أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حجب العلم عن أبناء السفلة













المزيد.....

حجب العلم عن أبناء السفلة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النبى صلى الله عليه و سلم قال : ((لا تعلموا أولاد السفلة العلم فإن علمتموهم فلا تولوهم القضاء والولايه.))... كما أن ابن خلدون قال في مقدمته ((لا تعلموا ابناء السفهاء منكم وان علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا القضاء))..لأنهم إذا تعلموا(اي اصبحوا ذوو نفوذ ومناصب نتيجه لهذا التعلم) إجتهدوا في إذلال الشرفاء.
من لسان العرب (( السفلة)).. ((السِّفْلة نقيضُ العِلْية)).. أى أن البشر يتدرجون من طبقات عليا لها كل الحقوق ثم تظل تفقد حقوقها كلما تدنت حتي نصل الي الطبقات السفلي ذات الصفات التي لا تؤهلها أو ابناءها لتلقي العلم أو القضاء أو الولاية بمعني رئاسة اى عمل يسمح لهم بأن يتحكمون في الناس أو يذلونهم .
تصنيف البشر حسب اصولهم الطبقية لم يعد مستثاغا في زمننا هذا بعد أن حكم مصر ثلاثة رؤساء كانت أصولهم موضع تعتيم منهم .. فنحن لم نعرف شيئا عن والد و زوجة أب الرئيس عبد الناصر و تجاهل الرئيس السادات أصوله الطبقيه و نشأته تماما.. أما المبارك فلقد عادى أهل بلدته و تجنب حتي الحديث عنهم .. الرؤساء الثلاثه قادمون من الريف من أصول طبقية غير اقطاعية أو متوسطة بعد ان قررت حكومة الوفد فتح الكلية الحربية لابناء الشعب وقد كانت قبل ذلك مقصورة علي ابناء البشاوات والبكوات .
الاشتراكية الناصرية كسرت جميع الحواجز وأصبح من الممكن ان يتعلم ابناء افقر فقراء مصر .. بل تفوقوا علميا في المنافسه رغم الفقر والاحتياج .. في هذا الزمن تعلمت في مدارس الحكومه وكنا لا نشعر بفروق طبقيه بيننا فالملابس كانت متقاربه و الطعام ايضا و لم تكن هناك سيارات و لا موبايلات ولا كمبيوترات أو لاب توب يمتلكه أحدنا ويفتقده آخر.. كان هناك علم ونشاط مدرسي يشملنا جميعا .. وهكذا كان من الممكن أن يتعلم ابن البواب ويلتحق بكلية الهندسة ، وابن البيه المدير العام ساكن العمارة يفشل ويسلك طريقا مخالفا، بمرور الوقت أصبح بعض أبناء الطبقات السفلي ( اقتصاديا ) هم من الذين يشكلون الطبقات العليا ويتحكمون في كل مفاصل الوحش البيروقراطي الرهيب .
و هكذا جاء الدليل العملي علي أن ابناء (السفلة) يمكن ان يتعلموا و يرتقوا و يندمجون في آلة انتاج ضخمة ترحب بهم و تطرد ابناء الطبقات العليا بحيث اذا دققت في الاصول الطبقية لكل رؤساء الوزارات والوزراء والقادة العسكريين وقادة الشرطة والقضاء فيما بعد الناصرية فلن تجد ان السيدة الوالدة لمعظمهم كانت واحدة من نجوم المجتمع أو تحمل أعلي الشهادات أو أن السيد الوالد ورث عن جده الباشوية ولازالت الاسرة تحتفظ بها مثل بطرس باشا غالي.
الخلطة التي حدثت مع الانفتاح وصعود تجار المخدرات والشقق المفروشة الي أعلي السلم الطبقي مع سقوط الذين تمسكوا بالقيم و المبادئ البرجوازية ، التي تجعل من الرشوة دناوه وسرقة المال العام جريمة والتنطع علي الآخرين للحصول علي مكاسب من اخلاق السفلة .. جعلت ناس أسفل السلم هم الافضل خلقيا بعد أن توقفوا عن سلوك المسالك السائدة للحصول علي الثروة والجاه في مثل هذا المجتمع ..ولن أذكر أسماء نجوم الانفتاح هؤلاء فهي معروفة للجميع والا كيف ساد فساد لعين لثلاثين سنة بعد ذلك .
