أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جمال البنا والتربص لكل مختلف مع الكهنوت















المزيد.....

جمال البنا والتربص لكل مختلف مع الكهنوت


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 16:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقام أحد الدكاترة دعوى قضائية ضد أ. جمال البنا رئيس مؤسسة دارالفكرالإسلامى. طلب فيها إلغاء ترخيص الدارالمذكورة وإلزام المدعى عليه بسحب كتبه من السوق وحرقها فى مكان عام لما تحمله من سموم لأنه ((يأمربالمنكر وينهى عن المعروف ويسخرمن الدين ويتجرأ على رب العالمين ويُشكك فى الثابت من قول خاتم الأنبياء. إنه يُبارز وهوأكتع ويُحاجج وهوأمرع ويُناطح وهوأقرع)) (صحيفة المساء 22/5/2009) وفى ذات العدد حوارات مع دكاترة (على صفحة كاملة) فقال أحدهم إنّ البنا لاتتوافرفيه شروط الاجتهاد وأنه مريض بحب الشهرة. وقال آخرإنّ البنا يُحقق استراتيجية جمعيات خارجية وهذا يعنى أنه ضد وطنه. فصارمُخربًا إسلاميًا. ودكتورآخرقال أنّ الإسلام ابتلى بأناس يدعون اعتناقه وفى يمناهم خنجرهم المسموم . ورفضت دكتورة من فريق الداعيات ((الفكرالحرالذى ينتهجه البنا)) وكان د. مصطفى الشكعة الوحيد الذى تميّز بالموضوعية حيث رفض إحراق كتب البنا لأنه ((مسلم يختلف مع كثيرمن علماء المسلمين الذين يُطلق عليهم علماء)) ورغم أنه يختلف مع آراء البنا الأخيرة فهو((لايوافق على أنْ يتهمه البعض بالكفرلأنه لم ينكرأى ركن من أركان الدين)) أما فضيلة المفتى د. على جمعه فقال إنّ ما يصدرعن شخص مثل جمال البنا أوغيره ((شذوذ وعبث وخرافات وأباطيل وأنه لايمتلك أدوات الفتوى المكونة من 5 أركان)) أى أنّ فضيلة المفتى يُقربوجود الكهنوت فى الإسلام بفرض الوصاية على غيره من المسلمين الموحدين أمثاله. ولأننى قرأتُ معظم كتب أ. البنا (49 كتابًا) أشهد بأنه (من خلال استشهاداته بأمهات الكتب التراثية) لايقل عن أى أستاذ دكتورممن يتهمونه بعدم التخصص .
لماذا الموقف العدوانى ضد جمال البنا ؟
إنّ (شماعة) التخصص واحدة من أسلحة الكهنوت المعادى لأى إجتهاد يختلف مع رؤيته للدين. وأعتقد أنّ آراء البنا الأخيرة (وأنا أتحفظ عليها ، مثل جوازتدخين الصائم فى رمضان لأنها مسألة هامشية) كانت الذريعة للهجوم عليه. أما السبب الحقيقى فيعود إلى آرائه المذكورة فى كتبه والتى يرفضها الأصوليون . فقد ذكرفى كتابه (هل يمكن تطبيق الشريعة ؟) أنه ((لابد لتطبيق الشريعة من تجاوزالإطارالسلفى الذى يحكم الفكر الإسلامى المعاصروتنادى به المؤسسة الدينية)) ويرى أهمية ((إعطاء الشريعة دفعة جديدة وإبرازها فى ثوب يتفق مع مقتضيات العصر، على أنْ يتم هذا دون تجاوزالقرآن الكريم وما صح بصورة قاطعة عن الرسول)) وأنّ الصورة التى قدّمها الفقه السلفى للشريعة صورة بالية لاتصلح للعصرالحديث)) ومن آرائه المخالفة للأصوليين كتب ((الإسلام لم ينزل لإقامة دولة ، وإنما لهداية الناس)) وكتب عن ((استحالة تحقيق أوضاع كانت موجودة أيام الرسول)) يربط البنا ذلك بما حدث فى أوروبا من ثورة معرفية واكتشافات علمية وإنجازات مذهلة ((غيّرت صورة الأوضاع عما كانت عليه من مائة سنة ، دع عنك ألف عام)) وهو يرى ((أنّ الرؤية الجديدة للقرآن تستبعد التفاسيركافة- من ابن عباس إلى سيد قطب - لأنّ هذه التفاسيرفرضت رؤية مضللة للقرآن لأنها اعتمدت على أحاديث موضوعة أوركيكة. فضلا عن أنّ المفسرلايمكن أنْ يتجرد من نفسه. إنّ دعوة الإحياء الإسلامى تقول إرفعوا أيديكم عن القرآن . دعوه يُعبرعن نفسه بنفسه ولا تضعوا وصيًا عليه أوترجمانًا له)) (دارالفكرالإسلامى- عام 2005- أكثرمن صفحة) .
