أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر















المزيد.....

كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 21:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ شهرين تعرّض طبيب مصرى لتهمة لقاء فتاة خارج البيت ، والعقوبة هى الجلد . ومنذ أسبوعين تعرّض مواطنين مصريين للتعذيب والكى بالنار من شرطة الكويت . ومنذ أسبوع وقفت فتاة سعودية فى ميدان سفنكس وسبّت كل المصريين . وقالت إن كل المصريين قوادون . وبعدها بأيام تعرّض بعض المصريين فى ليبيا للضرب وحرق مساكنهم . ذكّرتنى هذه الأحداث المتلاحقة بمقال لى بعنوان ( كفيــــــل مصرى لكل مواطن خليجى يحضر الى مصر ) نشرته صحيفة الدستور المصرية – الإصدار الأول – 20 / 8 1997 ص 5 ) ورأيت أهمية إعادة نشره بعد توالى إهانة المصريين على يد العرب ، فى إطار الوحدة العربية المزعومة . وفيما يلى نص المقال :
نشرت صحيفة الأهرام ( 27 / 7 / 97 ) أن مواطنًا عربيًا ( لم تحدد الصحيفة جنسيته ) اعتدى بالسب والضرب على ضابط شرطة مصرى أثناء تأدية وظيفته . وفى ذات العدد أشار الصحفى أ. سيد على الذى شهد الواقعة ، الى أن الأمر وصل بالمواطن ( العربى ) الى رفع الحذاء فى وجه الضابط ( المصرى ) و كتب (( وهل يسمح هذا الشــــــــــــــاب ( العربى ) لضابط فى بلده أن يُضرب أو أن يرفع أحد فى وجهه الحذاء . وما هو الوضع لو حدث العكس . وقام مصرى بضرب ضابط فى بلده ؟ )) .
ورغم هذه الإهانة التى لحقت بالضابط المصرى على أرض ( مصر ) نقرأ فى نهاية الخبر أن النيابة ( المصرية ) قرّرت إخلاء سبيل المواطن ( العربى ) بكفالة 500 جنيه .
وذكر أ. سيد على (( أكتب هذا والشارع يغلى مما رآه . لأن كرامة أصغر طفل فى هذا البلد هى من كرامة الوطن كله . وبالتالى لابد من إنزال العقوبة بهذا البلطجى )) .
وكان أمل المصريين هو إنزال العقوبة . أى تطبيق القانون المصرى . كى يلتئم الجرح . ولكن ما حدث فتح الجراح أكثر وضاعف الشعور بالألم لإمتهان الكرامة . حيث ذكرت صحيفة الأهرام ( 29 / 7 / 97 ) أى اليوم الثالث للحادث ، أنه تقرّر ترحيل المواطن العربى الى خارج البلاد على أول طائرة عائدة الى بلاده .
وبعد أقل من أسبوع من الحادث الأول ، حدث أن مواطنًا ( عربيًا ) اعتدى بالضرب على ضابط مرور ( مصرى ) بالمهندسين . وأن مواطنين ( عربيين ) اعتديا بالضرب على أمين شرطة ( مصرى ) بالدقى ( أهرام 31 / 7 / 97 ) .
إن هذه الأحداث فى أقل من أسبوع تثير الملاحظات التالية :
• أنها تكرار لما سبق . وعلى سبيل المثال ( فقط ) فإن كل مصرى مايزال يذكر : لاعب كرة جزائرى رشق إصبعه فى عين طبيب مصرى . مواطن كويتى اعتدى على المطرب (المصرى) أحمد عدويه وأصابه بالشلل الكامل . مواطن يمنى وقف فى بنك فى المهندسين وسبّ الموظف المصرى قائلا (( إنت غبى زى كل المصريين أغبيا )) .
• فى كل تلك الأحداث ، كان يتم إتخاذ نفس الإجراء : كفالة هزيلة ثم الترحيل من مصر .
