أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية















المزيد.....

عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طغتْ شهرة المُحقق لكتب التراث على الباحث الجاد عبد العزيزجمال الدين بسبب دوره فى تحقيق (عجائب الآثارفى التراجم والأخبار) للجبرتى ، وتحقيق (تاريخ مصرمن خلال البطاركة) لساويرس بن المقفع) و (أحمد باشا الجزار) وتحريروتدقيق (يوحنا النيقوسى) أول من كتب عن دخول العرب مصر، بخلاف إصداره لمجلة (مصرية) فى أواخرسبعينات القرن العشرين. وقد ظلمتْ هذه الشهرة كتبه المؤلفة مثل كتابه المهم (المسيحية فى مصر) وكتابه (لغتنا المصرية المُعاصرة) عن (منشورات مصرية نحوثقافة وطنية ديموقراطية) عام 2011، الذى طرح فيه قضية غاية فى الأهمية والحساسية فى نفس الوقت ، وهى قضية اللغة التى يتكلمها شعبنا المصرى فى حياته اليومية : هل هى لغة مُستقلة لها قواعدها اللغوية الخاصة ، أم هى عامية اللغة العربية كما تقول الثقافة السائدة فى مصر؟ اقتحم أ. عبدالعزيزجمال هذا المجال وهويعلم أنه يُجابه صخرة الثقافة السائدة التى ترفض الإنصات لأى صوت يختلف مع مُعتقداتها المُتوراثة. وقد شجّعه على دخول حقل الألغام هذا امتلاكه لمنهج علمى رصين ، يستطيع به الدخول فى جدل علمى مع كل من يرغب فى مناقشته أوحتى الاختلاف معه ، طالما أنّ الحواريتأسّس على لغة العلم. كما أنه امتلك شجاعة الاعتراف بفضل الأجيال التى سبقته فى هذا المجال مثل عبدالعزيزفهمى وإبراهيم أنيس ومصطفى مشرفة ولويس عوض وبدرنشأت وبيومى قنديل ، هذا بخلاف الدورالذى قام به بعض المؤرخين فى تطويراللغة العربية بفضل وعيهم بجماليات وخصائص لغة شعبنا المصرى ، بمراعاة أنها تحليلية وليست لغة تركيبية (أى مُعقدة بسبب قواعدها الكثيرة والمُربكة وخاصة بسبب قواعد الإعراب. ووفق مُدافع عتيد عن اللغة العربية هود.عبدالوهاب مسعود فإنّ اللغة العربية بها 12ألف قاعدة رياضية- نقلا عن بيومى قنديل فى كتابه "دفاع عن تراثنا القبطى" ميريت للنشر2008ص56)
يذهب أ. عبدالعزيزجمال إلى التاريخ القديم إذْ أنه بعد الغزواليونانى لمصروتخلى المُتعلمين المصريين عن اللغة المصرية كنوع من النفاق للغزاة بدأوا يتعلمون اليونانية ، ولكن من حمى اللغة المصرية هم الأميون ، فكتب أنّ الأمية المصرية ((ساعدتْ على عدم وصول المفردات اليونانية إلى لغة المصريين ، فظلتْ فى مستواها الشعبى بعيدة كل البُعد عن المفردات اليونانية)) (ص7) وتمثل دورالأميين فى الأغانى والأمثال الشعبية مجهولة المؤلف. وبعد الغزوالرومانى تعرّضتْ اللغة المصرية للهجوم بسبب الحملة التى شنـّها الغزاة الجُدد على ((البرديات المكتوبة باللغة المصرية. وتم تدميرومصادرة العديد منها لإحتوائها على أقدم أشكال أدب مقاومة المحتل الأجنبى .. وبعد اعتناق الرومان للمسيحية شنوا حملة ضد المصريين ومُعتقداتهم الوطنية .
