء
- 9‮ ‬مارس ومشروع النهضة
- أحاديث منتصف الليل
- مصر‮..‬ وعَودةٌ‮ ‬أخري قريبة‮ ...
- راكيل وولش والنانوتكنولوجى
- الثورة ومشروع النهضة
- عندما لاتؤدي المقدمات إلي نتائجها
- البحث العلمى وإدارة المعرفة
- إستراتيجيات إنتاج وإدارة المعرفة
- الوعي الزائف والعقل البديل
- مبدعون على الشاطئ الآخر


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة وقوامة الثروة