أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - سوريا والموقف الرمادي














المزيد.....

سوريا والموقف الرمادي


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 00:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


علقت ماجدة منصور- ام لهب على مقالاتي السابقة بخصوص سوريا وقد استوقفتني التعليقات:
يتمسك النظام بالسلطة فعليا ويدافع عنها بكل قوة ويعلن بين حين وآخر استعداده لتنفيذ اصلاحات لا تجد حظا من التنفيذ.
والنظام ممثلا بالرئيس وطبقة الحكم والمستفيدين من النظام ,وبالاعتماد على الجيش وكل اجهزة الامن يواجه المظاهرات بقسوة ولا يستجيب لمطالب الثورة وهو الذي بدأ باستخدام العنففي درعا.
من الجهة الاخرى هناك الجماهير الثائرة التي ترفع مطالبها الصريحة والتي تتوجها برحيل الاسد واسقاط النظام.
والقوى السورية صاحبة المصلحة في الثورة تجمعت في الشوارع والحارات,وتسلحت بالجرأة والصبر وتحملت التضحيات الجسام وباصرار وبطولة منقطعة النظير .
هل هذه كل اللوحة المتفاعلة في سوريا ؟هل يتوجب علينا ان نرى كل من هتف بسقوط الاسد جزءا من العملية الثورية الجارية في سوريا ,ونراه صديقا للثورة؟
لو ظلت اللوحة كما هي في ايامها الاولى ,جماهير غفيرة تنزل الى الشوارع وتطالب النظام بالاصلاحات ,وقد عجز النظام عن الاستجابة مما حدا بالحراك الشعبي ان يرفع شعار اسقاط النظام ,لو بقي الامر على هذه الحالة لما كان هناك أي تعقيد في اتخاذ الموقف ,ولا في فهمه.
ان النظام وكل الفريق المشترك فيه مارسوا الظلم سابقا واحتجزوا الحريات واحتجزوا التطور والنمو الاقتصادي وغرقوا في اقتصاد السوق .
هنا ظهرت ثنائية خاصة في سوريا (ساتعرض لها في مقال اعده منذ ايام)فالحكام هم انفسهم من الطبقة التي تملك الثروة,وهم انفسهم الذين يديرون الفساد وهم انفسهم الذين يوجهون عملية الانتقال الى اقتصاد السوق وينهبون القطاع العام ويجعلونه في حالة عجز دائم,ويسيطرون على خمسين في المئة من ثروات المجتمع ,بالاضافة الى القمع والتفرد وحجز الحريات واغلاق آفاق التطور وافقار الطبقات الشعبية والرشاوي التي لا تقف عند حد.
والطبقات المتضررة فعلا هي التي نهضت بمهمة العملية الثورية الجارية وحتى قبل ان تلتحق بها الاحزاب التقليدية ,فالطبقات الشعبية تتوق لتحسين اوضاعها والى الحريات والديموقراطية ,ولا يمكن ان تستدعي الاجنبي لتخليصها من النظام الحاكم, وها هي في الميادين تقارع النظام وقوى النظام وتتحمل التضحيات الجسام.
والطبقات البرجوازية المتوسطة والصغيرة ترى نفسها جزءا من الحراك الشعبي وتتوق لنظام حكم ديموقراطي ودستور وانظمة وقوانين تحمي الناس وتتيح تداول السلطة .
هنا نتحدث عن ثورة واضحة المعالم والاهداف .
يبقى شيء بالغ الاهمية مفاده ان الثورة السورية مثلها مثل الثورة المصرية والليبية هي ثورة شبابية وانطلقت بفعل شبابي (وبالطبع اغلبية الشباب بحكم التناسب الطبقي في المجتمعات هم من ابناء الطبقات الشعبية والبرجوازية الصغيرة لانهم الاكثرية الساحقة في الجتمع)وهؤلاء يقودون الميدان ولكنهم لم ينضجوا بعد للقيادة السياسية بحكم غياب الاحزاب التي تمثلهم سياسيا ,وهذا سبب فراغا في مصر وفي ليبيا على سبيل المثال.
ولكن وما ان اندلعت الثورة في سوريا واصبحت حقيقة واقعة حتى التحق بها فريق آخر ورفع نفس الشعارات المطالبة باسقاط نظام الاسد وتماهى مع حركة الشارع بشعاراته واطروحاته:هم القوى الرجعية السورية المرتبطة بالرجعية العربية ومتساوقة مع الامريكان والغرب الاستعماري وهؤلاء بمثل خطورة الحكم واشد .
هؤلاء رفعوا عقيرتهم بالمطالبة بالتدخل الاجنبي .وهؤلاء يمارسون العنف ضد الجماهير ويزيدون الوضع تأزما وعنفا ويخلطون الاوراق .
ان كل وطني وتقدمي في العالم هو ضد دعوة الاجنبي لتدمير سوريا والسيطرة عليها بالعلن او بالباطن , وضد ذبح عشرات الآلاف من سكانها وضد تدمير بنيتها التحتية تدميرا شديدا كما حصل في العراق واضعاف ما حصل في ليبيا.
هنا يدخل الاستعمار الأجنبي في اللوحة قائدا وموجها وبأعوان سوريين وعرب يدخلون على أنقاض سوريا ويتربعون على كرسي الحكم فيها ويتم النهب والسلب والإذلال إلى أمد طويل .
هذه هي اللوحة الحقيقية .
في خطاب لبرهان غليون قال:"لقد تقدمنا الى الامانة العامة لجامعة الدول العربية والى الامم المتحدة بطلب رسمي لحماية المدنيين في سوريا عبر اتخاذ قرارات ملزمة بارسال مراقبين دوليين والخيارات امام المجلس كثيرة ولا نستثني منها شيئا"وفي اكثر من مناسبة صرح هو وغيره بالرغبة في استدخال الناتو,والحماية هي القصف وبعد ذلك النفوذ على كل شيء.
وبالمناسبة فان مسؤولي الحراك الفعليين من الداخل لا زالوا يعارضون التدخل الاجنبي صراحة ,وهم يتعرضون لضغوط واغراءات ,كما يتعرضون للتغييب والطمس من اجل ان يتصدر انصار امريكا وقطر الموقف ويطلبون التدخل الاجنبي.
وقد يقول قائل ليتدخل الاجنبي ويخلع هذه الشوكة من جسدنا :هذه اقوال ساذجة ,لان المستعمر يخلع شوكة ويزرع مئة خازوق ,وعلينا ان نخلع شوكنا بأيدينا, ولا رمادية في هذه الرؤيا .
انا ضد التدخل الاجنبي والرجعيات العربية وضد نقل السلطة للرجعية السورية, بل للقوى التقدمية صاحبة المصلحة في الثورة والتغيير,ويمكن ان يتم هذا بانتار الثورة في الميادين او بضوع الحاكمين لارادة العملية الثورية ويسلموا السلطة للقوى الوطنية والتقدمي الفاعلة في اليدان .
ان القوى المتدخلة والتي تزعق باستدخال الاجنبي لن تحدث أي تغيير اقتصادي اجتماعي لمصلحة الجماهير بل لمصلحة امريكا والقطط السمان كما فعل السادات من قبل وكما فعل حكام العراق الذين سلمتهم امريكا مقاليد الحكم بانتخابات نزيهة!.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشود الامريكية والحرب
- هل جند الله المؤمنون وبقية الناس الكافرون؟!! جند الله والتفج ...
- التفجيرات في سوريا هي عمل اجرامي
- لماذا كل هذا الموت في العلراق؟
- لماذا يقصفون غزة
- الانطلاقة 1|1|1965 تعود من جديد
- هناك طبول تدق ربما تكون طبول الحرب
- خاطرة
- بعد الاتفاق على المصالحة :مشعل ينخرط في العملية السياسية فور ...
- القسم الثالث من قوانين الثورات الاجتماعية والوطنية
- برامج الثورات الاجتماعية والوطنية
- يسري حماد وصل مستعجلا في حضن اسرائيل وامريكا
- هل طبول الحرب تدق حقا
- صرخات مؤلمة في التحقيق
- من التحقيق
- من فكرتي 1
- عن اليسار رفيقي غازي الصوراني
- قوانين الثورات الاجتماعية والوطنية
- تعليق ورد على تعليق على مقالاتي عن الاسلاميين
- وجه الحويني وفرج المرأة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - سوريا والموقف الرمادي