العلاقة بين أحادية الفكروالإتهام بالكفر
موقف الأصوليين من أ. البنا (وغيره من تياريُطلق على نفسه تجديد الفكرالإسلامى) مثالا حيًا على أنّ إنغلاق العقول أهم أسباب استخدام لغة التكفير. فإذا كان الهجوم مبرّرًا (من وجهة نظر الأصوليين) على مفكريعلن رفضه للإسلام ، فكيف ينطبق ذلك على مدافع عتديد عن الإسلام مثل أ. البنا فهومع قطع يد السارق (المصدرالسابق ص 32) رغم أنّ منظمات حقوق الإنسان العالمية تُطالب بإلغاء كافة العقوبات البدنية ، ليس لقسوتها فقط ، وإنما لاحتمال ظهوربراءة المتهم بعد توقيع العقوبة. والأستاذ البنا لايمكن أنْ يكون ضد الإسلام وقد كتب ((أنزل الله الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور)) (ص58) وردّد دفاعات الأصوليين بالنسبة للمرأة ولماذا هى نصف الرجل فى الشهادة ولها نصف ميراث شقيقها (ص68) وهكذا فى كل كتبه. فلماذا الهجوم عليه وإتهامه بالكفر؟ هل لأنه امتلك جرأة الاختلاف مع الأصوليين عندما كتب عن (الغنيمة) و(الفيىء) و (الجزية) أنها ((سُنّتْ لأنّ الجيش (المحترف) لم يكن معروفًا عند نزول أحكامها وكان المقاتلون يُعوّضون بسلب القتلى وأسرالأسرى. وانتهت هذه النظم مع الجيش المحترف. ولأنّ أساس المواطنة لم يعد الدين ولكن الأرض)) وهل الغضب عليه لأنه كتب ( فمع أنّ العدل هوالقيمة الحاكمة فى الإسلام ، فالمفارقة المحزنة أنّ العدل لم يتحقق فى المجتمع الإسلامى بإستثناء فترة النبوة وعهد العمريْن) والسبب ((لأنّ المجتمع الإسلامى لم يظفربالحرية. وبالذات حرية الفكروالاعتقاد وبدأ هذا منذ سنة 40 هجرية حتى آخرالخلافة. وبدون الحرية فإنّ كل حديث عن العدل أوالشريعة هو مجرد عبث وكلام أجوف)) ويرى أنّ ((الفقهاء عندما ابتدعوا حد الردة وصاغوا مقولتهم الشهيرة الشنيعة ((من جحد معلومًا من الدين بالضرورة فقد إرتد)) إنما شلوا حرية الفكر وأوقفوا حركة التقدم. وكانت تلك أكبرجريمة فى حق الإسلام)) (مصدرسابق أكثرمن صفحة) .
