أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف الدينية















المزيد.....

اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف الدينية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 16:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يربط كثيرون من المتعلمين المصريين بين اللغة القبطية والديانة المسيحية. وهو ربط له علاقة بالعواطف الدينية أو التوجهات السياسية. وأعتقد أنّ دورالثقافة السائدة البائسة فى مصر منذ يوليو52 هوالمسئول عن العداء للمعرفة العلمية. وبسبب هذا العداء انتشرتْ خرافة هذا الارتباط ، رغم أنّ اللغة القبطية كانت لغة شعبنا قبل مولد السيد المسيح لأكثرمن سبعمائة سنة. كما أنّ السيد المسيح نفسه كان يتحدث الآرامية. وعند علماء اللغويات والمصريات فإنّ اللغة القبطية آخرمراحل تطوراللغة المصرية القديمة ((ولم تتنازل عن مكانتها للغة العربية إلاّ فى القرن17م)) (معجم الحضارة المصرية ص 290) وكتب د. حسين فوزى أنّ شامبليون توصل إلى أنّ قواعد النحو القبطى هى قواعد نحواللغة المصرية القديمة. وترجم نصوصًا كاملة فى كتابه (الطريقة الهيروغليفية عند قدماء المصريين) (سندباد مصرى ص 246) وذكرد. حسين فوزى أنه شهد أسرة مصرية يتحدث أعضاؤها فيما بينهم بالقبطية (139) علمًا أنه كتب كتابه المذكورما بين سنة 54 ، 1959. وكان لمصرأكثرمن اسم مثل كيمى أو كيمت ومنها جاءت (الكيمياء) واسم تا – ميرى أما اسم (قبط) فهوتحويرلكلمة هور- كا- بتاح أى معبد روح الإله بتاح التى أصبحت Aigyptos فى اليونانية ومنها إلى Egypt فى الإنجليزية. وذكرمارتن برنال أنّ هذا الاسم كان اسمًا لعاصمة مصرالسفلى (منف) وحين نصل إلى العصرالبرونزى نجد أنه أصبح على ما يبدو يُستخدم للدلالة على صفة المصرى فى القسم الشرقى للبحرالمتوسط عمومًا (أثينا افريفية سوداء ص 201) وكتب عالم المصريات فرانسوا دوما أنّ اللغة القبطية هى الطوراللسانى الأخيرللغة المصرية القديمة (حضارة مصرالفرعونية ص 806)
وإذا كان العروبيون المصريون يستنكرون أنْ يكون لنا نحن المصريين لغة خاصة بنا ، فبماذا نفسرأنّ الولاة العرب الذين غزوا مصركانوا يستخدمون مترجمين لترجمة لغة المصريين إلى لغتهم العربية ؟ وبماذا نفسرإشارة المؤرخين العرب إلى المصريين ب (القبط) وذكرت د. سيدة إسماعيل كاشف أنّ القبط كانوا يتكلمون اللغة القبطية حتى أواخرالقرن الرابع الهجرى- العاشر الميلادى (مصرفى عصرالإخشيديين- ص 239) وكتبتْ ((لم يختلط العرب بالمصريين فى البداية ولم يكن لهم تأثيريُذكرعلى القبط ، سواء أكان هذا التأثيرمن ناحية انتشارالدين الإسلامى أواللغة العربية. وكان انتشاراللغة العربية بمصرأبطأ من انتشارالإسلام. ودلت وثائق البردى على أنّ الحكومة كانت تستخدم العربية واليونانية إلى القرن الثانى الهجرى. بينما كانت السلطات المحلية فى الريف تكتب كثيرًا بالقبطية)) وأضافت بدهشة العلماء ((إنّ تنازل شعب عريق فى المدنية كالشعب المصرى عن لغته وإتخاذه لغة شعب لايوازيه فى الحضارة أمرغيرعادى. وأنّ المصريين اضطروا إلى تعلم العربية لأنها أصبحت لغة الدواوين الرسمية منذ سنة 87 هجرية. وفى عصرالخليفة المأمون كانت اللغة القبطية لاتزال لغة التخاطب بين المصريين. وأنّ المأمون كان لايمشى فى مصرإلاّوالتراجمة بين يديه من كل جنس، كما ذكرالمقريزى فى خططه- ج1ص81 (مصرفى عصرالولاة- من ص 140- 145)
ونظرًا لأنّ الثقافة السائدة فى مصر ضد القومية المصرية ، فقد انعكس ذلك الموقف على اللغة المصرية القديمة التى حازت على إهتمام الشعوب الأوروبية. وانتقل الولع بعلم المصريات إلى تعلم اللغة المصرية القديمة. بينما نحن المصريين نستخدم فى حياتنا اليومية آلاف الكلمات من لغة جدودنا المصريين مثل كلمة Kelka أى كلكوعة. وكلمة غورGhoor بمعنى إمشى أوإبعد. وكلمة لُبس Lops بمعنى إلتباس إواختلاط الأمر. وكلمة موشى Moushi بمعنى مشى أوسار. وكلمة كاباى Kabai بمعنى قفص لحفظ الخضاروصانعه Kabathic وهى قريبة جدًا من الكلمة المستخدمة حاليًا (قفاص) وكلمة Kei كوع أوذراع. ومن الكلمات الشائعة إفرش (الجورنال) فكلمة إفرش (قبطى) وسك (الباب) فكلمة سك (قبطى) ونقول يا نطره رخى رخى فكلمة رخى (قبطى) وأشطف الجلابية. فكلمة أشطف (قبطى) والجلابية قبطى وانتقلت إلى العربية. وإدينى التليفون. إدينى قبطى. والنونو ابن الإيه فتفت اللقمة. النونوهيروغليفى. ابن عربى. الإيه قبطى. فتفت قبطى. اللقمة قبطى. وكلنا فول مدمس وبصارة وسريس. هذه الجملة كل كلماتها قبطية ماعدا كلمة واحدة عربية هى كلنا من الفعل أكل. والبيبى مشى تاتا تاتا. البيبى إنجليزى. مشى قبطى وانتقلت إلى العربية. تاتا تاتا قبطى. نينه اشترت كشتبان. نينه هيروغليفى. اشترت عربى. كشتبان قبطى. وكان المرحوم المفكرإسماعيل أدهم يرى أنّ اللغة التى يتكلمها المصريون لغة مستقلة ليس لها علاقة باللغة العربية. والقول بأنها عامية العربية خطأ (قضايا ومناقشات- ج3 دارالمعارف عام 86 ص 65) .
وأعتقد أنّ الخلط بين اللغة القبطية والمسيحية لن يزول إلاّ بعد تدريس اللغة المصرية القديمة فى المدارس والجامعات مثل أوروبا. خاصة وأننا فى حاجة إلى علماء مصريات ولغويات حتى نكسراحتكارالعلماء الأوروبيين (مع الاعتراف بفضلهم علينا) فى هذيْن التخصصيْن. وحتى تكون النتائج خالية من أية أغراض مثل حجب المعلومات المستخلصة من قراءة البرديات إلخ . كما أننا فى حاجة إلى أجيال جديدة من المرشدين السياحيين يعرفون لغة جدودهم وبالتالى يصلون إلى مرحلة راقية فى مهنتهم ولايكتفون بالمعلومات الخاطئة التى تُدرس لهم ويتجنبون سخرية السياح الأوروبيين المسلحين بالمعرفة العلمية التى يفتقدها معظم المرشدين المصريين .
وإذا كان المصريون / العروبيون ومعهم الأصوليون المسلمون يستنكرون وجود لغة قومية اسمها اللغة القبطية ، فإنّ العالم شامبليون لم يتمكن من قراءة النص المكتوب على حجررشيد إلاّ بسبب إجادته للغة القبطية. لذلك يؤرخ العلماء لعلم المصريات بيوم 14/9/1822 عندما خرج شامبليون من بيته وهو يجرى نحو أكاديمية الكتابات المنقوشة والآداب القديمة وهويصيح ((المسألة فى حوزتى)) ثم سقط مغشيًا عليه. كان حل رموزاللغة المصرية القديمة هوالبداية الحقيقية لعلم المصريات. وقبل شامبليون كانت هناك محاولات سابقة ، مثل دورالعالم تومس يونج وغيره ، إلاّ أنّ علم المصريات وُلد على يد شامبليون. كان وهو فى سن 13 يدرس اللغات العربية والكلدانية والسريانية ، بعد أنْ درس اللاتينية والعبرية. ثم تفرغ لدراسة اللغة القبطية. وكان يُخطط لدراسة اللغتيْن الفارسية والصينية. لاحظ شامبليون أنّ اسم بطليموس يتكررفى النص الواحد المكتوب على حجررشيد بثلاث لغات (الهيروغليفية والديموتيكية واليونانية) وتوصل إلى نتيجة مؤداها أنه لكى تكون الهيروغليفية قادرة على التعبيرعن الأسماء اليونانية ، فمعنى ذلك أنها لابد وأنْ تُصدرأصواتًا. وكانت إجادته للغة القبطية هى المدخل للهيروغليفية ، حيث اكتشف أنّ البنية اللغوية واحدة فى المرحلتيْن الهيروغليفية والقبطية. وبالتالى فإنّ القبطية هى إمتداد للهيروغليفية. وفى عام 1812 قال ((استسلمتُ تمامًا لدراسة اللغة القبطية. كنتُ منغمسًا فى هذه اللغة لدرجة أننى كنتُ ألهو بترجمة كل ما يخطرعلى ذهنى إلى القبطية. كنتُ أتحدث مع نفسى بالقبطية. كنتُ أشعرأننى قادرعلى تعليم أحدهم قواعدها النحوية فى يوم واحد. ولاجدال أنّ هذه اللغة منحتنى مفتاح المنظومة الهيروغليفية))
هذا عالم فرنسى. وهو واحد من بين مئات العلماء الأوروبيين الذين تخصصوا فى علم المصريات وعلم اللغويات. احترموا لغة العلم فعرفوا فضل الحضارة المصرية على كل شعوب العالم. وكان من بين الإنجاز الحضارى لجدودنا المصريين القدماء هو كما ذكرعالم المصريات الكبيربرستد ((تقدمهم فى اختراع أقدم نظام كتابى ، جعل فى أيديهم السيطرة على طريق التقدم الطويل نحو الحضارة)) (فجرالضمير- ص 29) لذلك لم تكن مصادفة أنْ تكتب عالمة المصريات نوبلكورفى كتابها (المرأة الفرعونية) عن جدودنا المصريين القدماء ((ذلك الشعب الذى أبدع حضارة متقدمة فى ذات الوقت الذى كان جدودنا فى أوروبا قابعين فى ظلمات الكهوف)) ويصل عشق شامبليون بمصرلدرجة أنْ يكتب عندما زارمصرعام 1828 ((إننى أتحمل حرارة الجو. يبدوأننى وُلدتُ فى هذه البلاد)) وأمام معبد الكرنك قال ((لسنا فى أوروبا سوى أقزام))
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة
- أجيال جديدة ومرجعية قديمة
- علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين
- الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
- الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى
- الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف الدينية