• فىكل تلك الأحداث ، تتنازل السلطة المصرية عن تطبيق القانون المصرى . وهو أمر شديد الشذوذ . ويدعو للتساؤل : لماذا هذا التنازل ؟ خاصة أن تطبيق القانون الوطنى على الجرائم التى تقع على أرض الوطن ، قاعدة قانونية مستقرة ، تحرص كل الدول على تطبيقها بكل دقة وحزم . فما هو تفسير شذوذ الحكومة المصرية ؟ ولماذا التفريط فى حق أصيل مقرر لكل حكومات العالم ؟
• عقب كل حادث من هذا النوع ، تثار مسألة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول العربية . فهل تلك العلاقات تكون على حساب المساس بالكرامة الوطنية ؟ ولماذا تكون مصر وحدها هى المصابة بتلك العقدة ؟ بمراعاة أنه لم يظهر هذا المرض ( حساسية العلاقات ) على أية دولة عربية . لأن الواقع يشير أن تلك الدول تطبق قانونها على المصريين ، بغض النظر عن حقيقة أنهم جناة بالفعل ،و أثبتت التحقيقات إدانتهم ، أو أن الإتهام كان باطلا وملفقًا . وأن المجنى عليه يتحول الى متهم . ويقضى تسعة أشهر فى السجن ثم يُجلد 80 جلدة ، كما حدث مع الطبيب المصرى محمد كامل خليفة ، لمجرد أنه اشتكى مدير المدرسة السعودى الذى اعتدى على ابنه جنسيًا . فكان أن انهالت عليه التشريعات السعودية بالسجن والجلد .
• وتثار أيضًا تلك الحجة الواهية المؤسسة على مرجعية اقتصادية ، مفادها أن مصر فى حاجة الى تلك البلاد ( العربية ) بسبب العمالة المصرية هناك . وهى حجة واهية لسببين: الأول أن مصر غنية بمواردها الطبيعية ( ناهيك عن القدرات البشرية ) دولة مصدرة للبترول والغاز الطبيعى . بخلاف الدخل القومى من الزراعة والصناعة ( فى ظل خطة تنمية وطنية حقيقية ) ودخل السياحة ( وهو دخل يمكن أن يتضاعف عشرات المرات لو فعل المسئولون ما يفعله غيرهم فى بلاد أخرى لاتمتلك واحد من المليون من التراث المصرى ) ودخل العاملين بالخارج . وغنية بالمواد الخام من حديد وفوسفات ومنجنيز وذهب ، بل ومن رمال تعتبر من أجود الرمال عالميًا، وتأتى الشركات التركية والإسبانية وتشتريه بأسعار زهيدة . . الخ أى أن مصر لاتعتمد على الاقتصاد الريعى لو احتكمنا الى المرجعية الاقتصادية . ثانيًا : أن المصرى الذى يعمل فى تلك الدول العربية إنما يحصل على عائد عمله كمزارع أو حرفى أو طبيب أو مهندس أو محاسب الخ . أى أنه لايتسوّل . وأن تلك الدول هى المستفيدة بأكثر من استفادة المصرى بمراعاة تدنى أجور المصريين فى تلك الدول فى السنوات الأخيرة ، ومقارنتها بأجور الأوروبيين فى نفس تلك الدول الخليجية . وقد تدنّت أجور المصريين خاصة بعد عزو العراق للكويت ، حتى تتمكّن دول الخليج من دفع فاتورة تكاليف ( حمايتهم ) للأمريكان، والتى بلغت 300 مليار دولارًا ، وفق تقدير الكاتب ( كورد سمان ) فى كتابه ( حرب الخليج ) والتى تقدّرها مصادر أخرى بمبلغ 670 مليار دولارًا .
• رغم الدعاية المكثفة التى روّجتها الثقافة السائدة ليل نهار عن ( القومية العربية ) و(الوحدة العربية ) ورغم المشروع الأنجلو / أميركى الذى روّج لمقولة ( عروبة مصر) أو ( مصر العربية ) ورغم التضحيات التى قدّمتها مصر ( أرواح وأموال ومعدات ) من أجل بعض البلاد ( العربية ) ، رغم كل ذلك ينظر العرب الى المصريين نظرة احتقار واستعلاء ، باعتبار أننا عبيد وموالى وعجم ( أعجمى = بهيمة – مختار الصحاح طبعة عام 1911 ص 440 ) وفق نظرة العرب الى غيرهم من الشعوب ، حسب التقسيم الوارد فى التراث العربى .