مغزى تكفيرالبنا والتسامح مع نجوم الفضائيات
تتبدى مأساتنا نحن المصريين مع الأصوليين ، سواء الرافضين لأى اجتهاد أوالرافعين سلاح التكفيروحرق الكتب. والمقارنة بين ماحدث مع أ. البنا وما يُنشرفى الصحف وتبثه الفضائيات توضح حجم المأساة. فمرشد الإخوان المسلمين الذى قال إنّ المعارضين سوف يتم ضربهم بالحذاء لم يُقدّم للمحاكمة. والذى أفتى بأنّ التماثيل حرام ، ووصف المصريين الغرقى (فى البحرين الأبيض والأحمربحثا عن الرزق الشريف بعد أنْ حرمهم نظام الحكم من هذا المصدر) بالطماعين. والذى أفتى بعدم لوم السائقين عن قتل الناس ، بعد أيام من قتل سيارة شرطة لامرأة وقفت أمام السيارة تحاول منعها من اعتقال زوجها (عاصم حنفى- القاهرة 13/11/2007) مازال فى منصبه. وكذلك فتاوى إرضاع الكبيروشرب بول الجمال وبول الرسول. وفى الفضائيات نسمع من يقول أنّ إختلاء الفتاة بالتليفزيون دون محرم حرام. وأنّ المرأة لايجب أنْ تنام بجوارالحائط لأنّ الحائط مذكرفى اللغة العربية. وفى الفضائية المصرية تتصل سيدة ترغب فى التبرع لمعهد السرطان من حسابها فى أحد البنوك ، فيرد عليها الداعية الأستاذ الدكتور(..) أنّ هذا لايجوزلأنه يُحرّم إيداع أموال المسلمين فى البنوك على أساس أنّ الفائدة ربا (نقلا عن أ. صلاح منتصرأهرام 3/1/2004) وينسب دكتورآخرحديثًا للرسول يقول فيه ((الشؤم فى ثلاث : الداروالمرأة والفرس)) (أهرام 24/4/2004) ويرفض شيخ الأزهر(د. سيد طنطاوى) مبادرة بعض الأثرياء الذين فكروا فى استخدام أموال الزكاة لبناء ورش لتشغيل الفقراء ، بحجة تعارضها مع الهدف من تشريع الزكاة (أهرام 31 / 12/2004) وكتب المرحوم د. محمد شكرى عياد أنه سمع فى برنامج دينى تليفزيونى أنّ المسلم له فى الجنة 700 زوجة وعليه أنْ يُضاجعهن مرتين فى اليوم (صباحًا ومساءً) وأنّ المرأة تعود بكرًا بعد كل مضاجعة (أهرام 6/1/94) وينشرنائب إخوانى وثيقة بعنوان (فتح مصر) أى دعوة لغزو مصرمثلما فعل العرب عام 641م ( تحقيق أ. حمدى رزق - مجلة المصور2/12/2005) وتوزع شركة الزهراء للإعلام العربى كتابًا بعنوان (أفيقوا قبل أنْ تدفعوا الجزية) تأليف د. عبدالودود شلبى إلخ. ورغم ذلك فإنّ مشعلى الفتنة بين أبناء الأمة المصرية هم ضيوف الفضائيات لدرجة تحريم شم النسيم وبالتبعية أكل الفسيخ. وصدق عليهم قول أ. جلال عامر((الفضائيات تُعلمنا ديننا ليس كما يريد صاحب الدين بل كما يريد صاحب المحطة)) (القاهرة 14/2/2006) واذا كان الأصوليون يتهمون البنا بالكفروأنه غيرمتخصص ، فهل نجمات ونجوم السينما الذين تحوّلوا إلى دعاة وداعيات أكثرتخصصًا من البنا ؟ وأليس تكفيرالبنا وكل المدافعين عن الإسلام درسًا لأصحاب تجديد الخطاب الدينى ؟ وأنّ المرجعية الدينية لاتصد مدافع الأصوليين ؟ وأنّ الدولة الحديثة ترتكزعلى حقيقة أنّ الدين شىء ذاتى وأنّ الوطن هوالموضوع والعقل هوالمرجع الوحيد لتنظيم أمورالبشر؟
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الوطن فى رواية بيوت بيضاء
- شهر زاد على بحيرة جنيف
- عبدالرحمن أبوعوف وثنائية الإبدع والقمع
- ثمن الحرية وحصاد عام من الدم
- جميل عطية إبراهيم والتأريخ بلغة فن الرواية
- العلاقة بين (المواطنة) و (القومية)
- النبل والبؤس فى طاحونة الحياة
- سناء المصرى : ضميرحى وعقل حر
- التنوير المصرى والجامعة الأهلية
- بورتريه لابن عمى المليونير م . م
- تونا الجبل : ميلاد مُتجدد للحضارة المصرية
- ميس إيجيبت وجدل العلاقة بين الثقافتين المصرية والعربية
- سليمان فياض : الواحد المتعدد
- النص الدينى والتفسيرات المتعددة
- العالمانية والاستقرارالاجتماعى
- هل يؤمن الأصوليون الإسلاميون بالديموقراطية
- مأزق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
- الأدب واتعبيرعن التغيرات الاجتماعية
- لاتُصالح ودوائرالثأرالجهنمية
- كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جمال البنا والتربص لكل مختلف مع الكهنوت