|
هل تحبون المسيحيين ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 13:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في المدرسة الإبتدائية الكبيرة المُختلطة ، القريبة من بيتنا ، هنالك أكثر من سبعمئة طالب وطالبة ، بينهم فقط أربعة أو خمسة إيزيديين ، وكُل البقية مُسلمون ... ولايوجد مسيحيون " حيث ان هنالك مدرسة قريبة اُخرى خاصة بهم " . يوم أمس السبت 24/12 ، جرى هذا الحوار في الصف الثاني الإبتدائي ، بين المُعلمة وبعض التلاميذ : أحد التلاميذ ، سألَ المُعلمة : - ستْ .. مَنْ هو البابا الذي يجلب الهدايا ؟ - ماذا تقصد ؟ - عمتي تعيش في السويد ، وقالتْ ان البابا سوف يوزع علينا الهدايا اليوم وغداً !. - ايها الشاطر ، انه " بابا نوئيل " ، وهذه العادة منتشرة في الكثير من الأماكن ، حيث تُقدّم الهدايا الى الاطفال ، بمناسبة العام الجديد وعيد ميلاد السيد المسيح . أحدى الطالبات الصغيرات تدخلتْ ، وقالتْ : - ستْ ... ان هذا الشئ يتعلق بالمسيحيين ... ولا يجوز ان نتحدث نحن عن ذلك .. لأننا لانحبهم ! إندهشتْ المعلمة ، وقالتْ : - لماذا تقولين هذا أيتها الحلوة .. لماذا لانحبهم ؟ - أبي قالَ لي ذلك !! - أيتها الجميلة .. ألا تُحبين معلمتك الفلانية ؟ - نعم أحبها . - وهي مسيحية ، وهي تعلمك وتحبك .. ان أباكِ لم يكن يقصد ذلك . وعليك ان تحبي الجميع . ........................................ هذا ماجرى بالفعل .. وكانتْ المُعلمة واعية لدرجةٍ معقولة .. وإستطاعتْ ان تقوم بدورها التربوي والتعليمي في تلك اللحظات المُهمة للغاية ... ف " الثقافة " و " الوعي " بالنسبة للطفل في هذا العُمر .. في حالة تَشّكُل دائمة .. ويتقبل كافة " المعلومات " التي تَرِدهُ ، من مُختلَف المصادر : من البيت ، أي من الوالدَين والأخوة الأكبر ... من المحيط الاجتماعي ، أي الأقارب والأصدقاء ... ومن المدرسة ، أي من المُعلمين . وأكاد اُجزم بأن دَوْر المدرسة ، مُتميز هنا ، في التأثير على الطفل ، وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، ومُحاولة تصليح ما أفسده المحيط الاجتماعي قَدَر الإمكان .. فالمسؤولية المُلقاة على عاتق المُعلم والمُعلمة ، جسيمة في هذا الصَدَد .. لأن تعويد الطفل ، على " التفكير " وتعليمه " التمحيص " ، تدريجياً ، قبل ان يُسّلم بصحة المعلومات التي يتلقاها .. من أهم المَهام وأصعبها . فعلى النظام التعليمي والتربوي .. نبذ طريقة [ التلقين ] والدرخ والحفظ ، بدون فهم وبلا هظم !.. والتركيز بدلاً من ذلك ، على تربية الطفل وتعليمه ، الاُسس الصحيحة [[ النقدية ]] منذ الصغر ، والإرتقاء بشخصيته . تَصّوَر .. لو ان المُعلمة أعلاه ، لم تُعالج الأمر بطريقةٍ جيدة .. أو تعاطفتْ مع التلميذة الصغيرة التي عَلمها والدها على ان لاتحب المسيحيين ... أو تجاهلتْ الموضوع ... لِبَقتْ هذه الطالبة البريئة تعتقد بأنها " يجب " ان لاتحب المسيحيين او الإيزيديين ! . والمُشكلة ، انه يوجد بين ظهرانينا ، آباءٌ متطرفون ، وحتى مُعلمون يفتقدون الى حس المسؤولية .. ولهذا هنالك إحتمالات لنشوء الكثير من أطفال اليوم ، حسب رؤىً إقصائية متطرفة .. وحين يكبرون ، لايتحملون [ الآخر ] المُختلِف والمُغاير ... سواء دينياً أو سياسياً او مذهبياً . على الجهات المُختصة ... إيلاء الكثير من الإهتمام .. بالتربية والتعليم ، والمُعّلم والمناهج .. فهذا الطريق فقط .. يؤدي الى التفاؤل وتوقع حياة أفضل للأجيال القادمة .. أجيال تكون فعلاً مُحبةً لبعضها البعض ... بحيث يكون الطفل المسلم يتفهم ويحب ، مُناسبات وطقوس الطفل الإيزيدي والمسيحي واليهودي .. برحابة صدر .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُجّرَد دعايات كُردستانية
-
طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
-
الأمور عال العالْ !
-
جاك شيراك المُدانْ
-
المالكي في واشنطن
-
أ ل ع ر ا ق
-
إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4
-
بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك
-
تجاوزات اُسامة النُجيفي
-
القوات الامنية قليلة في الأقليم !
-
مُهاترات المالكي / النُجيفي
-
الله فوق الجميع
-
إنتكاسة خطيرة في دهوك
-
أيهما تُفّضِل : الأمان او الحقوق ؟
-
وَعي الجماهير العراقية
-
مصر .. فصلٌ جديد من الثورة
-
الرأسمالية المتوحشة
-
مجالس محافظات الأقليم 3
-
التدّخُل الخارجي و - الوطنية -
-
الأسد : لو كنتُ مكان الملك عبدالله لإنتحرت !
المزيد.....
-
جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك
...
-
احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي
...
-
هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام
...
-
الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست
...
-
استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ
...
-
-رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب
...
-
بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
-
روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
-
رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
-
هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|