كانت الكنيسة المصرية بحاجة إلى نشرالدين المسيحى بين المصريين الذين لايعرفون غير لغتهم الأم ، ولكنها اعتمدت على كتابة المخطوطات الدينية باللغة المصرية بالحروف اليونانية. (اللغة القبطية تتكون من 32حرفـًا – 25من اليونانى ، 7حروف من المصرى القديم الديموتيكى) هروبًا من كتابتها بالحروف الديموتيكية المصرية بزعم أنها (وثنية) وقد أدى تحالف الكنيسة مع الرومان إلى ((طمس العديد من مظاهرالحضارة المصرية وثقافتها وأصبح من النادرأنْ نجد بين المصريين من يُتقن كتابة لغته وفق محتواها الثقافى مما سهّل على العرب بعد غزوهم مصراحلال الحروف النبطية محل القبطية / اليونانية فى كتابةاللغة المصرية. ورغم هذه الحقيقة استطاعت البنية اللغوية لشعبناأنْ تؤثرفى اللغة العربية. ويلتقط أ. عبدالعزيزجمال شهادة أحد المُدافعين عن اللغة العربية هود. أحمد مختارعمرالذى قال فى كتابه (تاريخ اللغة العربية فى مصر) : ((كان نفوذ اللغة المصرية على اللغة العربية كبيرًا)) (ص18، 19)
وعن الإعراب فى اللغة العربية والذى طالب كثيرون بإلغائه مثل طه حسين فى دفاعه عن اللغة العربية ، كتب أ. عبدالعزيزجمال ((إنّ فكرة البناء والإعراب فى الأفعال لاتـُشيرإلى وظيفة تُؤديها هذه الحركات. وأنّ قول النحاة العروبيين بأنّ الفعل المضارع فعل معرّب قول غيرصحيح لأنّ الإعراب يعنى الرفع أوالنصب أوالجر. والفعل المضارع لايقع مجرورًا أبدًا ولايكون منونـًا. كما أنّ الإعراب والبناء صفتان فقط للأسماء دون الأفعال)) ورغم ذلك فإنّ د. شوقى ضيف فى كتابه (تحريفات العامية للفصحى) هاجم ابن برى العالم اللغوى والشاعرابن سناء المُلك لإهمالهما قواعد الإعراب (24، 25) وهكذا ينضم أ. عبدالعزيزإلى الأجيال التى طالبتْ بإلغاء الإعراب بعد شرح مُفصّـل. ثم ينتقل إلى ضرب الأمثلة عن ملامح البنية اللغوية للغتنا المصرية المُعاصرة لنا حاليًا والتى هى إمتداد للغة المصرية القديمة. فمثلا نحن لانستخدم فى لغتنا المنطوقة أسماء الإشارة العربية (هذا الولد وهذه البنت وهذان وهاتان إلخ) وإنما نقول الولد دا ، البنت دى وفى الجمع والمثنى نقول الولاد دول البنات دول وهنا نلاحظ تغيريْن الأول أنّ الاسم يأتى فى المصرى قبل الأداة (عكس العربى) الثانى الاختصارالذى استغنى عن الإعراب أما اسم الموصول العربى (الذى ، التى إلخ) ويصل إلى تسع حالات فإنّ اللغة المصرية اختزلتهم فى أداة واحدة (اللى) : الواد اللى ، البنت اللى ، الناس اللى إلخ هذا بخلاف استخدامات أخرى لاتعرفها العربية مثل اللى اختشوا ماتو، اللى أوله شرط آخره نورإلخ .
وفى حين تبدأ العربية بالفعل تبدأ المصرية بالفاعل (جاء الولد، عربى – الواد جا ، مصرى) وبذلك تحوّلت الجملة من فعلية فى العربى إلى اسمية فى المصرى. وفى الأوزان العربية نجد تعدد الصيغ مثال : مبراة ، حدأة ، كوب إلخ ، نجد المصرية تختزلهم فى صيغة واحدة : برايه ، حدايه. كبابه على التوالى. وفى أسماء الأفعال صيغة مصرية واحدة : بردان ، دفيان ، جعان إلخ وهذا ما يعتبره علماء اللغويات إبداعًا فى توفيرالجهد، بدلامن الجهد الضائع فى تعدد الأوزان كما أنّ المصرية أدخلتْ بعض التغيرات على الكلمات العربية : أرانب ، ببغاء (عربى) أنارب ، بغبغان (مصرى) وفى الأفعال حدث تغييرأكثرتأثيرًا : يرتعش ، يهتز، يحترق (عربى) لتكون فى المصرى : يترعش ، يتهز، يتحرق. ونقل المؤلف عن د. إبراهيم أنيس فى كتابه (الأصوات اللغوية) ((اتضح لنا أنّ القاف والطاء كما وصلت قد أصابهما التطورحتى صارتا إلى النطق الشائع بين قرائنا الآن ، فقد انتقل الضاد إلى الدال ، كما أنّ كلا من القاف والطاء القديمتيْن أصبحتا مهموستيْن فى نطقنا الحديث)) (44)