الان أصبح العلم متاحا للجميع، للذين يريدون من الاعالي أو الاسافل اذا ما تكبدوا مشقة الحصول عليه ،بالسعي بين مراكز عصابات الدروس الخصوصيه التي تعطي ملخصات يحفظها الطالب ثم يسكبها علي ورقة الامتحان و ينساها فورا.. أو الالتحاق بمدارس أجنبية بمصروفات لا يقدر عليها الا من معه تكاليفها.. و أصبح دخول الكليات العسكرية والامنية بالرشوة والحصول على رخصة النيابة لها تسعيرة معروفة للراغبين في سلك القضاء.. ولم يعد للفقراء ( اى الذين لم يتمكنوا من الحصول علي الاموال بطرق شرعية أو غير شرعية ) سبيلا الا للوظائف الأقل حظا ودخلا ومستقبلا .
السفالة و(السفلة) .. عبر العصور اختلفوا .. وتطورت المفاهيم بحيث لم تعد هي التخلف الطبقي الذى كان له قياساته في زمن قريش وما يترتب عليه من تعالي اثني بين القبائل والافراد داخل القبيلة الواحدة .. بل أصبح في زمن امبراطورية ابن الخطاب بين الاشراف ( الغزاه المحتلين ) و الموالي (أهل البلد التي تم استلابها )، أو بين الاحرار والعبيد .. فعندما يقول الخليفه العادل ((متي استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا))، فانه يقصد ناسه اى الغزاه ابناء الجزيرة وليس المصريين المحليين الذين يُستــَعبدون و يُضرَبون بالبلغة لدفع الخراج والجزية كما فعل كل الولاه من عبد الله ابن ابي سرح حتي محمد علي باشا الكبير .
الشعب المصرى كان (( الغوغاء و السفلة والرعاع )) وكل الأوصاف الطبقية التي أطلقها اثنان وسبعون اميرا تولوا حكم مصر أولهم عمرو بن العاص و آخرهم ابو الفوارس أحمد الاخشيدى في فترة دامت لـ 340 سنة اى حتي عام 900 م عندما استوطن الفاطميون مصر (( إن أمزجتهم وأخلاقهم بعضها شبها لبعض فان أبدانهم سريعة التغير قليلة الصبر والجلد كذلك اخلاقهم تغلب عليها الاستمالة والانتقال من شئ الى شئ وعندهم الجبن والقنوط والشح وقلة الصبر علي الشدائد وسرعة الخوف من السلطان وعندهم قلة الغيرة علي عيالهم وعندهم التحاسد في بعضهم وكثرة الكذب وذم الناس حتي قيل أن كلابهم أقل جراءة من كلاب البلدان الاخرى وأن الاسد اذا دخلت مصر ذلت )) ابن اياس في باب (( طبائع أهل مصر)) ، وهكذا لم يهتم الغزاه بتعليم ابناء السفلة و تأخر انتشار الاسلام حتي اعاد غزوها المأمون في حملته ضد الثورة المصرية التي قادها قبط مصر وقمعها بعنف الخليفة العباسي ابن هارون الرشيد .
السفالة تطورت مفاهيمها بعد حكم الفاطميين لمصر وفتح الازهر لنشر تعاليم الشيعة فلقد انتشر تعليم المنهج الجديد واستطاع المصريون تضمينه كل تراثهم القديم من احتفالات واسلوب الاذان او تلاوة القران والاهتمام بالاضرحة وأولياء الله الصالحين لقد اصبح اسلاما مصريا وسطيا جذابا للعديد من المصريين حتي زمن صلاح الدين الذى أعاد السنية في شكلها الشافعي الذى حاول الا ينفر المصريين بتقديم مفاهيم مغايرة لتصبح الشافعية ايضا اسلاما مصريا يتبناه الازهر دون الانتقاص من توجهاته الفاطمية .. أى أن أبناء السفلة تعلموا واصبح لهم منهجا واسلوبا فرض علي من همشهم واضطهدهم و جعلهم ماكينة انتاج تغذى كسالي الجزيرة العربية .. السفالة هنا تم حصرها في فقراء اهل الريف والغير متعلمين منهم الذين كان عليهم تمويل مغامرات حكم العبيد ( المماليك ) الذين حكموا حتي محمد علي باشا .
في مصر الحديثة ظلت مفاهيم التميز بسبب العرق والدين والطبقة تتآكل تدريجيا حتي أصبح المصريين مواطنين علي قدم المساواة لا فضل لعربي علي عجمي الا بحب الوطن .. وبدأ ابناء الطبقات الفقيرة يقفزون الي طبقات افضل بالتعليم وهنا أصبح للسفالة مفهوم جديد يتصل بخيانة الوطن والعماله للمستعمر و خيانة طموحات الشعب في الاستقلال والحياة الكريمة للجميع علي قدم المساواة أصبح بعض الأمراء و البشاوات سفلة في حين كان الفلاح المعتز بكرامته بطلا (هوجة عرابي ، محاكمات دنشواى ، مظاهرات المطالبة بالاستقلال ومساندة وفد سعد زغلول ، مقاطعة البضائع الاجنبية وتشجيع المصرية وحملة طلعت حرب الجهاد التنويرى الثقافي للدكاترة مثل طه حسين ، مشرفة ، لويس عوض ، ولحملة شهادات متوسطة مثل سلامه موسي والعقاد اللذان لم يحصلا الا علي الابتدائية .. الدفاع عن حرية المرأة وخلع الحجاب مع تعليمها) .
بعد انقلاب العسكر و حكمهم للبلاد اصبح مفهوم السفالة له عدة شروح و مفاهيم ، فهو لدى الحكام هو كل من عارضهم و عليه ان يحرم من البعثات التعليمية و ينحي بعيدا عن التدريس ، الجيش ، الشرطة ، القضاء، الاعلام و كل مكان يستطيع التاثير منه علي قطيع النعاج .. اما لدى شيوخ الاسلامجية فهم الليبرالين والديموقراطيين والعلمانين اعداء الاسلام والرجوع لتقاليد السلفية .. عند المتنورين هم الفاشيست الدينين والامنيين والعسكر والانتهازيين السفهاء الذين يقلبون الحق باطل ويعملون لدى السلطان ترزية قوانين ودساتير وماكينة تبرير لكل تصرفاته وإفكه و طغيانه ..السفلة لدى السيدات اللائي يقدن سيارتهن هم سائقي الاتوبيس والميكروباص .. ولدى الباعة الجائلين هم عساكر البلدية الذين يفرضون عليهم الاتاوات ، وعند المؤجر هو صاحب البيت الذى لا يريد اصلاح دورة المياة التي تسرب من السقف ، الحكم العسكرى الذى أشاع الفوضي في كل حياة المصريين اشاعها ايضا في المفاهيم التي كانت مستقرة في يوم ما حول مقاومة الاستعمار والامل في حياة عصرية يتمتع فيها المواطن بان تظله قوانين حقوق الانسان .
ما يحدث الآن علي أرض المحروسة شيء لم تشهده من قبل.. عندما قرر رئيس الوزراء خفض مصاريف الحكومة والتقشف لمعالجة العجز الدائم في الموازنة بمنع شراء السيارات / الاثاث المكتبي / أجهزة التكييف / التليفونات المحمولة .. والحد من السفريات للخارج ، وقام المركزى للمحاسبات بمراجعة الإنفاق علي هذه البنود ورفض تحميل الميزانية بتكاليفها .. التف قادة الجهاز البيروقراطي حول هذه القرارات بادعاء أن هذه الاصناف الممنوعة يتم استيرادها وشراؤها من أجل استخدام الخبراء والاستشاريون الأجانب الذين لا يشملهم منطوق القرار ( ثم كان ينوبهم من الحب جانب) أخذ يتسع ويكبر مع حكومات ( بزينيس نظيف ) وشركاه لتصبح في النهاية ( فِرده ) علي كل شركة ، استشارى ، مورد أجنبي يتعامل مع أجهزة الحكومة بحيث لا يوقع عقده ما لم يتضمن تزويد المالك (موظفي الحكومة ) بكل أصناف المحظورات ( علي أعلي مستوى من الفخامة و الرفاهية ) بمعني أن تقشف السيد رئيس الوزارة كان نقمة على ميزانية الحكومة التي تدفع منها قيمة الممنوعات أضعافا مضاعفة عن طريق عقود أخرى .. الجهات الاجنبية المانحة لمساعدات بعد أن استشرى الامر وأصبح يمتص أغلب ما يقدمونه ، اشترطت الا تستخدم منحها في شراء السيارات ، أجهزة التكييف ، أو في صرف مكافآت ، بدلات سفر للادارة العليا التي بدورها رفضت (الوصاية الاجنبية ) ولم توافق علي تلقي الاحسان مهدرة ما سيعود منه بالفائدة علي المصريين .. حتي لو كانت مساعدات مخصصة لنجدة من تضرروا من زلزال أو فيضان أو كانت لمعالجة قصور في العشوائيات أو تدريب الحرفيين و الكوادر الادارية .
فرض الادارة الحكومية علي المقاول ، الاستشارى ، المانح ، المورد تزويدها بما هي محرومة منه جعل استخدامه و توزيعه لا يخضع لفائدة المؤسسة بقدر ما يفيد العصابة والاتباع، مع حرمان المعارضه أو الغير متوافقين مع قوانين العصبة منه .. هو .. السفالة بعينها .
قادة العمل الادارى و الفني بالحكومة والقطاع العام وأجهزة السيطرة والسيادة لا يتوقف دورهم علي الاستنطاع علي الغير .. انما يتعداه لطلب مميزات خاصة من المتعاملين معهم .. سفريات للخارج مصحوبة بمصروف جيب .. هدايا رأس السنة والمناسبات والحفلات والعزومات في المطاعم والاماكن مرتفعة التكلفه .. الرشوة الواضحة ، السمسرة، المشاركة مع صغار الموردين والمقاولين .. بناء المنازل ، الفيلات والقصور بأسعار رمزية .. لقد تغير مفهوم السفالة علي أيديهم ليضم بين السفلة كبار القوم من وزراء ورؤساء مجالس ادارات وموظفين عموميين و أجهزة الرقابة والامن الذين يعرفون مصائبهم ويدارون عليهم والذين يتبادلون معهم المصالح في كل مفصل من مفاصل هذا الجهاز البيروقراطي العفن حتي عم الفساد .
السيد الشيخ خريج كتاب القرية ، ثم المعاهد الازهرية المتشرة في طول مصر وعرضها عندما يتأهل يعمل في وظيفة مدرس عربي أو إمام زاوية او جامع صغير بالقرية .. و فجأه تفتح له طاقة القدر فيسافر الي السعودية يعمل بمرتب يفوق مرتبات المهندسين والاطباء المصريون هناك ، وعندها يتولاه مشايخ الوهابية الذين وظفوه بالتعديل و التغيير ليحل محل دروس الازهر تعاليمهم السلفية ، وكلما كان متجاوبا زاد دخله .. وكلما قلد ملابسهم ، مظهرهم ، اسلوب حديثهم ، و استعار لهجتهم .. كلما خرج من اسار الفقر والعوز وتخلص من آثار عصا فلكة سيدنا بالكتاب وأصبح من الاعيان .. فاذا ما فتحت له طاقة القدر ثانيا فسيتم اختياره بواسطة واحدة من القنوات التلفزيونية الدينية ليقدم برنامجا يرد من خلاله علي اسئلة المشاهدين ويصبح دخله بالملايين التي تزداد أو تقل بمدى إقبال المتسائلين .. الشيخ المحظوظ يتحول الي نجم إثارة بما يقدمه من قضايا بهتت مع الزمن متشددا ضد المرأة والعلم والمخالفين دينيا مقدما أسلوب حياة بدائية يشرب فيها المواطن بول الابل وترضع العاملة زملائها ليصبحون ابناء لها بالرضاعة وتحمل المرأة بجنينها لاربع سنوات دون أن تلده .. تخاريف المشايخ الشرهين للمال جذبت لهم باقي القنوات الفضائية تتعامل معهم كفقرة ترفيهية تحولت الي إمداد دائم للصحافة الفكاهية و اليوتيوب والانترنت .. وهكذا ما تصاعد افكارهم الغريبة يزداد أرصدتهم من أموال توضع تحت البلاطه تتيح الزواج والطلاق بحرية وخداع البسطاء لتوظيف اموالهم طبقا لنصائح الشيخ الولي .. تعمية ، تدجين ، تغييب للعقل ووعي الجماهير من أجل عطايا اسيادهم أمراء البترول .. اليسوا هؤلاء هم السفلة الذين حذر الرسول صلعم من تعليم ابناءَهم .
السفلة لم يعودوا هم الفقراء انهم اصحاب الاخلاق ( الواطية ) .. حضرة الضابط أو أمين الشرطة الذى لم يجد من يربيه أو يعلمه بمبادئ حقوق الانسان وتوعيته بأن العالم ليس غابة تتصارع فيها الوحوش التي عليه إرهابها بالضبط ، الضرب ، التعذيب ، الاعتقال غير المبرر .. ولم يجد من يفطنه بأن أموال الناس و بضائعهم ليست حلا للانكشارية العسكرية تأكل وتنعم بها في اي مكان وبأى صورة دون دفع المقابل .. وأن اى اعتداء علي الآمنين أو المتظاهرين سيكون له رد فعل رادع .. هذا الضابط لسوء توجيهه يقوم باجراء كشف عذرية علي المحتجات و يسحلهن في الشارع ويصفهن بالعهر فارضا قيمه عليهن ان يتحجبن و يقرن في بيوتهن ..هو شخص تم تضليله يوم أن ارتدى البدلة الميرى بعد أن دفع رشوة او استخدم نفوذ أهله ومعارفه ليتغلب علي انخفاض تحصيله ومجموعة في الثانوية العامة ولم يجد من يدربه ، يعلمه ، او حتي نموذجا يحتذى به ليصبح هذا الانسان السافل الذى لا يهتم الا بما سيعود عليه من نفع مادى ونفوذ يجعل السيدة اخته تقوم بازعاج الجيران وتنفيض السجاد علي رؤوسهم بكل صلف مستمد من سبع البرمبة .
التغيير في مفهوم السفالة ..التي يقدمها لنا كبار موظفي الدولة والقطاع العام ومشاهير نجوم الوعاظ ورجال الدين وحضرات الضباط الذين افتروا علي المصريين هو ما حذرنا منه ابن خلدون (( لا تعلموا ابناء السفهاء منكم وان علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا القضاء))..لأنهم إذا تعلموا( أي اصبحوا ذوو نفوذ ومناصب نتيجه لهذا التعلم إجتهدوا في إذلال الشرفاء ) .
و مع ذلك فالسفلة الجدد ومن أنجبوا يحتاجون أن يتعلموا لا أن نحجب عنهم التعليم .. يحتاجون أن يعاد صياغة مبادئهم ، قيمهم ، توجهاتهم ، فكرهم ، ليستوعبوا أن الدنيا يحكمها قوانين تخالف قوانين الغابة التي تعلموها في كتاتيب القرية ومعاهد تحفيظ وتجويد القرآن .
علي الابناء الذين دفع لهم الآباء قيمة الرشوة التي دفعت للاساتذة ليحصلوا علي شهاداتهم أن يتعلموا أن هذا ليس سلوكا قويما .
علي السيدة ابنة الوزير التي استولي لها بابا من مشروع يشرف عليه استشارى اجنبي علي الجراند شيروكي الخضراء التي تذهب بها الي الجامعه تستفز الطلاب الزملاء أن تعرف انها تقدم نموذجا منحطا للسلوك .
علي الاخرى التي تذهب للكوافير او الترزى تصبغ شعرها وتفصل ملابسها وعندما يسألها عن الاجر تحيله للباشا الذى عادة ما لا يدفع الا قيمة المواد المستخدمة وبشق الانفس أنها وبابا شخصيات غير مرحب بها .
علي الشاب الذى يذهب الي بلاد الفرنجة يتعلم تحت رعاية الشركة الفرنسية التي يوكل لها بابا الاعمال أن يعرف أن هذا غير طبيعيا .
علي الآنسة المحترمة التي تدهس المارة ثم تصرخ في التليفون طالبة نجدة انكل الباشا ان تعرف ان هذا سلوكا شائنا ..أما السيدة التي تستخدم خدمات سيادة المستشار والدها لرؤساءها لتحصل علي ترقية لا تستحقها متخطية كل الواقفين في الدور فهذه لا امل في تعليمها أو تربيتها أبناء السفلة الجدد يجب الا نحجب عنهم التعلم بل نصر أن يتعلموا باسلوب صحيح فهم الذين سيحكمون مصر .. و لزمن ليس بقليل .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علم العبد (.....) مكرمة.
- فقر الفكر .. وفكر الفقر
- ديموقراطية خلط الحليب بالمجارى
- في مصر مجتمعات يحكمها البهاليل .
- الريف ينتقم و المدينة عاجزة
- أبدا ..لن تسرقوا احلامنا
- تغيير جلد النظام .. ثم الكمون.
- انتخابات اليوم ..تقديم طلب الانضمام للعصابة
- النوح ، و البوح أمام مقابر الشهداء .
- لكي لا تحرثوا في البحر.
- و.. جعلوا أعزة أهلها أذلة.
- هل ضاع كفاح قرن في عشرة شهور!!.
- انا مضاد للسلفية..حتي النهاية.
- البكاء أمام محراب نيتنياهو
- النهضة الاسلامية سراب و وهم للغافلين
- الاسلام السياسي (ايدز) المجتمعات.
- كوميديا السلفيين و تراجيديا الاخوان المسلمين
- الدولة الدينية كابوس لا يتحقق.
- آسف .. مصرلن يحكمها السلفيون.
- الخلف الطالح و البروتاليتي.


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حجب العلم عن أبناء السفلة