• إن قسوة من أطلقت عليهم الثقافة السائدة ( الأشقاء العرب ) تتبدى فى عقل ووجدان كل مصرى شاء سوء حظه أن يعمل فى دول الخليج . ولعلّ نظرة سريعة على رسائل القراء فى الصحف المصرية ، أن تؤكد عمق هذه المأساة . وفيما يلى بعض النماذج السريعة :
• رسالة من فتاة مصرية عملت مضيفة جوية مؤقتة على الخطوط الجوية السعودية . والرسالة نشرها أ. سلامة أحمد سلامة فى عموده اليومى على مدار ثلاثة أيام ، تقديرًا منه لحجم المعاناة التى تعرّضت لها الفتاة مع باقى الفتيات المصريات من ( الأشقاء ) السعوديين . ونظرًا لطول الرسالة ، فإننى أكتفى باقتباس فقرة واحدة تلخص عمق المأساة . تقول الفتاة فى بداية رسالتها (( والقضية يا سيدى لاتمس العمالة المصرية غير المدربة والتى يسافر أصحابها بالجلابيب وبدون أية خبرة فقط للبحث عن أى نوع من العمل ، ولكنها تتعرّض وبكل أسف لما كنت أقرأ عنه من قبل بما يسمى ( سوق النخاسة العربية ) وصدّقنى لاأجد أفضل من هذا الاسم البليغ لوصف ما حدث )) ( أهــــــــــرام : 29 فبراير و 1 ، 2 مارس 92 ) .
• رسالة مطولة نشرها أ. عبدالوهاب مطاوع فى صفحة بريد الجمعة ، من فتاة مصرية تزوّجت من مواطن كويتى . فى الكويت اكتشفت أنها الزوجة الثالثة ( الأولى كويتية والثانية عربية من دولة أخرى ) تحكى الفتاة المصرية أن زوجها الكويتى لم يكن يحلو له ضربها إلاّ بالخيزرانة . وأن يكون الضرب أمام زوجتيه ، اللتين يعارانها بقبولها الزواج من الكويتى ، لأنها لو كانت تجد قوت يومها فى بلدها مصر ، ما قبلت هذا الزواج . وتبعًا لذلك لابد أن ترضى بوضع الخادمة ..الخ تفاصيل الرسالة ( أهرام 20/7/90) .
• رسالة مطولة وأكثر مرارة نشرها أ. عبدالوهاب مطاوع فى صفحة بريد الجمعة ، من طبيبة مصرية تعرّضت هى وزميلاتها للاعتداء الجنسى من الجنود والضباط العراقيين أثناء غزوهم للكويت . وأن الاعتداء تم أمام أزواجهن ، الذين حضروا الى المستشفى للاطمئنان على زوجاتهم . وأن زوج الطبيبة ( كاتبة الرسالة ) أصيب بالعجز الجنسى وفقد إحساسه بالرجولة ، لأنه لم يدافع عن شرفه ، خاصة وأن العراقيين قتلوا زميلا له حاول أن يمنعهم من الاعتداء على الطبيبات . وأن العراقيين قسّموا أنفسهم الى فريقين : فريق يمارس الاعتداء على الطبيبات . وفريق يحاصر الأزواج بالبنادق والمدافــــــــــع ويهدّدون كل من يتحرك بقتله . وهو ما فعلوه مع أحد الأزواج .. الخ تفاصيل الرسالــــة ( أهرام 21 / 9 / 90 ) .
• وأختتم برسالة القارىء د. جمال أحمد برهومة – أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة – جاء فيها (( يتساءل المرء أحيانًا عما اذا كان هناك نوع من اللذة الحسيـــــــــة والنفسية لا نعرفه اسمه سوء معاملة المصريين . وذلك فى دول نسميها بالشقيقة . وحدث ما هو أبشع من الإساءة فى العراق ، حيث تساقطت النعوش فوق الرؤوس . وأخيرًا فى الكويت . ونشرت صحفنا منذ أسابيع عن هرب بعض العمال ( المصريين ) من العراق نجاة بأنفسهم من تعذيب . و( قد ) ظنوا أن لهم رصيدًا من الحب فى الكويت ، يكفى لفتح بعض الأحضان لهم ، فإذا بالسجون تتلقّفهم . واذا بالتعذيب يتولاهم . لماذا ؟ إن لم تكن معهم أوراق ، فهناك شىء اسمه الترحيل بكرامة .. الخ الرسالة ( أهرام 5 / 10 /91).
