أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الولاء ... و البراء














المزيد.....

الولاء ... و البراء


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 20:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت احلم دائما ببيت على تله، يشرف على بحيرة، ولما كنا بسطاء، ويستحيل علينا تحقيق ذلك الحلم، فقد كنت أدين بالولاء لله حتى ييسر امرى فاحصل على ذلك البيت فى الدنيا أو احصل عليه فى الآخرة، فى الجنة، ذلك عن الولاء.

أما عن البراء، فهو اننى برئت من سيطرة تلك الفكرة علىّ، فالله لا ييسر أمرا، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، والأمر كله مرده للحظ أو للصدف، أو قل للوراثة، فأنت تولد فقيرا، فتشقى بفقر اهلك، وترثه وتورثه، وربما نفذ بعض الفقراء المحظوظون بالحيلة أو بالحظ إلى ضفة الموسرين، أو أن تولد موسرا فترث الثراء وتورثه.

أما أن يرزقك الله، وأن رزقكم فى السماء وما توعدون، وأن الله مقسط، وأن الرزق بيد الله، فيرزق من يشاء، فكل ذلك محض هراء وعزاء، فعلى طول امتداد التاريخ توارث الفقراء الفقر، وتوارث الأثرياء الثراء، حتى فى الدولة الإسلامية الرشيدة والأموية والعباسية، لا حكم كان لله، الحكم كان للخليفة وأبناءه بالوراثة وبالتبعية، ناهيك عن قارات بأكملها لم تتسلل إليها ثقافة الله وقسطه وتوزيعه للرزق فراحت تقسط هى على رعاياها بحكمة وقسط اعدل كأوروبا والأمريكيتين واليابان والصين وغيرها.

وحتى تلك، أين هى من الله وتحكمه وسيطرته على رزقهم الذى فى السماء وهم كفره به ولا يعترفون ولا يقتنعون بوجوده، وبالأحرى ليس بحاجة لوجوده، فالله مصدر للتوكل والتخاذل والتعاسة، ولم يورث المسلمون سوى الفقر والحقد والجهل، وتوارث السلطة والمال باسمه وتحت سمعه وبصره، فالخليفة ظل الله والحاكم بأمر الله والأمير أو الولى له الأمر وعلى المسلمون الولاء والامتثال له والطاعة، ولو كان جائرا وألهب ظهورهم بالسياط، طالما هو من يمثل الله فى الأرض ويحكم باسم الله وبكتابه وبشريعته.

الله فى أحسن حالاته لم يتشطر أو لنقل لم يقنع سوى أصحاب تلك البقع و العقول الصحراوية الجافة النائية بأنه موجود وعادل ومقسط، ولما ذهب هناك حيث يستعمل الناس عقولهم ويحكّموا المنطق فيما بينهم، فما كان الحكم هناك الا للمنطق، لم يصمد كثير او بالأحرى لم يتواجد من الأصل، ولو أنهم اقتنعوا به وبعدله وحكمه وقسطه، لكانوا يصطادون الماموث إلى الآن و لا يجيدون حرفة غير الرعى.

ولكن لأنهم يحتكمون إلى العقل والمنطق، فهم قد نحّو الله بأرصدته المخزنة فى السماء يفعل بها ما يشاء، وقرروا عدم التوكل عليه والاعتماد على أنفسهم وفى اقل من مائتى عام أصبحت لهم حضارة وعلوم وصناعات تتجاوز حضارة أو ثقافة، تجاوز عمرها الأربعة عشرة ألف سنة، ولم تحظى بشيء سوى مزيد من الانتظار لرزق فى السماء أو جنة بعد الموت أيضا فى السماء.

عندما كنت أشاهد فى الأفلام الكفار من المسيحيين واليهود وهم يملكون بيوتا على المحيط كنت أعجب وأتساءل كيف يرزقهم الله بيوتا كتلك وهم الكفرة الفجرة؟ وكيف لا يرزق الله والدى ببيت مثلهم وهو المؤمن التقى؟ ثم كيف يملكون بيوتا على الماء وعرشه هو فقط من يجب أن يكون على الماء؟ وكيف يتمتعون بكل تلك النعم التى لا تتوافر لأحياء وربما لبلاد مسلمة كاملة؟ ناهيك عن فرد واحد يتفرد بما لا عين رأت ولا خطر على عقل بشر وهو كافر ومغرض ومازال يحيا على الأرض فى الحياة الدنيا ولم ينتقل بعد للسماء والجنة وما حاجته إذن للتفكير بالجنة وحورها وجنانها إذا كان بالفعل يملكها على الأرض فى حياته الدنيا بين يديه بحورها وبحورها وجنانها؟

كنت أنصت للتفسير المؤمن المسلم لتلك الظاهرة فاضحك واستخف به وأنا الصغير وهو أن الله أعطى لهم الدنيا وسوف يعطى لنا الآخرة، اى قسمة ضيزى تلك! وكيف يفكر الله هكذا؟ أم أننا نحن من نفكر هكذا؟ أم انه لنا الله ولهم الرب؟

ثم إن كنا نحن كسالى وأغبياء واتكاليون هكذا، وهم نشطاء وأذكياء ويعتمدون على أنفسهم هكذا، فما حاجة الله لنا؟ وما الداعى لسخط الله عليهم؟ وهم الأولى بالسخاء والعطاء من قوم لا يفكرون بشيء سوى الموت بانتظار الجنة التى وعد المتكلون.

كيف يعاقب الله من يصلح فى الدنيا ويعمرها ويجعلها مستدامة له ولأولاده ولأحفاده بان يحرقهم ويعذبهم ويحرمهم؟ ويهب الجنة والمغفرة والنعيم لقوم لا يفتئون يفعلون شيئا سوى الكسل والتواكل وحب الموت وكراهية الدنيا واقتسام الله على صحائفهم وفضائياتهم؟ وكأن الله أصبح مشاهد ومتفرغ لغثائهم ليل نهار حول بول البعير ورضاع الكبير وولوغ الكلب.

كيف يهب الله الجنة والمغفرة لقوم لا يفعلون شيئا سوى النعيق والنهيق والوعيد، قوم تحول عالمهم لمجرد حنجرة تصدر صوتا طوال الوقت كعجلة قل شحمها لتحصل على كل الشحم كم يقول الانجليز، العجلة التى تصدر أكثر ضوضاء ممكنة، تحصل على كل الشحم الممكن، والأموال والشهرة والقصور والسيارات.

أين رجال الفضائيات والهامر والمرسيدس والتجمع الخامس من سعيد بن جبير ومالك وبن حنبل والشافعى وبن العزيز وكانوا رجالا ربما يطفئون الشمع ليوفروا شحمها لو شغلوا بأمر غير أمر الأمة.

وكيف لهؤلاء المرتزقة الدجالون المدعون ألا يتوقفوا عن سب الغرب الكافر ثم ينافقوا فى نفس اللحظة فيتكلمون فى ميكروفونات من صنع الغرب الكافر ومحطات وأقمار وسيارات وهواتف وملابس من صنع الغرب الكافر، اى ازدواجية ونقص وتناقض يتمتع به هؤلاء الفجرة المجاهرين بالتقوى وبتكفير الآخر.

اى علم عرفوه وحصلوه غير العنعنة واللغط والسفسطة والاجتهاد واللغو وكل ذلك الهراء مما لا طائل منه، فلا يشفى مريضا ولا ينفع بشرا، إلا أولئك الأحياء الأموات المتمسحون بأضرحتهم وفتواهم وفضائياتهم، وهم اقرب لذباب يأكل من جثة فلا الذباب يشبع ولا الجثة تبلى.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 3
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الولاء ... و البراء