طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:16
المحور:
الادب والفن
أسيرُفى ميدان طلعت حرب وشمس بؤونة عمودية. لمحتُ تجمهرًا حول محل الحلويات الشهير. اقتربتُ من البشرالمتحلقين حول فاترينة عرض الجاتوه . لم أفهم سبب التجمهر. سألتُ أحد المندمجين فى المشهد ، أجاب بمصمصة شفتيه وأشارإلى فاترينة العرض . سألتُ أكثرمن إنسان ، فكانتْ نفس الإجابة. قلتُ لنفسى يبدوأنّ المشهد وحّدهم . اخترقتُ الحاجزالبشرى لأقترب من فاترينة العرض . رأيتُ طفلا يصعب تحديد عمره . وجهه يلامس الفاترينة. شدّنى لسانه الملاصق للزجاج . اقتربتُ منه أكثر. كانتْ حركة اللسان على الزجاج ، مثل حركة الفرشاة على الحائط فى يد النقاش . اقتربتُ أكثر، ولكن بحذر. كنتُ أخشى أنْ يشعرالطفل بوجودى ، فيصاب بالذعر. اخترقتْ أذنىّ مصمصات الشفاة والتعليقات المتباينة. عدتُ إلى تأمل الطفل وحركة اللسان على زجاج الفاترينة. لم أعد أهتم بالمتجمهرين الذين تزايد عددهم . شغلنى سؤال : هل يشعرالطفل بالحصارالمضروب حوله؟ خطر لى أنه فى حالة من حالتيْن : فهوإما يشعربنا ولكنه لايهتم . أوأنه لايشعربمن حوله ، فقد كان مستغرقًا فى عمله ، مثل الزاهد الخاشع فى صلاته.
******
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