• يجب أن نعترف – بناءً على ما تقدم – أن السعوديين مثلا أكثر واقعية ، لأنهم لم يصدّقوا أكذوبة ( الوحدة العربية ) وتمسكوا بنظام ( الكفيل ) يذلون به المصريين الذيــــــــــــــن صدّقوا أكذوبة ( أمة عربية واحدة ) والمواطن اليمنى الذى وصم المصريين ( كـــــــــل المصريين ) بالغباء ( وعلى أرض مصر ) كان أكثر واقعية من المصرى الذى قبـــــــل الاهانة وتجاوز عنها . وخلاصة الدرس أن كل الأغانى عن ( وطن عربى واحد ) لـــــم تهذب من أخلاق اليمنى . فلا تضحيات المصريين فى اليمن ( أربعون ألفًا وفق تقديـــــر عبدالناصر ، فى كتاب أ. هيكل الانفجار ص 168 ) ولا استشهاد الآلاف ( خمسة عشر ألفًا وفق تقدير أ. ياسين سراج الدين – صحيفة الدستور المصرية 23 / 7 / 97 ) أى بنسبة 5ر37 % من إجمالى العدد السنوى لقواتنا فى اليمن . ولا تبديد مواردنا ، حيث نقرأ (( إن حرب اليمن كلّفت الخزينة المصرية ما بين أربعين الى خمسين مليون جنيه سنويًا ، أى ما يوازى مائة مليون دولار سنويًا وقتها )) ( نقلا عن أ. هيكل – الانفجار – ص 185 ) وقد تم ذلك بحجة إنهاء عصر الإمامة الذى حبس اليمنيين فى ظلام العصور الوسطى . إن كل تلك التضحيات لم تنجح فى إقامة الرادع الأدبى ولا بزوغ وازع الضمير ، فيمتنع اليمنى عن سب المصريين على أرض مصر .
• اذا كان هؤلاء ( العرب ) الذين انتهكوا حرمة السيادة المصرية ، واتتهم جرأة رفــــــــع الحذاء فى وجه ضابط مصرى ، فما هو مصير المواطن ( المصرى ) الذى يمثــــــــــل الغالبية العظمة من الشعب ، من فلاحين وعمال وموظفين ؟
• واذا كان هؤلاء ( العرب ) الذين يمارسون ذلك الانتهاك لمصر ( وطن وشعب ) وعلى أرض مصر ، وهم مجرد ضيوف ، فما هى الانتهاكات المنتظرة عندما يمتلكون أراض ( مصرية ) بالتطبيق لأحكام القانون رقم 230 لسنة 96 الذى يجيز تملك الأرض لغير المصريين ؟ إننـــــى أناشد المسئولين فى السلطتين التشريعية والتنفيذية ، العمل على إلغاء ذلك القانـــــــون . ويكون النص صريحًا على أن تملك الأرض لايكون إلاّ للمصريين فقط . وهو أمـــــــــر معمول به فى دول كثيرة . ولسنا أقل من السعودية التى لا تسمح بتملك الأرض إلاّ للسعوديين فقط .
• اذا كان هؤلاء ( العرب ) يعاملون المصريين ( على أرض مصر ) بتلك القسوة . واذا كانت دولة مثل السعودية لا تسمح لأى مصرى ( من العامل حتى الوزير السابق ورئيس الجامعة السابق ) بالعمل إلاّ وله كفيل سعودى . حيث أن نظام الكفيل تمتد جذوره الى بنية مجتمع رعاة الغنم . وهو نظام يتّسق – تاريخيًا – مع هذه الذهنية التى تأصّلت فى أحفادهم المعاصرين . واذا كنا لا نملك التدخل فى تشريعات المملكــــــــــة التى تفرق فى المعاملة بين المواطن المصرى والمواطن الأمريكى ، فإننا نملك سلطة إتخاذ القرار على أرض مصر . ولذلك فإننى أناشد السلطتين التشريعية والتنفيذية للعمل على إصدار تشريع ينص على عدم السماح لأى مواطن عربى بدخول مصر إلاّ اذا كان له كفيل مصرى . أسوة بمعاملة المصريين فى تلك الأنظمة التى توجب أن يكون لكل مصرى كفيل ، يعد عليه حركاته ، ولا يسمح له بأجازة لأداء واجب العزاء فى الأم أو الأب أو الابن إلاّ بموافقته . ليس هذا فقط ، وإنما للكفيل حق إيداع المصرى فى أحد سجون المملكة بلا أى سبب . فهذه مشيئة الكفيل . ومشيئته لا ترد . فلماذا لا نطبق قاعدة المعاملة بالمثل ، وهى قاعدة معترف بها فى القانون الدولى ؟
• منذ سنوات بثّت وكالات الأنباء العالمية الخبر التالى : (( ألقت السلطات الهندية القبض على مواطن سعودى يبلغ 60 عامًا من العمر لدى وصوله الى مطار نيودلهى بعد أن اكتشفت أنه تزوج من فتاة هندية عمرها عشر سنوات . ويرغب فى اصطحابها الــــــى بلاده . وقالت وكالة الأنباء الهندية أن المواطن السعودى تزوج الفتاة دون موافقتها بعد أن دفع لأسرتها ما يعادل 240 دولارًا )) ( نقلا عن صحيفة الأهرام 11 / 8 / 91 ) .
• مفاد الخبر أن السلطات الهندية ألقت القبض على المواطن السعودى لمجرد أنه تزوج من فتاة تصغره فى السن بفارق 50 سنة ، وليس لأن المواطن السعودى رفع الحذاء فى وجه ضابط هندى . والمغزى العميق من هذا الدرس ، أن الكرامة الوطنية جوهر أصيــــــــل لمعنى الوجود . وما نطالب به هو أبسط الحقوق للحفاظ على كرامة المواطن التى هى جزء أصيل من كرامة الوطن . وهو حق تتمسك به كافة الشعوب ، بما فيها الشعـــــوب الأقل حضارة من مصر .
لقد اطمأنت نفس كل مصرى يغار على كرامة مصر ، بعد أن أمر السيد حسن الألفى وزير الداخلية بمنع مواطن عربى من السفر لحين محاكمته على ذمة القضية المتهم فيها بالاعتداء بالضرب والسب على الملازم أول هشام أحمد قاسم ضابط المرور بالجيــــــزة ( أهرام 4 / 8 / 97 ) واذا كنت أحيى هذا الإجراء الصائب المتفق مع صحيح القانون ، فإننى أتمنى أن يكون موقفًا مبدئيًا وسياسة مستقرة وليس إجراءً وقتيًا .
إن الغضب الذى أشار اليه أ. سيد على يؤكد أن الكرامة تسرى فى نسيج المقـــــــدس ( أى مصر ) لدينا نحن المصريين . وما على الحكومة إلا وضع وتنفيذ الإطار القانونى الذى يحمى هذا الحق الأصيل الذى يرفع هامات الشعوب كلما تمسّكت به . مع التأكيد على أن العكس صحيح تمامًا .
*****
انتهى المقال الذى كتبته ونشرته صحيفة الدستور ( 20 / 8 / 97 ) وتدور الأيام ، ونصل الى عام 2007 ولم يحدث أى تغيير ، وإنما تزايدت وقائع العداء الوحشى من الذين أطلقت عليهم الثقافة السائدة ( الأشقاء العرب ) ضد المصريين ، سواء فـــــــى بلادهم أو على أرض مصر . واذا كانت منظومة الحكم لها حساباتها وتوجهاتها ، فما هى حسابات وتوجهات الثقافة السائدة فى مصر ، التى تصر على أننا نحن المصريين عرب ؟



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد بأن مقالى عن اللغة القبطية
- المشروع الفكرى للراحل الجليل بيومى قنديل
- سيناريو مُتخيّل عن استقالة شيخ الأزهر والمفتى
- قوى التقدم وقانون التغير الكيفى
- اذا كان المسيحيون مواطنين فلماذا الكتابة عن الجزية
- إرهاصات العالمانية فى مصر
- الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى
- الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور
- الأدب التراثى وأنظمة الحكم وجهان لمنظومة واحدة
- جدل العلاقة بين البؤس الاجتماعى والميتافيزيقا
- دستور يحكم الثقافة ويحمى المثقفين
- عقاب الطغاة بين دولة القانون وقانون الغابة
- انعكاسات الحرب والدمار على أهل الهوى
- الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين
- محمد البوعزيزى : الإبداع على أجنحة الحرية
- نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف
- المبدعة الليبنانية هدى بركات وجدل العلاقة بين الحياة والموت
- عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر