أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى















المزيد.....

الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى
وإدانة الدكتاتورية بلغة فن الروايـــــة

يؤكد الإبداع الإنسانى الرفيع ، أنّ ثمة جناحيْن لازميْن لكل فن عظيم : الوعى بلغة الفن ، والوعى بمجمل معطيات الواقع . وإنْ كان الوعى بالمرتكز الأول (لغة الفن) يختلف من مبدع وآخر، فإنّ الوعى بالمرتكز الثانى (معطيات الواقع) أكثر اختلافًا وتباينًا ، فالبعض تشده المعطيات الاقتصادية والسياسية ، وفريق آخر يمتد أفقه ليلضم المعطيات الاجتماعية بما سبق ، وفريق ثالث يعى العلاقة الجدلية بين كل هذه المعطيات ونتائجها : السوية والمشوهة ، الايجابية والسلبية. بينما القليل من المبدعين هم الذين ضفروا كل هذه المظاهر بأهم رافد ساعد على إثراء أى أدب عظيم وخالد : أى الثقافة القومية للشعب : انتاجه الثقافى الذى يتمثل ويستوعب تاريخه وبيئته ، فيخرج فى شكل عادات وسلوك وأمثال وحِكَمْ وأغانى إلخ ، باختصار مجموعة أنساق القيم التى أبدعها الشعب عبْرَ تاريخه الممتد والمعبرة عنه ، وصولا إلى محطة تجسيد الواقع الآنى والمعاش لحظة الإبداع الأدبى .
من الكتاب من إهتم بالجناح الأول (لغة الفن) بالتهويمات أو التجريد أو الشطحات ، فسقط فى العزلة. وفريق آخر إهتم بالجناح الثانى فقط (معطيات الواقع) دون أدنى إهتمام بلغة الفن ، وبمجمل الثقافة القومية لشعبه ، فسقط فى المباشرة والتسطيح . وإنْ كان الفريق الثانى يستمتع بالشهرة والانتشار الزائفيْن ، لعدد محدود من السنين ، إلاّ أنّ الفريقيْن تبتلعهما دوامة النسيان ، ولا يبقى إلاّ الأدب والفن الخالد ، الذى وعى مبدعوه أهمية تلازم الجناحيْن لذلك الكائن الجميل : لغة الفن ومعطيات الواقع ، بما فيه من أساطير أنبتها ذلك الواقع ، وكل ذلك فى جديلة واحدة .
وأعتقد أنّ المبدعة التشيلية (إيزابيل اللندى) وعتْ أهمية تلازم هذين الجناحيْن لكل إبداع صادق وجميل وهى تكتب روايتها (الحب والظلال) .
على ثلاثة محاور رئيسية تُقيم الكاتبة عالم الرواية ، تتداخل المحاورالثلاثة – مع المحاور الفرعية- وتتشابك . وتنتقل بنا المبدعة من محور إلى آخر فى سهولة ويسر حتى يأخذ كل محور شكل الشعاع ، ومن تجمع الأشعة- المضيئة والحارقة- تتبلور رؤية العمل وهدفه : رغم القمع والمطاردة ، والتعذيب والابادة الجماعية فى (الذات العسكرية) : الجنرال والكولونيل والبكباشى والنقيب فما دون ، ورغم بشاعة المؤسسة العسكرية فى أمريكا اللاتينية ، وفى كل بقعة على كوكبنا الأرضى ، فإنّ الرواية تؤكد (بلغة الفن) أنّ الشعب التشيلى مازال يقاوم ، وبطريقته الخاصة (= الوعى بالمنتج الثقافى للشعب) بل وأكثرمن ذلك ، فإنّ أزهارالحب تتفتح ، رغم محاولات تدميرالقيم النبيلة فى الإنسان ، ورغم نباح كلاب السلطة المسعور، مازال الوجدان يعزف أغنيات الحب والنبالة ، ورغم كل العوامل المحبطة ، سيظل الوطن هو الحب الأكبر.
*****
إيرين (المحورالأول) صحفية شابة . أبوها هجر زوجته كما هجر الوطن . وأمها لاهية بذاتها وجسدها ، تؤمن بالمؤسسة العسكرية كإيمان المؤمن بإلهه. وكان طبيعيًا أنْ تربط ابنتها بتلك المؤسسة من خلال الضابط (مورانتى) .
إيرين – وقبل أنْ تُطهرها أحداث الرواية- كانتْ تعيش ((محمية بجهل ملائكى)) تعيش مفردات الطبقة الثرية فى النوادى والمصايف ، وفى بداية عملها بالصحافة كانتْ تكتب عن هرمونات عجيبة ، تُحقن فى الذراع لمنع الحمل ، وعن غراميات أمراء وأميرات البيوت الملكية الأوروبية ، وعن عروض الأزياء إلخ ، ولكن لأنها مثل الطائر، ولأنها تمتلك طاقة الإبداع والخلــق ، بدأتْ تقتحم عوالم جديدة ، فتُجرى تحقيقا صحفيًا مع بعض المومسات ، وتدل أسئلتها على اقترابها من الواقع ، فهى تسأل إحداهن : كم رجلا تستقبل كل ليلة ، ما هو مجموع دخلها ، التسعيرة الخاصة بالتلاميذ والمسنين ، أحزانها ، شكاواها ، سن الاعتزال ، ما هى نسبة العموم والشرطة . وتتبلور شخصية إيرين شيئًا فشيئًا ، فهى إنسانة قبل أنْ تكون صحفية ، إذْ بعد التحقيق الصحفى ((كانتْ قد نسجتْ علاقة طيبة مع سيدات الليل)) .
فرانشيسكو (المحورالثانى) درس الطب النفسى وحصل على الدكتوراه من الخارج ، ولكن عيادته الخاصة خاوية من الزبائن ، كما أنّ الحكومة العسكرية أقالته من عمله فى الجامعة بعد أنْ أغلقتْ كلية علم النفس ، التى اعتبرتها مزرعة خصبة للأفكار الضارة ، فاستعان بهوايته فى فن التصوير الفوتوغرافى ، ليضمن دخلا يتعيّش منه ويساعد أسرته ، فعرض نفسه على إحدى المجلات ، وهناك تعرّف على إيرين .
فرانشيسكو ابن أسرة أسبانية هربتْ من جحيم الفاشستة العسكرية فى أسبانيا ، لكى تكتوى بجحيم الدكتاتورية العسكرية فى شيلى . ولكن الأب – البروفسور(ليال) والأم (هيلدا) غذيا أولادهما على كراهية العسكر فى كل مكان ، وعلى أهمية التعاطف الإنسانى ، ومعنى أنْ تكون الكرامة هى رأس مال الإنسان ، وأنّ الظلم سيظل أبديًا ، إنْ لن تهب الشعوب لمقاومته. نعرف كل هذا من خلال علاقة إنسانية حميمة ، تجمع هذه الأسرة . وتنسج المبدعة هذه المعانى بلغة فن الرواية وبمفردات الواقع .
فرانشيسكو- قبل أنْ يتعرّف على إيرين – كان ينبض بحب أسرته وحب الناس وحب الوطن . كان يعمل مع أخيه (خوسيه) فى عيادة مجانية تابعة للخورانية ، ويُعالج طفلة اغتصبها أبوها ، ويحمل إلى المطار قائمة بأسماء ضحايا العسكر، يُسلمها إلى مجهول بعد أنْ يُردّدْ كلمة السر. وهو عضو فى مجموعة منظمة تعمل على تهريب المُطاردين عبْرَ إحدى المناطق الحدودية ، وإدخال عناصر من المعارضة عبْرَ منطقة أخرى ، ويؤمّنْ الأموال اللازمة لمساعدة الناجين المتوارين عن الأنظار، ولشراء الطعام والأدوية ، ويجمع المعلومات لإرسالها إلى الخارج مخبّأة فى نعال رهبان أو فى شعر الدمى . وصوّرجزْءًا من الأرشيف السرى للشرطة السياسية ، وسجّل على ميكروفيلم صورًا للقائمين على عمليات التعذيب . ومن أجل لقمة العيش ، كان يُصوّر للمجلات النسائية فساتين متقنة من الموسلين والدانتلا . كانت – باختصار- إحدى قدميه ((فى الحلم المفروض عليه ، والقدم الأخرى فى الواقع السرى)) .
هذا هو فرانشيسكو ابن أسرة أسبانية تكره العسكر كراهيتها للظلم . ومن هذه الأسرة سنتعرّف على (خوسيه) شقيق فرانشيسكو الذى يعمل سباكًا ليتعيّش ، ولكنه ينخرط فى سلك ثوار اللاهــوت ، الدورالعظيم الذى لعبته الكنيسة فى أمريكا اللاتينية ، كما سنوضح فيما بعد .
*****
يجمع المحوريْن (إيرين وفرانشيسكو) المحور الثالث : (إيفا نخيلينا) وهى فتاة صغيرة تم استبدالها وهى طفلة فى المستشفى . هذه الطفلة تعيش فى رعاية أسرة ريفية فقيرة ، الأم بالتبنى ترعاها كأحد أبنائها ، والأب يعمل مهرج سيرك ، يغيب عن الأسرة كل فصول العام عدا فصل الشتاء . تُصاب (إيفا نخيليا) بهيستيريا عصبية ، يلمسها أحد أطفال القرية المصاب بالدمامل فيُشفى ، وسرعان ما يرتفع صرح الأسطورة . وأصبح بيت (آل رانكيليو) مزارًا يحج إليه أهل القرية. وانهالتْ الطلبات على الفتاة التى تُعانى نوبات الصرع : التواصل مع الأرواح ، التنبؤ بالمستقبل ((إشفى لى هذه الدمامل أيتها القديسة)) ، ((اجعليهم لايأخذون ابنى إلى الجندية)) ، ((أيتها المليئة بالكرامات إشفى زوجى من البواسير)) ، اعطنى إشارة على أى رقم ألعب فى اليانصيب)) ، ((أوقفى المطريا خادمة الرب)) .
تهتم إيرين بإجراء تحقيق صحفى حول ظاهرة القديسة الشابة . تصطحب معها فرانشيسكو لالتقاط الصور بعد أنْ صارا لا يفترقان ، وهكذا تجتمع المحاورالثلاثة .
أثناء الزيارة تقتحم قوة من العسكر بقيادة أحد الضباط بيت آل رانكيليو، يُطلقون الرصاص فى الهواء ، ويُدمّرون محتويات البيت . ولكن (إيفا نخيلينا) تضرب الضابط وتلقى به خارج البيت أمام جنوده ، المدهوشين من المباغتة ومن أثر الأسطورة . بعد عدة أيام تذهب الأم إلى إيرين وتُخبرها أنّ قوة من العسكر بقيادة نفس الضابط ، جاءتْ ليلا وأخذتْ الفتاة ، ومنذ تلك الليلة لا تعلم عنها شيئًا .
تعلم إيرين – بعد تفاصيل غاية فى الدقة والإبداع – بوجود مدفن سرى جماعى فى منجم (لوس رسكوس) تذهب هى وفرانشيسكو إلى هناك . يقومان بالحفر، فيعثران على خمس عشرة جثة مشوّهة . ومن هنا يبدأ دور المحاور الفرعية- التى لاتقل أهمية عن المحاور الرئيسية- وعلى رأسها دور الكنيسة ، ومن قلب مقر المطرانية ، لفضح المؤسسة العسكرية .
فى عام 1979- كما جاء بالكلمة المطبوعة على ظهرغلاف الرواية- وفى بلدة لونكين ((على بُعد 60كيلومترًا من العاصمة التشيلية- سنتياجو- تم اكتشاف مدفن سرى فى منجم مهجور، أخفى فيه رجال الدرك جثث خمسة عشر رجلا من أهالى المنطقة . ومن هذه الواقعة الحقيقية ، تنطلق المبدعة إيزابيل اللندى ، لترسم عالمًا من الحب والأمل ، فى مواجهة عالم آخر من العنف والتعصب ، وكل ذلك فى أجواء سحرية تضيع فيها الحدود بين الواقع والخيال ، لتُشكل فى نهاية المطاف عملا أدبيًا رائعًا ، وشهادة تاريخية مأساوية ، تروى وقائع جريمة سياسية وقصة تضامن إنسانى)) .
إنّ هذا (التضامن الإنسانى) يُصاغ بلغة الفن وبوعى عميق بثقافة الشعب ، فنجد التضافرالعام كاللحن الرئيسى فى أية سيمفونية خالدة، ونجد الروح القومية تتصاعد لفضح المؤسسة العسكرية. وتُجسّد المبدعة- روائيًا – خبرة نضال الشعب ضد الدكتاتورية ، وكيف أصبحتْ الكنيسة قلعة من قلاع النضال ضد فاشية العسكر. وأنّ رجال الدين فى أمريكا اللاتينية ، لهم دور مختلف عن نظرائهم فى باقى دول العالم . فنحن هنا أمام رجال دين يؤمنون بقضايا الشعب ، ويُناضلون ضد سيطرة العسكرعلى الحكم ، بالاستبداد والقهر، وأنّ مقاومة الكنيسة لحكم العسكر من أجل الحرية والعدالة . وكانت الحكومة العسكرية تنظر إلى ((مقرالمطرانية على أنه وكر رهبان ماركسيين وعلمانيين خطرين متفرغين لمساعدة أعداء النظام . وكانتْ تلك هى المؤسسة الوحيدة التى تخوض الحرب ضد الحكومة ، ويقودها الكردينال ، واضعًا سلطة الكنيسة التى لاتُهزم فى خدمة المُطاردين ، دون أنْ يهتم بسؤالهم عن لونهم السياسى)) لدرجة أنّ الأثرياء المؤمنين بالعسكر، كإيمانهم بالإله ، مثل (بياترس) أم إيرين كانوا يرون أنه ((على السلطات العسكرية أنْ تمحو عن الخريطة هذه المؤسسة النضالية ، وأنْ تعتقل الكردينال وأتباعه العصاة)) وعن الكردينال كتبتْ المبدعة ((لم تستطع حملة العداء ، ولا زَجْ الرهبان والراهبات فى المعتقلات ، ولاتحذيرات روما ، أنْ تحرفه عن أهدافه ، فقد ألقى زعيم الكنيسة على كاهله مسئولية الدفاع عن ضحايا النظام الجديد ، واضعًا مؤسسته المهيبة فى خدمة المُطاردين ، فإذا ما اشتدّتْ المخاطر، غيّر من استراتيجيته ، مستندًا إلى ألفىْ سنة من الدهاء ومن معرفة السلطة. وبهذا كان يحول دون مواجهة مفتوحة بين ممثلى يسوع وممثلى الجنرال . ولكنه لم ينحرف ولو قليلا عن مهمته فى رعاية الأرامل والأيتام وفى مساعدة المعتقلين)) .
كان مع فرانشيسكو صور الجثث ، ومع إيرين تسجيلات صوتية لبعض الجنود بها اعترافات عن المذابح الجماعية . ذهب فرانشيسكو- كنصيحة أمه- إلى أخيه (خوسيه) الذى يعمل مع الكردينال ، فلم يتردّد الأخير إلى عقد اجتماع عاجل فى منتصف الليل ((وعلم جميع المشاركين أنّ حياتهم قد أصبحتْ فى خطر منذ هذه اللحظة ، لكن أيًا منهم لم يتردّد ، فهم معتادون على السير فوق شفير الهاوية منذ بدأوا العمل لصالح الكنيسة منذ سنوات . وبإستثناء خوسيه ، كانوا جميعهم من العلمانيين ، بل إنّ بعضهم كان بعيدًا عن الإيمان ، ولم يعرف إتصالا بالدين إلاّ إثر الانقلاب العسكرى ، حين اجتمعوا على الالتزام بالمقاومة فى الظل)) وعندما علم الجنرال باجتماعهم علق قائلا ((اللعنة : فهؤلاء الرهبان اللعينون يزجون أنفسهم فى أمور لم يُطلب من أحد منهم التدخل فيها ، لماذا لايلتفتون إلى الشئون الروحية ويتركون الحكم لنا ؟)) وهكذا – بصياغة بديعة- لخّص هذا الجنرال القاعدة التى سارعليها كل الطغاة عبْر مراحل تاريخ البشريـــة : على المؤسسات الدينية أنْ تهتم ب (الشئون الروحية) وأنْ (تترك الحكم لنا) وفى المقابل فإنّ هذه المؤسسات الدينية تتمتع بالمزايا المادية وبالتمييزالطبقى وتكون فوق الشعب ، طالما أنها تخدم مؤسسة الحكـم ، حتى ولو كان على حساب قهر شعب بأكمله . ولأنّ الكردينال يعلم قوة الكنيسة فى تشيلى أضاف ((دعوهم .. لانريد مشكلة أخرى)) .
توجّهتْ لجنة- بتكليف من الكردينال – إلى موقع المقبرة الجماعية وأعدّتْ تقريرًا ، وقع عليه مبعوثو اللجنة ورفعوه إلى رئيس المحكمة العليا . علمتْ الصحافة العالمية بالخبر وبدأ الزلزال : إذْ تحرّكتْ جموع الشعب ومنظمات حقوق الإنسان العالمية لإدانة حكم العسكر. وتعرّضتْ إيرين لمحاولة اغتيالها ، واخترق الرصاص جسدها ، ولكن تم اسعافها . وبعد أنْ تماثلتْ للشفاء تكاتفتْ جهود كل المخلصين لمساعدتها على الهرب هى وفرانشيسكو خارج البلاد . ثم يأتى التحوّل الهام فى شخصية خطيبها الضابط ، الذى اقتنع أخيرًا بأنّ حكم العسكر حكم دكتاتورى ، فيُقرّر عمل انقلاب عسكرى ، ولكنه يفشل فيُعتقل ويُعدم بالرصاص . وكان تعليق فرانشيسكو على تحول الضابط مورانتى ((إذا كان يوجد فى القوات المسلحة رجالٌ من هذا الطراز، فما زال هناك أمل)) ولكن والده (البرفيسورليال) ردّ عليه قائلا ((أنتَ تحلم يا بنى ، فحتى لو وُجد عسكريون مثل مورانتى هذا ، إلاّ أنّ جوهر القوات المسلحة لن يتبدّل ، فالعسكر تسبّبوا فى شرور فظيعة للإنسانية ولابد من إلغائها)) وفى وقت سابق كتب منشورًا جاء به ((إنّ تربية العسكريين ، من الجندى العادى وحتى أعلى المراتب ، تُحوّلهم بالضرورة إلى أعداء للمجتمع المدنى وللشعب)) .
وسط هذه البشاعة والدموية ، تسطع الكثير من قيم الكرامة الإنسانية والشموخ القومى ، فرجال الدين فى تشيلى يؤمنون بحب الإنسان والوطن . والشخصيات التى كانت ((محمية بالجهل الملائكى)) طهّرتها الأحداث . وسط كل هذا الظلام ، مازال قلب الإنسان يشع ضوءًا باهرًا مُبدعًـا ، ووسط كل عومل تخريب روح الإنسان ، فمازالتْ أزهار الحب تتفتح وتعلو شامخة . وكانتْ علاقة إيرين وفرانشيسكو واحدة من علاقات الحب الإنسانى التى خلدتها هذه الرواية . وكما أنّ أسرة البروفيسور(ليال) هربتْ من الفاشية الأسبانية ، فإنّ الأم تُعطى ابنها مفتاح بيت الأسرة فى أسبانيا ليعيش فيه هو وإيرن ، وكأنها دورة من الحياة بوجهيها : القمعى والنضالى . وعبْرصفحات الرواية ، جسّدتْ المبدعة ، كيف وُلد حب إيرين وفرانشيسكو وكيف نما مُتشابكًا ومُعشقا بحب الوطن . وإذْ يجتازا الحدود – بمساعدة شخصيات كثيرة – (( وعلى ضوء الفجرالذهبى ، توقفا لينظرا إلى أرض وطنهما للمرة الأخيرة . همستْ إيرين : هل سنعود ؟ فردّ فرانشيسكو: سنعود)) .
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور
- الأدب التراثى وأنظمة الحكم وجهان لمنظومة واحدة
- جدل العلاقة بين البؤس الاجتماعى والميتافيزيقا
- دستور يحكم الثقافة ويحمى المثقفين
- عقاب الطغاة بين دولة القانون وقانون الغابة
- انعكاسات الحرب والدمار على أهل الهوى
- الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين
- محمد البوعزيزى : الإبداع على أجنحة الحرية
- نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف
- المبدعة الليبنانية هدى بركات وجدل العلاقة بين الحياة والموت
- عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى