أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور















المزيد.....



الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تمكن المبدع الكبيريوسف إدريس من توظيف خاصية المكان لتعميق البعد الدرامى فى روايته البديعة (الحرام) بل إنه جدل (وحدة الزمن) مع خاصية المكان فى ضفيرة واحدة . فإذا كان مسرح الأحداث قرية من قرى شمال الدلتا ، فإن الزمن فرضه موسم جنى القطن ، إذْ أن ((القطن يُزرع فى أواخرالشتاء )) وما أن يرحل شهرطوبة حتى ((تكون بذوره قد تشققت واخترقت الأرض السمراء ونبت لكل بذرة جذرونما لها ساق . وحين تكبرالعيدان فتغطى المساحات الواسعة السوداء بطبقة خضراء جميلة وريانة)) بعد هذه المرحلة يحل أوان الدودة ولطعها . فى هذا الموسم تشتد الحاجة الى العمال الزراعيين لإنجاز مهمتين متلاصقتين لايمكن فصل إحداهما عن الأخرى : مهمة جنى القطن ومهمة إزالة الدودة .
هاتان المهمتان يقوم بهما (عادة) العمال الزراعيون الذين أصبح لهم مصطلحًا شهيرًا هو (عمال التراحيل) حيث أنهم يتركون قراهم الأصلية ، ليبيعوا جهدهم وعرقهم فى قرى أخرى . لذلك نجد أن المبدع فى رواية الحرام أعطى لخاصية المكان أهمية ساعدت فى تعميق البعد المأساوى لعمال التراحيل هؤلاء ومن بينهم عزيزة الشخصية التراجيدية ، رغم أنها لم تتكلم سوى بضع كلمات قليلة . فإذا كانت الأرض المزروعة بالقطن فى قرية فى شمال الدلتا ، فإن ناظرالزراعة فكرى أفندى- فى كل موسم زراعى- يأخذ أول قطاروينزل فى طنطا . ثم يركب سيارة أجرة تحمله الى قرية من قرى المنوفية أو الغربية . وهذه القرى يُسميها ((عش النمل)) نظرًا لكثرتهم وبؤسهم . يجمعهم بالتعاون مع مقاول الأنفارالذى يقتسم معه عمولة (السمسرة) إذْ يتم الإتفاق على أن تكون أجرة (النفر) تسعة قروش ولكنه لا يحصل إلاّ على ستة قروش .
حضرعمال التراحيل من قراهم البعيدة. ولكن أين تكون إقامتهم ؟ هنا يبدأ التوظيف الدرامى لخصوصية المكان . أهالى القرية لهم بيوتهم ويرفضون الاختلاط مع عمال التراحيل ، الذين يتم تخصيص جزء من الأرض- بعيدًا عن بيوت الفلاحين- لتكون مقرًا لإقامتهم ومعيشتهم ونومهم بعد يوم العمل الطويل . المكان خلف إسطبل الخيول . ولأن عمال التراحيل ليسوا من أهل القرية ، فإن الأخيرين أطلقوا عليهم مصطلح (الغرابوة) بغض النظرعن المحافظة التى أتوا منها ، فأصبح كل عمال التراحيل (غرابوة) . وترتّب على خاصية المكان أن أهالى القرية الأصليين يعتبرون أنفسهم ((مزارعون محترمون ، لكل منهم بيته وأولاده وبهائمه وجلبابه النظيف الجديد الذى يرتديه بعد العمل . وصحيح أن صاحب التفتيش (= إقطاعية أو عزبة) يأخذ معظم ما تنتجه الأرض ، ولكن يبقى للفلاح ما يستره ويكسوه ويطعمه ، ويجعله حتمًا ينظرالى الغرابوة هؤلاء نظره الى نفاية بشرية جائعة ، مضطرة الى الهجرة كى تعمل وتأكل. أما هؤلاء (الغرابوة) الذين تعوّدوا (المقلتة) والتريقة ، فكانوا لايقيمون وزنًا كبيرًا لتريقة الفلاحين أو نظرتهم ، وكأنما هم معترفون أنهم (غرابوة) أوترحيلة أوأى شىء. فما دام الواحد منهم قد حظى بمكان فى الترحيلة وضمن أن يعمل أكثرمن ثلاثة شهوروبأجر، فليقل عنه القائلون ما شاءوا)) وبعد غروب الشمس (بعد انتهاء العمل) ينسحب (الغرابوة) الى مكان إقامتهم ، خلف الاسطبل حيث تختلط رائحة الزيت برائحة السمك الصغيربرائحة الجبنة القديمة والعدس والبصل .. رائحة أطلق عليها الفلاحون رائحة (الترحيلة) وتحمل الريح ((الضجة والرائحة الى العزبة الكبيرة وقاطنيها ، فتنطلق النكت (جمع نكتة وهى صحيحة لغويًا) وتتصاعد القهقهات ويزداد الناس إيمانًا بأنهم حقًا وصدقًا نفاية بشرية منحطة .. أولئك الناس الذين يدعونهم الترحيلة .
خاصية المكان سيترتب عليها التوظيف الدرامى فى البحث عن أم الرضيع المخنوق الذى تبدأ به أحداث الرواية والذى وجده الخفير عبدالمطلب بجوارشجرة صفصاف على حافة الترعة . منذ الوهلة الأولى إتجهت العيون الى خلف الاسطبل . قال مفتش الزراعة ((لازم واحده من دول)) تطلعت العيون والقلوب الى حيث يشير، وجاءه الجواب من أكثرالواقفين ، وكأنه فرحة البراءة ((همّ .. ما فيش غيرهم .. ودى عايزه كلام ؟ دول غرابوه ولاد كلب)) وبعد هرش الدماغ والبحث عن امرأة من فلاحات العزبة مثل (نبوية) تاجرة البيض ((اللعبيه)) وخصوصًا أنها ((بقى لها عازبه زمان)) رغم ذلك تم استبعادها من أذهانهم بعد أن أشارناظرالعزبة بذراعه من جديد الى خلف الاسطبل وقال ((أبدًا .. همّ ما فيش غيرهم)) عندئذ آمن الفلاحون بكلامه وغمغموا يلعنون الغرابوة . هنا اشترك المكان (خلف الاسطبل حيث إقامة عمال التراحيل) فى توجيه الاتهام الى الغرابوه . وأن أم الرضيع المخنوق لابد أن تكون واحدة منهم . وهكذا يكون المبدع قد وظف المكان وأبرز منه عدة مستويات : مستوى الفصل الحاد بين أهالى العزبة الأصليين وبين عمال التراحيل ، وكأن الأخيرين من جنسية أخرى غيرالجنسية المصرية . ومستوى احتقارأهالى العزبة لهؤلاء الغرابوة بصفتهم ((نفاية بشرية منحطة)) وأخيرًا مستوى إدانتهم ، وأن (المجرمة) التى قتلت طفلها لابد أن تكون من بينهم ، هكذا دون أى دليل وقبل أى تحقيق .
الحرام بين المطلق والنسبى
فى معظم أعمال المبدع الكبيريوسف إدريس صياغة إبداعية (بلغة الفن) لقانون النسبية الذى يحكم العلاقات والمبادىء بين البشر. كما يحكم العلاقات بين قوى الطبيعة . وفى رواية الحرام ، كان العثورعلى الرضيع المخنوق هو الحجرالذى ألقى فى بحيرة ساكنة ، فأحدث عدة دوامات كشفت الكثيرمن الحقائق المسكوت عنها. من ذلك- مثلا- أن مأمورالزراعة فكرى أفندى أخذ على عاتقه مهمة العثورعلى المرأة الى قتلت طفلها ، رغم أن هذه مهمة الشرطة وجهات التحقيق . أوقف العمل فى جنى القطن ، ومرّبنفسه على النساء العاملات من الغرابوة وهو يتفحص كل واحدة بدقة علّه يعثرعلى الجانية ، التى لابد وأن تظهرعليها آثارالولادة . وبعد أن فشلت مهمته ، لجأ الى التأكد من عدد الغرابوة رجالا ونساءً ، وبعد أن تأكد من أن العدد مطابق للكشوف ، ظلّ على قناعته بأن قاتلة طفلها لابد أن تكون من نساء الغرابوة . وقال لنفسه لابد إذن أن الفاجرة تحاملت على نفسها وسرحت مع الأنفار واشتغلت ((يا لها من عاهرة .. لا بل يا لها من جبارة)) والمبدع لكى يُجسّد قانون النسبية بلغة الفن ، مهّد لشخصية فكرى أفندى مأمورالزراعة ، إذْ أنه حكم على قاتلة طفلها ب (الزانية) دون دليل ، بل إنه كلما مرّت أمامه كلمة (زانية) إقشعربدنه ، رغم أنه كانت له علاقات قبل أن يتزوج وحتى بعد أن تزوج . وكان ((كأنما يستبعد أن توجد نساء فى العالم تُخطئن مثلما تخطىء النساء معه . وكأنما من أخطأن معه لسن زانيات .. الزانيات من يخطئن مع غيره)) وأكثرمن ذلك فإن فكرى أفندى كثف جهوده للبحث عن المرأة (الزانية) ولم يهتم بالبحث عن الرجل (الطرف الثانى فى أية عملية جنسية) وكان منطقه أنه اذا كان الرجل يفعل (الحرام) فإن دوره فى الحرام (طيارى) أما المرأة فدورها أساسى . هذه النظرة الأحادية التى ترسخ للتعصب الذكورى ، وتنحاز ل (الرجل) ضد المرأة وبشكل مطلق ، تتسق مع بطشه بالعمال الزراعيين ، فهو لايكتفى بالحصول على نسبة من أجرهم ، وإنما هو- كذلك- يمكنه ((أن يعز من يشاء ويرفت من يشاء ويحكم بالغرامة على من يشاء)) ورغم ذلك فهو جبان رعديد أمام رئيسه المفتش وصاحب العزبة.
كشف الحجرالملقى فى بحيرة السكون ، عن شخصية أم إبراهيم زوجة إمام الجامع وخطيبه ، فرغم أنها شاركت الجميع فى إدانة الغرابوة ، سمحت لنفسها بأن تقيم علاقة مشبوهة مع الشاب الحليوة أحمد سلطان الموظف المسئول عن تسجيل أسماء عمال التراحيل . كانت معرفة أم إبراهيم بأحمد سلطان وطيدة وتطورت تلك المعرفة الى نوع من (الصداقة) تطبخ له أحيانًا وتهاديه بطبق قشدة أحيانًا أخرى مع ((أنها كانت قد فقدت الأمل فيه وفى تحديد علاقتهما)) ولكن الأخطرفى شخصية أم إبراهيم (التى تدعى الفضيلة) أنها لكى تُرضى أحمد سلطان وافقت على طلبه ، إذْ كانت هى وشقتها الوسيلة الوحيدة للإيقاع بالفتاة لنده .
وأبان الحجرالملقى أيضًا عن شخصية زكية زوجة محبوب ساعى البريد ، فقد وصل جبروتها وخيالها الجامح أن تكتب رسالة الى عشيقها فى طنطا ، وأن تعطى الرسالة لزوجها ليسلمها الى مكتب البريد ، مطمئنة الى أن زوجها لن يكتشف الأمر، لأنه لايعرف القراءة ولا الكتابة .
ولكن أخطرما فعله الحجرالملقى فى بحيرة السكون ، هو ثورة الشك التى أشعلت نفوس أهالى العزبة . إذْ بعد أن تبين أن قاتلة طفلها ليست من بين نساء الغرابوه ، بدأت جرثومة الشك تأكل عقول رجال العزبة ، وبات كل رجل ينظرالى (حريمه) سواء زوجة أو ابنة من جديد . والسؤال القاتل هو: أتكون الفاعلة من داخل بيتى : زوجتى أو ابنتى ؟ وكان أكثرالرجال بؤسًا وتمزقًا نتيجة هذا الشك هو مسيحه أفندى رئيس الحسابات . فالاشاعات فى العزبة- وقبل ظهورالطفل المخنوق- تتكلم عن علاقة حب بين ابنته لنده وصفوت ابن مأمورالزراعة فكرى أفندى ، وأنهما يتبادلان الخطابات الغرامية- سرًا- عن طريق محبوب ساعى البريد . وكاد مسيحه أفندى أن يموت من الرعب كلما فكرفى أن الطفل المخنوق هو ابن بنته لنده من صفوت . ونهش الشك صدره بعنف عندما كانت ابنته مريضة وملازمة للفراش ، فأيقن أن الشك يقترب من اليقين .
وسط هذه الدوامات من ثورة الشك وإدعاء الفضيلة ، تبرز شخصية (دميان) شقيق مسيحه أفندى . دميان تجسيد للشخصية التراثية فى الوجدان المصرى ، عن الشخص (المبروك) المكشوف عنه (الحجاب) الدرويش اللاهى عن إغواءات الدنيا ، قليل الأكل ، قليل المطالب . الذى تتجسد سعادته فى الاعتناء بالكتاكيت أو العثورعلى بيض الفراخ . دميان هو الشخص الوحيد المسموح له بدخول دارفكرى أفندى مأمورالزراعة . فزوجة فكرى أفندى تطلبه دائمًا ليقرأ لها الفنجان أو لتستدرجه كى تضحك من كلام (الدروشة) ومع مرورالأيام سيطرعليها هاجس ملك كل فكرها : هل دميان فيه للنساء أم لايصلح لهن ؟ ((كانت هذه المشكلة كلما خطرت لها اعتبرتها عيبًا وحرامًا لايصح أن تسمح لنفسها بالخوض فيها . ولكن فى تلك الساعة لاتدرى هى نفسها لماذا تعتبرأن التفكيرفيها لم يعد حرامًا أو عيبًا . إنها لاتريد- لاسمح الله- أن تُخطىء مع أحد بله دميان ، كل ما فى الأمرأنها تريد أن تعرف ، فهل يُعد هذا حرامًا ؟)) وماذا تفعل اذا هرب هو من الإجابة على السؤال . هل تستدرجه ؟ هل تخدعه ؟ هل تغريه وتمضى فى نهاية الشوط لترى إن كان يستجيب ؟ لم تكن فى ذهنها خطة واحدة (( ولكنها صممت أن تعرف أمر دميان ولو أدى ذلك معه الى أن تفعل المستحيل)) بعد أن دخل دميان دارفكرى أفندى مأمور الزراعة وجلس مع زوجته ((لم تكد تمضى بضع دقائق حتى شاهد الناس دميان يندفع جاريًا من بيت المأمور. وعبثًا حاول البعض إيقافه لسؤاله عن سبب جريه . ولم يمض جريان دميان من دارالمأموربسلام . إذْ هو شىء غيرعادى .. سر.. وكأنما سرلاحل له . فلابد من أقوال تتناثر عنه وتفسيرات وشائعات)) وهكذا فإن المبدع يوحى ولايُفصح ويترك ما حدث لخيال القارىء .
رغم أن الأحداث فى رواية الحرام كان مفجرها العثورعلى جثة الطفل الرضيع منذ الصفحة الأولى ثم البحث عن أمه ، فإن تلك الأم لم تظهرإلاّ فى ص 79 ، كما أنها لم تظهرإلاّ فى صفحات قليلة حتى نهاية الرواية ، رغم ذلك فإن تلك الصفحات القليلة خلقت منها شخصية خالدة فى الأدب العالمى . لقد تعرّضت للاغتصاب بسبب جدربطاطا طلبه زوجها المريض . وطلبات المريض فى الموروث الشعبى مقدسة . وبسبب الاعتداء عليها حملت . حاولت التخلص من الجنين وفشلت . كان يقتلها الخوف على مشاعرزوجها قبل خوفها من فضيحتها . ولأن مرض زوجها يمنعه من الحركة (وليس من العمل فقط) ذهبت مع عمال التراحيل الى تلك القرية البعيدة لتصرف على زوجها وأولادها . أخفت انتفاخ بطنها بالضغط عليه بالأربطة . حتى جاءتها لحظة الولادة . صرخ الطفل مثل كل الأطفال حديثى الولادة . وضعت إصبعها على فمه . مص الطفل الإصبع ثم ارتفع صراخه . ضغطت بالإصبع على فمه وراحت فى غيبوبة ما بعد الولادة . استيقظت لتجد طفلها جثة . فهل هى قاتلة طفلها ؟ هل يمكن إدانتها وهى التى كانت تصرخ فى هذيانها بسبب حمى النفاس ((جدرالبطاطا كان السبب يا ضنايا)) ؟ وفى هذيانها تتذكرلحظة إغتصابها ((تلك اللحظة التى صاحبتها سبعة شهور تطاردها كاللعنة . لماذا تركته يفعل بها ما فعل ؟ تقول لنفسها إنها لم ترض . ثم تعود لتقول : ولكننى لم أرفض . تضرب رأسها فى الحائط وتقول : كنت عارفه إنه حرام وعيب . لم تقاوميه كما يجب . لم تصرخى وقلت الفضيحة . وها قد أتتك الفضيحة الكبرى : إنفضحى إذن يا عزيزه وإشبعى فضيحه . فلولا أنك ضعفت لحظة لما حدث ما حدث . لحظة .. لحظة ضعف واحدة . (رغم) أنها هى التى قاومت طبيعتها حين رقد زوجها رقدته التى لم يقم منها . قاومت الليالى التى كانت تريده فيها ولايستطيع . أيكون هذا هو السبب فى أنها ضعفت تلك اللحظة ؟)) ولم ينقطع هذيانها طوال أيام حمى النفاس الى أن جاءت لحظة الخلاص الأبدى من آلامها ومن تعاستها ومن بؤسها . جرت الى نفس المكان الذى ولدت فيه طفلها .. الى شجرة الصفصاف عند حافة الترعة . لم يتمكن أحد من منعها من الجرى الوحشى المجنون ((وبين دهشة الملتفين حولها وذهولهم جلست عزيزة القرفصاء ، وكأنها تتهيأ للولادة . وانطلقت من فمها صرخات متواليات ، كأن الطلق اشتدّ عليها . ثم عسعست بيدها حتى عثرت على عود الصفصاف الذى احترق نصفه والذى كان لايزال فى مكانه من الحافة وأطبقت عليه بأسنانها واتخذت هيئتها طابعًا جنونيًا مذعورًا وهى تضغط على العود وتنشب أسنانها فيه . وظلت تضغط بتوحش وهى تدمدم بأنين محتبس كاسروالدم يسيل من فمها وأسنانها فيلوث العود ، وعيناها جمرتان متوهجتان وشعرها منكوش كشعرالجان ويداها تعتصران طين الخليج فتحيلانه الى تراب جاف ، وفجأة وكأن شيئًا طق فى داخلها ، تهاوت ممددة لاحراك بها)) .
وكما كان للمكان دورٌ فى التوظيف الدرامى فى بداية الرواية ، كان له نفس الدورعندما تم العثورعلى عزيزة . حيث أن زميلاتها وزملاءها من عمال التراحيل بنوا لها (ظليلة) اختبأت فيها بعد الولادة . تستروا عليها وحفظوا سرها . وعندما أصرّت على أن تذهب الى العمل فى الغيط ، لم تهدأ إلاّ بعد أن طمأنها ملاحظ الأنفارأن أجرها لن ينقطع . فى البداية جذبت (الظليلة) أهالى العزبة للفرجة ، إما للتطفل أو للشماتة والتنفيس عن الغضب بعد أن طالتهم الشكوك . وهاهى الفاعلة المجرمة التى أكدت براءتهم من التهمة . ولكن بعد أن شهدوا صراخها وسمعوا هذيانها ، انتقلت آلامها الى نفوسهم . وأصبح ذهابهم الى (الظليلة) للاطمئنان عليها وتقديم يد المساعدة ، لدرجة أن نبوية الفقيرة المعدمة ذبحت لها أرنبة صغيرة وطبختها وحملتها فى حلتها الى الظليلة ، لتأكلها عزيزة و(تتقوى) لتقاوم حمى النفاس . ومع مرورالأيام- خاصة بعد أن كسرأطفال العزبة الحاجزالمكانى والنفسى والطبقى- وذهبوا الى خلف الاسطبل ولعبوا مع أطفال (الغرابوه) واكتشفوا أن لهم ألعابهم الخاصة الجميلة بل ولهم أسماء مثلهم الخ . كان الأطفال بداية كسر الحاجزثم تبعهم الكبار، وبالتالى لم تعد الظليلة التى تختبىء فيها عزيزة ((سبة فى جبين الغرابوة يحاولون إخفاءها)) وأهالى العزبة الذين كانوا يتداولون حكايتها بإحساس من يتداول حرامًا ، أصبحوا يتحدثون عن الموضوع وكأن لم يعد فيه ما يُخجل . وتحول إهتمامهم من حكاية عزيزة الى عزيزة نفسها . عزيزة المريضة المسعورة التى تتعذب . حتى أصبحت الظليلة التى ترقد تحتها وكأنها قبة شيخ . ومن يمرعليها لابد أن يلقى نظرة ، ليست نظرة حب استطلاع أو تشف ولكن نظرة عطف ومشاركة . نظرة من يود لو كان باستطاعته أن يفعل شيئًا ليُخفف عن تلك المسكينة المحمومة المعذبة آلامها .
أما بعد أن ماتت عزيزة فقد حدث التغيرالأكبر، إذْ ذهب أهالى العزبة الى خلف الاسطبل لتقديم واجب العزاء للغرابوه . جاء الفلاحون من العزبة الكبيرة ومن العزب الأخرى . وبكت النساء وعدّدن على عزيزة بمواويل من ماتت فى بلاد الغربة بعيدًا عن زوجها وأولادها وأهالى قريتها . فى هذا اللقاء (واجب العزاء) اختلطت العمم بالعمم والجلابيب بالجلابيب ((فلم تعد تستطيع أن تُميز الفلاح من الترحيلة ولا صاحب المأتم من المُعزى)) .
أعتقد أن يوسف إدريس كتب (الحرام) بروح وآلية القصيد السيمفونى . فإذا كانت البداية دوائرالدوامات التى أظهرت الحاجز الجغرافى والنفسى والطبقى المصطنع بين أهالى العزبة وعمال التراحيل ، وكشفت هذه الدوائرالكثيرمن خطورة النظرة الأحادية التى تفرز كل أشكال التعصب ، فإن النهاية كانت الرد على البداية . أظهرالمقطع الأخيرمن القصيد السيمفونى ، الجوهرالحقيقى لأبعاد الشخصية المصرية ، ليس فقط التوحد مع مأساة عزيزة ، وإنما- وهو المهم- النظرة الجديدة لعمال التراحيل ، فهؤلاء ليسوا ((نفاية بشرية)) كما كانوا ينظرون اليهم من قبل ، وإنما هم بشرمثلهم ، لهم هموم مثل همومهم وأرواح مثل أرواحهم . ووصل التوحد الإنسانى لدرجة أن أهالى العزبة والعزب المجاورة إعتبروا شجرة الصفصاف التى ولدت فيها عزيزة طفلها وماتت تحتها شجرة مبروكة (( وأوراقها لاتزال مشهورة بين نساء تلك المنطقة كدواء أكيد مجرب لعلاج عدم الحمل)) .
الوعى بمفردات الشخصية المصرية
فى معظم أعمال يوسف إدريس وعى بالثقافة القومية لشعبنا المصرى التى اكتسبها عبرآلاف السنين . وفى رواية الحرام نجد ذلك الوعى من خلال أشكال المقاومة التى يتغلب بها الفلاحون الفقراء على استمرارالحياة ، مقاومة تأخذ شكل الغناء ، فعمال التراحيل يركبون السيارة التى تنقلهم من قريتهم الى القرى البعيدة . سيارة رغم أنها مخصصة لنقل المواشى ، إلاّ أن فرحتهم بفرصة العمل جعلتهم ينطلقون بالغناء . كما أن الصورة التى رسمها المبدع لعملية جنى القطن ، تؤكد بشاعة القسوة التى يتحملها هؤلاء العمال ، فجنى القطن يتطلب إنحناء الظهرأثناء العمل ، وهكذا تظل الظهورمحنية منذ مطلع الشمس الى غروبها ، ومع ذلك فإن مقاومتهم لذلك الألم الجسدى والنفسى يكون بالغناء للزرع وللأحبة حيث تركوا أولادهم وأقاربهم . أو مواويل الغربة وغدرالزمان . ويدخل ضمن هذا الوعى بالثقافة المصرية ، أن عمال التراحيل بعد أن اكتشفوا حكاية عزيزة ، لم يهتموا بإدانتها والتلسين عليها ، وأن ما فعلته حرام ، وإنما كان همهم الأول هو التسترعليها والعناية بها حتى تبرأ من مرضها . كما أن ذلك الوعى بالموروث يتضمن التراث الشعبى الذى تختلط فيه الأساطيربالخرافات ، لذلك فإن أول خاطرورد على ذهن عبد المطلب الذى عثرعلى جثة الطفل الرضيع ، أنها لابد أن تكون لعفريت ابن جنية . وعزيزة عندما جاءها الطلق ، كانت مستعدة لهذه اللحظة ، فلم تنس البيضة التى استلفتها ولا قطعة الصفصاف الجافة لتضعها بين أسنانها . وما كاد رأس الجنين يطل ((حتى كسرت البيضة ومضت توزع محتوياتها الزلقة علّها تفلح فى زفلطة الرأس وخروجه)) .
جماليات اللغة الفنية عند يوسف إدريس
اذا كانت الرواية تبدأ بالعثورعلى جثة الطفل الرضيع ، واذا كان هذا الحدث هو الذى سيثير الزوابع ، أى أننا فى لحظة فاصلة بين السكون الرتيب والمعتاد ، وبين العاصفة التى تأتى بعد هذا السكون وما تحدثه من تدميروفوضى ، لذلك وصف المبدع فى الصفحة الأولى حالة الطبيعة عند شجرة الصفصاف حيث السكون التام وكأنما ستقوم القيامة من بعده ((سكون جليل مهيب تتردد حتى أدق الكائنات فى خدشه)) وعبدالمطلب عندما يتكلم ((تخرج الكلمات من فمه فى سحابات صغيرة من بخارالصبح)) وعندما قابل عطيه ((ظلت ذرات البخارتخرج من فم عطيه لترد عليها ذرات بخارخارجة من فم عبدالمطلب)) ولكن بعد أن سيطرت الشمس وملأت المكان بضوئها وحرارتها أصبح الكلام يخرج بدون بخار، لنقرأ وصف إدريس لهذا المشهد ، كان عبد المطلب يرد على عطيه ((قال دون أن تصدرسحب بخارعن كلماته ، فالشمس كانت قد بدأت تبيض والأجساد بدأت تسخن والندى أخذ يزول)) وفى تعريفه لشخصية مأمورالزراعة فكرى أفندى فإن ((الله حباه عقلا ومعرفة وطربوشًا ونابًا أزرق)) واذا كان الشائع أن نقول (ذبحنا حمامة) فإن إدريس لايلتزم بهذا التعبير، فحيث أن الوليمة التى تقام لمأمورالزراعة ، فيها الكثير من المداهنة والنفاق وليست عن طيب خاطرلذلك كان الوصف الدقيق هو((تطيررقاب الكثيرمن الحمام والبط)) ولأن بعض عمال التراحيل يأخذون معهم أطفالهم الرضع ، لذلك يأخذون معهم سيدة عجوزكل مهمتها العناية بالأطفال أثناء غياب الأم فى الغيط . واذا كان ال (حبو) على الأرض هو التعبيرالخاص بالأطفال الرضع ، فإن إدريس يصف مشهد المأمورالذى توقف أمام السيدة العجوز وهويرى حولها ((عشرات الأطفال بعضهم فى حضنها وبعضهم قد سبح وحبا بين الصرر)) وهكذا أخذ تعبيرالسباحة فى البحرلتكون سباحة بين الصرر. والمأمورعندما رأى عزيزة لأول مرة اكتشف أنها سمراء غامقة السمرة أو بالأحرى محروقة الجلد . حرقته الشمس الكاوية التى تنصب عليه أشعتها طوال اليوم بلا حجاب أو حاجز غيرأنه لم يفته ملاحظة ((أن ثنية ركبتها فاتحة . وأن ثوبها الأسود المشقوق فى أكثرمن موضع يظهرأحيانًا بقعًا بيضاء كدوائرالنورحين ترتسم على الأرض من ثقوب السقف)) واذا كان تعبير(الزقزقة) لصيق بصوت العصافير، فإن عزيزة عندما خرج الجنين من بطنها ((سمعت زقزقة خافتة . زقزقة الجنين ما فى ذلك شك)) وفجأة وعلى حين بغتة ((خرجت منه صرخة.. صرخة خُيّل اليها أنها ملأت الدنيا كلها وسمعها الناس أجمعون)) .
يُعتبريوسف إدريس واحدًا من أبرزالكتاب الذين امتلكوا شجاعة استخدام التعبيرات والكلمات المصرية مثل كلمة (المقلته) (ص 15) أى السخرية فى اللغة العربية . وعندما كان زوج عزيزة مريضًا فإن الإبر(تندك) فى ذراعه وتفرغ سمها الهارى فى جسده (ص 84) وعندما نترجم هذا الوصف الى اللغة العربية نقول إن الإبرتدخل فى الذراع ، أما كلمة (تندك) فهى نحت لغوى مصرى صميم . وفى الحواريلجأ الى اللغة المنطوقة للتعبيرعن شخصية المتكلم . فعندما علم عمال التراحيل أنهم سيذهبون الى العمل صاحوا ((جاء الفرج يا أولاد والأشيا ح تبقى معدن)) ولا أعرف اذا كانت (الهمزة) فى (جاء) كتبها المؤلف أم هى من تدخل (المصحح) الذى غالبًا ما يتدخل فى إبداع المبدعين . ومع ذلك نلاحظ اختفاء الهمزة فى (الأشيا) كما أن إدريس غالبًا ما يفصل حرف الحاء عن الفعل . مثال : (ح تبقى) (ص 16) وعندما كان دميان يقرأ الفنجان لزوجة المأمورقال لها ((ح تشوفى خيربعد نقطتين)) وهى الطريقة الصحيحة وفقًا لقواعد اللغة القبطية ، حيث يتم فصل حرف الحاء عن الفعل (وهو حرف يستخدم فى المستقبل والماضى بدخول فعل الكينونة) ولا أدرى اذا كان إدريس قد درس اللغة القبطية ، أم أن حسه الفطرى باللغة هو الذى أملى عليه ذلك . ويستخدم كلمة (العواف) كثيرًا للتعبيرعن التحية ، وهى كلمة نحتها جدودنا المصريون من الكلمة العربية (العافية) ويكتب أن فلانًا ((استحلى القعده)) واذا أردنا ترجمة هذا الوصف الى اللغة العربية نقول (استطابت له الجلسة) أو(استراح لهذه الجلسة) الخ ورشاقة اللغة المصرية يستخدمها إدريس كثيرًا فيصف حالة البطالة قائلا ((يوم فيه وعشره ما فيش)) (ص 84) وعندما قرّرت عزيزة الذهاب للعمل مع عمال التراحيل قالت ((أنا رايحه)) (ص 92) وبالطبع فإن الترجمة العربية تكون ((أنا سوف أذهب)) أو((أنا قرّرتُ الذهاب)) الخ .
*****
اذا كان يوسف إدريس جسّد مأساة عمال التراحيل عن الفترة السابقة لعام 52 فى روايته البديعة (الحرام) فهل تجود القريحة المصرية بمبدع آخريُجسد مأساة الفلاحين وعمال التراحيل وانهيارالزراعة المصرية بعد يوليو52 ؟ فعن انهيارمحصول القطن بعد ذلك التاريخ فقد تدهورت مساحته المزروعة من مليون ونصف فدان الى مالايزيد عن 600 ألف فدان)) كما أنه ((تم فتح الباب على مصراعيه لاستيراد القطن الأمريكى بما أدى فى موسم واحد (عام 93) الى خسارة مصرحوالى 2 مليارجنيه . فالسعر الذى تم به تصديرالقطن المصرى المتميز كان 90 سنتًا للرطل بينما سعرالقطن الأمريكى المستورد- والأقل جودة- كان 105 سنتًا للرطل)) وفى عام 93 كانت مصرالدولة الثانية فى العالم المستوردة للقمح ، وبعد هذا التاريخ أصبحت مصرالدولة الأولى فى العالم المستوردة للقمح ((بفضل سياسة العولمة والتبعية للأمريكان)) (المصدرمجلس القمح الأمريكى ومجلس القمح الدولى – نقلا عن عريان نصيف فى كتابه لا للتبعية والتطبيع فى الزراعة والغذاء- دارالثقافة الجديدة عام 2001 ص 9 ، 54) وعن الظلم الواقع على الفلاحين بعد يوليو52 كتب أنه فى فترة الحكم الناصرى((قامت هبات فلاحية فى باسوس وكمشيش وأوسيم والحواتكه ومطاى وبنى صالح وشبرا ملس والعشرات من قرى مصر)) وعن مأساة عمال التراحيل كتب أنه ((خلال عامى 97 ،98 فقط أستشهد وغرق أكثرمن 200 من أطفال وبنات الفلاحين الفقراء فى العديد من قرى مصر(صا الحجرغربية وطنبول الكبرى دقهلية وأوسيم الجيزة ومطوبس كفرالشيخ الخ) نتيجة انقلاب الجرارات الزراعية وعربات اللورى المتهالكة التى يُحشرفيها هؤلاء البؤساء الخ)) (عريان نصيف- مأساة الفلاح فى زمن الانفتاح- كتاب الأهالى رقم 69 مارس 2001 – ص 38 ، 62 ،63) وفى لقاء المؤلف مع عمال التراحيل سمع تعديدة النسوة على عاملة التراحيل (منال محمد) التى استشهدت قبل زفافها بأسبوع : ((من الحريرحريرى .. فى عمرك الصغيرما اتمتعتيشى .. من القماش قماشى .. جيتى تفرحى ما لحقتيشى .. حتى كساوى الفرح يا شابه ما إتبلت .. راحت ضناى ولا إتهنت)) .
*****
E. mail : [email protected]



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب التراثى وأنظمة الحكم وجهان لمنظومة واحدة
- جدل العلاقة بين البؤس الاجتماعى والميتافيزيقا
- دستور يحكم الثقافة ويحمى المثقفين
- عقاب الطغاة بين دولة القانون وقانون الغابة
- انعكاسات الحرب والدمار على أهل الهوى
- الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين
- محمد البوعزيزى : الإبداع على أجنحة الحرية
- نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف
- المبدعة الليبنانية هدى بركات وجدل العلاقة بين الحياة والموت
- عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور