أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - بابا نوريئيل














المزيد.....

بابا نوريئيل


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا كان اطفال العالم " الكافر " سينامون هذه الليلة حالمين بالرجل القرمزي وهداياه التي تملأ كيسه المتواضع ، فان اطفال العالم " المؤمن " سينامون وهم متأكدين من هداياهم التي لمسوها لمس اليد ورأوها رأي العين على مدار العام ، ولان الثورات العربية التي انبثقت من دم الشعوب المحرومة ودفعت فواتيرها باهظة من هذه الدماء لم تجنِ من ثورتها الا الافك والوعود الكاذبة فقد اغرى مسيل الدم هذا افواج الذباب الاسلامي بالطنين المزعج عبر دعوات العودة الى كهوف مكة وعقاربها وعناكبها وعقاربها التي نراها اليوم تتصدر المشهد الاعلامي ببدلات هوغو بوس واربطة من شانيل واحذية فاخرة مصنوعة من جلود الشهداء واليتامى والارامل .
في العراق تحديدا ، هذا البلد الذي يتباهى سالبوه منذ 9 اعوام انهم يخافون الله ويحجون البيت الحرام ويؤدون الخمس والزكاة ويصلون التراويح باوقاتها ويلطمون في ذكرى مقتل الحسين وابيه واخيه واربعينيته التي سوف تصادف بعد اسبوعين ، ويصومون بافواههم عن الطعام في رمضان بينما تظل اياديهم موغلة بالدم والسحت ، في العراق الذبيح فداء لعترة وبيت نبي لا يمت لنا بصلة ينام اطفالنا هذه الليلة وهم مشتاقون لابائهم الذين حصدتهم السيارات المفخخة ومشتقاتها من كواتم وعبوات لاصقة ، وتنام الامهات حالمات بابنائهن الذين ابتلعتهم دوريات الوحوش الربانية المقدسة ، تنام البنيات الصغيرات حالمات بامهاتهن اللواتي يقبعن في سجون سرية وعلنية بتهم ملفقة او تقارير المخبرات السريات ، لاخوانهن الذين ابتلعتهم مليشيات غلمان العراق الذين احسنهم لا يملك في جيبه وثيقة الخدمة العسكرية ولكنه يقود افواجاً من المجذومين نفسيا وفكريا نحو الجريمة التي يبرقعها بالقداسة .
بدأ العام 2011 مشحونا بدفء ثورة تونس ، وتوافد عشرات من شبابنا ليطلقوا اصواتهم الرافضة للذل والمهانة ، فوظفت الحكومة شيوخها الذين اشترتهم بهدايا الموت ، دنانيرا ملطخة بالدم ومسدسات منقوش عليها اسم بابا نوريئيل المبارك ، فطعنوا من طعنوا واعتلقوا من اعتلقوا وتفرق الشمل بعد عدة اسابيع موعودا بمهلة امدها 100 يوم ليستطيع المالك المبارك للوطن ترتيب الخطط التي تلبي ما طالب به الشباب المتمرد ، بدأت المهلة والحكومة يومها تشكو من فراغ 3 وزارات امنية ، الدفاع ، الداخلية ، الامن الوطني ، وانتهت الايام المائة ، فلا حليمة تابت عن عادتها القديمة ولا دماء المتظاهرين انصفت ، الى ان تكلل المشهد بالرعب الهوليودي حيث دخل مسلحون الى بيت الصحفي الناشط هادي المهدي فقتلوه وهو يؤدي واجب الضيافة لهم !!!!!
في العراق تحديدا ، ينام اطفال مدينة العمارة هذه الليلة بدون مواقد تدفّؤهم لان مجلس المحافظة في هذه المدينة قد قرر التبرع بنفط مدينة العمارة وفقرائها الى مواكب العزاء في كربلاء ، هل هناك هدية اعظم من هذه الهدية التي تقدمها الحكومة للاطفال حيث تجعلهم يتعايشون مع الطبيعة بقسوتها لكي يكونوا رجال اشداء يدافعون عن الوطن ؟
في العراق تحديدا، يقف رجل ايراني من اطلاعات في كل كراج للنقل بين المدن وهذا الرجل هو الذي يقرر من يسافر ومن لا يسافر بعد تدقيق في الهويات او سؤال عن وجهة السفر ، وهذا المخابراتي التابع لولاية الفقيه هو الذي يقرر اي السيارات تعمل وايها لا تعمل ، في حين يبقى اولاد هؤلاء السائقين منتظرين لقمتهم بحلول المساء وعودة ابيهم ـــ اذا عاد ــ ، فهل هناك هدية اثمن من هدايا هؤلاء " المؤمنين " لجيل عانى الصدمات النفسية والصحية والجوع والامية ؟؟
في العراق تحديدا ، يعد بابا نوريئيل بان يصبح لكل عراقي بيت خاص به بعد 5 سنوات ، وهو يعلم علم اليقين انه لا يستطيع ان يوفر قبرا لكل عراقي ، فاسعار القبور والتوابيت ايضا خضعت لوصايا البنك الدولي الذي يقترض منه بابا نوريئيل ليسد عجز ميزانية الولي الفقية او حليفه الطائفي بشاريئيل العلوي ، فهل هناك حلما اعمق يحلم به الطفل العراقي هذه الليلة وهو يرى بلده مكبل لمئات السنين القادمة بديون ليس هو طرفا فيها ؟
بابا نوريئيل هو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والامن الوطني وبعد خلافاته مع القائمة العراقية سوف يكون وزيرا للتربية والمالية ونائبا لنفسه في مجلس الوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية بعد ملاحقة الهاشمي بدعوى الارهاب ، فهل هناك اعظم من هذا البابا نوريئيل في كل العالم ، فماذا ينقص اطفالنا هذه الليلة وهم يرون حامي امالهم واحلامهم يمد جناحيه على كل مقومات الدولة فيصبح هو الدولة وتصبح الدولة هو ؟؟ انه جدير بكل هذه المسؤوليات لانه حجي ويلطم بانتظام ويضعن صاغرا لاوامر الفقيه الولي ويكره شركائه من كل الاطياف والاهم من كل هذا انه مؤمن بالقضية الحسينية وبمشروعية استيلاء اهل البيت السعودي المحمدي على مقادير العراق ومستقبله وثرواته .
بعد اسبوعين من اليوم سوف تبدأ اربعينية قتل الحسين في كربلاء ، فرق عسكرية وطائرات وافواج مغاوير ومخازن اغذية وقواد برتب كبيرة تعمل ليل نهار من اجل حماية مواكب المغفلين والاميين والمغرر بهم ، في حين تعج مناطق كثيرة من بغداد ومدن الشمال والجنوب بالمشردين من الاطفال واليتامى من كلا الجنسين الذين اصبحوا فريسة للمخدرات الاسلامية والدعارة الاسلامية فلا تحرك الغيرة الانسانية ضمير مسؤول واحد من هؤلاء ليحمي هؤلاء المغلوبين على امرهم .
في العراق تحديدا ، سيحتفل بابا نوريئيل هذه الليلة بنخب الدم العراقي المراق ، في المدن والقرى والجامعات والاسواق والارصفة الباكية جور الله عليها ،سيحتفل هو بدمنا ودم ابنائنا واحفادنا الذين لم يولدوا بعد لان العراق مرهون بيد الولي الفقيه الى حين يقظة الضمير الوطني ، اما انا فسوف احتفل مع " الكفار " شاربا دم ربهم نبيذا احمرا واكلا من خبزه خيرا لي من ان احتفل مع ربكم " المؤمن " الذي يسكر كل ليلة ونهار بدمي ودم بلادي .



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصدقوا اصحاب اللحى
- التحليق تحت سماء واطئة
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
- رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
- افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
- خصيات نووية
- من اجل لطيف الراشد
- وزراء الحسين
- الرب الاسلامي ينافس الفقراء
- تسع كلمات قتلت العراق


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - بابا نوريئيل