استخدم شعبنا بعض الألفاظ العربية ومنحها معنىً مختلفـًا عن معناها المحدود فى العربية. مثل كلمة (يتكلم) فمعناها قاصرعلى التحدث ، بينما فى المصرية تحمل الكثيرمن الدلالات مثل : فلان مِتكلم على فلانه. أى أنه ينوى الزواج منها . أما لوسمعنا ((بيتكلم عليها)) فالمعنى يكتسب صفة الذم والتشهير. وفى العربية ((دخل عليها)) بمعنى دخول شخص لبيت فلانة. بينما فى المصرى تعنى ليلة الزفاف. وكلمة (ظرف) أى الغلاف الذى يحوى الخطاب بالعربى ، وظفه المصرى لمعنى آخرهوالرشوة ((فلان بيظرف فلان)) ومن التعبيرات المصرية : داس على طرفه. فكلمة الطرف تعنى نهاية شىء ما بينما فى المصرى أخذتْ دلالة معنوية بمعنى الاعتداء . وكلمة (شال) العربية تعنى رفع الشىء من على الأرض بينما فى المصرى تأخذ معانى مُتعددة مثل (فلان شايل من فلان) بمعنى زعلان منه و(فلان شايل الشغل عن فلان) بمعنى مساعدته. وفى العربية (الكوع) جزء من الذراع فطوعتهااللغة المصرية لحركة مرئية مثل (فلان بيكوع) أى يأخذ قسطـًا من الراحة بالاستناد إلى كوعه. وفى العربية (اليد) فتـُثريها المصرية بمعانى معنوية مثل (فلان إيده فرطه) بمعنى الكرم الزائد ، (فلان إيده ناشفه) بمعنى البخل ، (فلان إيده طارشه) بمعنى القوة الغشيمة. وفى العربية (عين) تستلهما المصرية فى معانى مختلفة مثل (فلان عينه فارغه) بمعنى الطمع وعكسها (فلان عينه مليانه) وفى العربية (يأكل الطعام) أما فى المصرية فلها معانى مختلفة (فلان ياكلها والعه) أى بلا ضمير. وكلمة (والعه) نحت مصرى مثل (يولع النور) ، (يولع على الطبيخ) وفى المصرى تعبير(قرش ملحته) بمعنى خبرباطنه (من 48- 52) وهكذا تمتلىء معظم صفحات الكتاب بالأمثلة سواء المعاصرة لنا أومن الماضى . ونقل الباحث عن العالم (يوهان فيك) أنّ اللغة المصرية- خاصة اللهجة القاهرية- هى لغة العصور الوسطى فى كل المنطقة المحيطة بمصر(57) ركزأ. عبدالعزيزجمال على حقيقتيْن فى كل صفحات الكتاب : الأولى أنّ اللغة المصرية المعاصرة لنا امتداد للغة المصرية القديمة خاصة مرحلتها القبطية استنادًا إلى البنية وليس إلى الألفاظ ، وذلك بمراعاة أنّ الظواهراللغوية الموجودة فى اللغة القبطية هى هى ذات الظواهرفى لغتنا المعاصرة . الثانية أنها ضمن أشكال المقاومة الثقافية فى مواجهة الدخيل الأجنبى وتستوعبه فى سياقاتها ((وهى الآن تسعى كى تتخلص من مشاكلها القائمة والمُتمثلة فى ازدواجية لغتنا التى نتعلمها واللغة التى نتكلمها)) (ص 90)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء البهجة والتوتر - قصة قصيرة
- عادل مطلوب للشهادة - قصة للأطفال
- ثنائية الكمان والبيانو: قصة قصيرة
- الحرية أو الموت : شعار الأحرار
- روح الفراشة - قصة قصيرة
- محمد على بين التأريخ العلمى والأيديولوجيا السياسية
- تلك المرأة - قصة قصيرة
- رحم الحياة - قصة قصيرة
- امرأة البرد والظلام - قصة قصيرة
- حالة تلبس - قصة قصيرة
- تلك اللوحة - قصة قصيرة
- رحلة إلى الواحات- قصة قصيرة
- كول عناب - قصة قصيرة
- شخصيات فى حياتى : عمى الحاج متولى
- شخصيات فى حياتى : عم سعيد
- شخصيات فى حياتى : الأستاذ أديب
- الإبداع بأسلوب الحكاء الشعبى
- العلاقة العضوية بين الكهنوت والعسكروت
- العروبة والمخطط الصهيونى لاحتلال فلسطين
- عندما فتح المبدع خزانة الكلام


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية